الجزائر:دولة مغيّبة، شعبٌ ضائعٌ وحاجتنا لعودة الشرفاء

 

حال الجزائر اليوم وحالنا كشعب يدمع عيون الرجال ويدمي قلوبهم.

الدولة غائبة أو مغيبة بفعل حكامها.

لم يتركوا لنا سوى بعض المهرجين

تركوا الشعب يواجه الاختطاف والاغتصاب وتجار المخدرات وشياطين الظلام.

حتى الكوليرا وغيرها من الآفات البائدة هي نتاج أسلوب الحياة الحيواني المفروض.

لكننا لن نتوقف اليوم عند التعليق عن أحداث سلبية مأساوية تحدث بتكرار واستمرار.

بل نريد أن نسال سؤالا نراه أساسيا.

من سيتصرف ومن سيواجه الوضع الحرج إذا دقّت ساعة الحقيقة؟؟؟؟

في حالة عدوان خارجي أو بداية فوضى داخلية، من سيتصرف؟

من سيقود؟

من سيحافظ على الوطن وقيّمه؟

الرئيس لن يستطيع التهديد والوعيد في حالة العدوان الخارجي  ولن يستطيع التهدئة وتقديم الوعود وبيع الأحلام والأوهام في حالة الفوضى.

الحكومة تُرِكت للمهرجين.

الاقتصاد ترك للصوص

القيادة الميدانية تركت للشيّاتين والجبناء.

كذلك المعارضة، هي معارضة وهمية ومعارضة مناسباتية.

معارضة تتاجر بالدين أو الحرية أو الديمقراطية وهي لم تغيّر وجوهها منذ أكثر من عشرين سنة.

نفس الوجوه، نفس الكلمات ونفس الاحتيال.

الشعب موّزع بين كهول جلهم حشيشة طالبة معيشة.

وبين شباب ضائع إلا من رحم ربك.

مشغول بالجنس والحلوة والصاروخ.

ينافق وراء صفحات الفايسبوك والانستغرام.

يثور ثورة الأسود في الصفحات الوهمية ويبيع الوطن والشرف مقابل مئات اللايكات الوهمية.

حالنا هو أسوأ من حال الجاهلية الأولى، فعلى الأقل هم كان لهم ابو جهل وأبو الحكم وأبو سفيان.

أما نحن فشياطيننا جبناء يفضلون الخفاء لأن النور يقتلهم.

وكما احتاجت مكة المكرمة للرسول صلى الله عليه وسلم الذي جاء من بني هاشم أي من عالم الفضيلة والأخلاق والكرم والخير، وكان معه ابو بكر الصدق والصبر وعمر القوة وعلي الحق وعثمان الثروة وغيرهم كثير من أصحاب خبرة الحياة ومكارم الأخلاق.

كذلك نحن بحاجة اليوم أن يتحرك جزائريو الخير.

نحن لا نطلب الملايين بل عشرة أو عشرون من الجزائريين الشرفاء.

من الجزائريين الشجعان.

من الجزائريين أصحاب البصيرة.

تحرير الوطن لم يكن بحاجة إلا لاثنين وعشرين رجلا، أشعلوا نوفمبر وأسسوا الأمل.

نحن الآن بحاجة لاثنين وعشرين أسدا.

باسم الجزائر، نناشد شرفاءها أن يتحركوا.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version