بمؤلفاته الجريئة، ككتابه «من يجرؤ على نقد إسرائيل؟»، وكتابه «معادٍ للسامية»
المفكر بونيفاس يعري ويكشف سياسة الابتزاز التي يمارسها اللوبي الصهيوني في الاعلام الفرنسي

محمد مصطفى حابس/ جنيف : سويسرا

نتابع منذ أشهر – عبر فضائيات العالم- بطولات أشبال المقاومة الفلسطينية التي فجرتها عملية “طوفان الأقصى” المجيدة أو الحرب الفلسطينية الإسرائيلية، كما يحلو للإعلام الغربي تسميتها، نلاحظ أن عامل اللغة في كل قناة أو فضائية، يحاول جر المشاهد، نحو فهمه وتحليله، وما تحليلات فائز الدويري بقناة الجزيرة عن المبصرين العرب ببعيد ..
وبالتالي تعتبر اللغة من أهم مقومات الهوية ومكوناتها الأساسية، فهي ثقافة الشعب وروحه، وتؤثر عليه تأثير الهواء الذي يستنشقه والماء الذي يشربه. ولما كانت اللغة على هذا القدر من الأهمية جاهد “المستعمر” بما أوتي من قوة مادية ومعنوية لفرض سيطرة لغوية على الشعوب المستضعفة التابعة له؛ لأن طمس اللغة يعني طمس الهوية، ومن تنازل عن لغته يمكن أن يتنازل عن أعز أي شيء مهما كانت قداسته، فيسهل استلابه.
واللغة الفرنسية كباقي لغات الدنيا، هي أية من آيات الله سبحانه مصداقا لقوله تعالى:﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ﴾/الروم: 22] .
وكما سبق أن ذكرنا، في مقال سابق، أن الأقلام مرآة صادقة لشخصية أصحابها وعبير بعضها يعكس عطر أصحابها، وان الأقلام أنواع وأشكال، وفي حياة كل منّا أقلام مبدعة رائعة تسر العين تارة وتلهب العقول أحيانا؛ لما تطرحه من أعمال نزيهة ملتزمة تعكس تجرد وروعة كتّابها، الخير نهجها والحب محرابها والفضيلة معبدها الخالد حتى ولو كانت تغرد في سرب بعيدا عن أرضنا وديننا ولغتنا !!
عن هذه الاقلام الغربية، كنا قد أمطنا اللثام للقارئ الكريم عن بعض منها في أعداد سابقة من البصائر، رقم 732 و رقم 793- و كتبنا حينها عن قامات كبرى من قامات الأقلام الغربية والفرنسية تحديدا، في شخص كل من “ريجيس دوبري” و”إدوي بلنيل ” و”ميشال أنفري” و”فرانسوا بيرقات” (1) ، الذين أنصفوا العرب والمسلمين أيما إنصاف، بل أحيانا قدموا صورا ونماذجا غاية في اللطف والموضوعية، أحسن بكثير من ابواق العديد من “عبيد العرب” من مثقفينا المستلبين حضاريا وتراثيا من بني جلدتنا المقيمين في ديار الغرب والذين انسلخوا حتى عن ثوابت الأمة و نخوة الملة.

“المثقفون المزيفون” أو النصر الإعلامي لخبراء الكذب و التزييف
واليوم يطيب لنا أن ندعوكم لتصفح مواقف نادرة وبطولية لقلم نزيه في شخص الكاتب والمفكر الفرنسي المعروف ومدير معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية، “باسكال يونيفاس” الأكاديمى البارز الذي ينظر بعين و يبكي بعين، بل قل هو مثقف نقدى بالمعنى السارترى، وأحد أبرز المحللين الاستراتيجيين الفرنسيين، ويعتبر باسكال بونيفاس من بين الباحثين والمثقفين، الذين يتمتعون بحضور في المشهد الإعلامي، ويعرف بكونه مناهضا للخطابات الأحادية في القضايا التي تهم الإسلام والعرب وحضور المسلمين في الغرب وكيفية تقديمهم للمشاهد والقارئ الغربي….
أصدر العديد من الأعمال اللافتة، تزيد عن 60 كتابا ترجمت للغات عدة، لعل أهمها:«فهم العالم»، «لماذا كل هذه الكراهية»، و«نحو الحرب العالمية الرابعة» وهو كتاب ينتقد فيه أطروحة «صدام الحضارات» لصموئيل هيتنجتون، وكتاب «من يجرؤ على نقد إسرائيل؟»، وكتاب «المثقفون النزيهون»، وكتاب «المثقفون المزيفون »، حيث كنا أفردنا لهذا الأخير منذ سنوات خلت مقالا بعنوان ” المثقفون المزيفون .. النصر الاعلامي لخبراء الكذب ” (2).

صرخة ضمير حي وشهادات موثقة
أين يفضح الكاتب بأدلة دامغة كيف يصنع الإعلام الفرنسي خبراء في الكذب، وكيف يتم استحواذ فئة من الصحفيين والمعلقين والخبراء، على الفضاء الإعلامي والثقافي الفرنسي وقلبهم الحقائق بهدف توجيه الرأي نحو اقتناعات أيديولوجية أحادية البعد..
إذ جاء كتابه «المثقفون المزيفون» كصرخة ضمير حي وشهادة موثقة، يكشف فيه مؤلفه، “ستائر الجريمة الجديدة والخطيرة الممثلة في تزييف الوعي والكذب المتعمد وتغيير الوقائع بهدف التأثير في الجمهور وتوجيه الرأي العام، طبقا لأجندة يختلط فيها السياسي بالمالي والإيديولوجي بالطائفي”، في بعد تام كل البعد عن منطق البحث عن الحقيقة وتمجيدها. من هؤلاء المثقفين المزيفين “أبواق الصهيونية العالمية” عبر كل من “برنار هينري ليفي” قيصر الإعلام الفرنسي وعراب الربيع العربي في ليبيا؛ و”ألكسندر آدلر”؛ و”فرانسوا هزبورغ”؛ و “فريديرك إنسل”؛ و “تيريز دبلش”؛ و”فيليب فال” و”كارولين فوريست” مدللة وسائل الإعلام الفرنسية، التي فبركت وصحيباتها خيوط التهمة الجنسية ضد المفكر طارق رمضان، و العميل محمد سيفاوى الجزائرى الأصل (3).
هؤلاء المرتزقة كما يسميهم الكاتب، ليس من الغريب أن يكون الجامع المشترك بين هذه الأيقونات الثقافية الإعلامية المتعفنة؛ دعمهم المطلق واللامشروط للوبي الإسرائيلي، في مقابل إصابتهم بالإسلاموفوبيا، ثم قربهم الحميم من مخابرات دواليب السلطة والقرار بأروقة الإليزيه. وهو ما يفسر بالامتيازات العديدة التي يحظون بها ماديا وإعلاميا وسياسيا. لكن يبقى الأهم هو عدم ترددهم في تزييف الحقائق ونشر مغالطات لا علاقة لها بالواقع. فهم لا يتورعون من أجل كسب معاركهم وسجالاتهم بالتضحية بالحقيقة من أجل الانتصار والظهور وإرضاء أصحاب القرار والنفوذ…

رغم الحصار والتعتيم الإعلامي الفرنسي ورفض طبع كتابه من طرف 14 دار نشر

تبقى الإشارة إلى أن كتاب «المثقفون المزيفون» الذي صدرت ترجمته العربية، عن دار ورد في دمشق، وهي ترجمة متوسطة مهلهلة الحال أو قل ناقصة نوعا ما، بتوقيع المترجمة السورية روزا مخلوف. الكتاب يبدو أنه ليس كتابا إشكاليا وجدليا فقط، بل لعله كتاب انتحاري أيضا، لأن كاتبه يتحدى منظومة التضليل الإعلامي الفرنسية ويغامر بالهجوم على لوبي الصهيونية في فرنسا الذي يمنع أي محاولة للهجوم على إسرائيل أو الانتصار للعرب، متسلحا بالتهمة الأكثر شيوعا، والأقوى تهديدا في فرنسا وهي العداء للسامية. ولهذا رفضت 14 دار نشر – على حد إشارة المؤلف – طبع الكتاب و توزيعه خوفا من أن يلحق بها هذا اللوبي الخسائر !!
حقق كتاب «المثقفون المزيفون».. الانتصار الإعلامي لخبراء الكذب والتضليل، رقم مبيعات وصل إلى ستين ألف نسخة بعد بضعة أشهر فقط من صدوره في عام 2011، وأكثر من مائتي ألف نسخة بعد أقل من عامين على نشره، رغم أن 14 دارا للنشر رفضت نشره كما أسلفنا، ورغم التعتيم الإعلامي الذي قامت به وسائل الإعلام الفرنسية التقليدية، من صحف وبرامج سياسية وثقافية في المحطات الفضائية، تجاهلته على نحو شبه كلى، إلا أن الكاتب كسر الحسار وجعله اليوم في متناول الجميع ومجانا، فيكفي للقارئ تنزيله من المواقع الالكترونية، للاستفادة والإفادة !!

.. كتابه ” معادٍ للسامية” يكشف مؤامرة اللوبي الصهيوني
وها هو المفكر الفرنسي الحر، يضرب في العمق مرة أخرى، وفي الوقت الذي يتاجر فيه حكام العرب بمبادئنا وثوابتنا، بإصداره كتابه الجديد عام 2018 بعنوان «معادٍ للسامية»،
L’antisémite
الذي نفذت طبعته الاولى في أيامه الاولى من الاسبوع والصادر عن دار نشر ماكس مالو الفرنسية، أين يسرد بالتفصيل وقائع وأحداث جرت معه شخصيا، وتتقاطع كلها حول ما عاناه من “ابتزاز ومحاولات ترهيب”، بل وتهديد بالقتل، بتهمة معاداة السامية من طرف اللوبي الصهيوني في فرنسا، بسبب موقفه الرافض للانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة.
في أولى صفحات كتابه «معادٍ للسامية»، الذي يظم مئتي صفحة، كتب باسكال بونيفاس يقول “لم يثبت عني يوما أني تفوهت أو كتبت كلمة أو جملة واحدة توحي بأني معاد للسامية”، ويضيف “ولم ترفع ضدي أية دعوى – ولو مرة واحدة- أمام المحاكم في هذا الصدد”؛ ورغم ذلك فهذه “التهمة الجاهزة تلاحقني” منذ نحو عقدين من عمري، من طرف ساسة وبعض حكام فرنسا.
ويمضي الكاتب في شرح أسباب وجذور هذه الاتهامات، مؤكدا أن البداية الأولى لهذه “الافتراءات والأراجيف” ترجع إلى عام 2001، حين كان مستشارا استراتيجيا لدى الحزب الاشتراكي في الفترة التي كان فيها الرئيس فرانسوا هولاند (يهودي الأصل) أمينا عاما للحزب.

شخصيات سياسية نافذة لا تزال تضغط من أجل “اغتيال” بونيفاس “أكاديميا“

وكتب المفكر بونيفاس تقريرا انتقد فيه الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، ودعا فيه الاشتراكيين إلى اتخاذ موقف حازم من حكومة أرييل شارون؛ لكنه تعرض لهجمة شرسة من طرف “اللوبي الإسرائيلي داخل الحزب الاشتراكي الفرنسي”، وقامت قيادات يسارية موالية للدولة العبرية بتحريف ما جاء في تقريره، واتهموه بالتحريض عليها وبمعاداة السامية. لكن بونيفاس اعتبر الأمر مجرد أراجيف وخديعة بهدف إسكاته وإجباره على الاستقالة من الحزب الاشتراكي.
ونجح المتربصون بالمفكر الفرنسي في دفعه للاستقالة من الحزب الاشتراكي في سنة 2003، لكنه رغم ذلك واصل فضح انتهاكات إسرائيل منددا بمحاباة الحكومة الفرنسية للوبي اليهودي المتمثل في الـ «كريف» أي “المجلس التمثيلي للمنظمات اليهودية في فرنسا”، الذي يعتبر من أهم المؤسسات الفرنسية المدافعة عن إسرائيل «معادٍ للسامية»،
ويعتبر بونيفاس أن الحملة ضده لا تزال متواصلة حتى الآن، وأن شخصيات سياسية نافذة لا تزال تضغط من أجل “اغتياله أكاديميا”.
ويشير المفكر الفرنسي إلى أنه بعد فشل الرئيس السابق الـ « كريف» روجي كوكرمان في الضغط على الحكومة الفرنسية بهدف إقالته من إدارة “معهد الدراسات الدولية الإستراتيجية”، أحد أكبر المؤسسات البحثية في أوروبا؛ طالب قبل أشهر رئيس الوزراء الفرنسي السابق مانويل فالس – يهودي الأصل امه سويسرية ووالده أسباني أحد أكبر السياسيين الداعمين بقوة لإسرائيل- بإقالته من جديد من إدارة المعهد وقطع التمويل العمومي عنه، على خلفية مواقفه من الدولة العبرية !!
ويرى “بونيفاس” أن من العار استغلال “تهمة جاهزة” تتمثل في معاداة السامية لحماية الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من المحاسبة وتبرير جرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، واعتبر أن اللوبي الإسرائيلي في فرنسا يشهر هذه الفزّاعة في وجه كل من يتجرّأ على انتقاد إسرائيل، ولمنع كل ما من شأنه فضح أو انتقاد انتهاكاتها للقرارات الدولية.
ويشرح “بونيفاس” في كتابه كيف أن “حملة شيطنة ممنهجة” تواصلت ضده على يد خصومه، من خلال استخدام الآلة الإعلامية التي يتحكم فيها اللوبي الصهيوني التي رفضت “إجراء بحث واستقصاء حول الاتهامات الكاذبة” ضده.. واعتبر المفكر الفرنسي أن الهدف كان واضحا ويتمثل في “ترهيب أي شخص آخر يجرؤ على انتقاد إسرائيل.”

من أشكال الترهيب التي تعرض لها الكاتب “بونيفاس“ وعائلته.. رسائل تهديد بالتصفية الجسدية
ويشرح صاحب كتاب «معادٍ للسامية»، كل أشكال الترهيب التي تعرض لها هو وأفراد من عائلته، من بينها رسائل تهديد بالتصفية الجسدية، والتضييق عليه أكاديميا، حيث ألغيت له العديد من الندوات والمحاضرات في عدد من الجامعات والمعاهد، ولازالت.. وهناك العديد العديد من الأمثلة المؤلمة الأخرى للتهديدات والتخويفات والأكاذيب المنبثقة عن الشخصيات المؤيدة لإسرائيل أمثال (بيرنار هنري ليفي، فريدريك هنسال، مالك بوطيح، باتريك كلوغسمان، فريدريك حزيزة، مانويل فالس، وما إلى ذلك)، أمام شيطنة أعاصير هؤلاء القوم من العرب والعجم لا يمكن للقارئ إلا أن يقف إكبارا واجلالا لثبات المفكر باسكال بونيفاس، الذي فضل دائما أن يجادل بالحقائق بدلا من أن يستسلم إلى صفارات التآمر ونعيقها المتوالي حينا ضده وأخرى ضد مبادئه وقناعاته الراسخة، وليكن ما يكون ثمن التضحية…
ويصدق فيهم قول شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا، الذي أنشد ضد سياسة ديغول، عام 1960:
فـقدت فرنسا رشدها وصوابها*** وغدت تسجل في الأنام ضلالها
فـاترك فرنسا وهي في أحلامها*** سـكـرى يمزق جندها أوصالها
لا خـير يرجى من عواقب أمة*** أولـت زمـام أمـورها أنذالها

لمثل هؤلاء الكتاب، تجب التحية والتقدير و الشكر ..
فعلا لمثل هؤلاء الكتاب، تجب التحية والتقدير والشكر، لأن الكتابة رسالة أمانة، وشهادة اعتراض ونأي بالنّفس، وبالفكر وبالعقل عن منطق القولبة والتعليب والهضم والضمّ..
فالكتابة، كما يقول أحد العارفين ” اعتراف بالذات، واحترام لها، وتحرير للقلم، بل وإعلان نهائيّ لحاكميّة الضمير على الموقف”، لأن الكتابة الصادقة تمرّد على الظلم، الكتابة فعل إيمان بمبدأ وانتماء لقضيّة، وأجمل الكتابات تلك التي سطرت بدماء كتّابها، تلك التي تحدّت كلّ الأسوار، واقتحمت كلّ الحواجز لتقدّ مضاجع الفراعنة وسماسرة الدماء، لتخرج الشّمس من مخدعها، لتضيء القمر بنور ربها.
فتبعث بأجمل الكتابات التي أضحت عبر الاجيال على شفاه الكادحين أناشيداً للخلاص، وجسور سلم بين الأمم و شعوبها على اختلاف الملل والنحل، فمبروك وألف مبروك للمفكر الحر ” بونيفاس” بهذا القلم الواعد ومبروك لفرنسا بميداد عرق قلم “بونيفاس” المنصف الحر رغم المحن، والحصار، فالرجل لم يتراجع ووقف كالطود الأشم شامخا أمام الأعاصير الهوجاء من اليمين المتطرف الى اليسار المتعجرف في السياسة الفرنسية الموبوءة بكراهية الإسلام والمسلمين، بل وانصف هذا الكاتب في تحاليله المقاومة الفلسطينية على تعدد ألوان ألويتها بغثهم و سمينهم، يا ريث لو يتجند بعض مثقفينا ودور النشر الملتزمة لترجمة مؤلفاته وفتح رواق المعرفة على مصراعيه بينه وبين القارئ العربي الذي حرم بقصد أو غير قصد من أفكاره وأنواره ، فــ”الحكمةُ ضالةُ المؤمنِ حيثما وجدَها فهُو أحقُّ بها”، كما جاء في الحديث الشريف..{ولله في خلقه شؤون}.

هوامش:
(1)- François Burgat, directeur au CNRS (IREMAM) ; philosophe et essayiste et Régis Debray.
(2)- Pascal Boniface « Les Intellectuels faussaires: le triomphe médiatique des experts en mensonge», Gawsewitch Éditeur, 2011
(3)- Ces intellectuels faussaires, qui squattent en permanence nos plateaux de télévision et occupent régulièrement nos studios de radio en France, ont pour nom, principalement, Alexandre Adler, Caroline Fourest, Thérèse Delpech, Frédéric Encel, François Heisbourg, Philippe Val et, bien entendu, Bernard-Henri Lévy, leur seigneur et maître, sans oublier l’arabe de service l’algérien Mohamed Sifaoui.
(4)- Pascal Boniface a écrit une soixantaine d’ouvrages, alternant essais et livres pédagogiques sur les questions stratégiques, comme :
La France est-elle encore une grande puissance ?,
• L’antisémitisme, Max Milo, 2018,
• La France est-elle encore une grande puissance ?, Presses de Sciences Po,

• Est-il permis de critiquer Israël ?, Laffont, 2003
• Les Défis du monde arabe, avec Didier Billion (dirs.), PUF, 2004
• Chroniques proche-orientales : [2001-2005], Dalloz
• Halte aux feux : Proche-Orient, antisémitisme, médias, islamophobie, communautarisme, banlieue…, avec Élisabeth Schemla, Flammarion, 2006
• Vers la Quatrième guerre mondiale ? Où on en est après Gaza après Obama, A. Colin, 2009
• Pourquoi tant de haines ?, Éditions du Moment, 2010
• Les intellectuels intègres, Gawsewitch Éditeur, 2013
• La France malade du conflit israélo-palestinien, Salvator, 2014

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version