كنا ننتظر أن تتقدم بعض الشخصيات الوطنية الحقيقية وتكون في الصفوف الأولى لقيادة الجزائر الجديدة ولكن خيبتنا من رفض الظهور لاحد المرابطين وربما قناعاتهم الشخصية بعدم المخاطرة بتحمل مسؤولية وطن او عدم وضوح الرؤية مع التخبط السائد بين أغلبية الشعب الحالم ولكن بلا خطة عملية وبين أقلية مسيطرة إعلاميا وذات خبرة كبيرة على ركوب الأمواج ورغم اختلاف توجهاتها إلا أنها جميعا في الحقيقة تدافع عن أحلام أجنبية واجندات لا تحقق إلا فائدة أعداء الأمس أوصياء اليوم.

في ظل كل هذه التخبطات مازلنا لم نغير رأينا وهو الذهاب إلى الانتخاب في ديسمبر لاختيار ما ظنناه سابقا الرئيس المنتظر ولكن الان في ظل الخمسة المقبولين للتنافس على الرئاسة نفضل أن نسميه أرنب من أرانب ربح الوقت.

وكما اختارت المؤسسة العسكرية تبني هذا الاتجاه وربح الوقت أيضا من كل أطرافها المتصارعين رغم قدرتهم على إخفاء هذا الصراع وهذا في صالح الحفاظ على الوطن. ورغم اننا لا نملك معطيات ميدانية حقيقية من داخل الجيش إلا أن الصورة الغالبة هي وجود قيادة عسكرية وطنية تريد السير بالجزائر إلى بر الأمان وهي تفرض التغيير على القيادة الحالية الممثلة في القايد صالح ومن معه والتي تريد الخروج من باب الحكم دون متابعات ودون محاسبات وهي التي كانت بالأمس القريب جزءا من العصابة وقبلت على مضض التضحية بأطرافها المدنية وحتى المخابراتية ولو إلى حين، مقابل ضمان خروج سلس لهم من الحكم دون إراقة للدماء وهذا ما سيحسبه التاريخ لهم بل لنا جميعا إن شاء الله.

في ظل كل هذا وكما قلنا نرى أنه من الأحسن الآن لكل جزائري فطن ويريد الخير للوطن أن يبدأ العمل على ما بعد اختيار الرئيس.

ومن بين ما نراه الآن كبدايات التفكير في وضع دستور حقيقي يضمن لنا كرامة أبدية ومواطنة حقيقية ويضمن أن يجمعنا جميعا بكل اختلافاتنا الأيديولوجية.

التفكير بل البدا بإعداد من سيكون ممثل وطني حقيقي في انتخابات تشريعية بلدية وبرلمانية قريبة هي التي ستكون أساس التغيير باعتبارها الأقرب إلى المواطن والى حل مشاكله.

التفكير في ظهور وطنيين حقيقيين كل حسب تخصصه لتولي الوزارات والتي هي أيضا أساس التغيير الفعلي.

التفكير في ظهور شخصية وطنية عملية تقود الحكومة التي ستكون حكومة مؤقتة إلى حين الانتخابات التشريعية التي ستسفر عن من يقود الحكومة بالأغلبية أو بالتحالفات.

العمل على تشكيل أحزاب جديدة كل حسب أفكاره وتوجهاته وقناعاته تكون هي فرسان التغيير حتى لا نرى مرة أخرى أحزاب موالاة.

العمل على إظهار تغيير سياسي حقيقي بتبني الأفكار والقناعات التي تسير بالجزائر إلى الخير وتتبنى أحلام المواطنين وعدم السير على العقلية القديمة وهي انتظار برنامج الرئيس ثم تبني أفكاره وهذه صفة الانتهازيين والوصوليين كما فعلت العصابة سابقا.

ما نريد أن نقوله أنه علينا أن نربح الوقت ونسبق بخطوة من أجل صناعة غد أفضل لشعب امل وصابر.

نحن على يقين تام أن الجزائريين لديهم القدرة على إيجاد الحلول ودائما ما كانوا سباقين للخطوات العملية أكثر من النظري وما ثورة التحرير إلا خير دليل.

في الأخير نتمنى أن تبقى السلمية شعارا وحقيقة وان  يفكر الحراك أو الجيش ألف مرة قبل اللجوء إلى العنف.

  الدكتور بومقورة زين الدين.

تعليق واحد

  1. ما أشبه الليلة بالبارحة ، نوفمبر من نوفمبر ، و 2019 من جنس 1954 ، و الجزائريون هم الجزائريون ، الفارق هو العدد ، زاد عدد السكان ، فماذا لو كان بحجم الهند أو الصين أو باكستان ، أو حتى مصر المقهورة ؟ سلطة الأمر الواقع هي كمن ينظر في المرآة فلا يرى سوى شعبا منهكا مكرها فاشلا ، ليس من حقه أن يعيش حرا مثلما تعيش اليوم الشعوب الحاكمة ، و يرى فيه قطيعا من عبيد الحقل يستخدم عند الحاجة ، و يساق على وقع موسيقى ” عاش السلطان ” ، من دون أي تغيير ، يجتهد حارس المعبد في تشغيل الأجراس و إقامة الأعراس احتفاء بقدوم الرئيس !
    من ينتظر الرفع من شأن الجماهير بعد الانتخابات ليس سوى غارقا في وحل الأوهام . يمكن أن يزيد عدد المنتفعين و المزورين و المدانين و المدينين ، و يزيد عدد المساكين في الطوابير ، و الحراقين ، و المخدرين ، فقط ليهنأ السلطان و كل المرافقين من أجل تقاسم مقاعد البرلمان ، و مجلس أمة من دون عنوان . هذا الذي يرفضه الشعب يا إخوة الإيمان . إن قضية الجزائريات و الجزائريين قضية أمن و أمان ، لم تكن ، و يجب أن لا تكون قضية زيد أو زيدان ، و لا مطلب جهة أو عرق أو لون أو لسان ! و جب أن نقدر هذا الشعب ولا نزايد عليه على عتبة الحكام ، أين هو بوتفليقة الذي غيبكم منذ زمان ، و نزار الذي كذب عليكم في وضح النهار، و أويحي الذي تغنى زورا و بهتانا بنعمة الاستقرار ! الموقف من الانتخابات اليوم ، و تحديدا انتخابات 12 ديسمبر ، لا يجب أن ينطلق من حسابات شخصية أو فائدة فردية أو أوهام من أكلوا مع العصابات . فرض هذه الانتخابات في وقتها المحدد من دون حوار جاد مع قيادة الحراك التي يراها و يبصرها الحراك ولا تراها سلطة الأمر الواقع نتيجة أنانيتها و عنادها هو محاولة يائسة مآلها الفشل و الخسران .

Exit mobile version