في بلادي يُهان العلم والعلماء
في بلادي، العِلم مشقَّة والبحث عناء

في بلادي أزقّة ضيّقة، غبارٌ في السماء
في بلادي سُدَّ الأفق كي نموتَ بالإغماء

في بلادي ذهبَ رمز الوفاء
وجوه مصفرَّة وشعارات جوفاء

في بلادي كلّ  شيء مزيّف حتى دم الشهداء
في بلادي لا وجود لي ولكم، أسفاً كم من استياء

أصبحت مراسيم الأغبياء
ذوي الطاعة والخنوع للأمراء

أصبحت عبثًا ولهوًا، أين المَعتوهُ كفى والبقية عمياء
أين المَعتوهُ كفى والسفيه أعقلُ العقلاءِ

أصبحت حكاية منسية في ذاكرة البشرية جمعاء
في العصر الحجري، وقلب الصخرة الصمَّاء

أصبحت في يد العملاء، وأبناء العملاء
عملاء في صفة أولياء

خاشعين مندسّين، تحت عباءة الأعداء
المزيّنة صورهم في وكالة الأنباء

في نشرة الثامنة وحزن المساء
في وجه الربيع المشرق وصقيع الشتاء

في عقل العصفور الأبيض وحكمة الببّغاء
آكلي السحت باللّمز وكثرة الغوغاء

تتردّد أصوات الضحايا على مسامعهم
كأصمٍّ لا يسمع الأصداء

مساكين، أبرياء من دم الأبرياء

الذين هُدِرَتْ دماؤهم على ساحة الشهداء
في الجبال والبراري، في قلب الرمل في الصحراء

الذين ذهبوا بلا رجعة  تاركين الحياة للجبناء
تاركين الحياة لمن أصبحوا للرذيلة أوفياء

الذين رحلوا عنّا غدرًا وهم البواسل الشرفاء
الذين تخلّصوا من خطيئة آدم وأمّنا حواء

لتنبت على قبورهم زهرة قرنقلٍ و وردة حمراء
الحرية، الحرية الحمراء

في بلادي قُضي الأمر يوم حكم السفهاء
يوم بكى السلام على مشارفنا وأصبحنا في أوطاننا غرباء

حمّو بوداود
9 فبراير 2011

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version