إخواني أخواتي،

إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها، وتوفر الإخلاص في سبيلها، وازدادت الحماسة لها، ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها، وتكاد تكون هذه الأركان الأربعة: الإيمان، والإخلاص، والحماسة، والعمل من خصائص الشباب، ولأن أساس الإيمان القلب الذكي، وأساس الإخلاص الفؤاد النقي، وأساس الحماسة الشعور القوي، وأساس العمل العزم الفتي، وهذه كلها لا تكون إلا للشباب. ومن هنا كان الشباب قديما و حديثا في كل أمة عماد نهضتها، وفي كل نهضة سر قوتها، وفي كل فكرة حامل رايتها “إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ” الكهف.

يقول الإمام محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله ” إن الاستعمار قد خرج من أرضكم ولكنه لم يخرج من مصالح أرضكم ولم يخرج من ألسنتكم ولم يخرج من قلوب بعضكم”.

صدق الإمام رحمه الله، فالاستعمار خرج من أراضي امتنا الإسلامية لكنه لم يخرج من مصالحها ولا من ألسنتنا ولا من قلوبنا،فهو يفرق بين المسلم و أخيه في دينه فهذا شيعي و هذا سني كما انشأ له قومية مزيفة هذا جزائري و هذا مصري و هذا سعودي و هذا يمني، توالت الفتن واحدةً تلو الأخرى، واختلط الحابل بالنابل، وذابَت الشبهات في الشهوات، والطالح في الصالح، حتى تمنى المؤمن المخلِص أن يكون تحت الثرى، خيرًا له مِن فوقها .

إخواني أخواتي،

إن إسرائيل جمعت حلفاؤها وقد اعدوا العدة و العتاد لتدمير الأمة الإسلامية أو ما تبقى من الأمة الإسلامية التي أسر أقصاها و خرب شامها و يمنها وسلبت أموالها  وثرواتها وانتهكت حرماتها وليس أمامنا والله إلا نجتمع نحن الملياري مسلم على اتقى قلب رجل واحد وقضية واحدة هي تحرير فلسطين غايتنا ،وان عدونا واحد الصهاينة وحلفاؤهم فالمؤمن قوته في قلبه و إذا سلم قلبه ونقى اخلص لله زاد إيمانه وإذا زاد إيمانه استحق نصر الله لقوله تعالى  ” وكان حقاً علينا نصر المؤمنين “.

لا تيأسوا فليس اليأس من أخلاق المسلمين لقوله تعالى “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ” فحقائق اليوم أحلام الأمس وأحلام اليوم حقائق الغد ولازال في الوقت متسع ولازالت عناصر السلامة قوية عظيمة في نفوسكم رغم طغيان مظاهر الفساد والضعيف لا يظل ضعيفا طول حياته والقوى لا تدوم قوته ابد الآبدين لقوله تعالى “ونريد أن نمن على الذين استضعفوا  في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين”.

فإننا اليوم نحن الملياري مسلم كلنا فلسطينيين شرط أن ندع كل فتنة منتنة من قومية أو عرقية أو مذهبية أو دنيوية، فان حررنا قلوبنا  حررنا فلسطين وان حررنا فلسطين أعدنا أقصانا الذي هو ملك للمسلمين  بشهادة  بطريرك القدس حين فتح الفاروق عمر بن الخطاب القدس ” هو ملك المسلمين الأبدي إلى أن يرث الله الأرض و من عليها”

إن الزمان سيتمخض عن الكثير من الحوادث الجسام وان الفرص للأعمال العظيمة ستسنح وتكون وان العالم ينتظر دعوتكم دعوة الهداية والفوز والسلام لتخلصه من ما هو فيه من الآلام وان الدور عليكم في قيادة الأمم وسيادة الشعوب لقوله تعالى “وتلك الأيام نداولها بين الناس وترجون من الله ما لا يرجون”.

فاستعدوا أيها الشباب و اعملوا اليوم فقد تعجزون عن العمل غدا

و لله دره القائل: و إِنــي وَإِن كـنـت الْأَخـيـر زِمـانـه      لَآَت بـمـا لــم تَسْتـطـعـه الأوَائـــل

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version