يبدو أن الغباء الفرنسي قد وصل حدوده القصوى منذ وصول الرئيس ساركوزي إلى قصر الإليزيه، ففرنسا التي وصفها غالبية العرب إبان الغزو الأمريكي البريطاني للعراق بأن رئيسها جاك شيراك بات عربيا أكثر من العرب، بسبب مواقفه المعارضة لغزو العراق، والمدافعة عن سيادة الشعوب العربية، فرنسا هذه، هوى بها الرئيس ساركوزي المعتوه سياسيا، إلى أسفل سافلين، بعدما حوّلها إلى أداة مؤجرة لتنفيذ السياسة الأمريكية في العالم، وبخاصة في العالم العربي والإسلامي، فهذا المعتوه سياسيا، وأخلاقيا، كان السباق إلى تأزيم الأوضاع في ليبيا، بقيادته لحملة مسعورة، هدفها الأول والأخير ليس حماية الشعب الليبي، وإنما الزّج بهذا الشعب المسالم والأبي، إلى مستنقع حرب قذرة، تأتي كلية على مكتسباته التي حقّقها منذ دحره للاستعمار الإيطالي، حرب تُعيد عقارب التنمية بليبيا إلى ساعة الصفر، وتركّعها تحت هيمنة استعمار جديد، لن تقوى ليبيا معه على النهوض وإلى الأبد.

ساركوزي المعتوه، أراد أن يدخل التاريخ من أبوابه الواسعة، بانفراده بإعلان انطلاق غزو ليبيا، لكن وهذا هو الأكيد والمؤكد، أن ساركوزي سيدخل زبالة التاريخ، وسيكون آخر رئيس من أصل غير فرنسي يصل إلى هذا المنصب الكبير بفرنسا، لأن ساركوزي، أثبت للفرنسيين بالدرجة الأولى، أنه مجرد مرتزق لأمريكا وإسرائيل، على استعداد للمغامرة والمقامرة بأمن ومستقبل فرنسا وحتى أوروبا، لنيل رضاهما، وأنه مستعد أكثر من كل ذلك للتضحية بفرنسا ككل من أجل تحقيق رغبة جامحة بداخله، تدفعه إلى الإنتقام من كل ما هو ليس فرنسي وغربي، لإثبات، أنه وبرغم أنه ليس فرنسيا، إلا أنه من أكبر المدافعين عن مصالح فرنسا والغرب ككل، وهكذا يرتاح ساركوزي المعتوه من عقدة النقص التي لا تزال تلازمه، ونصر على قولنا هذا لأن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، الفرنسي الجذور لم ينزعج إطلاقا لمّا عارض الغزو الأمريكي للعراق، ولم يأبه لمقاطعة الأمريكيين للسلع والنبيذ الفرنسي، وأثبت للعالم أجمع فيما بعد أنه كفرنسي أصيل كان على حقّ، وأن دفاعه عن العراق والقضية الفلسطينية، خدم فرنسا وحمى مصالحها في العالم العربي والإسلامي، وهنا “أبشر” الشعب الفرنسي ومن ورائه “أوروبا العجوز”، بأن ما قام به ساركوزي، وأذنابه من أشباه الحكام العرب في دُويلات الخليج، من حياكة للمؤامرة الدنيئة ضد ليبيا وقائدها معمر القذافي، ستكون له نتائج مُزلزلة عليهم جميعا، لأن العالم العربي الذي بدأ يستوعب ما يجري من حوله من مؤامرات، وبات يستفيق من مفعول التخدير الإعلامي، الذي قادته القنوات الفضائية للحُكام الشواذ في قطر والخليج “غير العربي”، هذا العالم العربي، ومعه الإسلامي، سينتفض بقوة لا محالة لتهديد كل المصالح الفرنسية والغربية والأمريكية، بعد أن يكون قد تخلّص من الحكام العرب المرتزقة، ولا أستبعد هنا أن يُصبح الأمن والإستقرار الفرنسي والأوروبي على كفّ عفريت، وإذاك سيستفيق الفرنسيون بالدرجة الأولى، على هول الكارثة التي جرّها عليهم الرئيس المعتوه ساركوزي لإثبات “أنه فرنسي لا غير”، وسوف أن أحصر هول الكارثة على فرنسا انطلاقا من ليبيا فقط، بل يمكنني أن أوسعها إلى كافة دول شمال إفريقيا، التي يترصد بها هذا الساركوزي المعتوه، لأذكر الفرنسيين بالأخص والإيطاليين من ورائهم، وبقية الغربيين والأمريكيين بعد ذلك، بأن هذه المنطقة، أذاقتكم كل ألوان المهانة والذل، وأخرجتكم “وأعني هنا فرنسا وإيطاليا” صاغرين تجرون وراءكم ذيول الهزيمة، وأضيف إلى ذلك، أنه إذا كان ’باؤنا وأجدادنا، وببساطة إمكانياتهم قد هزموكم، فما الذي تنتظرونه اليوم مع أبناء وأحفاد الثوار من أمثال عمر المختار، والأمير عبد القادر وعبد الكريم الخطابي، وغيرهم، وهم يحوزون المناعة الثورية، ويتوفرون على الإمكانيات اللازمة لمجابهتكم، إن ليبيا ليست هي الصومال التي بهدلت الجيش الأمريكي، ومرّغت وجهه في التراب، وأنها ستكون وبكل تأكيد مقبرة جديدة للمحتلين الجُدد –إن هم استطاعوا فعلا أن يحتلوا ليبيا وهذا من المستحيلات السبع- لأن الشعب الليبي بدأ يرى وبجلاء ووضوح، من هم هؤلاء الذين يقودون ما يُسمّى بالمعارضة، إنهم مجرد عملاء يتقاضون أجورهم من المخابرات الغربية والأمريكية، ويغرفون من خزائن “العطايا” الخليجية، ولا يهمهم تدمير ليبيا وشعبها في سبيل الحصول على هذه “العطايا”، وأقول للشغب الليبي الشقيق، أن هؤلاء الحُثالات، لن يخرجوا إطلاقا عن نموذج أقرانهم في العراق، الذين استوردوا الديموقراطية للشعب العراقي على ظهور الدّبابات، وبشّروه بالجنة، ليكتشف بعد سنين، أنهم هم الشياطين، وهم من ينهبون ثروات الشعب العراقي، وما مظاهرات “الجيّاع” والمحرومين في العراق، إلا أحسن دليل على الديموقراطية التي يُريدها الغرب وأمريكا للعرب والمسلمين، فيا أيها الشعب الليبي الشقيق، إن هؤلاء العملاء ومن يُحرّكونهم، يريدون لكم جهنم ملاذا، ولن يرضوا لكم أن تشبع بطونكم وعقولكم، بل يريدونكم عبيد تنطبق عليه مقولة “إنما العبد وما ملك إلا لسيده”، ولا أقول ذلك للشعب الليبي لوحده، وإنما لكل الشعوب العربية والإسلامية، لأن المؤامرة تستهدف الجميع، وهي تنفذ وللأسف الشديد، بأدوات عربية، كالجامعة العربية التي يُسيّرها أكبر عملاء أمريكا، وأعني به “الخائن” عمرو موسى، الذي حوّل هذه الجامعة إلى مذبح للشعوب العربية، علما هنا أن فكرة إنشاء الجامعة العربية، أتت إلينا من المخابر البريطانية، ولكم أن تعودوا لاستقراء التاريخ، وعليه أدعو من تبقى من حُكام عرب أوفياء لشعوبهم إلى الإنسحاب منها، حتى لا يتهمهم التاريخ، بأنهم كانوا متواطئين في عمليات ذبح السيادة والأمن العربيين، وأرجو ألا يُفهم من كلامي أنني أدافع عن الحكام العرب، لأنني كنت ولا أزال وسأظل معارضا لأنظمة الحكم في العالم العربي، لكن هذا لا يُسوّغ لي أن أُقايض سيادة واستقلال بلدي من أجل التغيير نحو الأسوأ، وأنصح في هذا المقام كل عربي إلى الرجوع إلى ذاته، والتمعن في قوالب الحُكم الديموقراطي التي تعرضها علينا فرنسا والغرب وأمريكا.

جمال الدين حبيبي
19 مارس 2011

3 تعليقات

  1. omar el mesrati بتاريخ

    A Habib El Kadhafi
    [ltr]Un moment donné j’ai cru lire un discours de Kadhafi ! Mais lorsque j’ai su que c’est un ancien « moujahid » algérien qui a commis cet article ignoble, j’ai eu un sentiment de dégoût et de révolte. Apparemment il n’y a pas que Kadhafi et sa progéniture qui sont malades ; il se trouve que la « Kadhafite », cette bactérie qui atteint les neurones et fait en sorte que les gens contaminés perdent le sens de la réalité ! Elle s’est déplacée à l’ouest de la frontière de notre pays !

    Monsieur Habibi, que cache votre plaidoirie en faveur de l’assassin de Bab El Azzizia ? Avez des intérêts dans notre pays ? Sachez qu’ils seront mieux défendus dans un Etat de droit où la liberté et la justice seront les piliers d’un système de gouvernement.

    Monsieur Habibi, notre peuple a exprimé pacifiquement son vœu de liberté, après quarante-deux ans de dictature et de folie, mais ce faux ami des révolutionnaires, au lieu de donner satisfaction aux revendications légitimes, il a préféré satisfaire ses pulsions meurtrières.

    En l’espace de quatre jours de manifestations pacifiques, votre ami Kadhafi avec l’aide des mercenaires et de certains conseillers israéliens de la société « Global », le compteur des victimes a atteint 2000 morts !

    Monsieur Habibi, nous, les descendants du chahid Omar El Mokhtar, que votre ami a traités de rats et de pouilleux, nous ne combattrons pas la coalition que nous avons demandée de nos vœux, nous prions même pour que Kadhafi soit enterré comme un rat dans son trou !

    Votre attitude me fait craindre le pire, elle donne crédibilité aux informations qui indiquent que votre gouvernement vient en aide à l’assassin du peuple libyens, « solidarité révolutionnaire » exige !

    Monsieur Habibi, votre charge sur la chaîne d’information Aljazeera qui a rendu l’honneur à la presse arabe, révèle votre aveuglement et entêtement ! J’ai une compilation de discours et de journaux télévisés à la gloire du guide que j’aimerais bien vous offrir.

    Autre chose, l’insulte est l’acte ultime de l’impuissance argumentaire ! Votre affirmation « للحُكام الشواذ في قطر والخليج غير العربي » a quelque chose d’indigne. Pour votre bonne gouverne, votre ami Kadhafi est le maître des pervers, par respect pour les lecteurs je ne vais pas faire l’inventaire de ses « lubies » odieuses et celles de sa fratrie !

    Monsieur Habibi, le rideau va bientôt se lever sur une réalité terrible, votre ami est un faux révolutionnaire, comme chez vous il existe des faux moujahids et je prie pour que vous ne faites pas partie de la liste !

    Omar El Mesrati[/ltr]

  2. zarathoustra بتاريخ

    les chiens aboient et la caravane passe”.
    [ltr]la meilleure façon de prouver à l’ami des dictateurs arabes et musulmans est de le mépriser totalement et ne pas répondre à ses “masturbations intellectuelles”,qui placent ses idée dans la poubelle de l’histoire.
    cela fait plus de trois mois qu’il est sur la longueur d’onde de ses seigneurs,les dictateurs et n’a pas voulu changer de caps,en faveur d’une analyse objective et sereine des évenements qui bouleversent la planéte.
    ce n’est qu’une brebi galeuse et le dicton dit:”les chiens aboient et la caravane passe”.[/ltr]

  3. Abdelkader DEHBI بتاريخ

    “فما ذا بعد الحق إلا الضلال”
    [rtl]أن يكون الغرب المتصهين – وفرنسا على وجه الخصوص – على رأس قائمة الأعداء الألدٌة للأمة العربية الإسلامية قاطبة، فهذا لا نختلف عليه بتاتا مع صاحب المقال، السيد جمال الدين حبيبي، ونشكره على التذكير… وأن يكون القزم الصٌهيوني ساركوزي، العميل لإسرائيل ولحلف الناتو، من ألدٌ الخصام للعرب وللمسلمين وللجالية المسلمة بفرنسا، فهذا أيضا، لا يختلف عليه اثنان. وأن يكون تدخٌل قوى الحلف الأطلسي في لينيا آخر ما يتمناه كل مسلم وعربي غيور، فهذا كذلك، لا غبار عليه. لكن ما علاقة هذا بذاك ؟ أعني بالجرائم الفظيعة التي ارتكبها ولا يزال، المجنون الذي لقب نفسه ب “ملك الملوك”، واللص الذي اختلس الملايير، وإرهابي مأساة “الوكربي”، المجرم حرب في حق الآلاف من أبناء شعب ليبيا العزٌل، المستهدفين بالطائرات والمدافع والرشاشات من قيل جيشه الخاص ومرتزقته المستوردين من إفريقية، بل ومستشارين يهود من الكيان الصهيوني. ومتى أصبح الزنديق القدافي رمزا للدفاع عن الإسلام، وهو الذي طعن في القرآن وخطف العلماء وسحق المسلمين أكثر من غيره في ليبيا، اليوم وقبل اليوم ؟ “فما ذا بعد الحق إلا الضلال” ؟ وما بال قوم تعمدوا الزور حتى بصمتهم عمٌا شاع من اتهامات ملحٌة تأكد بعضها، حول تورط النظام الجزائري إلى جانب القدافي، مع أن الأمر جدير ب “المفخرة” حسب منطقهم ؟ [/rtl]

Exit mobile version