* السياق: نحن بصدد الحديث عن التغيير في مواجهة مع أنظمة استبدادية فاسدة، لا تؤمن بسيادة الشعوب ولا بحريتها، ناهيك عن كرامة الإنسان، ودولة العدل والقانون. 

*المنهجية : لا سبيل لتحقيق التغيير سوى العمل الراديكالي القائم على السلمية والصبر. 

يتطلب ذلك الرفع من وعي الشعوب، ويقتضي ذلك حضور قيادة مؤمنة بفكرة التغيير الراديكالي السلمي، وواعية بقدر ما تحتاجه الشعوب من وعي متقدم ومتفرد، حتى تتجاوز ألاعيب سلطة الاستبداد ودوائر الفساد وتحرجها؛ ولن يتحقق ذلك من خلال عمل حزبي يشارك السلطة قليلا أو كثيرا من عدم شرعيتها، ويشاركها، من قريب أو من بعيد، في إسراف المال العام من أجل إطالة عمرها وتوسيع دائرة المستفيدين من عطآتها . 

لقد أثبتت عقود من الزمن سخافة المعارضة التي، عوضا أن تصطف مع الشعوب وتقاوم، اصطفت مع سلطة الأمر الواقع وتغنت طويلا بمعارضة النظام وشاركت في انتخابات قمة في الخداع و التزوير، وكانت شاهد زور على كل ما اقترفته تلك العصابات في حق شعوبها. 

وليس غريبا أن تسقط الأقنعة، ذلك أن (الزعيم) الذي فشل في امتحان الشرعية من داخل قواعد حزبه أو حركته، لا يمكن أن ينجح في امتحان الاصطفاف! فصبغته هي ذات صبغة المستبدين . 

وليس غريبا أن يكون التواضع والأمانة والصدق والصبر والثبات من أخلص صفات القادة المقاومين. 

والمطلوب اليوم، بعيدا عن الصراعات الأيديولوجية، من كل الغيورين على وحدة المصير على خط تحرير الشعوب المستضعفة من أغلال الاستبداد والفساد، أن يثمنوا مسعى قيادة التغيير الراديكالي السلمي ويباركوا وعي الشعوب؛ وأن يحرصوا على تفادي أفخاخ الصراع الفكري الذي ما زادت حدته مثل هذه الأيام . 

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version