اندثرت ابتسامة الزهرة وبقيت أطلالها وصمةَ عارٍ أبديةٍ على الجبين. لم تُشفق بتاتًا على يتيمِ قلبِها فوخزته إبرة الخيبة، ثم رجمته بحجرة الصمت ورمت بآماله تحت عجلة الطاحون. تُرى ماذا حصل لتلك الأحاسيس الأصيلة وهي تنقلب اليوم لوعةً على صفحات الأمواج كالأخشاب الميتة؟ لم تكتف برثاء خواطر الأمس المدفون بل دخلت زخم الوساوس الخبيثة. تُرى هل يحقّ للزهرة المجروحة تفادي سماع صرخة المنكوب وواجمات الدموع تكتنف أوراقها كالسيول الجارفة؟ سأميط اللثام عن وحدتك أيتها الزهرة العذراء وأزف به في مجرى نهرٍ سيار لترديه أوحاله حلّةً. ذلك النهر الفياض، ذو الفراش الوديع، والغدير ذو اللحن المتناسق الرفيع. أشعار قلبي تهوى عطر ورد اللوز، أشعار قلبي تعاني من الشقاء العنيف، أشعار قلبي تترامى أبياتها وقوافيها في جوف المعاناة، أشعار قلبي تهذي وأحشاؤها مصابة بحمى الضجر. إنها تغلي أسفًا واجترارًا في مصب الجنون. لا أدري قطّ ماذا سأقول لك أيضًا يا حبيبة الفؤاد لأقنعك أن الربيع قادمٌ، والأمل قائمٌ والحب دائمٌ! سأدَعُ الآنَ ريشتي تجرني بكل طمأنينةٍ إلى خلجان دماغك فلربّما تغرس فيها بذرة الوئام. أودّ أن ينبت مصيري في لبّ وجدانك ليصبح رمّانة تستهوي كل راءٍ. احلمي فإنّ الحُلم بداية الفرج، احلمي فإنّ الحُلم مفتاح الحياة، احلمي ولا تيأسي حتى يبزغ شعاع الأمل.

كمال قروة
12 أوت 2015

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version