ضَاقَتِ النَّفْسُ مِنْ طُولِ الأَسْرِ * وَفَاقَ سَوَادُهَا ظُلْمَةَ القَبْرِ
وَانْحَسَرَ سَيْرُهَا فِـي بِضْعِ خُطْوٍ * وَصَارَ فِنَاؤُهَا مِسَاحَةَ القِدْرِ
وَتَقَزَّمَ حُلْمُهَا فِـي شَهْيِ أُكْلٍ * وَتَجَرَّعَتْ مِنْهُ مَاءَ الذُّلِّ وَالعُسْرِ
جَرُّونَا إِلَى إِرْهَابِ العَصْرِ بِمِصْيَدَةٍ * كَسَوْقِ الشَّاةِ لِيَوْمِ النَّحْرِ
لَوْلَا الإِيمَانُ بِاللهِ لَانْفَرَطَ عِقْدُنَا * وَلَتَفَرَّقَتْ حَبَّاتُهُ مِنْ حَزٍّ وَنَثْرِ
نَرْقُبُ مَصِيرَنَا مِنْ حُكْمٍ أَوْ عَفْوٍ * تَلَهُّفَ العَانِسِ ——- المَهْرِ
وَهَلْ تَنْقَطِعُ الرُّوحُ إِذَا مَا تُوُفِّـيَ بَشَرٌ * وَكَمْ مِنْ أَعْلَامٍ قَدْ خُلِّدُوا بِالذِّكْرِ
عُدْتُ إِلَى رُشْدِي مِنْ بَعْدِ حِيرَةٍ * وَأَيْقَنْتُ أّنَّ الحَقَّ مَحْفُوفٌ بِالمُرِّ
وَمَا كَانَتِ الدُّنْيَا لِتَأْتِيكَ صَاغِرَةً * إِلَّا إِذَا قَارَعْتَ الرَّذَائِلَ بِالهَجْرِ
كُلُّ مَا عَانَيْنَاهُ كَانَ مُجَرَّدَ بَلْوَى * فَطَبْعُ الحَيَاةِ مِنْ نَوَائِبِ الدَّهْرِ
حَتَّى إِذَا مَا صُدَّتْ جَمِيعُ الأَبْوَابِ * لَاحَ الفَرَجُ مِنْ بَرِيقِ الصَّبْرِ
هَدَأَتِ الرُّوحُ مِنْ ثَوَرَانِ مَوْجِهَا * وَمَا كَانَ مَعِينُهَا مِنْ زَبَدِ البَحْرِ
فَالدُّرُّ فِـي قَاعِ اليَمِّ مُسْتَتِرٌ * وَشَتَّانَ مَا بَيْنَ اللُّؤْلُؤِ وَالحَجَرِ
وَاليُوسُفُ قَدْ أَنَاخَ لَنَا بِشَدْوِهِ * صَدَى الصَّلَاةِ مِنْ نَفَحَاتِ الفَجْرِ
مَازَالَ الذِّكْرُ وَتَرْتِيلُ الآيِ دَأْبُهُ * آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافٍ مِنَ الظُّهْرِ
حُرِّيَتُنَا مَطْلَبُ كُلِّ عَاقِلٍ كَرِيـمٍ * آمِرًا بِالمَعْرُوفِ وَنَاهِيًا عَنِ المُنْكَرِ
وَالظُّلْمُ مَهْمَا طَالَ إِلَّا مُنْكَسِرٌ * وَالعَظْمُ يَلْتَئِمُ بَعْدَ طُولِ الكَسْرِ
فَإِنْ كُنَّا نَحْيَا وَالرُّوحُ مُنْهَزِمَةٌ * فَلَا طَابَتْ حَيَاةٌ فِـي ظِلِّ القَهْرِ
وَلَا نَامَتْ أَعْيُنُ الجُبَنَاءِ بُرْهَةً * وَلَا هَنِئَتْ بِالعَيْشِ أَنْفُسُ العُهْرِ
لَقَدْ كَرَّمَ المَوْلَى الإِنْسَانَ بِعَمَلِهِ * فَهَلْ يَرْضَى عَيْشَ الدَّابَّةِ فِـي الجُحْرِ
إِذَا كَانَ قَدَرِي أَنْ أَعِيشَ بِلَا هُوِيَّةٍ * فَهُوِيَّتِـي رُكَامُ سَحَابٍ لَمْ يُمْطِرِ
سَأَظَلُّ عَلَى العَهْدِ مَهْمَا تَقَطَّعَتْ * سُبُلُ الكَرَامَةِ فِـي اتِّجَاهِ النَّصْرِ
وَسَيَذْكُرُ التَّارِيخُ مَجْدَ كُلَّ عَزِيزٍ * أَبَى الخُنُوعَ وَحِيَاكَةَ الغَدْرِ

أرسل رداً

Exit mobile version