سم الله الرحمان الرحيم

بيان

انطلاقا من مسؤوليتنا المهنية والأخلاقية اتجاه وطننا وشعبنا، اجتمعنا نحن الموقعون أسفله من أطباء وصيادلة وممارسين في الصحة بتاريخ 16 مارس 2020 بالجزائر العاصمة، تزامنا مع المنعرج الخطير الذي تمر به البلاد والذي يتسم بعدم استقرار سياسي يطبعه استمرار المسيرات الشعبية السلمية المطالبة بالتغيير، نتيجة عدم استجابة السلطة الفعلية لمطالب الحراك واستمرار سياسة القمع، وفي ظل الانتشار الواسع لوباء كورونا COVID-19 عالميا ومحليا.

بحكم اطلاعنا على خطورة هذا الوباء على الأمن الصحي، ومعرفتنا عن قرب بواقع القطاع الصحي في الجزائر ومخلفات الحكم الفاسد لعقود مضت.

فإننا نسجل استياءنا وعدم ارتياحنا للمعالجة الهزيلة للسلطة لملف الانتشار الوبائي الخطير كالتعتيم وعدم الوضوح في نقل المعلومة، والتصريحات الشعبوية التي تصدر عن مسؤولين سامين في الدولة، والتأخر في اتخاذ الإجراءات السيادية اللازمة للحد من انتشار الوباء، ما ولد حالة من الشك وعدم الثقة لدى أطياف واسعة من الشعب.

إيمانا منا بشرعية المطالب المعبر عنها من خلال حراك شعبي وطني سلمي استمر لأزيد من سنة مسترجعا للفضاء العام الذي لا تنازل عنه كحق يكفله الدستور، وحفاظا على الطابع الحضاري والسلمي للحراك وعلى سلامة كافة المواطنين والمواطنات فقد خلص المجتمعون إلى الآتي:

  1. نحمل السلطة عواقب التراخي في اتخاذ تدابير استعجالية جدية ومسؤولة من خلال خطة عمل واضحة وشفافة:
  • تأمين الحدود البرية والغلق الفوري للمجالين الجوي والبحري من وإلى كل المناطق الموبوءة.
  • الشفافية والمصارحة في إعلان درجة انتشار الوباء ومدى قدرة المصالح الاستشفائية على الكشف والتكفل بالمصابين.
  • الاحتواء الجدي للمناطق الموبوءة وما جاورها.
  • توفير كل الوسائل البشرية والمادية الضرورية للوقاية والكشف والعلاج.
  • تجهيز مرافق استثنائية لاستقبال والتكفل بحالات الحجر الصحي.

نناشد المواطنين إلى:

  1. تجنب التجمعات والمظاهرات وتعليق المسيرات الشعبية لمدة ثلاث أسابيع، سنعمل خلالها على متابعة الوضع أولا بأول من خلال استشارة مختصين.
  2. تفادي أماكن الاكتظاظ كالأسواق، قاعات الحفلات، المقاهي، المساجد، ووسائل النقل العمومية والتزام شروط النظافة والأمن الصحي.
  3. نلح على ضرورة التزام الفاعلين الميدانيين والجمعويين بدورهم التحسيسي والتوجيهي والتطوعي خلال فترة الأزمة.
  4. نهيب بكل النشطاء والفاعلين في الحراك الشعبي لتأدية دورهم في التوعية بالمخاطر وطرح بدائل للنضال الميداني بالدعوة لاستمرار الحراك بأساليب إبداعية، والإعداد للتعبئة والعودة بقوة لاستكمال مسار التغيير المنشود.

الحراك فكرة والفكرة لا تموت… لكن الأرواح التي نفقدها لن تعود

الموقعون:
الإسم واللقب الوظيفة
البروفيسور بن خدة سليم أخصائي أمراض القلب
البروفيسور سيدهم صالح أخصائي جراحة عظام
جابرية نايلي أخصائية انعاش
لطرش فتيحة أخصائية قلب
حليتيم علي أخصائي أمراض نفسية
توافق مسعد مختص في علم الأوبئة
مرابط الياس طبيب عام ونقابي
شيبان عصام جراح
البروفيسور صاري أحمد محفوظ أخصائي أمراض القلب والأطفال
علون يوسف أخصائي أمراض صدرية وتنفسية
بودالية محمد الأمير أخصائي أمراض الكلى
بوطا غويني أخصائية أمراض النساء والتوليد
زيو توفيق أخصائي الأمراض التنفسية
بولقرون عبد الله صيدلي
بوعكاز العربي جراح
بن عطية رشيق جراح أسنان
عالي مسعد أيوب طبيب عام
زياني عثمان جراحة عامة
تبينات معاذ صيدلي
عياط سمير أخصائي أشعة
بن صديق شوقي جراحة المخ والأعصاب
بوغريد اسكندر جراحة أطفال
قدور يحياوي أخصائي قلب
شيبان نوفل طبيب عام
بوجلاب خالد طبيب عام

القائمة مفتوحة للإمضاء من طرف زملائنا من ممارسي الصحة عبر الوطن…

4 تعليقات

  1. من دون شك فإن النظام الاستبدادي البكتيري ، بات من أكثر الأنظمة الاستبدادية إفلاسا ، و التعامل معه شبيه بمن يتعامل مع جسم فيروسي مركب و أخطبوطي ، مهما احتطت و تماسكت ، يمكنه أن يأخذ من تماسكك و تركيزك ، من خلال ما يفرزه من صور و أساليب بالغة في الرداءة و الاستهتار و اللامبالات . و على هذا الأساس فإن التماثل الجمعي و المجتمعي على خط الصحوة الاجتماعية المباركة من أجل إحداث نقلة من الوعي المتقدم ، هو الكفيل بتحرير إرادة الأمة و تمكينها من تجاوز كل العقبات .
    لقد عبرت عن فحوى المشكلة القائمة من خلال ملامح رؤية تحت عنوان : ” مشكلة التصور بين الفكرة و الوثن ” ، و ذلك في مقالة تمهيدية أرسلتها ، لم تنشر عبر موقعكم ، كان يمكن النسج على منوالها من باب الاستشراف من أجل تجاوز عقبة حدة الصراع الفكري الذي زادت حدته كثيرا . و لعل من أماراته و أعراضه شيئا مما تساءل بخصوصه السيد أمين سحيلي تحت عنوان : الحراك الجزائري بين الريسوني الأصولي و الريسوني السياسي .
    و بالرغم من ذلك كله نبقى متفائلين كثيرا بخصوص الهبة الشعبية السلمية المتفردة التي كشفت عجزنا و هواننا ضمن حزيبات و منظمات غلب عليها منذ زمن ليس بالقصير ، أوهن بكثير من بيت العنكبوت .
    تحية إلى أصحاب المبادرة التوعوية من أطباء و أخصائيين .

  2. لا تذهب نفسك عليهم حسرات
    يحاول النظام البكتيري النيل من تركيزك و تماسكك ، هو مصدر كل داء و وباء !
    خذ وقتك من أجل التركيز و التماسك أكثر ، لا تكن تابعا ، أو منفعلا، أو حبيس ردود أفعال !
    الفعل الحضاري على خط الصحوة الاجتماعية المباركة هو البديل ، و ليس ذلك على أحرار الحراك السلمي الوطني بعزيز .

  3. هي محطة تاريخية ، يتعرف خلالها المرء على نفسه بنفسه أكثر من أي وقت مضى ، لم يعد يجلس مع نفسه إلا قليلا ، و لم يعد مهتما بما يقوله و يفعله إلا يسيرا ، تشابهت عليه البيوت ، فلم يعد يميز بين بيت و بيت ، فلا يستأذن إلا نادرا ، ناهيك عما يتطلبه الموقف من آداب و حقوق ، ببساطة كادت الحجارة تتحول عن طبيعتها فتظهر شيئا من القسوة بسبب قسوتنا، فتقسو علينا في حدود إنسانيتنا شفقة علينا من أنفسنا ، إلا أنها كانت بحمد الله مختلفة في ثباتها و حسنها و إحسانها، و لا أعظم من تعبيرها حين تنهمر بين شفتيها ابتسامة الأنهار ، و تتناغم لهجتها مع هدير الماء ! ” ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة و إن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار و إن منها لما يشقق فيخرج منه الماء و إن منها لما يهبط من خشية الله و ما الله بغافل عما تعملون ” . الآية ٧٤ من سورة البقرة .
    ولا أشد قسوة من قسوة القلوب و هي في بيت من بيوت الله ، يدخل المرء و يخرج ضاحكا غير مهتم في سجوده و ركوعه بأقواله و أفعاله و ما صدر منه في حق الآخرين ، شتم هذا ، و قذف هذا ، و أكل مال هذا ، و سفك دم هذا ، و ضرب هذا ، غير مبال ، بل يرفع صوته و يخاصم من دون خشية !
    يشهد زورا ، و ينطق زورا ، و يكتب زورا ، و يأخذ ما ليس من حقه زورا !
    لذلك و لذلك فقط يمكن أن يبحث المرء عن نفسه بين هؤلاء ، أين يقف تحديدا ، ولن تفيدك القسوة في شيء ! الفرصة جد مواتية من أجل مراجعة النفس و التوبة إلى الله . عن أبي يحي صهيب بن سنان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، و ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ” . رواه مسلم .
    و لا أعظم درجة من درجة المؤمن ، لكن ذلك ليس بالتمني، ليس مجرد كلام ، و لا أضغاث أحلام ، إنها فقط التوبة و الاستجابة لأوامر الله و نواهيه : ” و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ” . الآية ١٨٦ من سورة البقرة .
    اللهم ارحمنا و ارزقنا البصيرة و الرشد ، تبنا إليك فاكرمنا بنعمة الإيمان .
    و

  4. مهما قيل بخصوص فيروس كورونا ، لا يمكن مقارنته بظلم الإنسان لأخيه الإنسان ! ليس الخبر كالمعاينة، ولا يشعر بالجمرة إلا من وضع قدمه عليها ، تلك هي المفارقة ! المأساة التي عاشها المسلمون الروهينغا، بدمهم و عظمهم و لحمهم، من إخوانهم في الوطن ! ؟ و الإبادة في حق البوسنيين ! ؟ و عمليات الاستئصال في حق الهنود الحمر قبل ذلك بكثير ! ؟ و عشرية الجزائريين بحق ربع مليون بريء ! ؟ و ما لحق برئيس المصريين المنتخب ! ؟ و مآسي الفلسطينيين و السوريين و اليمنيين ، بالملايين ! ؟ هذه مأساة اقترفتها، للأسف الشديد ، أنظمة الاستبداد و الفساد ، فماذا قدمت بخصوص ذلك أمريكا ،بريطانيا ، روسيا ، الصين ، و دول الاتحاد الأوربي مجتمعة ! ؟ كم رصدت من أموال في سبيل وقف تلك المأساة ، مقارنة بالأموال التي رصدت هذه الأيام أمام جائحة كورونا ؟ كان يمكن وقف تلك المأساة في سويعات ، و تهتم بعدها الإنسانية بجامعاتها و معاهدها و مخابرها في شؤون الوقاية من الخوف و من الجوع ! هذه واحدة .
    أما الثانية فهي بخصوص خفض أسعار البترول في هذا التوقيت بالذات ! هل يتعلق الأمر بحرب اقتصادية بين العرب و أمريكا ! ؟ أو على الأقل بسبب صفقة القرن التي انقطع الحديث بخصوصها هذه الأيام ! و حتى ما تم الترويج له عن الموقف الروسي بخصوص مراجعة الأسعار و الإنتاج ، هل كان فعلا هو السبب وراء إقدام النظام السعودي على الرفع من وتيرة الإنتاج و خفض السعر في آن واحد ، و أكثر من ذلك من جانب واحد ! ؟ تعلمون أن الخاسر الأول على المدى المتوسط هو السعودية التي خفضت ميزانيتها إلى النصف تقريبا ، إضافة إلى تحديات أزمة اليمن التي تخفي الكثير ، و ليس هناك مستفيد على المدى القريب و المتوسط سوى الولايات المتحدة الأمريكية ، سواء تعلق الأمر بقرار إدارتها السياسي ، أو وضعها الاقتصادي ، مثلما كانت المستفيد من صفقة البترودولار أيام زمان ! من دون ريب ، فإن أكثر المتضررين من هذا الإجراء أحادي الجانب هي دول و مجتمعات استعصت حالتها أمام كثير من المخططات المعتمدة على تفعيل ظاهرة العنف داخل الكيان الواحد، مثل العراق ، الجزائر ، إيران ، فنزويلا، … ، و كلها دول تتطلع شعوبها إلى الحرية و الكرامة ، و لها من المرجعية الثقافية و الفكرية ما يجعلها قادرة، في ظل دولة مدنية ، على تحقيق كثير من التوازن في عالم اليوم .
    لا يمكن فصل ملف عن ملف ، ولا موقف عن غيره من المواقف ، المتصلة جميعها بأمن الإنسانية و أمانها .
    و أما الثالثة فهو طبيعة الفيروس الذي أصاب دوائر الإعلام خلال السنوات الأخيرة على وجه الخصوص ! و أكثر ما شد انتباهي خرجة القائم على قناة المستقلة الفضائية منذ أيام ، حيث راح يصل بين الموقف ، في حدود عالمنا العربي ، من فيروس كورونا من جهة ، و العلاقة بين قطر و السعودية من جهة ثانية ! و كأن الصحفي التونسي محمد الهاشمي المقيم بلندن بات هو الآخر يعيش أزمة ، لا أدري من أي طبيعة بالذات !؟ إذ يمكن تشبيهها بالرفع من المنتوج ، و خفض السعر ، في آن واحد و من جانب واحد ، أما المستفيد فهو معلوم بالضرورة ! خصوصا في هذا التوقيت بالذات! و ما يمكن قوله بهذا الخصوص أن الجائحة مهما كانت طبيعتها لن تدوم ، و بيوت الناس و أعراضهم و أمنهم و أمانهم فوق كل اعتبار .

Exit mobile version