أن تكون شمعة بين الشموع تضيء طريق المستضعفين، خير من أن تتحول إلى نار ملتهبة تعيق مسار الحائرين .

و ليس ذلك بعزيز على ثلة الغرباء في سبيل ترسيم مسار الثورة السلمية ، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا. 

وجب التأكيد على أن المسار غير مرتبط بجيل بعينه، يمكن أن يستعجل قطف الثمار، فيربطه بشخصه أو بعمره، يذهب ويرحل الأشخاص و يبقى المسار إلى أن يرث الله الأرض و من عليها. 

لا يجب وقف نتائج الحراك الوطني على عتبة انتخابات ١٢ ديسمبر ٢٠١٩ ، مثلما أوقفف السابقون مسار الجزائر على عتبة انتخابات ١٩٦٢ ! 

ترسيم مسار الثورة السلمية من أجل الحرية و الكرامة الإنسانية مهمة عظيمة لا ينوء بحمل مفاتيحها سوى الغرباء من طينة الرسل و الأنبياء و الصالحين الأوفياء جيلا بعد جيل ! و لكم أن تراجعوا التاريخ وتتحسسوا الجغرافيا فتتأملوا في مسار من كان قبلكم بالأمس القريب. 

لا يجب السماح لأي كان، مهما كان، كيفما كان، و أينما كان، أن يزايد على خط السلمية، خصوصا أن الطريق طويل والإكراهات جمة والمناورات لا تحصى ولا تعد، النصر صبر ساعة، لكن ساعة على خط السلمية يمكن أن تستغرق حياة أجيال ، ١٣٠سنة من عمر الجزائر في مجابهة قوى الاستعمار الصليبي هي ساعة صبر على طريق الحرية والاستقلال . كان العربي بن مهيدي يعي ذلك جيدا، لذلك ابتسم في وجه الجلاد، وفعلها ابن باديس قبله، والإبراهيمي البشير من بعده في وجه الاستبداد ! هذا هو المسار الذي يجب أن يتجدد ولا يتغير أيها الأحرار.

من يراهن على التنسيق مع إلياس رحماني، على سبيل المثال، النابغة في الإجرام، كمن يراهن على الشيطان، لا يجب نسيان ضحاياه في سبيل إشباع شهوة السلطان! إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، والشعب الجزائري طيب لا يقبل التعاطي مع أقطاب الإجرام. 

الشعب في حاجة إلى بيان يحسم سؤال الثورة هذه الأيام، ويبطل كل الألغام التي ينوي أشرار هذا الزمان زرعها من جديد في طريق الأحرار. 

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version