عاداني الزمان أيّما عدوان
فانكشف لي الناس وبانوا
من جبان يخشى قرص ذباب

وشجاع حرّ على الويلات عالٍ
من مجاهد اختبأ وراء صخرة في الجبال
ثم صار يطعن في ثورة الأحرار
من صديق كاذب، يواسيك في  النهار
وفي الليل عميل مع الطغيان جانٍ
من وفيّ لا يميل مع الرياح
وسخي يعطي دون حساب

عاداني الزمان أيّما عدوان
فانكشف لي الناس وبانوا
من ورع مزوّر خبّأ وجهه وراء لحية حناء
وإمام لا يعرف سنن الوضوء ويقفو ما غاب عنه من المعاني
من رجل فحل بالمصائب لا يبالي
ذاق مرّ الأيام حتى أنسته الهموم حلاوة العيش… رغم كثرة الخلّان
من فقير أغبرٍ يقاسمك نصف طعامه من شدة الإحسان
وغني بخيل يتنفّس من منخر واحد
ويحسدك على بغلة أو نصف دينار
من أحمق يخوض في كل واد
وجاهل يناظر الناس في كل حين وآن
من أخ لم تلده والدة
يتحسّر على فراقك كل يوم
وابن أمّ لا يذكرك إلا في المواسم والأعياد

عاداني الزمان أيّما عدوان
فانكشف لي الناس وبانوا
فذليل وحقير وكاذب وخائن وجبان
وعزيز وكريم ووفيّ وصادق ذو بيان
فاتخذت بساط العز مع الفقر لي خليلا
وصنت نفسي عن طريق النفاق والانبطاح والعويل

غاني مهدي
1 نوفمبر 2010

غاني مهدي كاتب وإعلامي جزائري

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version