هنا بلادي أنا وين نروح…
هنا بلادي يا ڤلبي المجروح
الفقر والميزيرية…
اشحال أجريت حتى حفاو رجليّ
غطّاو الصحّ بين عينيّ…
اللي صاير بيك صاير بيّ

الزاوالي…
زاد في دوّار بلا تريسيتي ولا ماء
باباه يخدم فالمدينة عسّاس في شركة بناء

يروّح كل عشيّة بزوج خبزات…
وكيلو بطاطا، وفي جيبو شويّا حلوة
ليّام تدور، وكلّ يوم يشبه البارح وغدوة

الزاوالي مسكين يروح للمدرسة وكرشه فرغانة
في الصيف يمشي حفيان وفي الشتاء بصندالة
يڤطع الواد، طريڤ الماشينة والجبّانة
وكي يوصل يڤلّو المعلم، ورّاه المأزر والمقلمة
يهبّط راسو مسكين، ويڤلّو…
بابا ما خدمش هذا السمانة
يطردو المعلم من القسم
ويرجع حيران وجيعان للدار وعينه دمعانة…
كان باغي يولّي طبيب…
باش يضرب ليَبرا لختو العيانة
لكن من الشكولة طردوه في آخر السنة

الزاوالي لڤى روحو هايم في الدوّار…
ساكت ما يقول كلمة
كل يوم في القهوة يطلب ڤارو ولّا رفعة شمة
يمّاه مرضت من البرد في الدار…
وباباه طردوه من الخدمة
وخاوتو كرهو من السباڤيتي في البرمة

الزاوالي خرج من الدار
وهرب من الدوّار
هرب من معيشة الذلّ والعار
وراح للمدينة يحوّس على خدمة مانوفري
ولّا حمّال في البازار

الشهر الأوّل الزاوالي بات على الكرطون
أحباب ربي يعطيوه ساعة على ساعة
صندويتش جاج ولّا فرماج وزيتون
وحد النهار حكموه يسرق تريكو…
وسروال من مرشي الشيفون
أدّاوه للبوليس وعشّا بايت في السيلون

في الحبس الزاوالي عرف جماعة حكموهم حرّاڤة في بابور
علّموه الكيف وشم لالكول باش الراس يدور
وبعد ست شهر خرج الزاوالي من الحبس بدبلوم سرّاق فور

من حبس لحبس ومن كرطون لكرطون
الزاوالي ولّا يمشي بالخدمي
ويسرق في الطريڤ السنسلة والتيليفون
وكي يجي الليل يدّرڤ ورا الجامع ويرڤد كالفكرون
يحلم بدوّارُو الحزين، بيمّاه الحنينة وبختو المريضة…
وباباه اللي ما شافوش عندو قرون

الزاوالي كره لحياة وكره الفرقة
ولّا يصلّي وتاب لربّي من السرقة
وفي كل صلاة يدعي ربي بحرقة

الزاوالي دار طابلة حلوة وكوْكاو مڤابل السيليمة
جاو لابوليس ودّاولو الطابلة اليتيمة
ڤالّهم حرام عليكم هذا الظلم…
راني نخدم على خاوتي واللميمة
ضربو شرطي بكفّ وسبّلو يمّاه بكلمة أليمة
الزاوالي جنّ جنونو وصرع الشرطي بلا تخميمة

وقرينا غدوَا في الجرنان…
إرهابي من القاعدة يقتل شرطي فالعاصمة

غاني مهدي
10ماي 2011

غاني مهدي كاتب وإعلامي جزائري

تعليق واحد

  1. yassine Saadi بتاريخ

    une qasida qui parle
    C’est incroyable mon ami, ça me rappelle un ancien copain de classe, une famille qui habitait un gourbi entre Cheraga et Beni Messous

Exit mobile version