أنا لا أعتقد أنْ أكونَ ولا تكونُ الجزائر
أنا لا أعتقد أنْ أكونَ ولا تُعْتَقُ مِثلها الحَرائِرْ
أنا لا أعتقد أنْ أكونَ ما دُمْتُ على الدَرْبِ سائرْ
إلاّ وبيدي راية بيضاء وقلم ودفاتِرْ
أنا لا أعلمُ من أيّ عهدٍ قديمٍ أتيتُ،
ولا من أي زمنٍ غابرْ
امتدّتْ مأساتي عبْر العصور     
واشتدّت اذ بلغت القلوب الحناجرْ
أنا لسْتُ خطيبًا فصيحًا أو ناثرًا شاعرْ
أو مدجّجًا كرِهتْ الأوطانُ نضاله،
ورُمِيَ تاريخُه في البصائرْ
أو غريبًا قُطِّعَتْ أوصالهُ،
أو صغيرًا قاصِرْ
نطقت بداخلي أشعار الحكمة،
وانطوَت على صفحاتي الخواطرْ
شربتُ كأس الثمالة حتى النخاع
وركِبتُ مِن أجلِك الأهوال والمخاطرْ
جمعتُ حقائبي ذات يومٍ
وانقطع الخطّ على المباشِرْ
وجلستُ وحدي أتأمّل مُحياك
فنطقتْ بداخلي السرائرْ
ورأيتُكِ منذ بعيدٍ عرُوسَ البَحْر
فاتِنٌ حُسنُكِ كلّ ناظِرْ
حوريّةٌ مُرِسّغُ الحُليّ على خَدّيْها
يخترقُ الحِلكة برّاقٌ ظاهرْ
رأيتُكِ حين بيعت براءة عينيك
وعُلّقت صور بهاءك في المتاجر
رأيتُكِ حين اغتيلت أزاهرك
ذهب محتواها في جوّ غائم ماطر
أنا لستُ خطيبًا فصيحًا أو ناثرًا شاعر
أنا جُسور المحبّة مُدّتْ بيننا
سقَتْها سُيول المعابِرْ
إذا كان اليوم طال أمدُه،
فالغَدُ أنتِ يا جزائر

حمو بوداود
22 مارس 2013

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version