أيّها الأصيل أصالة الجوهر
يا صاحب الفطرة السليمة
يا مُعرضاً عن الأشياء السّقيمة
أيها الغيور غيرة الشهامة، لا غيرة الحسد
أمّك الحنون تبكي، فهل ستمسحُ دموعها؟
مشتاقة إليك، فهل ستُقلع وحشتها؟

ما لك تائه؟
أأنت في أوطان الناس سائح؟
جغرافيتك في خطرْ
نزيف أمّك مُستمرْ
أتبني أوطان النّاس بخبرتك، ووطنُك يُهدَّمُ؟
أتأمن في أوطان الناس بأموالك، ووطنك يُحطّمُ؟
أتمرض بين أطرافي، وفي أوطان الناس أنت مُسلّمُ؟
تكلّم،تكلّم، ما بك أصبحت أبكمُ ؟
غدروك كما غدروا بي، يا ولدي
لكن المؤسف أنّك ستموت، وأبقى
سأسعد أنا بغيرك، لكنّك أنت ستشقى
هل هكذا يُحبّ الناسُ أوطانهمْ؟
هل هكذا يرفعُ المخلصون أعلامهمْ؟
قم بشيء تجاهي، ماذا تنتظرْ؟
أم أنّك في غيبوبة، وجاءك الأجل وها أنت تحتضرْ؟
هل هو هذا جزائي؟
إذا بكيت أنت، تتقطّعُ لك أحشائي
أنا الجزائر أمّك أبكي، إمسح لوعتي
أنا الجزائر أمّك، إرفع هامتي
أنسيت الأوراس الأشمّ؟
وجرجرة عندما أمطرتني الحممْ؟
أين بن مهيدي وأين عميروش؟
وأين مرباح من بعدهم وأين حمروش؟
ستفنى، ستفنى، فهل بعد هذه الرسالة ستعتبر؟
قبّلني كما قبّلتك
احتضني كما احتضنتك
أشعل شمعة لأجلي
لا تلعن ظلامي
أغرس شجرة ليأكل منها أبناؤك
حصّني لتأمن، فليس لك أمّ سواي
هل رأيت إنساناً وُلد من عدّة أمّهات؟
كن صادقا يا تائها ولو لمرة معي، جرّبْ
يا عدُواً لأمّه، يا حبيبا لعشيقته
سترميك يوماً لكنني، لن أفَرّط فيك
سأبقى وفية لك ،مهما بعُدْت عني
مهما باعدَت بيننا المسافات
مهما تكاثرت السُّلالات
أنا حضْنُكْ، أنا حنينك
مهما غيّرت من لغات ولهجات
أفقه تمتماتك عبر موجات الذاهبين والعائدين
مهما غيّرت من أقنعة وأكسيسوارات
من بعيد أشُمّ رائحتك ،وأعرفك
عبر نسيم البحر أجتذبك
عبر غروب الشمس كل يوم أغمزك
وفي كل إشراقة أحاول أن أصْحيك
يا ولدي، يا من عصيتني وأطعت غيري
يا ولدي، يا من بعتني واشتريت غيري
يا من سهرتُ عليك الليالي ،حتى أصبحت يافعا
يا من أرضعتك حليبي، عندما كنت تصيح جائعا
يا من مشيت على ترابي، وتنسّمت هوائي
يا من أكلت خيراتي وشربت مائي
تنكّرت أنت لي، أما أنا فأنت كلّ رجائي
يا من سبَحْت بحري وحلّقت في سمائي
وطُفت شرقي وغربي وشمالي وصحرائي
إليك أعني، فهل ستلبّي ندائي؟
 
نور الدين خبابه
6 مايو 2009

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version