تأليف عباس عروة

216 صفحة – © 2021 الهڤار

مقتطفات من المقدّمة

تمثّل التجاذبات الأيديولوجية تحديًا صعبًا أثناء الانتقال الديمقراطي تحدّد كيفية التعامل معه نجاح أو فشل عملية الانتقال. فعادة عند التحوّل من حالة الدكتاتورية إلى الانفتاح السياسي تُسرع مكوّنات المجتمع في تنظيم نفسها في جمعيات وأحزاب وتهرول إلى التنافس السياسي وهي لاتزال مكبّلة في “علب مغلقة”، لا يربطها شيء سوى الريبة والمخاوف وانعدام الثقة المتبادلة الموروثة عن الماضي السياسي التسلّطي، فينقلب التنافس إلى تخاصم حادّ يجهض عملية الانتقال ويفتح المجال لعودة النظام التسلّطي من جديد وبوجه أبشع، متستّرًا وراء ذريعة أن المجتمع ليس جاهزًا للحرية السياسية وأنه السدّ المنيع ضدّ حالة الفوضى.

يحاول الجزء الأوّل من هذه المساهمة بداية تبيين الأثر السلبي للتجاذبات الأيديولوجية الحادّة على الانتقال الديمقراطي مستشهدة بتجارب الجزائر ومصر وليبيا والمغرب وتونس. ثمّ يتعرّض للمشهد السياسي الجزائري المركّب وللتجاذبات الأيديولوجية داخله، ويشدّد على الحاجة إلى عدم اعتبار التيارات الأيديولوجية الجزائرية كتلًا متجانسة، بل النظر إليها كأطياف واسعة تضم جهات فاعلة ذات مواقف وسلوكيات سياسية متنوعة. ويقدّم أيضًا نماذج يمكن الاسترشاد بها من أجل التعامل مع الاختلاف وتعزيز التماسك في مجتمع تعدّدي، مستـمَدّة من التقاليد الغربية والإسلامية، كما يطرح فكرة “فضاء الوساطة الآمن” كآلية لتجاوز التجاذبات الأيديولوجية.

ويعرض الجزء الثاني عيّنة من 13 مبادرة عابرة للأيديولوجيا أطلقت في العقود السبعة الأخيرة: في الحقبة الاستعمارية لتحرير الوطن وفي عهد الاستقلال لتشييد دولة القانون.

الهدف من ذلك هو تزويد القارئ بمجموعة من النصوص (عقد، بيانات، أرضيات مشتركة)، ناتجة عن التجارب المختلفة العابرة للأيديولوجيا في الجزائر. وتشترك هذه النصوص في مجموعة من المبادئ والقِيَم وعدد من المطالب السياسية التوافقية وتمثّل أساسًا جمهوريًا مكتسبًا بشكل جماعي مفيدًا لبناء جزائر الغد. وينبغي لأيّ مبادرة جديدة أن تبني على هذا الأساس وأن تعمل على توطيد الثقة المتبادلة بين الجزائريين، من خلال تشجيع تكاثر فضاءات الحوار والعمل المشترك في جميع القطاعات وعلى جميع مستويات المجتمع. بهذه الطريقة فقط يمكن الخروج من التقسيم الأيديولوجي الذي يجعل الانتقال الديمقراطي الحقيقي أمرًا صعبًا، بل مستحيلًا.

قائمة المحتويات

مقدّمة

الجزء الأوّل: اعتبارات عامّة عن التماسك المجتمعي

1. التجاذب الأيديولوجي والانتقال الديمقراطي

2. المشهد السياسي الجزائري

3. تعزيز التماسك في المجتمعات التعددية

4. فضاء الوساطة الآمن وتجاوز التجاذب الأيديولوجي

الجزء الثاني: تجارب عابرة للأيديولوجيا في تاريخ الجزائر الحديث

5. إعلان الجبهة الجزائرية للدفاع عن الحرية واحترامها (1951)

6. بيان أوّل نوفمبر 1954

7. أرضية الصومام (1956)

8. بيان من أجل إرساء الديمقراطية في الجزائر (1985)

9. العقد الوطني: أرضية من أجل حل سياسي وسلمي للأزمة الجزائرية (1995)

10. بيان جنيف 2000

11. ميثاق حركة رشاد (2007)

12. بيان جنيف 2008

13. بيان جبهة التغيير الوطني (2011)

14. أرضية وطنية من أجل انتقال ديمقراطي حقيقي في الجزائر (2012)

15. أرضية الندوة الأولى للحريات والانتقال الديمقراطي (2014)

16. أرضية من أجل التغيير في الجزائر (2019)

17. نداء 22 (2020)

خلاصة

ملاحق


التعليقات مغلقة.

Exit mobile version