كتبت قبل ثلاث سنوات من الآن موضوعا بعنوان “صحافة المراحيض” وقد تفاعل الكثير مع الموضوع، سواء من الجزائريين أو من الإخوة في بعض الأقطار في عدّة مواقع ومنتديات، وتفنّن أحد الإخوة المصريين في تخصيص صورة كاريكاتورية للموضوع تعبّر بشكل كبير عن فحواه بعد نقله إلى مدونته…

وأنا أطالع بعض صحفنا في الجزائر لمتابعة المستجدات، وإذا بعنوان على صحيفة “الخبر” التي ترفع شعار الصدق والمصداقية يستفزني: حركة الضباط الأحرار تعتبر تنظيما إرهابيا؟

فقلت في نفسي هل يعِ ناقل التقرير تداعيات هذا التشويه المقصود، الذي جاء كنتيجة حتمية بعد اعتقال خالد نزار في جنيف بسويسرا، أم أنّ هذا الصحفي لا يمتلك ضميرًا بعد كلّ ما حصل في الجزائر؟ ولماذا لم تُطلق هذه التهمة أثناء عزّ الأزمة على حركة الضباط الأحرار؟ ولماذا طلب بوتقليقة نفسه مساندة هذه الحركة قبل أن يصل المرادية بعد أن انسحب المرشحون الستة وهم على التوالي: الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي وزير الخارجية السابق، الذي كنت ممثله الشخصي آنذاك في ولاية برج بوعرريج، مولود حمروش رئيس الحكومة السابق، حسين آيت أحمد رئيس جبهة القوى الاشتراكية، عبد الله جاب الله رئيس حركة الإصلاح الوطني التي سُحبت منه والذي ينتظر إعلان اعتماد حزبه الجديد بشكل رسمي، مقداد سيفي رئيس الحكومة السابق، ويوسف الخطيب الضابط السابق في جيش التحرير؟

وقبل أن يصاب عبد العزيز بوتفليقة بمرض السرطان، وقبل أن يُعيّن الجنرال محمد تواتي مشرفا على الإصلاحات في آخر أيامه؟ يا لها من خاتمة إن غادر بوتفليقة الدنيا على هذا الحال…

لمن لا يعرف القصة، حركة الضباط الأحرار ليست هي من رفع القضية ضدّ خالد نزار أصلا في سويسرا، وإنّما منظمة سويسرية متخصّصة في متابعة المجرمين حتى لا يفلتوا من العقاب. وإذا حضر أحد أعضاء هذه الحركة، فحضوره كان أو سيكون كشاهد، أو لإعطاء وجهة نظره في خالد نزار كون أنه ضابط…

لأن التهمة التي تلاحق خالد نزار وزير الدفاع السابق والمشرف على انقلاب 11 جانفي 1992 من خلال ما جاء في مذكرة اعتقاله تتعلق بجرائم ضدّ الإنسانية… وهل من المنطق أو من الإنسانية في شيء أن يدافع صحفي على خالد نزار وهو يدين نفسه بنفسه في اعترافات بالصوت والصورة، ومنشورة على المواقع والمدونات، ومدوّنة بتوقيعه في كتابه… من أنه قرّر وقرّر في الفيلا الفلانية وأنه لم يكن هناك خيار آخر… ويزعم الصدق والمصداقية؟

عندما يصبح الصحفي مجرّد مرتزق ينقل البهتان، ويطلق الأحكام بدل القاضي في المحكمة، ويمارس الحرب النفسية من خلال التشويه والتخويف ويساهم في طمس الذاكرة الجماعية وتضليل الشعب للحصول على الشهرة الزائلة أو على الريع المنتهي، فإن هذا الصحفي يصبح انتماؤه إلى صحافة بلا ضمير…

نور الدين خبابة
27 ديسمبر 2011

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version