إنّ الانخراط ضمن إستراتيجية النظام هو خطأ الذي لا ينبغي ارتكابه. لقد رسمت الثورة الشعبية طريقها (مسارها)المتمثل في تحقيق هدف وحيد ألا وهو إحداث تغيير جذري للنظام السياسي من اجل إرساء دولة الحق والقانون. إنّ كل المناورات والتحريفات التي تقوم بها مخابر الأجهزة “المخابراتية” قد فشلت حتى الآن.

تحاول السلطة حاليا استعمال مناورات أخرى لتعطيل وعرقلة الثورة: الإغراء “بانتخابات” تشريعية مبكرة، وتعبئة حزيبات المخابر وعملائها الذين نصبوا أنفسهم زعماء، وتحريك “معارضيها” المتغلغلين داخل الثورة، وكذا نشر شائعات تغيير “الفريق الحكومي” برئاسة “معارض” المخابر.. والكثير من الحيل لإلهاء المواطنين وتحريفهم عن الهدف الأساسي المتمثل في التغيير الجذري للنظام السياسي، ولرجاله وكذلك لأساليبه وممارساته.

عشية الذكرى الثانية لاندلاعها، تحتاج الثورة الشعبية الآن إلى محرك مرفوق بمشروع سياسي واضح وموحد، من أجل تحقيق هدف الثورة المتمثل في التغيير الجذري.

إنّ المسيرات وحدها لم تعد كافية.

وإنّه لمن واجب جميع الإرادات الصادقة والملتزمة أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية من أجل التفكير، بعيدًا عن النعرات الحزبية والأيديولوجية، في توافق سياسي تاريخي الذي سيكون بمثابة محرك للثورة الشعبية.

إنّ هذا التوافق السياسي بقيمه ومبادئه الجامعة يتمحور حول:

– حرمة سيادة الشعب وعدم المساس بها، ومن ثمّ فلا يمكن لأية جهة أو مؤسسة من مؤسسات الدولة، مهما كانت، أن تعتبر نفسها فوق هذه السيادة؛

– قدسية قيّمنا الحضارية التي تشكل عبر التاريخ والتي تمثل المقومات الأساسية غير القابلة للتجزئة لهويتنا الوطنية، وهي: الإسلام والأمازيغية والعروبة والتي لا يمكن أن تكون محل استغلال لأغراض سياسوية أو إعادة نظر؛

– احترام وضمان حقوق الإنسان، بمعنى قدسية الحرمة الجسدية والكرامة الإنسانية، وكذا الحريات الأساسية الفردية والجماعية؛ِ

– احترام المبادئ الديمقراطية في تسيير الشأن العام؛

– حل الشرطة السياسية بجميع أشكالها؛

– فصل فعلي بين السلطات، وعلى الأخص، ضمان استقلال القضاء، من أجل ضمان عدالة حقيقية؛

– تحديد مهمة الجيش الوطني و المتمثلة في الدفاع عن الوطن وضمان السلامة الاقليمية للبلاد والاستقلال الوطني، و الذي يجب ان يكون تحت قيادة ورقابة السلطة السياسية الشرعية؛

إنّ الطغمة العسكرية المالية تريد بمناوراتها و الهاءاتها انقاذ النظام بينما تسعى الثورة الشعبية بمواطناتها و مواطنيها النزهاء و الملتزمين لانقاذ الجزائر.

والله ولي التوفيق.

صلاح الدين سيدهم

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version