سبحان الله سبحان من يغيُر ولا يتغير سبحان من قال “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” والله انه مشهد لا يصدق فجأة وبين طرفة عين وانتباهتها يهان فرعون مصر وقبله يسقط طاغوت تونس لقد شاء الله أن يرينا قوة أمتنا وعزة شعوبنا وكرامة عروبتنا وعزيمة شبابنا فلله الحمد والشكر أن جيناتنا الوراثية ليست بجينات خنوع وعبودية وجبن وتبعية كما حاول الطغاة زرع هذه النظرية لنصاب باليأس فتخور عزائمنا وتنهار قوانا ونستكين للواقع المر نتنازل لهم عن الدنيا ونفوض أمرنا الى الله لنفوز بالآخرة ولعلنا حينئذ لا دنيا ولا آخرة وهنا وعى شباب الأمة أن التوكل على الله وتغيير الحال من حال إلى حال يلزم التضحية والجهاد فأكبر الجهاد كلمة حق أمام سلطان جائر فقامت القيامة على الطغاة كطاغية تونس وفرعون مصر ليثبت الشباب أن الطاغوت أحقر من أن يستطيع الصمود أمام إرادة الحياة فالأقدار تسير مع من يعد العدة للتغيير.

إن سقوط فرعون مصر قد قرره الشباب المصري وأصبح مسألة وقت وربما أيام معدودة وحتى الأمس كانت الولايات المتحدة الأمريكية تؤكد حلفها مع النظام المصري ثم ما لبثت أن غيرت مواقفها بعد مظاهرات الجمعة المباركة لتقرر أنها تقف مع الشعب المصري لتعطي باقي أمراء وملوك ورؤساء العرب درسا في تخليها عن حلفائها فربهم الأعلى ــ الولايات المتحدة الأمريكية ــ لن تحميهم ولن تستقبلهم حال هروبهم فأين الملجأ وكيف المنجى (مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت) ثم أين أسطورة الأمن المركزي وأين أمن الدولة وأين قوات مكافحة الشغب والقوات الخاصة لقد تهاوت أمام إصرار ومقاومة ضربات الثوار المجاهدين ليحطموا استكبارها وظلمها.

يا من جثمتم علي صدور المسلمين أين مستشاريكم من المنافقين؟ وأين علماؤكم من الشياطين؟ وأين جيوشكم وأمنكم من الخونة الضالين؟ وأين الأموال التي نهبتموها؟ وهل أغنت عنكم من ثورات الأمة شيئا؟ كل ذلك ذهب أدراج الرياح والشعوب هي من تقرر مصيركم فسبحان من أعاد الموازين إلى نصابها وسبحان من رفع الشعوب وأحط قدركم فهرولوا هربا إلى أسيادكم يا عبيد الأمريكان ثم مثواكم إلى جهنم وبئس المصير.

أين كبر من وقف أمام الشعب المصري يوما متبخترا يخطب فيهم صادقا ولأول مرة بحياته فقال “قل من يأكلكم بالليل والنهار” قاصدا “قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ” فسبق ما في قلبه حروف الخطاب. إن فرعون الذي ولد في عصره موسى عليه السلام لينشأ في بيته وينهي تسلطه وظلمه وجوره وجبروته تطور بصورة طاغوت حكم مصر ثلاثين سنة وليقبل عذري فرعون موسى فلعله يستحي أن يتشبه بأفعال هذا المجرم وقد لا يصل فرعون موسى إلى معشار ما وصل إليه فرعون مصر الحالي. وكما نشأ موسى نشأ جيل الشباب المصري الثائر لا يعرف رئيسا إلا الفرعون فقرر أن لا يموت وهو بكبريائه وعليائه وعزته وطغيانه وإنما يحيى أيامه الأخيرة ذليلا حقيرا مشردا وضيعا وربما مجاورا في إقامته لابن علي في جدة والتي أصبحت ومع الأسف ملجأ وملاذا للطغاة.

لقد أفسد فرعون مصر الحياة المصرية وحولها إلى جحيم وعذاب وألم واحتقار وذل وعبودية وفقر دائم للشعب المصري ، في عهده تحولت مصر إلى سجن كبير، في عهده امتلأت السجون بشرفاء الأمة ، في عهده لم تكتف مصر بإبداع وممارسة أسوا أنواع التعذيب ، في عهده زورت الإرادة الشعبية المصرية ، في عهده تحولت مصر إلى بلد تابع للكيان الصهيوني ، في عهده تحولت مصر إلى بلد بلا عزة ولا كرامه ولا هوية ، في عهده شهدت مصر أسوأ حالات انتهاك حقوق الإنسان ولم يكتف بالخنوع والجبن لنفسه وإنما حرص على تصديره للآخرين والمشهد السوداني وحالة الانقسام وتبرير رئيسه المخزي لتقطيع بلده لا زال في مرأى العين ، في عهده حاصر غزة دعما للكيان الصهيوني ولم يؤثر فيه استغاثة العذارى أو بكاء الثكالى أو صياح الأطفال أو نحيب العجائز الفلسطينيين، في عهده عمل على تقريب وتفعيل النصارى وتحجيم الدور الإسلامي لقد أفسد جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية فكانت مصر بحق دولة الرجل المريض أو دولة العدم.

فلما قامت ثورة الغضب المصرية وضاقت عليه الأرض بما رحبت لجأ إلى قوات الأمن المركزي “اللي ياكلو الزلط” ليكونوا دليلا حاضرا بأن طواغيت العرب عملوا على تجيير جميع مؤسسات وأجهزة الدولة ومواردها لحمايتهم هم وأسرهم الممتدة وزبانيتهم ولكن إرادة الله ثم إرادة الشعب المصري أفشلت مخططاته ولم تغن عنه من إرادة الشباب شيئا لنشهد وليشهد العالم بأجمعه فرار حرس الطاغوت أو استسلام بعضهم أو تصريح البعض الآخر بخزيه من انتسابه لمؤسسة العار والذل واحتقار الإنسانية ، ثم لجأ إلى إستراتيجية داعمة حيث قامت مؤسسة الشرطة الفاسدة بإطلاق سراح عتاة المجرمين واللصوص ليشوهوا عذرية الثورة وشرفها فكان لهم شباب مصر الأبية بالمرصاد حيث شكلوا فرقا لحماية المؤسسات الرسمية والأحياء الشعبية والمؤسسات الخاصة والعامة ، ثم ما لبث أن خرج فرعون مصر من جحره ليعرض على الشعب تغيير الحكومة السابقة لفسادها وتشكيل حكومة جديدة تتميز بالأمانة والقدرة فكان رد المصريين قول الله تعالى ” آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ المُفْسِدِينَ “آلآن تريد الإصلاح ألم يكفك ثلاثين سنة من الضحك على أذقان الشعب المصري وتنكيله بأنواع الذل والعذاب. (قتل وتعذيب وسحق كرامة وشراب ذل في كئوس هوان) إن فرعون موسى نجاه الله ببدنه “فَاليَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لغَافِلُونَ” نعم انك من الغافلين الذين تصدق عليهم الآية “صم بكم عمي فهم لا يرجعون” فهل سينجو جسد فرعون مصر الحالي من أنياب الشعب المصري الذي ذاق الإذلال بأسوأ أنواعه؟ لقد قال الشعب المصري كلمته عملا وليس قولا ولم يعد لديه وقت لسماع توبة فرعون ولو كان عاقلا لترك كرسيه لعلهم يتركوا له حياته.

ومن استراتيجيات الإجرام الفرعوني طلب المدد من أوليائه اليهود والنصارى ليبرهن مجددا على انتمائه لهم وليس للعرب والمسلمين “ومن يتولهم منكم فانه منهم” فأرسل رسله في رحلات مكوكية إلى العواصم الغربية للتحذير من احتمال وصول حكومة دينية إسلامية محرضا إياهم للذود عن حقوق الأقلية النصرانية وحدود بل ووجود نظام الكيان الصهيوني ولكن اليهود والنصارى فهموا أن ثورة الشعب المصري منتصرة وأنها أمرا واقعا لا بد من التعامل معه بحذر وخبث فتركوا عميلهم إلى قدره المحتوم كما تركوا شاه إيران وطاغية تونس من قبله.

إن الديمقراطية المصرية التي تشدق بها طواغيت السلطة ديمقراطية لفظية شعارها قل ما تشاء ونفعل ما نريد شأنها شأن الديمقراطية الكويتية والليبية والأردنية وغيرها من الأنظمة العربية والتي أنشأت مؤسسات برلمانية غير فاعلة لإضفاء الشرعية على الأنظمة التي فقدت شرعيتها وهويتها وحتى أسباب وجودها فلا هم لها إلا احتقار شعوبها وإذلال أمتها وتثبيت سلطانها لتستمد النصر والتمكين ليس من شعوبها وإنما من الكنيسة التي استقوت بالغرب على أمتها وبتقوقع الأزهر وتحالف بعض القوى السياسية والدينية الانبطاحية مع فرعون باعتباره ولي أمر له السمع والطاعة ساعين إلى تعبيد الأمة للطواغيت فشاء الله إلا إن يظهر دينه ويعز أمته ويفضح مدعي التدين بسوء عملهم ودناءة عزيمتهم وجبن اعتقادهم وضعف همتهم.

لقد تجاوز الشباب المصري كل التوقعات وباءت جهود التغريب وتخريب الشباب الإسلامي المصري بالفشل الذريع ليعلن شباب الأمة الحرية وأن أصولهم أصول عزة وكرامة وحرية لا تقبل الخنوع والاستسلام فالطغاة تمادوا والشباب استماتوا والعزة لله ولرسوله وللأمة التي أفاقت من غفوتها بعزم شبابها “إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى” فها هو الشباب المصري يقود التغيير ويولد القيادات الميدانية من رحم الاحتجاجات والمظاهرات لم يلتفت إلى عناصر التنافر الاجتماعي كالاختلافات الحزبية أو الدينية أو المذهبية أو الطبقية فجعل الجميع يدا واحدة في وجه الفرعون كما أنه لم يسلم فكره لفتوى أمام أو دعوة حزب أو نظرية فيلسوف فهي ثورة أدارتها نابعة من مصلحة أمتها فأبدعت الاستراتيجيات وطورت الشعارات حسب الظروف والاحتياجات فمن العدالة في توزيع الدخل إلى تغيير النظام ومن ” الشعب والجيش يدا واحدة ” إلى “مسلمين ومسيحيين كلنا مصريين” فهي بحق مدرسة سياسية شبابية وإستراتيجية ثورة شعبية بامتياز ولم تنطلي عليهم مناورات أو وعود فرعون الزائفة فإدارتهم ليست ردود أفعال أو إدارة أزمة.

إن ثورة الشباب المصري أثبت لجميع الأنظمة العربية الفرعونية أنها ثورة غير قابلة للسيطرة أو التحكم أو التوقع لعدم ارتباطها بتأجيج ديني أو شعارات حزبية أو قيادات فكرية مما أرعب النظام العربي الرسمي كله وها هو يستغرب من خطط الشباب الميدانية واتساع قاعدتهم الجماهيرية وحسن إدارتهم ودقة اتصالاتهم ورقي تنسيقهم ونبل أخلاقهم فذهل الطواغيت جميعا واسقط في أيدي المنافقين من هول ما رأوا طوال يوم الجمعة لينطق صبيحة السبت كبيرهم الذي علمهم السحر كفرا بسعيه لتغيير الحكومة من أجل تحسين أحوال المواطنين ونسي أن مطالبات الأمة ليست الخبز والزاد وإنما الكرامة والحرية التي يعجز أمثاله عن فهمها ولو كان عاقلا لسارع بإعلان تنحيه عن الحكم وترك الأمر للأمة لتأسس حكومة إنقاذ وطني لفترة محددة تمهيدا لانتخابات عامة شفافة نزيهة رئاسية ونيابية والى محاسبة المتسببين بالقتل والتعذيب والنهب فكان رد الشباب الأحرار “نريد إسقاط النظام كله على رأس مبارك”.

وهنا رسالة إلى الشباب المصري الأبي وهم الذين يعطوننا الدروس تلو الدروس بضرورة الحيطة والحذر من مكر الدول الطاغوتية المجاورة والتي تراهن على النظام الفرعوني وفشل الثورة المصرية فسقوط نظام فرعون سيتبعه بالضرورة سقوط كافة أنظمة المنطقة الطاغوتية وسيهرب بعضهم من دون الحاجة لثورة شعبية لأنها فعلا كشفت المستور وصدمت الأمة بأنها أنظمة ضعيفة وحقيرة لا ترقى لإدارة دكان بقاله.

إن تخل النظام الطاغوتي عن أمن مصر واستقرارها ليتركها نهبا مشاعا لقطاع الطرق واللصوص من أزلام النظام والفسقة من الأمن والشرطة والاستخبارات ليحرقوا مباني وزارتهم ومراكز أمن الدولة وبعض المباني الحكومية الأخرى بهدف طمس الوثائق المخزية والخاصة بالتعذيب والقتل وانتهاك حرمة المواطنين وأعراضهم وأموالهم كما سارعوا إلى القيام بالتصفيات الجسدية للمعتقلين السياسيين في السجون ومواقع الاعتقال السرية والتي تمارس فيها أبشع أنواع الجرائم ألا إنسانية ثم قاموا بإطلاق سراح عتاة المجرمين من القتلة واللصوص ليزرعوا الرعب في قلوب المواطنين الآمنين وليعيثوا في الأرض الفساد وليشوهوا الوجه الجميل والراقي لهذه الثورة المباركة فكان شباب مصر الأبية لهم ولمخططاتهم بالمرصاد فأصبحوا رجال الأمن الصالحين الوطنيين همومهم هم الأمة وغاياتهم أمن وأمان وطنهم اعتقادهم أن المؤسسات الحكومية تبقى للوطن لا تمس ولكن تحفظ وتطور بالعدل والإحسان والكرامة الإنسانية فحذار إن يجروكم إلى المواجهات المسلحة ولتبقى ثورة بيضاء تزلزل عروش الطغاة الغاشمين.

يا رجال مصر لقد أوجعتم المعسكر الغربي برمته حتى أحسسنا بشدة رعبهم وحرارة ألمهم وعلو صيحاتهم وعمق قلقهم مما حققتموه فمناطق نفوذهم لن تستقر حال نجاح ثورتكم وعملائهم انهاروا ولعلهم حزموا أمتعتهم تمهيدا للرحيل لذا فاحذروا من مكر الأعداء واجتهدوا بتوقع الأحداث وتعاونوا على البر والتقوى ووحدوا صفوفكم وحذار ثم حذار من اختطاف الثورة أو تسلق المتسلقين من الخونة والمنافقين وعملاء الغرب الذين باعوا دينهم بدنياهم.

إن انسحاب الشرطة والأمن من المدن والقرى المصرية ليحل محلهم الجيش وغالبهم من الحرس الجمهوري يحتاج إلى متابعة ومراقبة خوفا من تطبيق السيناريو الجزائري مرة أخرى في مصر خاصة وأن وزير الدفاع ورئيس الأركان المصري قطعوا زيارتهم للولايات المتحدة الأمريكية في جمعة الغضب ليعودوا إلى مصر فاصبروا وصابروا وأعلموا أن النصر صبر ساعة وأعلموا أن الأمة تنظر إليكم كمحررين منقذين.

إن استمرار المظاهرات وإجهاض أي محاولة غربية للسيطرة على الأوضاع في مصر والضغط من أجل تحقيق كامل مطالبات الثورة ومنها تشكيل حكومة انتقالية ترتضيها كامل قوى المعارضة السياسية والنقابية والقيادات الإصلاحية يعتمد على وعي قيادة التظاهرات ووضوح الهدف والصبر على التضحيات لتتمكن الثورة من إيصال من تراه مناسبا وتحقيق كامل مطالباتها ولهذه الثورة عبرة بما حصل في تونس عندما حاول الحرس القديم الالتفاف عليها ليخرج مع الباب ويدخل مع الشباك فكان الثوار التونسيون لهم بالمرصاد.

يا أنساب رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أخوال إبراهيم بن محمد بن عبد الله يا رجال عين جالوت يا محرري الأمة من كل غزو طاغوتي يا عز العروبة وسندها يا رجال الإسلام يا رجال معركة العاشر من رمضان إن الروس ليسوا بأفضل منكم حينما واجه الشعب الروسي المدافع والدبابات لا يملك إلا الإرادة أعزل من السلاح وقفز الرئيس الروسي السابق يلتسن فوق إحدى الدبابات ليخرج الجندي منها كالجرذ وتنتصر الثورة الروسية وتتحقق مطالبات الأمة الروسية بالحرية والكرامة. نعم والله ثم والله ثم والله لأنتم أعز وأكرم وأشجع من شعوب الأرض جميعا فأمضوا فيما أنتم عليه واذكروا بأن الله معكم والأمة تنتظركم فان تحررتم تحررت الأمة جميعا وان فشلتم وتنازعتم فقد استعبدنا من الطغاة جميعا إنكم قلب الأمة فهيهات هيهات أن تفشلوا ثم إن شهداءكم لا يموتون بل أحياء عند ربهم يرزقون يسبحون في فضاء الذكر إلى يوم يبعثون.

وأخيرا خذوا من العراق عبرة فها هم يذبحون كل ثانية وخسروا الملايين من أبنائهم ولو صبروا وصابروا وقاوموا لخسروا الآلاف لكن كسبوا الكرامة والحرية والأمن والأمان.

نسألك اللهم مذل الملوك والأكاسرة ومبيد الطواغيت والجبابرة مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء أن تنصر إخواننا الثائرين وتثبت أقدامهم وتزلزل عروش أعدائهم وان ترحم شهداءهم وتشفي جرحاهم وتجعلهم أئمة في الأرض وتجعلهم الوارثين.

فيصل محمد الحمد
29 يناير 2011

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version