في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني
محمد مصطفى حابس : جنيف / سويسرا

صادف يوم الأربعاء، التاسع والعشرين نوفمبر 2023، يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، والذي تحيي الأمم المتحدة فاعليته كل عام، تزامناً مع اليوم، نفسه الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة قرار تقسيم فلسطين عام 1947.
ويأتي اليوم الدولي للتضامن مع الفلسطينيين هذا العام وسط حرب شرسة على قطاع غزة، وتزايد التعاطف العالمي الشعبي مع ضحايا القصف الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة والضفة الغربية.
ويشكل هذا اليوم العالمي فرصة للفت انتباه المجتمع الدولي على حقيقة أن القضية الفلسطينية لا تزال عالقة ولم تحل حتى يومنا هذا، رغم مرور عشرات السنين وصدور العديد من القرارات الدولية ذات الصلة، وأن الشعب الفلسطيني لم يحصل بعد على حقوقه غير القابلة للتصرف على الوجه الذي حددته الجمعية العامة، وهي “الحق بتقرير المصير دون أي تدخل خارجي، أسوة ببقية شعوب الأرض، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، وحق الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أبعدوا عنها ” !!

مثلهم كمثل الذي يقتل القتيل ويمشي في جنازته..
وفي ذات المناسبة و التاريخ بالبحرين، استوقفني موقف برلماني بحريني شريف دفاعا على أشلاء أطفال غزة، في مقطع فيديو تداولته وسائل التواصل الاجتماعي، حيث صرح النائب البحريني محمد البلوشي، معتذرا للحضور بقوله: “في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني يحضر هنا معنا – في قاعة المؤتمرات – السفير الأمريكي والفرنسي والبريطاني الذين دعموا الحرب والإبادة على غزة، ومثلهم كمثل الذي يقتل القتيل ويمشي في جنازته، معتذرا في نهاية الكلمة المقتضبة، اسمحوا لي بالانسحاب من هذا الحفل اعتراضاً على وجود هؤلاء السفراء!!

:”الاحتلال يغتال الصحفيين.. جريمة صهيونية لقتل الحقيقة”
من جهته زودني – يوم أمس- أحد الاخوة الأفاضل المهتمين بالشأن الإنساني الفلسطيني، بقطوف لندوة في الموضوع، حضرها بتركيا، هذا بعض ما جاء فيها :
وتحت هذا العنوان:”الاحتلال يغتال الصحفيين.. جريمة صهيونية لقتل الحقيقة”، نظم “مركز إنسان للدراسات الإعلامية” بمقره في إسطنبول، بالتعاون مع منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال “تواصل”، الأربعاء 29 نوفمبر 2023م، أن الدور المنوط بالصحفيين الفلسطينيين كبير ويجب دعمهم حتى يتمكنوا من نقل الحقيقة، وأنه يجب فضح العالم المتواطئ الذي يقف صامتا تجاه المجازر بحق الفلسطينيين…

رغم المواثيق الدولية التي تحمي الصحفيين الكيان الصهيوني مستمر..
رغم وجود عدة مواثيق تحمي الصحفيين والإعلاميين، فهناك حالات تواطؤ ضمني وصريح بعدم معاقبة من يرتكب الجرائم بحقهم، بعد أن تأسست قناعات عن أن الكيان الصهيوني يرتكب جرائم ضد الصحفيين وغيرهم .. و أن الحرب الإعلامية خطيرة جدا، واستخدمها الاستعمار لنشر الاستعمار الثقافي والرواية الصهيونية، ونشر الهزيمة النفسية داخل الأمة العربية منذ زمن، ولكن في 7 أكتوبر بدأت مرحلة جديدة في حياة الإنسانية وأصبح العالم يرى صورة المحتل الغاشم الذي أغتصب أرض فلسطين، حيث قلب الإعلام الحر المعادلة لصالح الحقيقة ..و أن طوفان الأقصى سحق كل الروايات التي تخرج من الغرب، وأنه يجب ألا نكل أو نمل ونفضح المواقف العربية المتخاذلة ونقف ضدها.”

استهداف الصحفيين جريمة واضحة مكتملة الأركان
وناشد منظمو الندوة جميع من يلتزم بأخلاقيات مهنة الصحافة بالتضامن مع الصحفيين الفلسطينيين بالتظاهر والتعاون معهم بكل السبل، خاصة أن استهداف الصحفيين جريمة واضحة مكتملة الأركان مفادها تغييب الحقيقة، كما دعوا إلى تكريم الصحافة الفلسطينية بيوم خاص وبحضور متنوع لنخبة من الصحفيين والإعلاميين من مختلف دول العالم، ممن تجمعهم قضية فلسطين، بدأت الندوة بعرض فيديو عن استهداف الصحفيين بغزة، يظهر كيف يصر الاحتلال على تصفيتهم.
تحدثت مديرة “مركز إنسان للدراسات الإعلامية” مرحبة بالحضور، وأكدت دعم المركز الكامل للقضية الفلسطينية والسعي الحثيث لإيصال صوت أهل فلسطين للعالم

استهداف الصحفيين محاولات بائسة لإسكات صوت الحقيقة:
وفي تقديمها لفقرات الندوة، عرضت الإعلامية إسراء الشيخ موجزا لتاريخ الاحتلال في استهداف الصحفيين الفلسطينيين ومحاولاته اسكات صوت الحقيقة.
وأشارت إلى مقال في “نيويورك تايمز” تحت عنوان “من حرب الستة أيام الي حرب السته جبهات”، ومن هذه الجبهات اليوم الجبهة الإعلامية التي يأخذها الاحتلال بجدية ويحاربها بسبب تفوق السردية الفلسطينية في وسائل الاعلام.
وتحدث مدير منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال “تواصل”، بلال خليل، موضحا حجم الإعلام في معركة “طوفان الأقصى” وتأثيره القوي، وتحول بعض الشهداء الى أيقونات بسبب صور لهم تنقل استشهادهم مباشرة من خلال الصحفيين.
وقدم أستاذ الإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة، د. سليمان صالح، لكلمته قائلاً: نتذكر في هذه الندوة إخواننا الصحفيين الذين قتلهم جيش الاحتلال ونؤكد أن هذه جريمة ضد الصحفيين وضد حرية الإعلام
وقال: لقد وفرت لنا ثورة الاتصالات فرصة لأن نروى قصتنا وقصة المحتل السارق للأرض، ونكشف المؤامرة الغربية التي مكنت المحتل من اغتصاب هذه الأرض، حيث اعتمد الاحتلال على التعتيم والتضليل ونشر رواية كاذبة..
مبينا بقوله ” الآن نرى كيف عاملت المقاومة الفلسطينية الأسرى وكيف يخرجون ملوحين للمقاومة، ونرى كيف تخرج النساء الفلسطينيات من سجون المحتل تروي ما تعرضن له من انتهاكات ظالمة.”

أكثر من 65 صحفيا استشهدوا خلال هجمات العدو الصهيوني :
وفي مداخلة مسجلة قال مدير مكتب قناة الجزيرة في قطاع غزة وائل الدحدوح: ” بعد التحية و السلام .. ذكر بقوله في أعقاب 50 يوما من الحرب الضروس المجنونة على قطاع غزة، استهدف الأخضر واليابس بطبيعة الحال، وكان من بين هذه الاستهدافات المجنونة بالتأكيد استهداف الصحفيين .
قائلا أن ” أكثر من 65 صحفيا استشهدوا خلال هجمات و استهدافات مباشرة وغير بمباشرة، وهناك عدد من الجرحى، وأيضا هناك استهداف لمكاتب صحفية وتدميرها واستهداف لسيارات صحفيين وتدميرها، واستهداف لأسر الصحفيين في إطار الضغوط على كل الزملاء من أجل إبعادهم عن التغطية وعدم الخوض في تفاصيل كثيرة، وعدم الارتقاء لمستوى ما يحدث في قطاع غزة من خلال الضغط عليهم في توجيه الاستهداف لحاضناتهم وأحبائهم وفلذات أكبادهم.. تماما كما حدث معي خلال استهداف الأسرة وفقدت 14 من أقربائي بينهم زوجتي وابني وابنتي وحفيدي بطبيعة الحال..”.
على الرغم من هذا الثمن الباهظ جدا والموجع والمؤلم جدا، وعلى الرغم من هذا الجرح النازف الذي لا يندمل أبدا ما بقينا أحياء، فبالتأكيد الصحفيين الفلسطينيين تعالوا على هذه الأوجاع والآلام وظلوا على رأس عملهم يواصلون حمل هذه الرسالة النبيلة ..”
وتحدث رئيس اتحاد الإعلاميين الأجانب في تركيا، د. أيمن خالد، عن جريمة تضليل الرأي العام تتضمن داخلها الكذب والتضليل وتساعد على القتل والتشريد، وهو ما يفعله الاحتلال، وعلينا كصحفيين أن نأخذ أمر تضليل الرأي العام بعين الاعتبار وإيضاح الجرائم التي قام بها الاحتلال، فالقاعدة تقول: “لا دفاع شرعي ضد دفاع شرعي”، والدفاع الشرعي هو حق للفلسطينيين فقط في هذا الصراع..”.

ضعفاء لا نملك إلا الدعاء لرب السماء..
وبهذه المناسبة مع غدر الاشقاء و تجبر أعداء ونقمة المتمردين الأقوياء، المتكالبة علينا وعلى مقدساتنا صباحا مساء، و نحن ضعفاء أذلاء لا نملك إلا الدعاء، فاللهم إنا لا نملك لفلسطين إلا الدعاء فيارب لا ترد لنا دعاء ولا تخيب لنا رجاء وأنت أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، الى من تكلنا إلى بعيد يتجهمنا، أم إلى عدو ملكته امرنا، إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي. غير أن عافيتك هي أوسع لنا. نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة. أن يحل علينا غضبك، أو ينزل بنا سخطك. لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة الا بك.. !!..
اللهم رد إلينا فلسطين والمسجد الأقصى ردًا جميلاً، اللهم أنصر ضعفهم فإنهم ليس لهم سواك
اللهم بسطوة جبروت قهرك، وبسرعة إغاثة نصرك، وبغيرتك لانتهاك حرماتك، وبحمايتك لمن احتمى بآياتك، نسألك يا الله يا قريب يا سميع يا مجيب يا سريع يا جبار يا منتقم يا قهار يا شديد البطش يا من لا يعجزه قهر الجبابرة، ولا يعظم عليه هلاك المتمردة من الملوك والأكاسرة، أن تجعل كيد من كاد شعبنا وأمتنانا في نحره، ومكر من مكر بفلسطين عائدا عليه، ومن نصب شبكة الخداع بالإسلام و المسلمين أن تجعله يا ربنا مسوقا إليها ومصيدا فيها وأسيرا لديها..
اللهم حرر المسجد الأقصى، واجبر كسرهم، واشف مرضاهم، وتقبل شهدائهم برحمتك، يا ارحم الراحمين، يا رب العالمين!

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version