يعلم الله أنني كنت ضدّ تعيينك كرئيس للمجلس الأعلى للدولة السابق رفقة خالد نزار ومساعديه في وقتها، سواء الذين ظهروا في وسائل الإعلام أم الذين اختاروا العمل وراء الستار، وكنت من بين المواطنين غير المُعترفين بحكمك، وكنت على يقين أنك ستوضع في الأرشيف أو يكون مصيرك مثل بوضياف…

إنّ بعض الجهلة اتهموني وقتها بأنني ضد العائلة الثورية، ومن المُشوّشين، بل من المُحرّضين على الفوضى، ومنهم من أراد إدخالي السجن بوشايات كاذبة لدى مصالح الأمن… وها هي الأيام تثبت أن انتقادي لم يكن أبدا ضد المجاهدين ولا أبنائهم ولا ضد أبناء الشهداء الأصليين، وإنما بفطرتي السليمة، لم تطاوعني نفسي ولم يرتح ضميري لحكمك، ولم يكن انتقادي مبنيا على نظرة قاصرة أو سطحية، أو لمصلحة زائلة، وإنما كان على معايشة ومطابقة للواقع، من منطلق مواطن يأكل الخبز ويشرب الماء ويمشي على الأرض وفي الأسواق الشعبية…

إنّ التصريحات الأخيرة لــ علي كافي، رئيس المجلس الأعلى للدولة سابقا وقائد الناحية الثانية التاريخية، لبعض وسائل الإعلام الوطنية، يؤكد من أنّ الأمر خطير للغاية وأنّ مستقبل البلاد أصبح قاب قوسين أو أدنى، إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه.

تصريحات علي كافي ليست كتصريحات الشاب مامي أو الزهوانية أو خالد أو فلة عبابسة وغيرهم، في حفل ساهر وتحت تأثير الكحول، ولا هي تصريحات صحفي يريد الشهرة، أو معارض يريد حجز موقع، بل هي نابعة من شخص راشد وواع وليس لديه ما يخسره.

وعندما يتحدث علي كافي عن الخيانة وعن التفريط في تاريخ الجزائر، فهي تصريحات لا يجب المرور عليها مرور الكرام، بل يجب قراءتها بتأنّ، فهي دق ناقوس الخطر وإعلان حالة الطوارئ، وعلى الجزائريين أن يستفيقوا من نومهم قبل أن يدهمهم العدوّ الذي لا يفرق بين معارض وبين موالٍ.

إنّ تحركات سعيد سعدي ونشر كتابه والطعن في هواري بومدين وبوصوف في هذا الوقت بالذّات، وتزامنها مع إعلان حكومة من فرنسا من طرف فرحات مهني، وتزامنها مع تحركات في غرداية تطالب بالتدخل الأجنبي وحماية الأقليات، وتزامنها مع تحركات أمريكية في منطقة الصحراء والحديث عن بناء قاعدة عسكرية تقتفي آثار القاعدة في الجنوب، لهي أمور تمهيدية يجب أن تتوقف قبل أن يستفحل الأمر ويصبح معقدا وغير قابل للاستئصال، وتزامنها مع دعوة منظمات لحقوق الإنسان إلى التدخل في شؤون الجزائر تطرح الكثير من علامات الاستفهام.

وخروج علي كافي عن صمته في هذا الوقت هو ليس للبحث عن منصب أو تمهيدا لترشحه في مجلس الأمة كما هو شأن واضعي القطن، الذين ينامون طول العام ويستفيقون مع حُمّى الانتخابات للظفر ببعض الريع، ولا هي ردة فعل كما يراها بعض المغرومين حول تصريحات سعدي، إنما أراد أن يدفع الجزائريين بهذه التصريحات لأن يستعدوا للدفاع عن وطنهم المنهار، فمن يحكمنا ليسوا مؤتمنين على مستقبل البلاد، نظرا للواقع المتدني الذي يحياه الجزائريون، ونظرا لتحويل الجمهورية إلى عائلة بوتفليقة، وإلهاء الجزائريين بكرة القدم، بدل التركيز على القضايا المصيرية.

لن أغوص في تعداد أماكن الألم، فيكفيني ما اعترف به من سُلّطوا على رقابنا من اعترافات، سواء الذين أقيلوا من مناصبهم أو الذين زعموا أنهم استقالوا، وأود أن أشكر علي كافي على هذه الشهادة، التي تعني لي ولغيري الكثير، وأنا من المؤمنين أنّ خير الأعمال خواتيمها، ولست من الذين يقولون عكسها، وأتمنى من كل قلبي أن تواصل على ما تبقى في حياتك على هذا النهج، فالتاريخ سيشهد لك أنك تبرّأت من هذا الواقع المزري في الأخير، حتى وإن حاول بعض الانتهازيين تصوير الجزائر بأنها اليابان.

وأطلب من كل الطاقات الوطنية المخلصة أن تحذو حذوك، وأن لا تسكت عن العيوب والنواقص التي ظهرت في البرّ والبحر، وأن ينهوا مشوارهم بشرف، لا أن يموتوا جبناء، وهم الذين كانوا يُدرّسون لنا الشجاعة والتضحية والإخلاص والوفاء.

فيا أبناء الوطن الواحد، والعلم الواحد، والعقيدة الواحدة، كنتم عربا أم أمازيغا، الجزائر تصرخ وتنادي من خلال علي كافي فمن سيلبي منكم ندائها؟

نور الدين خبابة
15 ماي 2010

5 تعليقات

  1. غير معروف بتاريخ

    Il a trahi lui aussi….
    En s’associant à Nezzar le traitre et Co, Kafi a commis une immense trahison envers son pays et en vers les chouhada. Il peut dire ce qu’il veut, il n’est pas credible. La seule chose qui lui reste à son age, c’est faire sa repentence et dire : j’ai trahi, je me repent. Point. Il ne l’a pas fait, donc c’est toujours un traitre.

    Si Salah

  2. غير معروف بتاريخ

    تعليق
    هناك فرق شاسع بين الخطأ وبين الخيانة ياأخي،علي كافي أخطأ في قبوله بالمسؤولية،حيث أنه شارك في التواطئ على إرادة الشعب مثله مثل سعيد سعدي …الذي كان قد عين رئيسا للحكومة قبل اغتيال بوضياف.

    والذي يجعلنا نقول ذلك هو شهادته بنفسه أي وشهد شاهد من أهلها ، فلو أخرجنا علي كافي من الأزمة لقلنا بأنه كان على صواب .

    على كافي كان يعتقد وقتها أنه عند توليه السلطة فهو يخدم الشعب ويعمل على وحدته.

    الأيام أثبتت بأنه كان على خطأ وأنه تم استعماله واستغلال ماضيه الثوري مثلما استعمل بوضياف وصفي فيما بعد ،والهدف كان تصفية كل رموز الثورة للتشكيك في الثورة … وزرع ثقافة اليأس والإحباط وعدم الثقة…

    أحداث سبتمبر واحتلال العراق ومحاربة الإسلام وليس الفيس …أزالت كل غموض لمن هو مبصر.

    علي كافي أصبح اليوم في حكم المدافع بدل أن كان يعتقد أنه هو الآمر والناهي.

    ولكن هذا لايمنعنا أن نقول له شكرا على الإعتراف وأن نشجع الآخرين على قول الحقيقة مهما كانت مرة.

    وعندما يعترف علي كافي فهذا ليس معناه أن الآخرين كانوا على حق،الكلّ حرّر الجزائر ،والكلّ أخطأ في حق الجزائر ،والكل مطالب اليوم ببناء الجزائر. لانبي بعد محمد.

  3. غير معروف بتاريخ

    caméléon
    dite plutôt que vous avez mare de l’exile et vouloir retourner dans les jupons de tes maîtres

    • غير معروف بتاريخ

      جواب الى المسمى مـــــــــ
      قلتها في كم مرة سكران ويعرف باب دارو.

      عندما أنتقد النظام أنتقده بإدارتي ولا أحتاج من يدفعني أو …أعرف التناقضات بفضل من الله وأعرف الأوقات التي أرفع فيها أو أخفظ صوتي.

      عندما تصيح في وادي أو في صحراء صياحك هو ليس كما تصيح في نفق.هناك من يصطاد بضرب الوطنيين والإسلاميين وقد تفطنت إلى هذا الأمر في التسعينات وكان أن شاركت بفعالية لمشاعدة وزير الخارجية أحمد طالب الإبراهيمي سنة 1999 عندما تقدم للإنتخابات الرئاسية ،وأوصلت له فكرتي ومن كانوا معي طيلة تلك الفترة ،وكانت بعض مقترحاتي ،تحمل برنامجا سياسيا اسمه حركة الوفاء والعدل .

      العبد الضعيف هو من طرح فكرة انصهار التيارين الوطني والإسلامي لقطع الطريق أمام الإستئصاليين ، وأحمد الله أنه رغم عدم السماح لنا بالنشاط السياسي وقتذاك ، إلا أنه يمكن القول أننا دفعنا النظام بعد انسحاب المرشحين ، وتبني هذا الخيار الذي ذكرت،دفعناه الى تبني مشروع ماسمي بالوئام…

      عندما اظطررت إلى المنفى وأجبرت على السير في هذا الطريق، كنت أعلم أن هناك أشواك تعترضني

      لقد تغيرت بعض المعطيات عندي وخرجت سالما من بعض المؤامرات ، وأعدت حساباتي في الكثير من الأشياء، وتوجهي كان ولايزال هو توجه المصالحة الوطنية الحقيقية.

      لست من يُصوب أو يُخطّئ الناس ،وإنما أعطي وجهة نظري كسائر الجزائريين باسمي الحقيقي وليس باسم مستعار، قد أكون مصيب وقد أكون مخطئ،أنا بشر في البداية والنهاية.

      شكري لعلي كافي قد شرحته ،وانتقادي له هو ، عندما كان في أعلى هرم السلطة الظاهرة،أما علي كافي اليوم فهو لايقدم لنفسه ضرا ولانفعا ، فكيف بي أن أغازله ؟

      لم أقرر العودة بعد ،لأن الأمر لايتعلق بشخصي ولو كان الأمر كذلك، لما أتيت الى فرنسا أصلا.

  4. محمد الجزائري بتاريخ

    اين هوحزب فرنسا يا سي كافي
    لما كان على راس منظمة المجاهدين استضافهحمراوي حبيب شوقيفي حصته التلفزيونية لما كانت اليتيمة تقدم الحصص السياسية في مطلع التسعينيات وقتهااشار الى حزب فرنساو تكلم عنه و قال هو من يشكل خطر على البلاد.فحاصره حبيب شوقي و قال له من هم هؤلاء الذين ينتمون لحزب فرنسا فرد عليه قائلا ساكشفهم مستقبلا.لكن لحياة لمن تنادي و راح علي كافي فيها للعالمين و قاسم حزب فرنسا المسؤولية وكان له شرف تجميد قانون الغة العربية. فلا داعي للتجميل الرجل و ما قاله لا يرقى لما يقوله رجل الشارع البسيط الذي يعرف بان البلد على كف عفريت ولا تحتاج لعلي كافي ان يقول البلد في خطر.فهذا يعرفه حتى الصبيان.علي كافي غذا كان يريد ان يكفر عن ذنبه فليقل الحقيقة حول حزب فرنسا فقط و يكشف من ينتمون اليه و ما فعلوا حتى يثبت عليهم بانهم كذلك ي تبع للفرنسيين و لا نريد منه شيء اخر

Exit mobile version