لكم الله يا مصريين آن لكم أن تعودوا للمربع الأول فثورتكم أجهضت و نكستكم، بل نكستنا جميعا في هذا الصيف أسوء من نكسة صائفة 1967، ستعيدون كل شيء لا من الصفر بل من تحته. أعيدوا شعاركم “يسقط.. يسقط .. حسني مبارك”

كل الدم الذي أريق و يراق، كل الخراب الذي يُنشر هناك و هناك، كله فداء “للصهيوصليبية” التي يقتل لأجلها “السيسي” شعبه كما قتل “هتلر” اليهود لأجل شعبه. و لتتم فصول المؤامرة لا بد أن تنصف “تل أبيب” و “واشنطن” خادمهما “حسني باراك” بإخراجه من السجن، بإيعاز منهما لقضاء مصر “الشاخخ”، لأن السجون العربية لا بد ألا تخلو من السياسيين، أو قل لا بد للسجون المصرية ألا تخلو من رئيس. و ها قد عوض مرسي الشرعي “باراك” الفاسد في الزنزانة، و لنا أن توقع حكما عليه بالإعدام لأن تهمته خطيرة جدا، لأنها تهمة “لا إله إلا الله”.

“السيسي” قتل الشرعية في الميادين و أحرقها في المساجد و أسرها في السجون، ليفتح أبواب الفساد على مصراعيه، و قد حذر الكثير من المخلصين من عودة “باراك” مند أن قرر قضاته “الشاخخين” المتآمرين مع محاميه “الذئب الأغبر” على قطع نور التغطية الإعلامية عن جلسات المحاكمة، لتكون العملية برمتها “ضربة أعمى في الظلمة”. و ما حذروا منه حدث. أحيل الفاسد الساقط على القضاء بقضايا كثيرة أهمها أربعا، هي قتل المتظاهرين، و استؤنف حكمها مما يتيح له فيها إخلاء السبيل و التقاضي عليها من خارج أسوار “طرة”. و قضية الكسب غير المشروع، و قد أجتث منها سحرة فرعون القضاة “الشاخخين” لفظة “غير” السحرية، و بنوا حكمهم عليها بإخلاء السبيل. و قضية القصور الرئاسية التي نال فيها “باراك” ببركة “السيسي” البراءة. فكانت القضية الرابعة ثالثة الأثافي تحصيل حاصل تمر بردا وسلاما عليه. فهي متعلقة فقط بهدايا “الأهرام”، و هي قمة المسخرة، فما هي إلا اتهام رجل سلب ونهب، و استبد و أفسد على مدار ثلث قرن من الزمن بأخذ أقلام و أجندات و رزنامات يغطون بها على بيع و إهداء “باراك” بلد الأهرام للصهاينة و أثرياء الخليج العملاء. إنها قضية لو كانت صحيحة لكانت كفيلة بحملنا على لعن و سب من أحاله على القضاء لأجلها. و على الرغم من ذلك فهي ليست أكثر من محاكمة رئيس لأجل “بقشيش”.

إذا فـ”باراك” “برة” السجن، و مادام “برة” السجن فلا بد للإسلام، الشرعية، المشروعية، الديمقراطية و النزاهة أن تكون “برة” مصر. و لعلم “السيسي” أنه و مهما أخرج كل شيء طاهر نبيل و كل قيمة إنسانية خارج مصر فلن لا يستطيع أن يخرج الإسلام من مصر و لا من قلوب المصريين. و لو كانت “الصهيوصليبية” و أعوانها الأعراب له ظهيرا. و عليه أن يراجع ما جنى أمثاله الذين تنادوا قبله في الجزائر قائلين و في غير الجزائر حاشرين “محمد خذ حقائبك”، لأنه ليست لمحمد إلا حقيبتين “قرآن و سنة” لا يوضعان في دواليب و لا خزانات البيوت و لا في خزائن البنوك، بل هما ثابتتان في القلوب التي في الصدور.

إن هذا الكائن الحي القاتل الذي يسمى “السيسي” لم يبلغ من الشرف ما كان لسلفه فرعون الذي واجه سيدنا موسى أمام الملأ و على رؤوس الأشهاد، فلم يطعنه في الظهر و لا استعان عليه بالـ”هكسوس”. و زايد على قوم لوط بأن لم يكتف بنفي الطاهرين كما فعلوا عندما قرروا بصوت واحد أن “أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون” فحكموا عليهم بالنفي و حكم “السيسي” على أمثالهم بالقتل حرقا.

عبد الله الرافعي
21 أوت 2013

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version