كلما أخفقت السلطة الفعلية – و حاشيتها- في التعامل إيجابيا مع مطالب الشعب الواضحة و البسيطة…و كلما أرادت تمرير خارطتها بالقوة…نراها تستنسخ نفس الآليات البالية و “التافهة” التي، و إن صلحت في وقت “الغفلة” حيث لم يكن للصوت الآخر منبر ومتسع لطرح أفكاره، فقد أصبحت اليوم مثار سخرية البعيد قبل القريب….فبعد محاولة فرض البعد الأمني و حفظ الاستقرار كزاوية وحيدة لقراءة المشهد، نراها اليوم تطرح بعبع “التدخل الأجنبي” لتبرير التضييق على كل الأصوات الحرّة التي لم تقبل الرضوخ و لا المساومة…و ما أكثر تلك الأصوات اليوم…و لله الحمد و المنة….

أما #حراكنا_المبارك…فإنه – و بفضل الله- يتعزز و يعلو صوته بل وتتضح مطالبه أكثر فأكثر كلما زاد عبث السلطة واستفزازاتها…بل و يتخذ من تلك المناسبات فرصة لتوضيح مبادئه ومنهجيته التغييرية ليلجم كل الأصوات التي جعلت من القذف والتشكيك في النيات هوايتها المفضلة….فبالله عليكم هل تلكم الجموع الهائلة التي تملأ ساحات معظم ولايات #الجزائر بعد أربعين أسبوعا مرددة شعارات من قبيل: 57 سنة فرنسية و حنا حابينها جزايرية…و ولاد فرنسا مع الخونة…عسّوا طوطال عسّوا البترول؟…هل الجموع التي ترفع صور رموز و شهداء ثورتنا التحريرية و تجعل من بيان نوفمبر أرضية جامعة مؤسسة؟ هل كل هذه الجموع “عميلة للمستدمر الفرنسي” و “تحركها أياد خارجية”؟؟؟

ولكن – و من جهة أخرى- لا يمكننا -موضوعيا- تنزيه الطرف المقابل -و الذي يريد احتكار النوفمبرية وحب الوطن- عن تلك الشبهات….فالنظام الذي هرول منذ الساعات الأولى لحشد الدعم شرقا و غربا وأرسل في سبيل ذلك مبعوثين يعرفهم الشعب جيدا…النظام الذي سعى لتمرير قانون حيوي كقانون المحروقات قد يرهن مستقبل البلاد و يعزز تبعيتها لقوى خارجية…النظام الذي لا يتوانى ممثلوه – تبون أنموذجا- في التودد لفرنسا والسعي إلى كسب رضاها…النظام الذي يفتخر ببيانات الاتحاد الأوروبي الداعمة لمسعاه الانتخابي في وقت يدفع بأقلام مرتزقة للتهجم على بعض نواب الاتحاد الأوروبي إن هم انتقدوا بعض سياسات تكميم الأفواه في بروباغندا واضحة للاستهلاك المحلي….النظام الذي لا يخجل من الدفع بممثله الرسمي ل”طمأنة” “السيد بوتين” في مشهد مذل تعدّى أثره السي بنصالح ليمس بهيبة دولة قارّة كالجزائر…هذه السلطة الفعلية لا تملك فعليا ما تزايد به على هذا الشعب الذي لا يعالج – في أغلبه- في مستشفيات عدو الأمس و من ميزانية الخزينة العمومية!!!

كل ما سبق ذكره لم آت فيه بجديد يذكر…فهذه الممارسات اعتدنا عليها بل وصارت بمثابة منهجية تتبعها السلطة في بلادنا لتسيير “الأزمات”…ولكن الجديد في حالتنا الجزائرية -فيما أعتقد- يتعلق في تعامل فصيل من نخبتنا – وهنا لا أقصد المرتزقة- مع المشهد و أحداثه المتسارعة….فجزء من هذه النخبة “اجتهد” في مرحلة معينة من هذا الحراك واقتنع بمسعى السلطة “الدستوري” -كما وصفته- فانخرط في مسار السلطة ومع توالي المحطات…لجنة الحوار…لجنة مراقبة الانتخابات…قبول ملفات مرشحي السلطة حصريا…و مع التأكد من عدم رغبة هذه السلطة في التعامل جديا مع أي فصيل وطني مخلص -بشهادة عديد الأسماء و القامات- …و مع الحملة الشعبية الرائعة التي هدفت إلى استعادة كل الأحرار الصادقين إلى موقعهم الطبيعي…يواصل العديد منهم استعداء عموم فئات الشعب وعموم المناضلين عبر تصيّد بعض اللافتات والتصريحات بل حتى ملابس بعض المشاركين للتدليل على اختراق الحراك من الخارج…بل وصار العديد منهم يستنسخ ادعاءات بلطجية الأمس وأزلام النظام السابق فيضعون أنفسهم في تناقضات صارخة ومواقف محرجة -لا تزعج المرتزقة لاعتيادهم عليها والذين لا يملكون أصلا ماء وجه يحفظونه- و لكنها تضر نخبتنا الوطنية وتنال من مصداقيتها…و في هذا المقام تحضرني حادثة قد تكون مدلّلة على الفكرة وموضحة لها: فقد تراود البعض وعلى هامش #الجمعة_40 فيديو لسيدتين مشاركتين في المسيرة بلباس معين للتدليل على اختراق الحراك من فصيل تابع لقوى خارجية…ولقد كان في وسع مروّجي هذه الفكرة القيام بجولة صغيرة عبر شوارع العاصمة -على الأقل- ليلمحوا لافتات الشيخ حشاني والشعارات المترحمة عليه تغزو مختلف المسيرات و التي انطلقت من أحياء العاصمة…فهل صار الشيخ حشاني رحمه الله رمزا للعمالة؟!!! ومنذ متى صار الهندام دليلا قاطعا على العمالة و الخيانة؟!!

حما الله جزائرنا المحروسة بالله…و هدانا أجمعين و وفقنا لما فيه خير للعباد و البلاد…آمين

#حراك_الجزائر
#معركة_تحرير_الوعي

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version