نشر موقع صحيفة "اخبار العرب" الذي يبث من كندا حوارا أجرته معي الصحفية المصرية وفاء اسماعيل وذلك بتاريخ 27 مارس الماضي، وتناولته مواقع عربية كثيرة… وقد تحدثت فيه حول قضايا مختلفة منها التي تتعلق بي شخصيا من خلال ما جرى لي مع وزير الدولة وزعيم حركة حمس الجزائرية بوقرة سلطاني أو ما يروج من أباطيل حول هويتي وكتاباتي… كذلك تحدثنا في أمور أخرى كتلك التي تتعلق بقضية الصحراء الغربية، حيث أكدت في الحوار عن الدور الجزائري في تأسيس البوليساريو التي أريد منها تصفية حسابات تاريخية مع المغرب، ثم رحت أخوض في معاناة الصحراويين في تلك التي سميتها محتشدات وهي بالفعل كذلك، من طرف شرطة البوليساريو او العسكر الجزائري، وقد أردت من خلال ما أكتبه أن أكشف الجانب الآخر الخفي والذي يتعمد ستره من طرف الجزائر وحلفائها، ولا الصحافة الجزائرية التي تساند الموقف الرسمي مساندة مطلقة تتجرأ على الخوض في غماره وكشف خفاياه المخزية، وحتى المنظمات الحقوقية تتم مغالطتها بالتركيز دوما على الجانب المغربي في الماساة الإنسانية، وهي محاولات مفضوحة لتجاوز الدور الجزائري أو تجاوزات خارقة أخرى للبوليساريو سواء في حق الصحراويين أو حتى الأسرى المغاربة…

 

في يوم الثلاثاء 01 ابريل الجاري نشرت صحيفة "رسالة الأمة" المغربية في عددها رقم 7823 مقالا لكاتبه محمد بديع، وعلى صدر الصفحة الأولى بالبنط العريض: (في حوار مطول مع الكاتب الصحفي الجزائري أنور مالك: النظام الجزائري استخدم البوليساريو من أجل تصفية حساباته التاريخية مع المغرب، اضافة كيان مصطنع في الصحراء سيكون مفتاحا لتفتيت المنطقة المغاربية)، تناول الصحفي حواري حسب رؤيته وما يصبو اليه من أهداف وغايات… في اليوم نفسه تناقلت وكالة المغرب العربي وهي وكالة أنباء المغرب الرسمية الموضوع وباللغات المختلفة، بالعربية والفرنسية والإنجليزية والألمانية والإسبانية والإيطالية والبرتغالية وحتى الصينية، وكذلك الموقع الإلكتروني الرسمي للحكومة المغربية… وتتوالى الصحف ومواقع الأنترنيت في تداول ما أعتبر مساندة مني للأطروحة المغربية، بل أن الصحف الجزائرية نشرت من قبل على أنه صار يشتيه في تجنيدي من طرف مغاربة في فرنسا، لذلك صرت اتبنى الموقف المغربي واشيد به واقوم بالترويج الإعلامي له، وطبعا لا أحد رجع إلى ما كتبت لتبين الأمر والتحقق منه، ولكن ذلك يؤكد على النوايا الخبيثة التي تستهدفني في الداخل والخارج، وصلت حد متابعتنا عن طريق الأنتربول…

لهذا فإنني أعلن رسميا عدم مساندتي للأطروحة المغربية أو الجزائرية او تلك التي تتبناها البوليساريو، وأن موقفي من قضية الصحراء هو إدانتي المطلقة لما يحدث في حق الشعب الصحراوي والشعوب العربية كلها بلا استثناء من طرف أنظمة البؤس والفساد والإفلاس والعمالة والإضطهاد والإحتيال، وأنا لا زلت على رأيي – الذي هو حقيقة لا يشوبها شك – حول دور العسكر الجزائري في تأسيس البوليساريو ودعمها ماليا وعسكريا وسياسيا ودبلوماسيا، وفي الوقت نفسه أصر وألح على الوحدة المغاربية في إطار تنظيمي وجغرافي يخدم مصالح الشعب المغاربي الواحد، وهذا الذي لن يتحقق مادامت تحكمنا هذه الأنظمة المستبدة، وما نقل عبر الوكالات والصحف لا يعنيني في شيء ان فسر على أنه يراد به مساندة الأطروحة المغربية، وهذا الموقف أبتغي منه توضيح اللبس المتعمد الذي استغل في الجزائر ومن طرف خصومي لأجل الإنتقام مني واعطاء حصانة قوية لجرائم مورست في حقي… وان ما أنشره عن الصحراويين في تندوف عبر مقالاتي هو من صميم دوري الحقوقي والإعلامي في كشف المستور من معاناة لا يمكن أن تنقل في ظل الصحافة الجزائرية التي لن تجرؤ عليها أبدا، مادامت تحلب بإجماع في إناء الجنرالات…

أمر آخر أن جعل قضية الصحراء من الطابوهات التي يحرم على كل الجزائريين الخوض فيها، وتحريم انتقاد الموقف الرسمي الذي تبناه النظام منذ 1976 وصرفت وبذرت الملايير من الدولارات بين دعم وحتى صفقات مشبوهة، هو في حد ذاته جريمة لا تغتفر تمارس في حق حرية التعبير المكفولة دستوريا ومن خلال المواثيق والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها الجزائر، فلست ضد تواجد اللاجئين الصحراويين أو غيرهم بل اساند دعم كل لاجئ فر من جحيم الإضطهاد ببلده، ولست ضد تقديم المساعدات الإنسانية – معاذ الله – لكن ضد الإستغلال القذر للقضية وجعلها تقفز على حساب قضايا جوهرية تهم الشعب الجزائري الفقير والمضطهد وتهم المنطقة المغاربية التي تعاني من الويلات نفسها، وصارت محل أطماع أجنبية واضحة من خلال القواعد العسكرية الأمريكية المتربصة والمعتم عليها أو حتى من خلال نظرية الحرب على ما يسمى بالإرهاب الذي تتزعمه الولايات المتحدة، بل أكثر من ذلك أن ندين التعذيب والأحكام القضائية القاسية لمساجين الرأي التي يمارسها النظام المغربي ونتجاهل ما يمارسه النظام الجزائري في حق شعبه أو تمارسه جبهة البوليساريو في حق لاجئين فارين من جحيم لجحيم آخر، هو كيل بمكيالين نرفضه مطلقا ونعمل بكل ما في وسعنا لكسر الحواجز النفسية لدى المخلصين لفضح ألاعيب تمارسها طغمة تحكم شعوبها بالنار والإذلال والإستخفاف والحديد…

في الختام ومن خلال هذا البيان أجدد رفضي المطلق لكل ما يمارس في حق الصحراويين من طرف ثلاثي الشؤم والإستبداد (المغرب – البوليساريو – الجزائر)، ولست أساند اي طرف أبدا ولن أفعل ذلك مادام بي رمق الحياة، بل أنا مع وحدة مغاربية لن تتحقق في ظل أنظمتها الشمولية الفاسدة، هذه الوحدة التي قلمت اظافر الحلف الأطلسي من قبل بتماسكها والتحامها ببعضها البعض…
 
أنور مالك
6 ابريل 2008

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version