كغيري من الجزائريين، طالعتُ الرسالة المفتوحة التي وجّهها إخواننا في أغريب الجزائرية المسلمة، إلى أعلى سلطة من المفترض في البلاد، يطلبون فيها النجدة والتدخل السريع. شعرتُ بالألم والحسرة وتساءلت كغيري من الجزائريين، أين هي الدولة؟

ذهبتُ للبحث في بعض المواقع الحرّة فعثرت على بعض التسجيلات يعود تاريخها إلى شهر جانفي 2009 وآخر لشهر فيفري، لم تطاوعني نفسي في البداية للتصديق لما شاهدته من تدمير وحرق لبيت من بيوت الله، وأين؟ في جزائر العزة والكرامة وارفع راسك يابّا؟ جزائر عميروش، جزائر لالة فاطمة نسومر، جزائر المقراني، جزائر الورتلاني.

الله الله عليك يا جزائر، يُدشّن مسجد في فرنسا وآخر في أمريكا، وآخر في أستراليا، اختلط عليّ المشهد وظننتُ أنّ ما حدث ليس في جزائر ابن باديس والإبراهيمي وإنما في فلسطين الجريحة المحتلة أو في العراق المغتصب، بدأت الأصوات تقرع رأسي كأنها طبول، بتر النشيد الوطني، نزع كلمة شعب الجزائر مسلم، حرق العلم، تدنيس المصاحف، قتل عائلة بأكملها، بقر حامل، سحل شيخ عجوز، قطع رأس جنين في بطن أمّه، قتل طفل وحشوه بالمخدرات…

لم أتمالك نفسي ولم أعد أدري هل أنا صاح أم في حلم مزعج؟ ألهمني ربي بصوت فيه وقر في وقت متأخر من الليل وكأنه شخص يحدثني أو هي  بشارة تخفف عني من لوع الغربة: “طوبى للغرباء”. تذكّرتُ الحديث الشريف “جاء الإسلام غريبا وسيعود غريبا، فطوبى للغرباء.”

وتذكّرتُ الآخر “سيأتي زمان على أمّتي القابض على دينه كالقابض على الجمر” فأيقنتُ بعدها أنني صاح فحمدت الله على نعمه التي لا تُحصى ولا تعدّ وسارعتُ لكتابة هذه الأسطر.

لم أجد أيّ تفسير لما حدث في أغريب بعد تدمير المسجد وحرقه ولم أجد أيّ عبارة تليق بالمقام إلا هذه فهي رسالة مني إلى إخواني في أغريب المسلمة “طوبى لكم بهذا الابتلاء” أصبروا على ما أصابكم ولا تقنطوا واثبتوا فما هي إلا ساعة، سيتحوّل الخوف إلى سكينة والظلم إلى عدل والفقر إلى غنى إن كنتم مؤمنين.

ذكّرني تدمير المسجد وحرقه بأبرهة، وكنت في بادئ الأمر  أودّ أن أُعنون المقال بأبرهة البربري بدل الحبشي.

هل يُعقل أن تصل العنجهية والشذوذ والعنصرية وركوب الرأس إلى هذا الحدّ لتدمير مسجد وحرقه وتدنيسه بزجاجات الخمر؟

هل يُعقل أن يُدمّر مسجد أمام مرأى ومسمع من الناس، أين الدولة، أين رجال الأمن؟ أين القضاء؟ أم أنّ هذه البلدية تخضع إلى دولة غير الجزائر وتحكمها قوانين أخرى؟ لماذا الكيل بمكيالين؟

أين هو وزير الشؤون الدينية الذي أقام الدنيا ولم يُقعدها على بعض الأئمة الذين لم يقفوا إلى العلم الوطني، أم أنّ هذا المسجد لا يخضع لسلطانه، أين هم دعاة الوسطية؟

لماذا خرج الآلاف من المسلمين في مسيرات جماهيرية مُنادين بمقاطعة الدانمرك بسبب رسوم كاريكاتورية تسخر من رسول الله، وتسكت هذه الأصوات المنافقة اليوم على تدمير بيت من بيوت الله أمام مرأى ومسمع العالم؟

هل وصل الحدّ إلى هذا الهوان؟ أين هي منظمات المجتمع المدني التي تخرج في مسيرات عفوية تطالب بالعهدة الثالثة؟ أين هي الأحزاب والجمعيات التي لا تستيقظ إلا مع حمّى الانتخابات؟

أين هم الدعاة والمصلحون، أين هم المحامون، أين هم الطلبة، أين هي صحف العار التي كانت ولا تزال تملأ الدنيا عويلا بسبب جرح أصاب لاعبا، أو بسبب فسخ عقد لاعب مع فريقه، وأين هم الذين يزعمون أنهم حماة الوطن، فبعد إعلان حكومة في الخارج وتأليف كتاب يطعن في شرف رئيس دولة ميّت  لا يستطيع الدفاع عن نفسه، ها هو مسجد يُهدم ويُحرق أمام أعين الجميع، وأين الشرفاء في هذا الوطن؟

نور الدين خبابة
23 أوت 2010

5 تعليقات

  1. غير معروف بتاريخ

    C’est honteux
    Il n’y a rien à espèrer d’un pays qui à trahi ses martyrs.Un pays où beaucoup de gens profitent du sang des martyrs, “gloire aux martyrs qui n’ont rien vu” comme avait bien intitulé Bessaoud son livre.

  2. غير معروف بتاريخ

    nuancer
    Salam

    Mr Khebaia, vous réagissez trop rapidement sans etre vraiment bien informé. L’act de déstruction en dehors de toute décision de justice est condamnable sans aucune hésitation. Mais il faut aussi poser la question de savoir quelle opportunité de construire une mosquée à quelques metres de l’ancienne mosquée sous pretexte qu’elle contient une tombe ou je ne sais pour quelque autre raison.

    Il faut bien se rendre compte des dégats que fait cette doctrine salafiste dans les sociétés musulmanes. Les ayant connus , vous ferez mieux vous taire si par hasard vous vous retrouviez minoritaire parmi eux. Je crois au traitement de ces question par la sagesse et il n’est pas la peine de compter sur ces consomateurs des doctrines pret à porter tout droit sorties des Djellabas Saoudiènnes. Quand au Kabyles , détrompez vous , et j’en suis un, ont une foi ardente pour laquelle vous ne vous donnez aucun moyen soupçonner.Nous aimons Dieux et Mohammad à en mourir , ne déplaise aux exhibitionnistes de l’islam mal intentionnés.

    • غير معروف بتاريخ

      جوابي للأخ “عبد القادر”
      الأخ عبد القادر صحا لفطورك اذا كنت من الصائمين .الحمد لله أنني لست سلفيا ولن أكون ان شاء الله اقصد سلفية السنة من الفوق والبدعة من تحت طبعا ، الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن سلفيا ولا مالكيا ولاشافعيا ولاشيعيا …الحمد لله أنني مسلم وكفى لاأنتمي الى اي مذهب.انتمائي هو للاسلام قدر ماستطعت وماتوفيقي الا بالله …مسألة السلفية والوهابية والتطرف والإرهاب…. هذه المسائل يجب أن تعالج من جذورها وفي اطارها الصحيح ، فلابد للمعالج أن يكون طبيبا لا جزارا .مارايناه من خلال حرق وتدمير بناء المسجد هو استفزاز لكافة المسلمين في العالم وليس للوهابيين. يجب علينا أن ندين العمل الإرهابي ويجب ان لانسكت على هذا الفعل المذموم وعلى من بيدهم الأمر محاكمة هؤلاء المجرمين فليس من المنطق أن يرحب بالكنيسة ويحرق ويدمر المسجد ….اتفق معك في أنه هناك أولويات لابد من معالجتها ، كبناء مدرسة ومستشفى

      ودار ثقافة ….. ولكن للمسجد أيضا دور يبق السؤال من هو الأحق به ؟ هذا موضوع آخر .كذلك ليس من حق عربيد أو علماني متطرفف معروف بجهويته وعنصريته أن يمنع الناس من ممارسة شعائرهم الدينية أو أن يفرض عليهم الذهاب الى مكان بعينه، فكما لشارب الخمر الحق في أن يختار مخمرته أو يكفر في الديمقراطية وثقافتها ومشتقاتها … فللمتدين ايضا الحق في أن يتدين ويصلي في المسجد الذي يريد .يجب أن نعي بأن هناك أناس يحاربون الإسلام باسم التطرف والإرهاب وهذه المسألة أصبحت واضحة منذ أحداث سبتمبر 2001…. نعرف هذه المسائل.

      • غير معروف بتاريخ

        En voilà une autre
        لا افهم ما جدوى الغمز و هل يرقى بك هذا الصنيع الى الحقيقة التي يقدسها كل مؤمن حر. فرغم اختلافي مع من تسميهم علمانيين متطرفين الا انني احترم رايهم الذي قد لا يتنكب الحقيقة عندما يخطؤها من يحتكرون الاسلام والوطنية. أسـأل الله أن يهدي الخلق للحق.

  3. Ahmed بتاريخ

    الجهل بالشيء
    الكل يتهجم على السلفية, لا أدري لما؟ ببساطة شديدة السلفيون يؤمنون بقاعدة متى وجد الحديث فهو مذهبي و يحبون السنن و يكرهون البدع. أما المتطرفون فليسموا أنفسهم كيفما شاؤوا

Exit mobile version