دماء المسلمين الكرام على موائد ” الصهيوصليبيين” اللئام مادة خام، يأكل بها بعضهم خبزا ويوظفها آخر دعائيا في حملات انتخاب، أو يتخذها بعض الخصوم تخليص حسابات وضغائن معتقة، ويساوم بها أطراف أطرافا لتحقيق مغانم ورواجي خاصة. هذه هي التجارة بدم المسلمين في سورية ومصر.

“جون كيري” دعم الانقلاب و رئيسه أسود الوجه و القلب و الفعال استنكر على مضض، فالأول أعلن حملة انتخابية لرئاسة “البيت الأبغض”، و لعلمه أن مفتاح قلعة “الحلاج” تلك هو الشرق الأوسط و قلبه النابض أراضي “التين والزيتون وطور السنين وهذا البلد الأمين”، يعني الشام الكبرى التاريخية سورية، فلسطين ولبنان، و مصر الكبرى و بلاد الحرمين. أما الثاني “أوباما باراك” فاستنكر الانقلاب على استحياء لأنه لم يعد يهمه أمر “حسني باراك” كما لا يهمه أمر البيت الأبغض الذي سيغادره بعد أشهر بلا رجعة. و كل ما أقدم عليه هو مجرد نوع من المهدئ الظرفي الخادع للرأيين العامين العالمي و الأمريكي، أما الصهيوني النتن “نتانياهو” فقد كان – للأمانة – أطهر من عملائه المتصهينين الأنتان، و هو الذي ساءه أيما إساءة سقوط كبير عملائه العربان “حسني باراك” و غاظه أيما غيظ فوز مرسي و دخول مصر إلى واحة الديمقراطية و الحرية و الكرامة، و كان سيموت بغيظه لولا تدخل “التسي تسي” بالانقلاب لتقويضه أركان دولة الشريعة و الشرعية التي باشر مرسي بناء أسسها. و إن كان الانقلاب العسكري حرقة في قلوب كل الشرفاء من عرب و عجم، إلا أنه أثلج صدور قوم حاقدين خانعين متصهينين بـ”كانتون” الضفة الغربية، و مهد لهم سبيلا غير سبيل المؤمنين و لا سبيل الشرفاء، ليفعلوا بغزة وحماس و الغزاويين أكثر مما حاق بهم أيام “حسنى باراك” على يد الصهاينة، هذه المرة لن يكتفي “العبابسة” و “الدحالنة” بمجرد مباركة مذبحة آل صهيون كما فعلوا في نهاية 2008 وبداية 2009، بل سيقتلون و يحرقون في غزة بأيديهم. وقد رفع عنهم أكبر و أعظم جيش عربي الحرج عندما أحرق بيوت الله و بها شهداء الله ثم جرف جثامينهم الطاهرة، “و من شابه مصر فما ظلم”.

نقول هذا و نستحضر ” كامب ديفيد” التي أخرجت جرذان الخيانة من السر الى العلن استنانا بـ”السادات” سيد هم في الخيانة، الذي قال إنه كسر حاجز نفسه، و في الحقيقة كسر كل شيء بدءا بنفسه و أنفس العرب و عزتهم و كرامتهم و أم قضاياهم. فخانوا و هانوا و استكانوا.

وعليه فان كل جريمة وكل خيانة متوقعة في فلسطين في ظل حاكم مقهور يحكم المقهورة أثبت أنه أشد على المصريين من “حسنى باراك” و أخدم للصهاينة منه. وسيكون هذا كله بداية بالإجهاز النهائي على القضية الفلسطينية و تصفيتها واقعا و افتراضا و تجسيد ثلاثية الأحلام الصهيونية على أنقاض “لاءات” الخرطوم التاريخية، و هي القدس عاصمة لدولة الصهاينة، تبديد “حلم العودة” و إسقاطه مع باقي الحقوق، الإعتراف بيهودية الدولة الصهيونية. وقد شرع الصهاينة و أذيالهم بالفعل في ذلك، حيث استؤنفت مفاوضات “الإستسلام” حسب الهوى الصهيونى، و أعلن عن مشروع بناء معابد و “منادب” في باحات الأقصى المبارك وخاصة بباب المغاربة على الأرض، و رفعت وتيرة الحفر تحتها بحثا عن الهيكل المزعوم.

ماتريده الصهيونية هو “كانتونين” يبسط عليهما عباس وصحبه سلطتها يسبحان في فلك تل أبيب تراقب عمان الضفة الغربية وتتوصى القاهرة بغزة وتجعلان منها شريطين عازلين وخطى دفاع اوليين يحميان الكيان الصهيوني ويصبح عرب 48 الذين زهد كثير منهم في حمل هم القضية و التحرير مجرد رعايا بحق تل أبيب سحب ترخيص الاقامة منهم متى شاءت وطردهم “طرد الكلاب” لأن صفة المواطنة التي غزتهم تسقط عنهم تلقائيا بمقتضى يهودية الدولة. ويتم للصهاينة مايصبون اليه لابد من تحطيم الجيش السوري لا نكاية في ” العبث الشركي” وحاكمه ولا محبة في العزل السوريين أو انتقاما لدمائهم بل حتى لايرث الثوار بعد سقوط صنم الروافض في دمشق الوشيك قوة عسكرية من شأنها عرقلة التوسع الصهيوني السرطاني واحياء جذوة المقاومة الحفيفة مقاومة المقاولة التي اعتاش عليها نظام بشار ووالده وباقي الأنظمة التي نشأت كالفطريات تزامنا لقيام الكيان الصهيوني في فلسطين أو انعكاسا له.

عبد الله الرافعي
31 أوت 2013

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version