حراك الحرية و الكرامة كان، و هو الآن، في جملته حراك صحوة اجتماعية متميزة، استوعب الجميع و وسعهم، أدهش الحاكم و المحكوم في حدود كثير من الشعوب و الأمم، و أربك دوائر استعمارية واستبدادية فلم تعد تجد بين يديها من حيلة سوى الترقب و الانتظار.

الحراك الجزائري اليوم على المحك، فهو يقترب من منعطفات، تخفي الكثير من المطبات، لا تنفع معها حماسة الشباب و عاطفة الأمهات، وبراءة البنين و البنات. الطريق إلى شط الأمان ليس آمنا، لذلك و لذلك فقط وجب تقريب الصورة، لقد سبقت الإشارة إلى أن حراك الحرية و الكرامة حراك واعد و عابر للأحزاب و الجهات و النقابات، كضرورة من ضرورات الهبة السلمية اللاعنفية.

المنعطف 1:إمكانية اختراق صفوة الحراك بجملة من الرايات، جهوية، حزبية أو نقابية، من أجل النيل من لحمة الجمع المبارك، وعلى هذا الأساس ليس من حق أي كان، تحت أي اسم أو شعار،أن يشوه أو يسيء إلى جمالية الحراك.

المنعطف 2:الرهان على العصيان المدني، وهذا مخالف لمبدأ السلمية واللاعنف، ولن يخدم سوى تلك القوى الطفيلية المتربصة.

و البديل على طريق البناء هو الاصطفاف المدني، إذ يمكن أن يساهم الجميع في بلورة مسار السلمية من خلال مساهمة التجار في خفض الأسعار و مرافقة الناس بلطف و حنان، كما يمكن الرهان على نباهة العاملين في مستوى القواعد الحيوية مثل سونطراك، و الموانئ و المطارات، وكل القطاعات الإنتاجية، حتى يبرهنوا للعالم على سلمية الحراك من خلال الزيادة في الإنتاج و ساعات العمل.

المنعطف3: الجهة التي تقف وراء التلبيس والتدليس لها مصالحها وأغراضها ونزواتها، لقد بثت وزرعت عناصرها الفاعلة في أكثر من موقع، خصوصا النقابات، لتستخدمها في الوقت المناسب لإرباك المجتمع والالتفاف على مطالبه والمزايدة عليه باسم الوطنية والشرعية الثورية، وحينما تفشل في مسعاها تراهن على الفوضى واستغلال طيبة الناس وعاطفتهم .

ان هذه القوة النافذة والفاعلة متسترة كثيرا، ومتمرسة كثيرا من خلال ضلوعها في كثير من الملفات المشبوهة، وهي اليوم تتربص بحراك الحرية والكرامة ،وتزايد عليه في مطالبه، لقد فشلت في إزاحة الرئيس بوتفليفة والتخلص منه لأكثر من مرة، وضايقها هو في أكثر من مستوى و ساحة، والقوة ذاتها أزاحت الرئيس الشادلي بن جديد، وتخلصت من محمد بوضياف، وأبعدت ليامين زروال، وانقلبت على الرجل الحر عبد الحميد مهري، وقبل ذلك أزاحت المربي علي بن محمد الذي أزهر المدرسة الوطنية، القوة المتربصة ذاتها تراهن اليوم على تحريف مسار الحراك و تضليله، وتتمنى أن تضرب الجميع بحجر واحد من أجل القطيعة والحداثة كما تدعي باطلا وزورا. لعلكم تابعتم، وسوف  تتابعون أسلوب قناة العربية، و فراني٢٤، في مقاربة ما يجري داخل حدود وطننا العزيز، انهم يروجون بطرق ملتوية لخطاب التفرقة والاستئصال والاحتراب .

المنعطف4: من باب الحذر والحيطة، وتفويتا للفرصة على الحاقدين على لحمة وخصوصية المجتمع الجزائري الذي بدا متميزا في صحوته المتفردة تاريخا وأخلاقا، اذ يمكن أن تراهن القوة الخفية على استغلال بعض الشخصيات المعروفة بحدتها في الخطاب، فتدفع بها في وجه ساحة الرئيس، ليس خدمة لحراك الحرية والكرامة، ولكن لتشويه المسار .

المنعطف 5: خطورة بقاء الحراك الوطني من دون قيادة راشدة، وهذا ما يمكن استغلاله من ذات الجهات المتربصة في الداخل و في الخارج.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version