ذكريات أليمة ومبشرات ثمينة

الجزء (2) – المبشرات في زمن الانكسارات

بعد كل ما سردنا  (في الجزء الأول للمقال تحت عنوان ” التسخِيرُ الذّكي أم الحقد المُعْمي “) من ما وقع على الشعوب من ظلم واعتداءات وما سجلّته من إخفاقات وانكسارات  نستطيع القول أنها بدورها ومن ورائها بعض النخب المخلصة لدينها وأوطانها سجلت وبفخر انتصارات ظاهرة وباطنه آنية ومؤجلة بإذن الله. لقد نجحت بامتياز في الامتحان الأخلاقي الذي هو من أول ما يُطالب به المسلم ويؤاخذ عليه من قِبل عدوه وصديقه ويحاسَب عليه  إذا ما أخلَّ  به . لقد شاهد العالم ذلك الانضباط الخلقي والتنظيم المحكم إذ لمْ تُسجّلْ أي اعتداءات أو تجاوزات خطيرة في حق الأشخاص والممتلكات، أثناء المسيرات والتجمعات والمظاهرات السلمية والمتحضرة التي وقعت في بعض البلدان العربية  كالجزائر (دون توثيق إعلامي ساعتها) في تسعينيات القرن الماضي مهما قيل عن دوافعها وحيثياتها،  وفي سوريا في بداية ثورتها وبالأخص في اليمن أين ظهرت جليا سلمية انتفاضة الشعوب حيث لم تسجل طلقة رصاصة واحدة في مظاهرات ومسيرات واعتصامات  حاشدة جمعت بين كل طوائف الشعب ودامت أكثر من ثلاثة أشهر في ساحة التغيير في صنعاء، والكل يعلم أن اليمنيين عبر التاريخ  يمتلكون الأسلحة النارية ويتجوّلون بها في شوارعهم. كذلك من أبلغ الأدلّة على تلك السلمية والانضباط الخلقي  ما وثقه الإعلام وشاهده العالم علي المباشر في مصر طيلة خمسين يوما في تجمعات رابعة وغيرها التي ضمت مئات الآلاف من البشر رجالا ونساء وأطفالا ولم يُسجل فيها اعتداءً على أحد ولا اختلاط  مشين ولا صخب مخل ولا بذاءة أو مشاحنة على خلاف ما حصل في ميدان التحرير (ملتقى كل الطوائف) من اعتداءات  ونشل وتحرش واغتصاب . لقد  رأينا  في رابعة وباقي الميادين وأثناء المسيرات التي تلتها شعبا، مسالما، صابرا على الأذى محتسبا رغم ما يقع عليه من اعتداء  وتقتيل من بلطجية النظام وزبانيته من شرطة وجيش. فكان تمسكه بحقه صلبا كتمسكه بعقيدته وشعائر دينه التي أداها بتمامها صائما نهاره رغم حرارة الفصل قائما ليله طيلة شهر رمضان المعظم. فكان ذلك درسا رائعا وامتحانا ناجحا في الصبر والثبات والتضحية .

كما شهد الجميع أن رموز الحركة كانوا أول من يتصدرون  المشهد  ويقدمون التضحيات ما سفه إدعاء أعدائهم أنهم يجُزّون بالبسطاء في الشارع ويهربون أبنائهم  إلى الخارج . فقد رأى العالم على المباشر كيف قتل قناص مجرم   إبنة  د. البلتاجي وهي واقفة مسالمة  بعد أن دلّه عليها مخبر بكيس اصفر وضعه أمامها ثم سحبه وانصرف.

نستطيع القول إذًا أنه رغم الخسائر الفادحة والتكلفة الباهظة فإن الشعوب هي المنتصرة مهما كانت النتيجة الظاهرة خاصة بالنسبة لأغلبيتها المؤمنة:

أولاً  لما وعدها الله به من ثواب رغم الآلام في قوله تعالى في كتابه العزيز (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون) ” النساء104″

ثانيا لأنه أصبح لدى شريحة واسعة من أبنائها من الوعي ما يُقنِعها بضرورة التخلّص من هيمنة أعدائها وتطلعها للتمكن من جميع مقدراتها مهما كلفها ذلك من تضحيات كما شاهدنا .

إن توق تلك الشعوب إلى نهضة شاملة لم يعد خافيا ويزداد ارتفعا كما وكيفا رغم ظاهر الاستكانة التي كانت عليه منذ عقود . كما توسعت دائرة النخب المخلصة لأوطانها وبدأ يظهر على الكثيرين منها ألاقتناع بأن خدمة الأوطان ليست حكرا على مجموعة عرقية أو فكرية دون غيرها ولن تكون بالإقصاء والتهميش كما كان يعتقد البعض بمناهضتهم للإسلاميين ومشروعهم. فإن كانت تلك الخدمة فرض ديني بالنسبة للبعض فإنها أيضا واجب وطني وضرورة حياتية بالنسبة للجميع. إنّ مشروع النهضة المنشودة لن يتحقق إلا بتضافر جهود كل المخلصين واجتماعهم على مقاومة الأنظمة المستبدة ومن يدعمها، والتعاون على استرجاع المبادرة من يد العابثين بإيجاد بدائل اقتصادية وثقافية واجتماعية تضمن للشعوب بعض الاستقلالية المعيشية وتخلصها تدريجيا من القبضة المحكمة التي تريد دوائر الاستكبار العالمي أن تبقيها  فيها.  إن هذا الوعي لدى الشعوب يظهر جليا للمتتبعين عن طريق ما نقرأه يوميا للمحللين والباحثين الجادين وما يحدثه من تفاعل عن طريق وسائط التواصل الاجتماعية ووسائل الإعلام المختلفة. إنّ طبقة الكفاءات العلمية والفكرية والسياسية المهتمة بقضايا شعوبها والقادرة على بلورة وتطوير مشروع نهضة متكاملة تتعزز يوميا وأصبحت تبرز الفارق وتكشف الرداءة المفروضة على الشعوب في تسيير شؤونها. وإنّ ما نشهده يوميا من اعتقال وقمع لبعض علماء الدين والسياسيين والمفكرين والحقوقيين والصحافيين الذين أصبحوا يُقِضُّون مضاجع المستبدين في الوطن العربي لأكبر دليل على ذلك.

إنّ الأحداث المتتالية والنتائج المدمرة في بلداننا لكل ما سبق تصب كلها في مِحْلبِ الغرب المتصهْين الذي لم يألُو جهدا في الكيد إلى الإسلام ومحاربته. وذلك ما يشهد به الكثير من المؤرخين الغربيين والمثقفين النزهاء أنفسهم. ومن المعلوم أن من أشد كيده ضرب الإسلام من داخله وزرع الشقاق بين أبنائه. لقد يخفى عن البعض أن أيادي الغرب تحرك فصائل واسعة من منتسبي الإسلام بكل تناقضاتهم وإن الأدلة كثيرة عبر التاريخ على انحراف بعض الفرق الإسلامية واستغلالها من قبل أعداء الإسلام . ولكننا نقتصر اليوم على ما يؤكد اختراق  التيارين الإسلاميين السالفي الذكر:

– الدليل الأول ما ثبت عن  جماعة الخدمة التركية (التي تنتشر في كل أنحاء العالم ويحظى رئيسها وقائدها الروحي “فتح الله كولن” بمكانة عالية وحماية خاصة في أمريكا)، من تورطها في محاولة الانقلاب الفاشلة سنة 2016 في تركيا والتي بات من الثابت أن للدوائر الغربية يد فيها كما صدر عن “خافير صولانا”، كما تشير الأخبار أيضا على أن الجماعة كانت على دراية مسبقة بانقلاب 1980م.

– الدليل الثاني ما صرح به حاكم السعودية الجديد من أنّ “انتشار الفكر الوهابي جاء بطلب من الغرب للتصدي (بزعمهم ) للشيوعية في البلاد الإسلامية أيام الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي (المسيحيين )” وهذا ما يُظهِر جليّا  أن ما تنفقه السعودية من أموال  لبث الفكر الوهابي المتشدد  يدخل في مخطط محاربة الغرب – المتصهْين – للإسلام بالتوفير له لخزان من المتعصبين والجهلة أشباه المثقفين يحركهم متى يشاء باسم الإسلام ويستعملهم في تشويهه وزرع الفتنة بين أبنائه.

ونحسب أن في ذلك كشف لمخططات الأعداء ولله المنة والفضل القائل في محكم تنزيله مَا كَانَ اللَّه لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيز الْخَبِيث مِنْ الطَّيِّب وَمَا كَانَ اللَّه لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْب “ آل عمران الْآيَة 179.

إن التاريخ يعلمنا أن التفاوت الحضاري الذي نعيشه ليس قدرا محتوما ولا الاستغناء المادي عن أعدائنا أمرا غيرُ ميسورًا، ولنا في بعض الدول الصاعدة أحسن مثال على ذلك. كما يعلمنا التاريخ أن الحضارة الإنسانية واحدة وأنها طبعات تراكمية، الأصل فيها التداول الذي يخضع لسنن ثابتة لا تحابي أحدا تُسقط من يُخل بها وتُمكّن لمن يحترمها ويعمل على ضوئها. ومن السنن اللازمة لبناء تلك الطبعات واستمرارها، “الفكرة المميزة” لها ومدى اقتناع أصحابها بصلاحيتها. فمتى صلحت تلك الفكرة وصمدت أمام تحديات التطور ومنافسة غيرها من الأفكار استمرت حضارتها وعمرت ومتى ذبلت أو انحرفت أو تخلى عنها أصحابها فستخلفها حتما من هي أصلح منها لعمارة الأرض ولو دون التمكين الحقيقي الذي يريده الله لعباده الصالحين. فذلك ما حصل ” للفكرة الإسلامية” إذ لم يعد أهلها قادرين على تسخيرها كمحرك حضاري مع بقائها على طهرها و صحة مبادئها عندما انشغلوا عنها ببهارج الدنيا وبريقها. لقد بدأ انحراف قاطرة الدولة الإسلامية عن الفكرة الصحيحة  منذ إنطلاقتها الأولى عندما حاد الحكم على مبدأ الشورى وأصبح ملكا يُورَث ويورّث بحد السيف تحت غطاء ديني يُسَيِّجه بهالة من القداسة الزائفة. كل ذلك أدى إلى تأويلات خاطئة وانحرافات سلوكية خطيرة  في مجال تسيير الشأن العام والسلطة ومهد للاستبداد الذي نعاني منه إلى حد الساعة. ولكن بالرغم من ذلك فإنّنا لن نجانب الصواب إذا أكدنا أنّها “الفكرة ” القادرة على إنقاذ البشرية بالاستجابة إلى كل حاجاتها الروحية والاجتماعية وتقييد طغيان المادة وذلك لكونها الوحيدة التي لم تتغير ولم تخضع لانحراف بعض من يزعمون الانتساب لها وتمثيلها أو من يكيدون لها ويسعون لتشويهها بكل الوسائل. كما أنها الوحيدة التي ينجذب إليها الناس ويعتنقونها عن اختيار وطواعية، سواء ممن تاهت بهم السبل وانغمسوا في متاهات المتعة الزائفة ولم يستعيدوا توازنهم الروحي والنفسي إلا باللجوء إليها، أو من ذوي العقول الحصيفة الباحثين بصدق عن الحقيقة من أهل العلم والبصيرة وهذا من أكثر ما يؤرق بطارقة الفكر العنصري الغربي “الإلحادي”  و” الانجيليون الجدد الصهاينة “.

كذلك نستطيع القول اليوم انه بدا ظاهرا لعين كل بصير انحراف الفكرة المسيحية التي أخذ على أساسها الغرب  مشعل الحضارة وطورها وبني بها  قوة علمية ومادية هائلة كان من المفترض أن تكون سلما ورفاهية لكل بني البشر ولكنها بالعكس مكنت لأقلية ضئيلة باسم الدين أولا ثم باسم العلم في ما بعد السيطرة على خيرات العالم وإخضاع الأغلبية إلى إرادتها ونزواتها. إنها أساسا بنيت على حساب الضعفاء منهم باستعباد بعضهم أو إبادتهم  واحتلال أوطانهم واستنزاف خيراتهم. وكان من أولويات أهدافها بناء قوة عسكرية مدمرة  تنشر الرعب والحروب في العالم وتبتز بها من تشاء وتعتقد أنها هي التي سوف تكون ضمان خلودها . وهذا مستحيل وها نحن نسمع ونرى من يتحداها بل يهددها مع أنها الأقوى بكل تأكيد ما يثبت أن القوة المادية وحدها لا تكفي. إذاً نعيد القول بان الحضارة الغربية تحمل أسباب ضعفها في الفكرة التي بنيت عليها والتي كانت حينها تحمل عناصر النشأة والتطور السريع ولكنها تفتقر إلى عوامل الاستمرار والإقناع وكسب المزيد من الأتباع والمناصرين . إن تلك العوامل تتمثل في القيم الروحية والأخلاقية والاجتماعية والتي افتقدتها المسيحية منذ انحرافها عن الوحي السماوي وتحويلها إلى سلطة مادية ورهبانية زائفة استبدت بالحكم وطغت به لزمن طويل ثم تمرد عليها أتباعها وأبعدوها عنه بالقوة فأضحت كنيسة تبريرية خانعة لأهواء ومتطلبات المجتمع المنحرفة عن الفطرة والمنافية للقيم كما نراه الآن حتى وصل الأمر إلى مباركة البابا للمثليين بل إلى وجود قساوسة  مثليين أنفسهم. وأنه لمن الإنصاف أن نقول انه إن بقيت فكرة مسيحية تستند إليها الحضارة الغربية الحالية فإنها ليست المسيحية التي كتابُها إنجيل سيدنا عيسى عليه السلام كما يدّعون بل مسيحية الأنجيليين الجدد المتصهْينين الذين يعتمدون كتُب اليهود أولا (التلمود والتوراة ).

لقد استطاع الغرب لزمن طويل التستر على انحداره القيمي الذي أشار إليه  كثير من المفكرين الغربيين أنفسهم، وذلك باعتماده طريقة التشويه أو التحريف أو التجاهل لأي فكرة  أو رأي مخالف يمكن أن يكون البديل لانحرافه إلى حد استعمال القوة والقهر المادي والمعنوي أحيانا وذلك ما عانى منه شخصيا  المفكر مالك بن نبي طيلة حياته وبينه ووضح بعض أساليبه في كتابه “الصراع الفكري في البلاد المستعمرة “. ولقد بات من الظاهر للعيان اعتماد الغرب الطريقة الهجومية لمن يخالفه الرأي وافتعال صراعات وهمية والتهجم على الإسلام خاصة.

ما حلّ إذا بالحضارة الغربية من طغيان مادي وانهيار أخلاقي يؤكد ما صرح به المفكر مالك بن نبي رحمه الله في رسالته – دور المسلم في الثلث الأخير للقرن العشرين – حين كتب ” إذ يبدو أن منْ يسير على الخط الحضاري (واشنطن – موسكو) كأنه يُستدرج بأخطائه وباكتشافاته العلمية لتتهيأْ لمن يسير على الخط الموازي ( طنجة – جاكارتا) ظروف ظهوره على مسرح التاريخ ” ويضيف ” يتبين إذا أن خطى السير والأحداث التي تجري عليهما ( على المحورين ) كأنما تقود مصير الإنسانية نحو قطب يتحقق فيه معنى الآية التي ذكرناها { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله }”  (الصف 9) .

يعود إذا للمسلمين الدور الأساس في إنقاذ الحضارة المادية الحالية ونشلها من الانحراف لو استطاعوا أن يضيفوا لها ذلك البعد ألقيمي الروحي والأخلاقي والاجتماعي الذي يمتلكونه دون سواهم خدمة للإنسانية جمعاء. ولكن إذا وَفّوْا بالشروط اللازمة بالاضطلاع بذلك الدور كما بينه – مالك بن نبي – في نفس الرسالة بقوله ” إذا أراد المسلم ذلك فليرفع مستواه بحيث يستطيع فعلا القيام بهذا الدور. إذ بمقدار ما يرتفع إلى مستوى الحضارة بمقدار ما يصبح قادرا على تعميم ذلك الفضل الذي أعطاه الله له (اعني دينه). إذ عندها فقط يصبح قادرا أيضا على بلوغ قمم الحقيقة الإسلامية واكتشاف قيم الفضيلة الإسلامية ومن ثم ينزل إلى هضاب الحضارة المتعطشة فيرويها بالحقيقة الإسلامية وبالهدى وبذلك يضيف لها بعدا جديدا. لأن الحضارة العلمانية، حضارة الصّاروخ، حضارة الإلكترون اكتسبت هذه الأشياء وضيعت بُعدا آخر تشعر بفقدانه وهو بعد السماء”.

ولن يغالطنا احد بالإدعاء أن هذه حضارتهم  فاتوا بمثلها إن استطعتم بل هي حضارة الإنسان ولن ننسى أو نفرط في الدور الفاعل والمحوري الذي قام به أجدادنا في تحديثها ووضعها على السكة بابتكاراتهم المتعددة ووضعهم للقواعد الأساسية للعلوم الحديثة من رياضيات وفيزياء وفلك وطب والتي يسقطها عمدا أعدائها من مقرراتهم الرسمية  في تدريس تاريخ العلوم.

نُذكِّر بكلِّ ذلك سواء من حاضرنا المؤلم،لا من باب التباكي والتظلُّمْ من البغي الفاضح الذي يقع علينا أو سواء من ماضينا المشرق، لا من باب التغني بالأمجاد الضائعة والافتخار الزائف لكن للتأكيد أن لنا رصيدا ثمينا ومتميزا من المقومات الروحية والفكرية والتاريخية. ولقد مكنّنا ذلك الرصيد، بفضل الله، من الصمود أمام محاولات المسخ  والإبادة في أحلك أيام ضعفنا وهو الآن كما كان دوما على نقائه وجهوزيته قادر على أن يكون المحفِّز والباعث للنهضة الشاملة المنشودة والتي كما أسلفنا تلوح بشائر الوعي بضرورتها وتنتشر عموديا وأفقيا في المجتمعات الإسلامية. فمسؤولية النخب الآن كبيرة في بلورة ذلك الوعي وتثمينه وترشيده وتوجيهه نحو رأي عام موحد يؤمن جادا بضرورة النهوض وإمكانيته، ويسعى أفرادا وجماعات من أجل تحقيقه  بامتلاك الوسائل المتاحة وتوفير الشروط اللازمة العلمية والمادية.

كما أنّ عليها مسؤولية حماية تلك الأفراد والمجتمعات من تشكيك المثبطين ودسائس الحاقدين ومن الانكسارات النفسية التي تسببها عند البعض عثرات الطريق وأخطاء السير المحتملة. كما يقع على عاتق النخب البحث والتنقيب الجاد والموضوعي في كل ما يقع في العالم من جرائم وموبقات وفظائع، تحت شعارات إسلامية زائفة أو على يد منتسبين إلى الإسلام أفرادا كانوا أو جماعات وكشف الفاعل والممول الحقيقي المستتر وراء ذلك بهدف محاولة تشويه الإسلام وتنفير الناس منه، ويجب عليها كذلك امتلاك الوسائل المعاصرة واللاّزمة لتعريف الناس بالإسلام وشرح مبادئه وتصحيح المفاهيم الخاطئة والمغلوطة بقصد عنه، والتي تنشرها يوميا وسائل الإعلام المختلفة والمبثوثة أيضا في كتب التربية والتاريخ في بلاد الغرب والتي أنشأت عليها الكنيسة الشعوب الغربية منذ غابر الزمن كما يشهد بذلك بعض  الكتاب النزهاء الغربيين أنفسهم (كالسيناتور الأمريكي الأسبق – بول فندلي- في كتابه “من يجرؤ عن الكلام”) . ولقد بات من الواضح أنهم  يريدون أن يفرضوا علينا نحن تلك المفاهيم المغلوطة في بلداننا بواسطة عملائهم وهذا من أكبر التحديات التي تواجه الآن النخب المخلصة لدينها ولأوطانها وتفرض عليها التصدي بقوة ودون هوادة  لِما يحاك في الخفاء والعلن من تشويه للهوية والتاريخ خاصة في البرامج التربوية .

… والله ولي التوفيق…

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version