وَذَكِّرْ فَإِنَّ ٱلذِّكرَىٰ تَنفَعُ ٱلمُؤمِنِينَ (سورة الذاريات، 55)

لـقـد مـضـت عـشـر سـنـوات عـلـى هـذه الـرٌسـالـة الـمـفـتـوحـة الـتـي كـنـت قـد وجٌـهـتـهـا للـشـيـخ عـلـي بـلـحـاج عـبـر يـومـيـة “الأحرار” لسان حال جـبـهـة الـتـحـريـر الوطني – العدد 1852 بتاريخ 5 إبريل 2004 – فـي مـوضـوع أخلاق بـوتـفـلـيـقـة، عـنـدمـا بـلـغـنـي خـبـر مـا يُـحـاك فـي كـوالـيـس الـرئاسـة، قـصـد مـخـادعـة وتـهـمـيـش الـثـيـار الإسـلامـي… عـبـر مـا كـان يُـسـمٌـى ب “الـمـصـالـحـة الـوطنـيـة”…

ولـقـد كـشـفـت الأيـٌام أنٌ مـحـتـوى هذه الـرسـالـة يـبـقـى فـي لـبٌ أحـداث الـسـاعـة… ، بـل تـفـاقـمت سوء أخـلاق الـرٌجـل وأتـبـاعـه، وتـفـشـت الـعَـدوَى إلـى هـرم الـحـكـم ودهـالـيـز الـدٌولـة.

فـي مـا يـلـي، نـصٌ الـرٌسـالـة:

رسالة مفتوحة إلى الشيخ علي بلحاج حفظه الله.

نسخة مطابقة للنصٌ المنشور في يومية “الأحرار”

عدد رقم 1852 بتاريخ 5 إبريل 2004

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،

عشيٌة دخول الوطن في منعطف خطير من تاريخه، أرى من واجبي الوطني والديني كمجرٌد موٌاطن بسيط، مخاطبتكم من خلال هذه الرسالة المفتوحة.

قبل كلٌ شيء، فإني أشهد الله الذي يعلم ما تكن الصٌدور وما تعلن، بأنٌ مبادرتي هذه، لا تندفع إلاٌ عن محض إرادتي واجتهادي، إذ لست منتميا لأيٌ حزب أو حركة، ولست موٌالٍ لأية زعامة سياسيٌة أو غيرها.

بل إنٌ ظروف الوطن جعلتني أذكر ذات يوم من شهر أوت الماضي – 2003 – حيث قمت بزيارتكم في بيت أحد الأصدقاء لأهنئكم على عودتكم إلى الأهل والأحباب؛ ولقد دار الحديث بيننا إذ ذاك، حَول محن الأمة قاطبة ومحنة الجزائر خاصة.

وفي سياق هذه المقابلة الشيقة، وعملاً بالمبدأ المحمدي: “الدين النصيحة”، ارتأيت من واجبي الوطني – و بكلٌ تواضع واحترام لجنابكم الفاضل – أن أحذركم من مغبة الاغترار بكلام الرئيس الحالي للدٌولة، أو بوعودهن لأنني أعرفه وأعرف عنه أكثر من غيري، من فساد العقيدة وخنزوانية وصفات النفاق الكامنة من وراء شقشقة لسانه وسلاسة أسلوبه.

ذلك أنٌ الرجل والله، لينطبق عليه تماما، ما جاء من تحذير في الحديث الشريف الذي رواه عمر عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والذي قال فيه: “أخوف ما أخاف على أمتي، كلٌ منافق عليم اللسان”…

أجل!

– أليس هو الرجل الذي كان بالأمس القريب، يتشدق بما سماه “العوربة” وأصبح اليوم يطعن في عروبة الجزائر عبر الفضائيات؟

– أليس هوٌ الرجل الذي كان يعيب على الآخرين عدم استعمالهم اللغة العربية وأصبح اليوم يعمل خفية وجهارا من أجل فرنسة الجزائر، لغة وأخلاقا؟

– أليس هوٌ بالوزير السابق للرئيس بومدين، الذي كان يتبوٌق في حظيرة الأمم، باسم جزائر العزة والكرامة وتحرير فلسطين، وأصبح اليوم يغازل اليهود والصهاينة ولا يتردد عن مصافحة باراك أو معانقة المغني ماسياس؟

– أليس هوٌ بالرجل الذي برهن على قدرته لقضاء نهاره في زيارات المساجد والزٌوايا وإمضاء مساءه مستضيفا في قصور الدولة، إحدى الوجوه الصهيونية البارزة، من أمثال السيدة إيليزابيث شملة، “خليلة” خليدة تومي؟

– أليس هوٌ بالرجل الذي يتغنى بالإسلام تارة ويطعن في القرآن تارة أخرى، كما قعل ذات يوم عندما شكك في صحة قصة أصحاب الكهف؟

قد تطول قائمة أكاذيب الرجل وتناقضاته ومخادعاته للناس، فحسبنا الله ونعم الوكيل.

وخير ما أجد لهذه الرسالة من ختام، هوٌ ما قاله سيٌد الأنام في حجٌة الوداع:

“اللـهـمٌ فـاشـهـد فـإنـي قـد بـلٌـغـت”

أخوكم في الله،
عبدالقادر ذهبي، من أشراف أولاد سيدي

7 تعليقات

  1. علي فودي بتاريخ

    حلال عليكم حرام على بوتفليقة!!
    سيدي الكريم
    على الأقل هذه المرة كتبت رسالتك هذه باللغة العربية! في المرة السابقة وجهت رسالة للسيد بن فليس بلغة فولتير! وكأن بن فليس مرشح فرنسي وليس جزائري. شخصيا اختلف مع بن فليس سياسيا ولست من أنصار أحد. و لكن أقول أن بن فليس لا يكره العربية ولم يعرف عنه أنه يفضل الفرنسية في معاملاته على العربية. لهذا الحقيقة وان كنت أعترض على ماجاء في رسالتك لبوتفليقة, ولست من أنصاره, لكن على الأقل بوتفليقة واضح.. وضع كل الأوراق على الطاولة منها حبه للفرنسية. فمتى تصبحون واضحين في قناعتكم اللغوية.. تصور إني اوجه رسالة لبن فليس باللغة الألمانية, ماذا يقول عني الناس؟ بوتفليقة هو رجل المرحلة الحالية, حتى وان بقت لديه خلية واحدة تشتغل على مستوى المخ!! لأن القاعدة العامة تقول لا تنهي عن خلق وتأتي مثله!! هل انتم يحق لكم مخاطبة الناس بالفرنسية وبوتفليقة لا يحق له ذلك أم ماذا؟ مشكلة الجزائر منذ مدة هي في الناس ألذين يألكون مع فرحات عباس ويبكون مع بن باديس. رغم إني ضد بوتفيلقة وسياسته وضد كل المترشحين, لكن اعترف انه لا بديل للوضع الحالي, لأن التملق والميوعة اللغوية والفكرية هي سيدة الموقف. والسلام

  2. Abdelkader Dehbi بتاريخ

    RE: والدٌهر كشاف
    [rtl]السلام عليكم،

    لو قرأتم مقالي بتريٌث ورويٌة، دون التسرع إلى النقد العابث والفضولية، للحظتم أنٌ الرٌسالة المفتوحة التي كنت قد وجهتها للشيخ علي بلحاج منذ عشر سنوات والتي نشرتها يومية “الأحرار”، كانت محرٌرة أصلا باللغة العربية، وليست وليدة اليوم… أمٌا بالنسبة للرسالة المفتوحة التي وجهتها منذ أيٌام – وباللغة الفرنسية – إلى السيد علي بن فليس، أودٌ طمأنتكم، إذ أنٌ الرجل الذي أعرفه جيٌدا، يجيد اللغتين؛ وحتى أجعلكم في الصورة، فإني التقيت بالسيد بن قليس في اليوم نفسه الذي نُشرت فيه رسالتي – 5 ماس الجاري – وناقشنا مضمونها، كمواطنين لا يهمٌهما إلا محن الوطن وسبل العمل من أجل إخراجه إلى برٌ النجاة، لا غير. وحسبنا الله ونعم الوكيل. [/rtl]

  3. علي فودي بتاريخ

    إلا العبث!!
    وعليكم السلام
    سيدي الكريم لم يحدث لي في حياتي كلها أني عبثت, ومستحيل اعبث وأنا أتكلم عن قضية مصيرية, عن الهوية واللغة والثقافة.
    أنا قلت لكم أن رسالتكم هذه كتبتموها بالعربية, فلا تحتاجوا التوكيد على ذلك مرة أخرى. لكن اشرت للرسالة ألتي بعثتهوها لبن فليس بالفرنسية. وكونكم ألتقتم به أم لم تلتقوا, لا يهمني ذلك وكونه يتقن اللغتين, كذلك لا يهمني. أنا أتكلم عن مبدأ وقلت أنكم لا تختلفون عن بوتفليقة, خاصة فيما يخص الهوية واللغة. فقط لا أكثر ولا أقل. هناك شعب جزائري لغته العربية. وهناك بعض الناس لا يعترفون بذلك, الفرانكو أمازيغي لا يعترف بذلك. هناك البعض الآخر يرى أنه غير ملزم أخلاقيا أن يتخندق في خندق معين, فيأكل مع فرحات عباس ويبكي عن الهوية مع بن باديس وقلت هؤلاء هم أعدائي وأعداء الوطن.
    لكن كونكم أستعملتم كلمة النقد العابث وهو استعمال في غير محله ـ وأنتم تعرفون ذلك ـ فسيكون هذا آخر رد لي. لكن أعتقد أن الرسالة وصلت: الفتنامي والصيني والكوري والصومالي والأثيوبي والتركي والكردي كلهم يراسلون بني جلدتهم باللغة الأم. والسلام عليكم

  4. علي فودي بتاريخ

    RE: والدٌهر كشاف
    إلى المشرفين عن الموقع. أنتظر نشر ردي الأخير والسلام عليكم

  5. علي فودي بتاريخ

    RE: والدٌهر كشاف
    إلى السادة المحترمين المشرفين على الموقع.
    أخشى أن لا ينشر ردي الأخير, وهو ما يعني أن حقي في الرد على صاحب المقال قد أصبح في خبر كان, لهذا أرجو منكم أن تحذفوا ردي الأول, لأن بدون التوضيحات ألتي اشرت اليها في ردي الثاني المرسل اليكم وألذي لم ينشر, يصبح تدخلي هنا منقوص.
    والسلام عليكم

  6. علي فودي بتاريخ

    تصحيح خطأ
    معذرة أني استعملت سهوا كلمة فرانكو أمازيغي وهذا من غير قصد, ألذي أقصده هو فرانكو قبايلي (من دعاة النزعة البربرية) هؤولاء هم ألذين يحاربون العربية بعقيدة ثابتة لا تتزعزع, أما الأمازيغ عموما فهم يحبون العربية ويحبون الإسلام. والسلام عليكم

  7. Abdelkader Dehbi بتاريخ

    RE: والدٌهر كشاف
    [rtl]سيٌدي الفاضل، للأسف، يبدو أنك لم تع بتاتا، أنٌ صيغة الرٌسالة المفتوحة، ليس المخاطب فيها هو بالضرورة المرسل إليه… وكفاية من هذا اللغو.[/rtl]

Exit mobile version