سقطت كل الأقنعة و انكشفت المؤامرة الكبرى ضد الإسلام و المسلمين، مؤامرة كان من يحذر منها، من يدل عليها، بل من يذكرها بلسانه يوصف بالمغيب الذي يستند بما لا واقع له. هاهي مرجعيتي الإسلام العظميين “أزهر السيسي” و “سلفية آل سعود” تحرض على إهدار دماء المصريين و تثني على القتلة و تجرم القتلى، و يدعو “خادم الحرمين الـشريفين” إلى انتهاك كل حرمة.

آلة إرهاب الدولة الانقلابية المنظم الممنهج تباشر الآن القتل بنوعيه، قتل انتقائي يستهدف فلذات قيادات المعارضة لبث الوهن في نفوسهم و تثبيط عزائمهم على غرار مقتل ابنة محمد البلتاجي القيادي في الحرية و العدالة، و نجل مرشد الإخوان العام محمد بديع. و قتل آخر شامل يستهدف الجموع من قبل الجيش جوا و برا – ربما بحرا في الأيام القادمة- من قبل شرطة “حبيب العادلي” و “بلطجية” “جمال باراك”، بحيث لم يعد هناك أي فرق بين جرائم الأسد و جرائم “السيسي”.

و عندما نشاهد “عاهل سعود” يدعم جرائم “السيسي” بمصر و يستنكر جرائم الأسد بسورية نفهم جيدا أن كل ما يحدث هو مجرد تقسيم أدوار تقوم به هذه العرائس وفق سيناريو محبوك بدقة في المخابرات المركزية الأمريكية و حليفتها الموساد.

ما يثير الانتباه بشدة فيما يحدث بسورية و مصر، و ما حدث في ليبيا هو استعانة أنظمة الفساد كلها بمنظومة غير رسمية توكل إليها المهام القذرة و تستخدمها كدرع تحتمي به و سيف تبطش به. إنها هي هي نفسها مهما تغيرت أسماؤها تبعا للهجة البلد. بلاطجة في اليمن، مرتزقة في ليبيا، شبيحة في سورية و بلطجية في مصر. و الضحية هم أنفسهم الشعب العربي المسلم المسالم. هذا اللفيف هو أخطر خطر على الشعوب و مستقبلها، و هو معول هدم الثورات، و العصي التي يضعها الطواغيت الفاسدين في دواليب عجلة الديمقراطية في كل بلاد الربيع العربي. و الدليل يستنبط بيسر من مشاهد الحراك التونسي. فرغم كل ما يحدث هناك إلا أن المصيبة أهون لأن “زين الهاربين” كان يراهن دوما على الشرطة أكثر من غيرها من آليات الاستبداد، حينما عمل على “بولسة” (البوليس) الدولة و “أبلستها” (إبليس)، و فاته أن ينشئ نظام ميليشيات بلطجية أو شبيحية.

أتفهم أن يدعم حاخام أو بابا الأزهر (لا يصلح إلا إماما للكفر و للخيانة) “السيسي” السفاح و بلطجيته، فجميعهم صنعوا في مخابر أمن الدولة و جميعهم تعود على لعق حذاء “جيمي باراك”، و كثير منهم “تشرف” بتقبيل يد “سوزانة” البريطانية وجها و ظهرا. غير أنه يصعب على كثير من إخواني العرب و المسلمين تفهم موقف علماء السلطان النجديين الذين يتخندقون مع الظلمة الفجرة و يلوون أعناق الآيات و الأحاديث الشريفة و فتاوى علماء السلف الصالح لتصب في تزكية و شرعنة إبادة المسلمين في مصر. إن السلفية أو “السفلية” النجدية التي تقدم لنا إسلاما بلا روح و تصدره كمنهج “سجادة بلا دبابة”، “مسجد بلا مصنع” و “محراب بلا حرب” اختزلت قضاياه الفقهية في “الاستنجاء” فأدخلت الأمة إلى دورة مياه و مراحيض لم تخرجها منها إلا لتسوقها إلى مذابح الصهيوصليبية.

هكذا تتجلى أسس و ملامح الأنظمة التي تريدها الصهيوصليبية على رقاب البلاد و العباد في أقطار “قمع ستان” العربية.  أنظمة إسلامية دينها الذل و الخيانة و العمالة، ديدنها  الخراب و الاحتراب، مؤسساتها ميليشيات البلطجية و الشبيحة، قبلتها البيت “الأبغض”، شعارها “الجنة تحت أقدام المارينز” ،  عقيدتها “حب الصهاينة من الإيمان”، و مرجعيتها الدينية “قال خادم الحرمين..”

عبد الله الرافعي
17 أوت 2013

تعليق واحد

  1. Abdelkader DEHBI بتاريخ

    RE: أنظمة بلطجية بمرجعية سفلية
    تحدث كل هذه الوقائع، ولا صوت يرتفع من منظمة المؤتمر “الإسلامي” ولا صرخة من جامعة الدوٌل “العربية”. أمٌا جنرالات الجزائر، فأنا على يقين من أنهم قد يكونون قاموا ب”واجبهم” التضامني وهنأوا نظرائهم الجنرالات المصريين السفاحين القتلة الخونة.

Exit mobile version