بغض النظر عن المشاركين، فقط لأن الناطق الرسمي باسمها أو باسمهم نفى البعد الأيديولوجي و حتى الفلسفي، مثلما قال، وحتى السياسي ضمنيا؛ فهل المجتمعون في الأوراسي تنظيم مهني أو نقابي يحمل جملة من المطالب الاجتماعية؟ بكل وضوح، و من دون مقدمات، المجتمعون في الأوراسي،  للأسف الشديد، لا يصلحون أن يكونوا واجهة للنظام، و لا يصلحون أن يكونوا طرفا في الحوار لأنهم لا يحملون أفكارا ولا رؤية بخصوص مطالب الحراك الشعبي السلمي، ولا أفكارا ورؤية لإخراج السلطة من أزمتها! نعم هم كذلك، لأن الغالب بخصوص المبادرين من الوجوه التي لعبت دورا متقدما خلال حكم بوتفليقة في تلميع وجه العصابة! وشاركوا كلهم في تحريف مسار الشرعية الشعبية انطلاقا من أسلوب فرض رئاسيات 12 ديسمبر 2019 ! المشكلة لا تتصل بشخص من الأشخاص مثل بن بعيبش أو خبابة أو بن قرينة، بقدر ما تتصل بالمبادرة التي ولدت ميتة، لا لشيء، سوى أنه، و لو أرادوا تبييض أو تلميع سلطة الواجهة، فلن يستطيعوا إلى ذلك سبيلا؛ لأن السلطة الفعلية غير قادرة على قبول مسعى الشرعية الشعبية والاحتكام إلى سلطان الشعب! وهو السر الذي جعل الثورة الشعبية السلمية المتفردة تتجاوز رؤية أحزابنا السياسية وتشق طريقها من أجل التغيير الجذري على قدر كبير من الوعي و التحضر، ولا تتأثر بتعثر وجه من الوجوه أو تخاذل شخص بعينه ، لسبب أو لأخر، من دون الحاجة إلى ذكر أسماء، لأن الأمثلة واضحة وقائمة؛ والدليل تلك البرودة الفائقة التي تعاملت بها السلطة مع مسعى السيد سفيان جيلالي بخصوص إطلاق سراح بعض الموقوفين؛ المطلب الشعبي لا يتوقف عند إطلاق سراح بومالة و كريم طابو،  مثلا، بل يتصل بالأسباب التي ثاروا لأجلها، ولن تكون أقل من السيادة الشعبية دون لف و دوران؛ ثم ماذا يعني الإبقاء على حبس باقي الناشطين، والمعاملة غير المبررة بخصوص درارني؛ أين  هم نقاز وأحمد بن محمد و ن نعوم و كل الموقوفين، لماذا تتعامل السلطة بهذا الأسلوب، وأين نية الحوار؟ ثم من هو الطرف المتضرر؟  كان يمكن تثمين مبادرة الإبراهيمي، بن يلس،  عبد النور، في وقتها؛ لكن الحاكم الفعلي يفهم جيدا طبيعة كل مبادرة و طبيعة من يقف وراءها، وهو من يختار، و الإعلام ( الثقيل ) تابع! 

وعلى كل حال، المبادرة على طاولة الرئيس، نتمنى أن تستجيب السلطة لمطالب الحراك الشعبي السلمي، فتطلق سراح كل الموقوفين، وترفع القيود عن الساحة السياسية و حرية التعبير، وتؤجل عملية البت في سؤال الدستور إلى غاية اختيار الشعب لممثليه؛ لأن الأساس في ذلك لا يقوم انطلاقا من مجلس تأسيسي غير تمثيلي، بمعنى يفتقد الأساس الذي يقوم عليه اختيار الشعب؛ ولا يقوم على قرار رئاسي أيضا، فالرئيس لم ينتخب لذات الغرض . 

إن أهم مبادرة تكمن في استجابة السلطة الفعلية لروح مطالب الحراك الشعبي السلمي التي باتت أنصع من نور الشمس، وفي ذلك خير للجميع ، و أيسر طريق لتحقيق أمنية الشهيد : 

إخواني لا تنساو الشهداء 

                                اللي ضحاو على حياة البلاد 

بالدموع و الدماء احموا ترابكم 

                                خلوا الأهل و الصحبة مع الأولاد 

صوتهم من القبور يناديكم 

                             اسمعوا لهذا الصوت يا عباد 

الاتحاد عنواننا التضحية شعارنا 

                             الحرية غايتنا يحيا الوطن 

للوطن نبيعوا كل أنفسنا 

                          لا نرضى أن نعيش الهوان 

الاتحاد عنواننا التضحية شعارنا                                     الحرية غايتنا يحيا الوطن 

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version