سؤال واحد يقض مضجعي هل لا يزال بجعبة إسرائيل ما يخزي الأنظمة العربية الحاكمة؟ بل ماذا بقي من شرف و سلطة للحاكم العربي أمام إسرائيل ؟

لقد بات الحكام العرب و على رأسهم زعماء الثلاثية المسماة معتدلة لا يجامعون زوجاتهم إلا بترخيص من تل أبيب أو واشنطن ‼ لم يكتف نظام بني هاشم بأن تحول إلى حام لظهر إسرائيل و لم يكتف نظام أل سعود بأن جعل ماله تحت تصرف الكيان الصهيوني الذي أوعز له في أنابوليس ثم في باريس بترجيح كفة عباس على كفة حماس, و لم يكتف " باراك" أن " هزق " ومزق ما بقي لمبارك من ذرة كبرياء لأن جهوده كلها في حماية المعابر الحدودية بين مصر و غزة… لم تكتف إسرائيل بكل هذا حتى بلغ الخزي بهذه الثلاثية المعتلة و بلغت الوقاحة و الوحشية بالكيان الصهيوني في أن يتحالفوا على الحجيج العائدين من بيت الله فيلحقون بهم ما لحق بالفلسطينيين السابقين و اللاحقين من جحيم الطرد و مصادرة الأرض و الأسر, ذلك ما يواجهه 220 حاجا على ظهر عبارة أردنية في المياه الإقليمية المصرية بعد عودتهم من البقاع المقدسة بالأراضي السعودية,و ما هذا إلا غيض من فيض إفرازات أنابوليس ‼

هؤلاء الحجاج يعانون الأمرين إلى درجة أن بعضهم يعتزم حرق هذه العبارة و آخرين يريدون أن يرموا بأنفسهم في عرض البحر لعل ذلك كفيل بأن يألب على أنظمة العار هذه الرأي العام الدولي مادامت شعوب العرب مكبلة و أسيرة لدى أنظمة عربية مكبلة بدورها و أسيرة لدى إسرائيل بمقتضيات المفاوضات و الاتفاقيات . و حتى مصر التي لم يعد للحجاج الفلسطينيين من ملاذ غيرها لم تعد كما كانت أيام الفراعنة التي يقال لزائرها أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين كما أخبرنا القرآن. لأن حكامها الذين ليس لهم شيئا من نخوة عمرو أو نخوة صلاح الدين أو ثورية قطز أو كارزمية عبد الناصر و لا حتى قوة فرعون ‼ماذا بقي لهؤلاء الجناة الذين يحكموننا ؟ رجال استئصل منهم هرمون العزة و الأنفة و النخوة و الغضب و الشرف و كل الهرمونات ماذا بقي لهم ؟

إذا لم يهبوا لمساعدة هؤلاء الحجاج المسنين المرضى من باب الدين فليهبوا من باب القومية التي كانت في الجاهلية عند العرب أحسن مما هي عليه الآن أو فليهبوا لفعل ذلك على الأقل من باب الإنسانية , أو من باب القانون الذي يعاقب من يتخلى عن إعانة شخص في حالة خطر و هؤلاء الحجاج المرضى معلقين الآن في عرض مياه البحر بعدما منعتهم إسرائيل من العودة إلى ديارهم بغزة و تأبى الأردن استقبالهم و تحظر مصر على مواطنيها أن يقدموا لهم يد العون و كأنهم جرب تخشى العدوى منهم, و لكن بالنظر إلى التضحيات الجسام التي يقدمها بنك الشهداء بفلسطين يوميا و دفاع النشامى الأبطال في أرض الأنبياء عن شرف الأمة و دين الأمة و مقدسات الأمة نيابة عن كافة أبناء الأمة سنتفهم أن هذه الأنظمة المعتدلة لها ألف حق في أن تخشى على شعوبها من الاختلاط بأبناء فلسطين تفاديا لنقل عدوى البطولة و الصمود و الجهاد الذي اجثته أمريكا و إسرائيل من قلوب حكامنا و أدبياتهم و خطاباتهم و برامج أبنائهم في المدارس, و ما كل هذا إلا جزء بسيط من وابل من الخزي و الهوان الذي تتخبط فيه أنظمة " العار-ب " التي ماذل ذليل ذلها منذ أن خلق الله آدم عليه السلام .

عبد الله الرافعي
كاتب صحفي جزائري
abdellah_errafii@hotmail.com

2 يناير 2008

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version