لقد أُثير هذا اليوم نشرُ نصّ اعتبره  أحد متصفحي الموقع شكاية شخصية لا مكان لها في هذا الفضاء. ونحن نتفهّم أن يحرص القرّاء الأعزاء أن يُبقيَ الموقع على نوعية المساهمات التي تثري النقاش العام وتطرح قضايا جادة للتفكير.

وللتذكير فإنّ الموقع مقسّم إلى ثلاثة أقسام رئيسية :

1― منشورات معهد الهوڤار
2― الديوان الذي يضمّ غالبا دراسات ومقالات أكاديمية
3― المنبر الحرّ الذي يعبّر فيه القرّاء على آرائهم ويساهمون بمقالاتهم

وفيما يخص القسم الثالث نحن حريصون على التوازن بين توفير فضاء حرّ للمواطنين المحرومين من منبر في وسائل الإعلام الجزائرية وبين الإبقاء على مستوى راق من المداخلات.

تصلنا بانتظام رسائل قد تبدو في أوّل وهلة متعلّقة بقضايا شخصية، غير أنها تعبّر مع ذلك على وضع عام يشتكي منه الكثير من المواطنين وهو القمع والابتزاز الذي يتعرّض له من يجرأ على مواجهة الاستبداد والفساد في الجزائر. والرسالة التي ننشرها فيما يلي والتي وصلتنا منذ أيام عيّنة من هذه النوع من الرسائل.

وإننا نفكّر جدّيا في كيفية إعادة هيكلة الموقع المبرمجة في المستقبل القريب إن شاء الله، بحيث يوفّر الموقع فضاءات منفصلة لكلّ نوع من المساهمات.

في الأخير نشكر كل الأصدقاء المتصفحين لموقعنا بانتظام، راجين أن نكون دائما أهلا لثقتهم، في مستوى تطلّعاتهم.

طاقم موقع معهد الهوڤار

***

إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة

الموضوع: شكوى وتظلّم

فخامة رئيس الجمهورية،

لقد استفدت بتاريخ 27 جوان و 3 جويلية 2000 من قطعة أرض صالحة للبناء من الوكالة المحلية للتسيير العقاري بالسانيا، موجودة في تجزئة تحتوي 97 قطعة أرضية، وهذا بعد موافقة الوكالة على طلبي المقدّم سنة 1999. ولسوء حظي، ربما، أنّ والدي جمال الدين حبيبي الذي عينتموه بمجلس الأمّة، تعرّض تبعا للملف الذي سلّمه لفخامتكم حول شبكة الاتجار في المخدرات، إلى مضايقات عديدة سنة 2001 وبطبيعة الحال، تفنّن رئيس الأمن الولائي الأسبق مقراني مختار والوالي الأسبق قوادري مصطفاي مصطفى، في نسج الملفات وتلفيق التهم لإخوتي ولي كذلك، فوجدت نفسي محل متابعة قضائية، بتهمة المشاركة في التعدي على الملكية العقارية، رفقة رئيس بلدية السانيا، ومدير الوكالة العقارية، وحكم علي ظلما بـ 6 أشهر حبسا موقوفة التنفيذ، على أساس إنني استعملت نفوذي للحصول على هذه القطعة، علما هنا يا فخامة الرئيس إنني لم أكن اشغل آنذاك أيّ منصب مسؤولية، كما أنّ والدي لم يكن قد عُيّن بعد في مجلس الأمة، وقد أثار رئيس الأمن الولائي المذكور قضية استفادتي من هذه القطعة بمبلغ 200 دج للمتر المربع، علما هنا كذلك فخامة رئيس الجمهورية، أنّ القطع الـ 97 كلها بيعت بالمبلغ المذكور.

فخامة رئيس الجمهورية،

اليوم والحمد لله تخلّصت ولاية وهران من هؤلاء المسؤولين الذين ظلموا الناس، ورئيس الأمن الولائي الذي كان وراء تلفيق تهمة المشاركة في التعدي على الملكية العقارية لي، يوجد اليوم محلّ متابعات قضائية بتهم التزوير واستعمال المزور وغيرها، الأمر الذي يؤكد أنني كنت ضحية المافيا التي تربّصت بوالدي وبإخوتي، وخاصة بأختي المعوّقة المدعوّة صافية التي انتزعت منها هذه المافيا سكنا في إطار الصندوق الوطني للسكن بمبلغ 60 مليون سنتيم آنذاك.

إنني، فخامة رئيس الجمهورية، فضّلت أن ألجأ إلى عدالتنا لاسترداد حقي المهضوم، فرفعت دعوى أمام القسم العقاري بمحكمة السانيا، الذي قضى برفض الدعوى لعدم الاختصاص وهذا بتاريخ 27 ماي 2008 ولجأتُ بعدها إلى الغرفة الإدارية بمجلس قضاء وهران، التي قضت هي الأخرى برفض الدعوى لعدم التأسيس مرتكزة في ذلك على الحكم الجزائي الجائر الذي صدر بحقي بعد تلفيق تهم باطلة لي.

فخامة رئيس الجمهورية،

سبق لي أن راسلتكم عبر صفحات جريدة الشروق  سنة 2005 لأطلب من فخامتكم فتح تحقيق في الظلم الذي لحق بي، واليوم أجدد رجائي إليكم باعتباركم القاضي الأول في البلاد أن تأمروا بفتح تحقيق في التجاوزات الخطيرة التي مسّتني ومست عائلتي، وكلي أمل أنكم ستستجيبون لاستغاثتي، لأنني وببساطة ذهبت ضحية للمافيا التي راسلكم والدي بشأنها، وإنني وبصفتي شاب لم أمارس السياسة، ولم أشتغل قط في دواليب السلطة، أرى اليوم أنّ إرادة المافيا أقوى من سلطة القانون، ولن أغيّر رأيي هذا إلا إذا أمرتم يا فخامة الرئيس بفتح تحقيق يعيد لي حقي المسلوب ويعيد الاعتبار لعائلتي التي تطاول أبناء خونة ثورة التحرير المباركة على تشويه سمعتها للنيل منها والانتقام من تضحياتها الكبيرة التي قدّمتها من أجل استقلال الجزائر.

تقبّلوا فخامة رئيس الجمهورية أسمى عبارات الاحترام والتقدير وأعانكم الله على تخليص الجزائر من براثين الفساد والإفساد.

زكرياء عبد الإله حبيبي
نجل جمال الدين حبيبي
23 سبتمبر 2010

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version