مع غزو فيروس كورونا للعالم والجزائر جزء من هذا العالم،أردنا أن نوضح رأينا من بعض النقاط حول الداء وحول تعامل الجزائريين دولة وشعبا مع تطورات أوضاعه.

أولا في الغالب سيصيبنا كورونا جميعا إن آجلا ام عاجلا وهذا في صالح وضعنا الصحي والحياتي أيضا.

فحسب ما تتبعناه من ملاحظات الصينيين ونتائجهم أن أكثر من ثمانين بالمائة من المصابين كانوا بلا أعراض وأكثرهم الأطفال والشباب وهذا جيد.

الباقي هم فئة كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مستعصية أو أمراض متعددة، وهؤلاء هم من يستحقون كل الجهود المبذولة للحفاظ على حياتهم.

الفيروس سيدخل أجسامنا وسيعمل جهازنا المناعي على مواجهته وقراءة تركيبته وإنتاج مضاد له وهذه العملية تتطلب وقتا وتحتم في بعض الحالات مضاعفات كارتفاع الحرارة والسعال وأحيانا مضاعفات خطيرة كإصابة الجهاز التنفسي مما يحتم وضع المريض في قسم الإنعاش وهذا حال كبار السن و متعددي الأمراض.

الكثير من الدول ومراكز البحث تعمل جاهدة لإنتاج تطعيم وهو الهدف الأول لضمان حماية أكيدة وإنتاج دواء يقلل من المضاعفات وخاصة الخطيرة التي تستلزم الإنعاش وما دواء الملاريا إلا محاولة من هذه المحاولات التي أعطت نتائج لحظية لا يمكن لأي عالم أن يعتمد عليها اعتمادا كليا وهذا ما دفع منظمة الصحة العالمية للتعليق سلبا على مثل هذه الممارسات.

لكن من جانب آخر مجبر أخاك لا بطل فكل طبيب يجد أمواج الموتى تزداد كل يوم سيحاول تجريب خطة او حلا أخيرا وهذا ما فعله من استعمل دواء الملاريا.

هذه محاولة منا لتبسيط الإصابة بفيروس الكورونا.

وكما هناك جانب طبي لهذه المعاناة هناك جانب سياسي وتسييري واقتصادي وإنساني لها.

وأثناء متابعتنا لتطورات الفيروس في العالم استوقفنا حديث مسؤول مدينة نيويورك وحال مدينة نيويورك . مسؤولها  الذي شرح لمواطنيه وبلغة واضحة وصريحة الأوضاع وطلب المساعدة من الولايات الأخرى ومن الحكومة الفدرالية والرئيس ترامب وأكد حاجة نيويورك وحدها والآن إلى ثلاثين ألف جهاز تنفسي، وأكد أنه لا يطلب المساعدة لإيقاف الفيروس أو الوقاية منه وإنما للحفاظ على حياة مواطنيه من كبار السن وأعطى مثالا بأمه وأم كل واحد من الأمريكيين.

رئيس وزراء بريطانيا اختار المناعة الجماعية أولا ولكن لما رفعت له تقارير تتحدث عن أكثر من مائتين وستين ألفا سيموتون غير رأيه وفرض الحظر لمدة ثلاثة أسابيع.

حتى الهند قررت بقاء أكثر من مليار شخص ببيوتهم.

كل العالم يحاول الحفاظ على آبائنا وأمهاتنا ولو أدى ذلك إلى انهيار العالم.

في مقابل ذلك لاحظنا وبأسف تصرف بعض أشباه الجزائريين كاستمرار التجمهر وكالتقاتل من أجل السميد والاستمرار في الاعراس وغيرها من السلوكيات التي تدل على قلة الوعي وأكدت لنا مقولة أن الجاهل يفعل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه.

لكن حمدا لله نسبة الوعي والسلوكيات الصحيحة ارتفع الان وسيكون الغالب انشاء الله.

اما مواجهة الدولة للفيروس فرغم اننا لا نراها مثالية إلا أنها مقبولة على العموم وستجنبنا الحالة الإيطالية ولكن نرى ضرورة التعجيل باقحام قدرات الجيش الطبية الميدانية وخبراته في تسيير الجموع وفرض الحظر والأمن ايضا.

ولا نريد جلد أنفسنا من الان بسرد غياب العلم ومكانة العلم والعلماء في مجتمعنا على حساب لاعب الكرة ونجم الغناء والمال وسنترك ذلك بعد انتهاء الأزمة العالمية .

وسنشير فقط إلى بعض النقاط التي ساهمت وتساهم أن استمرت في اضعاف تسيير الدولة الجزائرية للأزمة ومنها غياب مصادر إعلامية موثوقة تعطينا الإحصاءات أو تستضيف خبراء حقيقيين يشرحون ويطمنون الشعب.

غياب مرجعية فكرية وعلمية تبعث الأمل والطمأنينة في نفوسنا وتؤكد لنا على الأقل اننا لن نموت دون قتال هذا الفيروس.

كذلك غياب مرجعية دينية تتحمل عبء غلق المساجد أو طرق دفن الميت بسبب كورونا وتبين للناس سبيل الدعاء والاستنجاد برب العباد.

اما الرئيس تبون فرغم حداثة عهده وهشاشة وضعه إلا أنه لعب دورا مقبولا ولكن عليه الظهور كرجل قرارات أكثر حزما خاصة أن الوضع سيطول وسيتطلب صبرا وجهدا و أموالا لا نملكها اساسا خاصة مع تدهور أسعار النفط، ولاعطاء صورة بسيطة عن الأموال اللازمة المانيا خصصت ثمان مئة واثنين وعشرين مليارا لدعم اقتصادها ومواطنيها،بلجيكا خمسون مليارا لأزمة كورونا فقط، اما كندا فاثنين وثمانون مليارا لتغطية تداعيات كورونا.

في الاخير نرجو من الله العلي القدير ان يسدد خطانا وان يمنح أصحاب خط المواجهة الأول من أطباء وممرضين وغيرهم الشجاعة والصبر والثبات.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version