أوصياء وأدعياء، عانت منهما الجزائر بتاريخها و جغرافيتها كثيرا، أثناء الاحتلال الفرنسي الغاشم، وبعده، وإلى يوم الناس هذا لم تنعم بعافيتها واستقرارها وأمنها نتيجة أطماع الأوصياء و سذاجة الأدعياء. 

ماذا تقصد بالأدعياء؟ 

أدعياء: جمع دعي 

  • الدَعِيّ : مَنْ يَدَّعِي مَا لَيْسَ لَهُ 
  • الدَّعِيُّ : المتَّهم فى نسبه
  • الدَّعِيُّ : المنسوب إِلى غير أبيه
  • الدَّعِيُّ : المتَبَنَّى 

والأدعياء في سياق موضوعنا هم الذين أساءوا إلى الجزائر في تاريخها وجغرافيتها، بدل أن يختاروا الجزائر، اختاروا غيرها، وهذا هو التبني بالمعنى التاريخي و الثقافي والسياسي، يمتاز هذا الصنف من الناس بالمزايدة على أهل القربى، لا رؤية لهم ولا وجهة نظر، يبيتون على رأي و يصبحون على نقيضه، زايدوا على الجزائريين في ثورتهم أثناء الاحتلال البغيض، وهم اليوم يزايدون على الجزائريين في حراكهم ! زايدوا على الحركة الوطنية في وطنيتها قبل ثورة التحرير، وزايدوا على الجزائريين في وطنيتهم بعد الاستقلال! زايدوا على ابن باديس بالطرقية أيام الاحتلال، وها هم يزايدون اليوم على الجزائريين بباديسيتهم، ولو كان ابن باديس بيننا لزايدوا عليه باسم السلفية والصوفية! لم يسلم منهم نوفمبر ولا أحفاد نوفمبر! ببساطة، الأدعياء يراهنون دوما على سلطة الأمر الواقع، راهنوا على قوة فرنسا لأكثر من ١٣٠ سنة، وراهنوا على الانقلابيين طيلة عشريتهم السوداء، وراهنوا على بوتفليقة طيلة عهدات أربعة ! ولم يتغيروا، الأدعياء هم الأدعياء، مشكلتهم أنهم يدعون ما ليس لهم، يزايدون على الحراك الوطني و يتكلمون نيابة عنه، وأكثر من ذلك يتمنون ذهابه و خيبته! 

*الأوصياء  

ماذا تقصد بالأوصياء؟ 

أوصياء: جمع وصي 

الوصي في حدود سياق موضوعنا هو المكلف بالقيام على شؤون القاصر أو من لم يبلغ سن الرشد .

والأوصياء هم أولئك الذين خدموا المستعمر، وكلفهم، من بعده، للقيام على شؤون الجزائريين إداريا، سياسيا، واقتصاديا، وأن الجزائريين غير راشدين أو قاصرين، بالرغم من التضحيات الجسام ! 

ورؤية الأوصياء من رؤية المحتل، إذ يجب وفقهم تأديب الأهالي الذين رفضوا فرنسا ورفعوا السلاح في و وجهها ! 

و الأوصياء هم الذين تسببوا في كل الخيبات، بداية بترتيب اتفاقيات إيفيان و فرضها فرضا، وانقلاب الجنرالات على اختيار الجزائريين أيام التسعينات، وإزاحة الرؤساء، وقتل بوضياف، و ترسيم بوتفليقة لأربع عهدات، والوقوف وراء كل الاختلاسات! 

والخط الفاصل بين الفئتين، هو أن الأدعياء بسبب سذاجتهم وأطماعهم يراهنون على الأوصياء، ومن دون أن يشعروا، تجدهم يراهنون على أسياد الأوصياء! 

ملاحظة هامة:  للأسف الشديد، هناك من بات يحمل بعض هذه الأوصاف، وزايد و يزايد على الجزائريين في معتقدهم وسلفيتهم وتصوفهم ومذهبهم الفقهي و مدارسهم الفكرية، و حتى في باديسيتهم و نوفمبريتهم!

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version