عبارة مسجلة و مدونة ومحفورة وقائمة في سجل الإنسانية، لكنها غير مفهومة كفاية، ولا دليل لفحص خباياها، أو معرفة ثناياها، مثل الدفتر الضائع أو المستغنى عنه داخل درج أو خزانة أو محفظة تقدم بصاحبها العمر، فلم يعد يلتفت إليها، أو يبحث في أوراقها و محتوياتها ! 

قد يكون دفترك العائلي، ليس بحسب أوراقه وتلك الأسماء المدونة، ولكن بحسب الحضور والسلوك والأثر الذي يتركه كل واحد، ومدى وطبيعة الاستجابة في اتجاه أو في آخر، سواء تعلق الأمر بالواجبات أو بالحقوق أو بالمبادرة والإبداع ، ودرجة الخير أو  الشر ، الفائدة أو الخسارة، النفع أو الضرر، القلق أو راحة البال ! 

وفي حدود الواجب، ما مدى درجة الاستجابة والأثر بخصوص سؤال العبادات صلاة، صياما، قراءة، صدقات، و إحسانا؟ من دون ريب، فإن حضور رب الأسرة ليس مثل غيابه، الفرصة عظيمة حينما يجد نفسه رفقة البنات والبنين ، وحتى الإخوة و الأخوات؛ ما هو الأثر الذي بات يميز العلاقة في حدود الوعي والشعور بالرابط الأسري وحدود التكافل والقبول، والصبر والتحمل، والخطأ و الصواب، الخمول و الاجتهاد، الصحة والمرض، التقصير والاستقامة ! ؟ 

ليس الخبر مثل المعاينة، وليس الحضور مثل اللامبالاة، كل ذلك آت من سؤال مرافقة الأهل والتواصل والتكافل داخل حدود الأسرة أو العائلة و هي تعيش لحظات الحجر الوقائي، و ساعات “و ليسعك بيتك ” ! كم هي العبر والدروس المستخلصة والفوائد الجمة التي خرج بها كل واحد منا نتيجة التعاطي مع جائحة الفيروس القاتل في عالم السياسة والاجتماع والتربية والاقتصاد في ظل غلق المدرسة أبوابها، و المساجد فسحتها،  الإدارة مكاتبها، و الجامعات مدرجاتها، و تلك المستشفيات التي لم تعد في نظر أطبائنا مصحات، ناهيك عن أدوات الوقائية وأسباب ومتطلبات النجاة ! 

ما الفرق بين شعب وآخر، دولة و أخرى، حاكم و حاكم، أستاذ وأستاذ، طبيب و طبيب، باحث وباحث، برلمان وبرلمان، مربي و آخر، مسئول و مسئول؟ 

و تلك المنظمات والجمعيات و النقابات و المحافل؛ وأثرها الاجتماعي و الحضاري ! ؟ إنها محطة تاريخية متميزة، يمكن أن تترتب عنها اختلالات و توازنات، لم تخطر على بال!  ببساطة لأن الجائحة الوباء لن تدوم بإذن الله؛ و ليست سوى ” ضارة ” يمكن أن تكون ” نافعة “، و حدود الإمكان ليست سواء بين عالم و عالم ! لكن الأخطر هو جائحة الاستبداد و الفساد التي تحتاج أكثر من حضور وأكثر من درس و أكثر من مبادرة في حدود حركة التاريخ و حركات المقاومة ! ؟ 

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version