يبدو أن السلطة الجزائرية التي تتصرف كالوحش الجريح قد غرقت إلى العنق في متاهة ولم تستطع الخروج منها وتتخبط  في معادلة صعبة الحل، فمن جهة صارت تحس بالخوف الشديد من الخطر المحدق بوجودها بسبب انتشار الوعي وثقافة المطالبة السلمية بالحقوق وسقوط جدار الخوف لدى المواطن الجزائري. ومن جهة أخرى خوفها من خطر تلطيخ سمعتها دوليا في مجال انتهاك حقوق الانسان وما يترتب عليه في حالة  قمع واعتقال المتظاهرين السلميين ويبدو أن السلطة وجدت الحل للهروب من المسؤولية والمحاسبة الدولية إلى اسناد هذه المهام القذرة إلى ذراعها السري “البلطجية”.

وتتكون عصابات “البلطجية” أساسا من خريجي سجون و صعاليك ومدمنين، يقودهم مخبرين سريين رسميين ومتطوعين مندسين في مختلف شرائح المجتمع.

وبعد أن استعملت السلطة البلطجية عدة مرات لترويع وتلفيق التهم جزافا بالنشطاء الحقوقيين في غرداية، وتخريب مقر الرابطة بغرداية، ها هي السلطة تستعمل نفس السلاح السري لقمع وترويع البطالين المسالمين ولوئد حركتهم الاحتجاجية السلمية في مهدها وهو ما وقع أمس في عين البيضاء بأم البواقي حيث تعرض البطالين والنشطاء الحقوقيين لمختلف المضايقات والمتابعات والاعتداءات وصلت إلى استعمال السلاح الابيض وطعن أحد البطالين “بوعكاز عبد العزيز” .

وبهذه المناسبة الخطيرة نحمل السلطة مسؤولية هذه الاعتداءات والمضايقات وقمع الحريات، ونؤكد أن الاختباء بكل جبن وراء عصابات البلطجية يبرز وبكل اسف الانحطاط والتخبط وحالة اليأس التي وصلت إليها السلطة.

وندعو الجميع للتعبير بكل قوة عن التضامن مع إخواننا البطالين والنشطاء الحقوقيين وفضح هذه الممارسات الدنيئة في المحافل الدولية.

كمال الدين فخار
25 ماي 2013

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version