محمد مصطفى حابس: جنيف / سويسرا

الحرب عموما شر لا خير فيه، يكتوي بلظاها البشر والشجر وحتى الحجر، لأنها تفسد الحرث والنسل وتأتي على الأخضر واليابس، سواء في صفوف المعتدين أو المعتدى عليهم مهما كانت نحلهم ودياناتهم ولون بشراتهم، ونحن كمسلمين في أوروبا الغربية وحتى في بلاد الإسلام، لا يَسَعُنا شعوريا تجاه الشعب الأوكرانيّ والروسي إلا أن نشفق عليهم ونتعاطف معهم؛ إذْ ليس على الشعوب ذنب فيما تقترفه الأنظمة المتهالكة والحكام من إجرام في حق الابرياء، فواقع الأوكرانيين أنّهم واقعون بين فكي سبع ضاري، الغَشَم الروسي والمكر الأمريكي، وإذا كانوا غير مسلمين فإنّهم – من وجهة نظر شرعية لها حظ من النظر – قوم يعيشون في “فَتْرَة” ولم تبلغهم دعوة الإسلام على وجهها الصحيح؛ فأمرهم في الآخرة إلى باريهم سبحانه، وليس لنا من هذا الأمر شيءٌ؛ كيف لا وقد قال الله لرسوله بشأن قوم بلغتهم دعوة الإسلام بأبلغ البيان: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) (آل عمران: 128)، فلم يبق – إِذَنْ – تجاههم إلا المشاعر الإنسانية الفطرية، زاد على ذلك وجود جالية مسلمة في الدولتين ..   

رغم ذلك، نلاحظ أنه كثير من مخلوقات الله المعاصرين والقدماء من سكان القارة العجوز (أوروبا)، لم يخطر ببالهم يوما، ما يقع اليوم في شرق القارة الأوروبية بين روسيا وأوكرانيا، أي أن تكون في عصرنا أرض أوروبا مسرحا للغزو والحروب من طرف دولة جارة من نفس العرق لها نفس العادات والتقاليد، فكثيرا ما تجد الأوروبي يحدثك عن الحروب البعيدة عنه أي في دول العالم الثالث، ويحدثك مسهبا مطنبا عن كسر شوكة حركات الإرهاب الإسلامي في مهدها بعيدا عن أوروبا، هناك في “البلاد المتخلفة” في أرض المسلمين في سوريا والعراق واليمن وأفغانستان، وأفريقيا “السوداء” .. لكن لا يخطر على بال الأوروبي، أن تستولي دولة أوروبية حرة ديمقراطية ذات سيادة في عصر العولمة على دولة حرة ذات سيادة و ديمقراطية أمام مسمع وأنظار دول العالم مجاورة لها.. مبررا أن حروب الغرب، حروب نظيفة، حروب تكنولوجية، تضغط على الزر من بعيد لتلمح من شاشتك “عمليات جراحية محددة ومركزة على وباء بعينه”، على حد تعبير بعض المعلقين ؟؟ وتجد بعضهم (يخمم) ويخمن، ضاربا أخماسا في أسداس، مستبعدا مطلقا هذه الفرضيات.. متناسيا أن الحرب تدمير يخلف خرابا و دمارا ولاجئين جدد .. مستبعدا أن يكون اليوم نزوح لاجئين من أوروبا من أصحاب الأعين الزرقاء والشعر الأصفر، متناسين ملايين اللاجئين المسلمين في تسعينات القرن الماضي من البوسنة وألبانيا ومقدونيا، إلا أنهم مساكين ولأنهم مسلمون وأي إسلام ؟؟ ..  

وأنا أتابع على الفضائيات هذه المأسي – كمقيم آمن في أوروبي – وما يجري للبشرية الآن في أوكرانيا وعدد اللاجئين والنازحين، أتخيل كما قد يتخيل كل جراننا من مواطني أوروبي طولا وعرضا، تخيلت أننا جالسون في بلداننا آمنين مطمئنين، فجأة وقعت هذه الأحداث – الهزة المفزعة – لا قدر الله، التي أدت إلى اندلاع حرب ضروس لا ناقة لنا فيها ولا جمل، فإذا بكل واحد منا يهرول بأسرته تاركا وراءه بيته وعمله وأمواله، ولا يدري أهو عائد لها يوما ما.. أم لا!! وكل همه حينها هو سلامته وسلامة عائلته، فكل “الماديات قد تعوّض إلا الأرواح”، على حد تعبير جدتي – رحمها الله-، التي عرفت العديد من الحروب في حياتها، في أزيد من قرن من عمرها ؟؟

  أمن الأوطان وصحة الأبدان، من أغلى نعم الله على الإنسان

فتذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: “مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا”، هذا الحديث الذي لطالما قرأناه ودرسناه وخطبنا الخطب تلو الخطب حوله، لكننا – والله أعلم – لم نعمل به ولم نشكر الله تعالى حق شكره على نعمه علينا، هذه النعم التي لا يشعر بها إلا فاقدها، ونحن الآن نُسلب هذه النعم شيئا فشيئا ولله المشتكى، نسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمه ظاهرة وباطنة ويجعلنا من الشاكرين..

وأنا أكتب هذه الخواطر استوقفتني كلمات بصفحة (فايسبوك) لأستاذنا الدكتور عبد الكريم بكار السوري الجنسية، وأحد المؤلفين البارزين في مجالات التربية والفكر الإسلامي، حيث يسعى من خلال أفكاره إلى تقديم طرح مؤصل ومجدد لمختلف القضايا ذات العلاقة بالحضارة الإسلامية وقضايا النهضة والفكر والتربية والعمل الدعوي، كتب أسطر معدودات موزونة حول الحرب في أوكرانيا، فهيجت متتبعي صفحته، من منتقد له الى مفند، بل فيهم من استهزأ برأيه و”بسذاجته السياسية”، على حد قول بعضهم، حيث كتب يوم أمس هذا المفكر الإسلامي – حفظه الله- يقول بخصوص غزو روسيا لأوكرانيا، ما يلي :”ذكر الله تعالى أن المؤمنين سيفرحون حين يتغلب الروم على الفرس، وذلك لأن الروم أهل كتاب والفرس وثنيون، واليوم تسمع من يقول عن غزو روسيا لأوكرانيا: فخار يكسّر بعضه في لهجة شعبوية بعيدة عن التحلي بالخلق الإسلامي الذي يقتضي الوقوف ضد العدوان وقتل الأبرياء وتشريد الأطفال”.. مبينا أنه ” يجب على بني آدم دون استثناء أن ينمّوا مشاعر التعاطف مع المظلوم والضعيف والوقوف ضد العدوان بقطع النظر عن انتماء المعتدي والمعتدى عليه، مذكرا أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حضر حلف الفضول في الجاهلية والذي تم فيه التعاهد على نصرة كل من يتعرض إلى الظلم في مكة وقال: < لو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت >، مبينا بقوله :” نحن لسنا على هامش العالم، وإنما في مركزه الأخلاقي والقيمي، ونشعر بالمسؤولية عن سلامة الأرض، ومن عليها في إطار من هدي ديننا وشريعتنا، فمن أراد من أي شعب التعاطف مع قضاياه فليتعاطف هو مع قضايا الشعوب والأمم الأخرى!!”..

كما رفضت أمريكا تمركز السوفيات في كوبا من حق روسيا أن ترفض تمركز الأمريكان على حدودها. بعد ذلك توالت الانتقادات والتعليقات، حيث غرد أحدهم بقوله أن أجواء هذه الحرب لا تذكرنا فقط بالحربين العالميتين الاولى و الثانية …ولا بأجواء الحرب الباردة فحسب، بل يجب علينا العودة كثيراً والتوغل عميقاً في التاريخ ، قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حيث القطبين الدوليين الأعظمين في ذلك الزمن فارس و الروم، وظهور أمة الإسلام كأمة وسط بين قطبين، لترث أمة الإسلام الأرض من مشرقها إلى مغربها في فترة وجيزة، قل نظيرها في التاريخ، أجواء هذه الحرب يجب أن تذكرنا نحن المسلمين أن هناك طرفاً مفقودًا في هذا الصراع الأممي الدامي و العنيف، ويجب أن يعود هذا القطب الثالث ليتبوأ مكانتة السامية، لا مكان في هذا العالم للدول الضعيفة والكيانات الهشة، العالم لا يعترف إلا بالدول القوية أو التكتلات الكبيرة وعلى المسلمين أن يتحسسوا مكانهم وسط هذه الأمم المتكتلة..

فيما عارض آخر متهكما، بقول: “إن هذا الكلام اليوتوبي لو قاله أفلاطون لكان مقبولا إنما الواقع شيء آخر وللسياسة أحكامها وللبلدان الحق في حماية أمنها القومي ومن أدخل أوكرانيا الحرب هو رئيسها مدفوعا بتشجيعات الغرب المجرم مما لم يترك لروسيا خيارا آخر والتاريخ يشهد أنه كما رفضت أمريكا تمركز السوفيات في كوبا من حق روسيا أن ترفض تمركز الأمريكان على حدودها في أوكرانيا.. وهذا الكلام لا يعني تعاطفي مع روسيا الملحدة التي قتلت ولازالت تقل إخواننا في سوريا واليمن ظلما وعدوانا.”

وعلق آخر، قائلا: ” قد خدع المسلمون سابقا بقتالهم ضد روسيا في أفغانستان واتضح مع مرور الزمن، تبين أنهم كانوا مجرد خدم لأمريكا من حيث علموا أولم يعلموا، وانما الأعمال بالنيات، وعلى كل حال فان المسلمين في الوقت الحاضر أضعف من أن يكون لهم موقف لسبب اختلافهم الذي أذهب قوتهم ومكانتهم بين الأمم، وقد نهاهم الله تعالى عن ذلك بقوله:” وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ”، وأي فشل أعظم مما نحن فيه، وحسبنا الله ونعم الوكيل”..

وعلق ثالث: ” أنا لا أثمن غزو روسيا لأوكرانيا ولكن أذكركم بغزو أوكرانيا مع أمريكا وحلفائها للعراق وقتل والتنكيل بالمسلمين، يصدق فيهم قوله تعالى :< وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ >، مبينا بقوله: من جهة التوسط الأخلاقي والقيمي أكيد يُنبذ أي عدوان وتقتيل للبشر، بما أن العدوان من الجهة الأخرى ومن وراءها الغرب مسيطر وأضراره جد وخيمة علينا لأن العمل على فرض قناعاتهم فقط على العالم لن يبقى اي ميزان للمقارنة، لذا برأيي الخلاصة :”اللهم اشغل الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين” ..

 الغرب وسياسة الكيل بمكيالين 

أيام فقط من حرب الروس ضد أوكرانيا علمتنا كثير من الدروس، الغرب يكيل بمكيالين، الحرب شر وتدمير للإنسانية، لا يقبلها أحد وليست فخارا يكسر بعضه بعضا، ولكن من حقنا التساؤل، معلقا آخر:

الدعوة لتطوّع الأجانب بطولة في أوكرانيا .. ولكنها دعوة للإرهاب في حالة المسلمين؛ 

الضابط الأوكراني الذي فجر نفسه هو بطل .. لكنه لو كان مسلماً لصنف في خانة الإرهاب؛ 

تضامن المشاهير والفنانين والشخصيات العامة مع أوكرانيا حق أصيل، لكن عندما يكتب لاعب كرة القدم في على قميصه” تضامنا مع فلسطين” يعاقب من الطرف “الفيفا”، ويقصى من المباريات !! 

دعم أوكرانيا بالسلاح حق مشروع للدفاع عن النفس، بينما دعم الفلسطينيين بالزكاة إجرام ويعاقب صاحبه بالسجن؛

مقاطعة روسيا إقتصاديا واجب إنساني ومطلوب، بينما مقاطعة سلع الكيان الصهيوني إجرام ومعاداة للسامية؛

أيام فقط في معركة بعيدة عن المسلمين منذ الحرب العالمية الثانية رأينا فيهم العجب، العجاب مبتهلا في الختام بقول:” اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين”.

أمريكا تريد ترويض روسيا من خلال جرها إلى المستنقع الأوكراني؛

كما يرى أيضا محللون سياسيون في أوروبا أن جوهر أزمة موسكو وكييف، أن لأمريكا اليد الطولى في توريط روسيا في غزو أوكرانيا للأسباب التالية، منها:

– فرض عقوبات شديدة على موسكو وعزلها وكبح جماح نموها الاقتصادي؛

– استهداف مشاريع الغاز الروسي إلى أوروبا ودفع الأخيرة لاستبدالها بالطاقة الأمريكية؛

– استنزاف الروس وإشغالهم بمحيطهم عبر إطالة أمد الأزمة بالاكتفاء بتقديم مساعدات دفاعية؛

ومهما اختلف المتكلمون في هذه القضية المفبركة، فإن جوهر الأزمة مادي عنصري بحت يعود أيضا إلى مطالبة موسكو من الغرب ضمانات أمنية بعدم انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، وعدم توسع الحلف شرقا كشرط لعدم التصعيد، وهو ما رفضته أوروبا والولايات المتحدة.

كما ذكر آخر بقوله: أي عنصرية هذه حتى في قضية الفرار لطلب اللجوء في دول الجوار، يُرفض لأسود البشرة أو العربي، بل يمنعون حتى من الركوب في القطارات والحافلات للفرار بجلدهم من لهيب الحرب، كما يمنع على كل ذي بشرة غير البيضاء أن يركب فيها، هذا ما تناقلته وسائل الاعلام، كما نقلت أيضا تقارير فجأة جعلت الرياضة حليفة السياسة، وصار التضامن الرياضي والاحتجاج الرياضي والمقاطعة الرياضية من وسائل العالم الحر، بينما كانت محرمة على المسلمين والعرب تضامنا مع الفلسطينيين ضد الكيان الغاصب، وأمثلة عنصرية عديدة، طافت على السطح هذه الأيام، فرب ضارة نافعة كما يقول المثل!!..

 غزو روسيا لأوكرانيا: فخار يكسّر بعضه، ولا معنى للقانون الدولي

كما برر أحد المتدخلين بقوله: أن الدول العظمى في هذا العالم لا تتصرف وفق قانون أو نظام، إذ لا وجود لما يسمى عمليا بالقانون الدولي، إنما هو أداة لإخضاع الدول الضعيفة، فالدول العظمى تتحرك وفق مصالحها ووفق عقائدها، فما أن شنت روسيا الحرب على أوكرانيا ودخلت قواتها الحدود سارعت الدول الغربية بالتنديد بالحرب وأطلقت عليها لفظ احتلال وغزو، وسارعت بتقديم المساعدات العسكرية الدفاعية لأوكرانيا وشنت حرباً اقتصادية شاملة على روسيا، ولا غرابة فقد ذهبت الى أبعد من ذلك بفتح باب التطوع للقتال في أوكرانيا وهي نفسها التي مكنت احتلال الكيان الصهيوني لأرض فلسطين وظلت تمد هذا الكيان الغاصب بالمال والسلاح والدعم السياسي والاقتصادي لاستمرار وجوده في أرض فلسطين وقبل ذلك غزت روسيا – بدورها- جمهورية الشيشان بنفس الحجج وبنفس الطريقة، وواجهت فيها مقاومة أشرس وأشد فلم نر دموع التماسيح هذه، بل سميت تلك المقاومة إرهابا وتمت ملاحقة المقاومين الذين سموا بالإرهابيين حتي عينت روسيا حكومة عميلة ضعيفة بقيادة “مسلم مستسلم” إسمه رمضان قديروف الذي يشارك حاليا بقواته في غزو أوكرانيا وقبل ذلك أيضاً غزت أمريكا أفغانستان والعراق وعينت فيهما حكومات إحتلال وعاثت فيهما فساداً وسفكاً للدماء ولم نر أي تنديد او سكباً للدموع بل رأينا تحالفاً عريضاً من كل الدول الأوروبية بما فيها ضحية اليوم أوكرانيا للقضاء على الإرهاب كما زعموا !!  وكانت عدة مؤسسات إسلامية في أوكرانيا ذاتها قد أعلنت – قبل بدء عمليات الغزو الروسي- براءتها من الرئيس الشيشاني رمضان قديروف ونهجه ومقاتليه، معتبرة أنهم “جنود روس بواجهة شيشانية إسلامية شكلية، لا ترتكز إلى أي مبدأ من مبادئ وأخلاق الإسلام السمح في قراراتهم وأفعالهم”.

سنن التدافع بالتي هي أحسن، وحلول المصائب المفاجئة بما كسبت ايدي الناس

كما علق آخر بقوله:” مهما يكن فإنه من حق الدولة المحتلة التي تواجه غزواً أجنبيا أن تدافع عن نفسها بكل ما أوتيت من قوة وهو حق مشروع ولكن كما أن الأوكرانيين يقاومون الغزو الروسي وتدعمهم دول الإتحاد الأوروبي وأمريكا لماذا يرفض للدويلات العربية والإسلامية ذات الدعم وبنفس المنطق وبنفس الحق للفلسطينيين الذين يقاومون الآن الإحتلال الصهيوني، ومن هنا تظهر الخيبة والخزي للدول العربية التي طبعت علاقتها مع كيان غاصب محتل لأرض عربية إسلامية مقدسة !!  

رغم ذلك تطاردنا وإياهم الحكمة الإلهية في قوله تعالى في محكم تنزيله: { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}، الذنوب تورث الذل، وتسبب التنازع والفشل، وتؤدي إلى الضعف والعجز، وتدفع إلى حب الدنيا وضعف الهمة للآخرة ، فما أصاب المسلمين من ذل وهوان ما هو إلا بسبب الذنوب والمعاصي، وهي التي أورثت التنازع والاختلاف، وهي سبب تسلط الظالمين والكافرين على الامة الإسلامية فالمسلمين لا يصلحون إلا بطاعة الله تعالى، ولا يهزمون إلا بمعصيته فالتوبة النصوح تخلّص المؤمن من ذنوبه، فيستشعر مسؤوليته، ويحاسب نفسه، ويراقب الله تعالى في كل شؤونه، ويسعى في نصر المستضعفين بكل ما يستطيع من أنواع النصرة، مع ثقته بربه عز وجل، والإكثار من الدعاء والتضرع بين يديه سبحانه فإن الدعاء سلاح لا يخطئ، وقوة لا تغلب، ولن تصلح أحوال المسلمين إلا بالتوبة والإقلاع عن الذنوب ليكون النصر من عند الله والغلبة لهم، ألا بذكر الله تطمئن القلوب وما ربك بظلام للعبيد.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version