بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في كتابه العزيز"ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها، ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين، ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به تبغونها عوجا" الأعراف 85/86

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين القائل في الحديث الصحيح "من أعان ظالما ليدحض بباطله حقا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله" والقائل أيضا "إن الله لا يقدس أمة لا يعطون الضعيف منه حقه" وعلى آله وصحبه أجمعين.

بتاريخ 07 فيفري 2008 أخرجت من ساحة الهواء الطلق من طرف قوات الأمن بعد أن دخلته، وذلك استجابة مني لدعوة عامة قامت بها مؤسسة القدس تهدف إلى المطالبة برفع الحصار على قطاع غزة، وعندما اعترضت على هذا المنع قال لي رجال الأمن، نعم الدعوة عامة ولكن أنت شخصيا ممنوع من الحضور لاسيما مع وجود رئيس الحكومة بلخادم، فدار بيني وبين رجال الأمن نقاش قانوني مفاده على أي أساس قانوني يقوم هذا الاستثناء والذي لا أصل له وإنما هو ضرب من التعسف وذكرتهم بما صرح به رئيس الحكومة نفسه في 26 مارس 2007 في المؤتمر 5 للقدس حيث قال "مسؤولية العرب والمسؤولين إزاء القضية الفلسطينية فرض عين وأدعو إلى نصرة القدس ظالمة أو مظلومة" فما كان من كبار مسؤولي قوات الأمن إلا التزام الأوامر بالمنع بغض النظر عن قناعتهم الشخصية في قانونية الإجراء لاسيما والدعوة عامة لا استثناء فيها، وهكذا منعت من حقي في مناصرة أقدس قضية في العالم الإسلامي والله المستعان، ولقد حاول أكثر من طرف من القائمين على تنظيم التجمع وفيهم من له حصانة برلمانية ولكن قوات الأمن أصرت على منعي من الدخول مع العلم أنني حضرت كمواطن عادي استجابة للدعوة العامة الموجهة للجميع.

ولا شك أن هذا التصرف الجائر والأرعن يخالف الشرع من حيث وجوب مناصرة القضايا الإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين ويخالف ما ينصّ عليه الدستور في مواده 29/32/34/38/41 بل القانون يعاقب كل طرف سعى إلى منعي من ممارسة بعض حقوقي المشروعة كما تنص المادة 22 الدستور، ويخالف نص المادة 18/19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان رغم أن هذا الإعلان نجده معلقا على بعض جدران مقرات الشرطة ولكن مجرد تعليق على الحائطّ !

أما الممارسة فأبعد ما تكون عن احترام وتطبيق محتوى القانون والدستور والمواثيق الدولية الملزمة التي وقعت عليها الجزائر بيدها وداستها برجلها فرغم أن الدستور ينص على أنه لا يجوز حجز أي مطبوع أو تسجيل أو أية وسيلة أخرى من وسائل التبليغ والإعلام إلا بمقتضى أمر قضائي فإلى يومنا هذا لم استرجع المحجوزات التي أخذتها الشرطة من منزلي إثر تصريح لي بمناسبة "وفاة" الجنرال إسماعيل العماري رغم أنه لم توجه إلي أي تهمة بعد التحقيق معي وهذا التصرف أشبه بالسرقة منه إلى الحجز وهو أمر مخالف للقانون أيضا.

من خلال ما تقدم، يظهر جليا أن هناك جهات نافذة خارجة عن مقتضى الشرع والدستور والقانون والمواثيق الدولة التي وقعت عليها الجزائر وهي مطالبة دوليا بالتزاماتها الدولية كما ينص عليه الدستور في المادة 132 والتي تسمو على القانون الداخلي، وهذه الجهات تجبر أفراد الأجهزة الأمنية من ضباط وغيرهم على مخالفة الدستور والقانون والمواثيق الدولية التي تعلموها أثناء التكوين وقبل التخرج مما جعل أغلب رجال الأجهزة الأمنية في صراع نفسي شديد نجمت عنه أمراض نفسية وعصبية وقلبية بل وصلت ببعضهم إلى الانتحار فهم في صراع دائم بين مقتضى تطبيق القانون والخبزة أو الفصل من العمل بحجة عدم امتثال الأوامر كيفما كانت !

والحق يقال ما كنت أتصور أن الحماقة والبلاهة والجهل بحقوق الناس أن تصل إلى هذا الحد المنحط ومنها محاكمة الشباب الجزائري والطالب الجامعي منصف فلاحي لا لشيء إلا لأنه اعترض على زيارة رئيس فرنسا ساركوزي من خلال كتابة لافتة وهذا حق من حقوقه في التعبير عن رأيه ففي الوقت الذي ينال من سمعة ساركوزي في بلاده من خلال المظاهرات، وينعت بأوصاف لا تليق في بلاده ولم يتعرض أي مواطن للمتابعة القضائية، فها نحن في "جزائر العزة والكرامة" نحاكم طالبا جامعيا على حقه في التعبير ونلتمس بحقه 06 أشهر سجن نافذة وغرامة مالية قدرها 50 ألف دينار بتهمة القذف، يا للعار والشنار والهدف واضح من وراء هذه المحاكمة هو سعي السلطة في تأديب الشعب ونزع رجولته حتى لا يرفع رأسه بالاحتجاج وأن يكون هذا الشاب عبرة لغيره لا سيما شباب الجامعات بحكم أن طلبة الجامعات هم طليعة التغيير المنشود ومستقبل البلاد ولذلك يعمل النظام المتعفن على نشر الفساد والانحلال بكل أشكاله داخل الجامعات ليظل خاملا ذليلا، بعيدا عن التعبير عن رأيه في القضايا الهامة والمصيرية في حياة الأمة، همه إتباع الشهوات والملذات والتفاهات كما هو مشاهد من أغلب طلبة الجامعات إلا القليل الراشد الذي يسبح عكس تيار الفساد الهائل، ثم من هو ساركوزي حتى نحاكم من أجله شابا في مقتبل العمر كتب على اللافتة "أنت محظوظ لأن العربي بن مهيدي ليس هنا" رغم أن ساركوزي نال من هيبة الجزائر بحضور رئيس الجمهورية نفسه ففي الوقت الذي نجد فيه المظاهرات تخرج هنا وهناك تندد ببعض الرؤساء وتنعتهم بأقذع النعوت، أمثال بوش وساركوزي وبلير وبرون وبعضهم يرمي بالطعام والبيض الفاسد، نسارع نحن لتكميم الأفواه والله المستعان.

أعود فأقول، ليت الأمر توقف عند منعي من ممارسة حقوقي المشروعة بل تعداه إلى المضايقة على بعض الأصدقاء والإخوة الذين أتصل بهم أو يتصلون بي، فمؤخرا هاتفني بعض الأصدقاء، فما كان من رجال الشرطة القضائية إلا أن وجهت له استدعاء، لماذا هاتفت الأخ علي بن حاج وحرروا له محضر وحقق معه، وما أكثر الذين وجهت إليهم استدعاءات منذ خروجي من السجن إلى اليوم وما زالت المراقبة السرية والعلنية تلاحقني إلى الآن وإلى الله المشتكى.

علي بن حاج

الجزائر يوم 02 صفر 1429 هـ
الموافق لـ: 09/02/2008 م

تعليق واحد

  1. غير معروف بتاريخ

    Vous êtes un homme rare, malgré tous les injustices envers vous et vous n’avez pas changé votre altitude vis- à -vis les autorités algériennes; on a besoins des hommes comme vous, résistez et patientez la victoire sera inchaallah à votre coté.

Exit mobile version