لماذا يستفز أحمد أويحيى الأمين العام للأرندي في كل مرة مشاعر الجزائريين، بعدما استفزهم غير ما مرّة في لقمة العيش، ونزل بهم أسفل سافلين، وقضى تقريبا على الطبقة المتوسطة وألحقها بالفئات الهشة التي باتت تستجدي الدعم والمساعدة؟

 أويحيى تجاوز خلال مشاركته في احتفالات مئوية انتهاء الحرب العالمية الأولى بباريس، كل الحدود الحمراء، ووصف شهداء الجزائر بـ”القتلى”، في تصريح تناقلته قنوات تلفزيونية عديدة، وسارع عبر بيان للوزارة الأولى إلى نفيه، واتهام إحدى القنوات الخاصة بالتلاعب بتصريحاته، وهو النفي الذي يدعو بحدّ ذاته إلى طرح العديد من الأسئلة، ولعلّ أهمّها، هو التالي: أيُعقل أمام خطورة التصريحات المنسوبة إلى أويحيى أن يكتفي بإصدار بيان عبر الوزارة الأولى؟ ألا تستحق ذاكرة شهدائنا الأبرار أن يُهرول الوزير الأول إلى أقرب قناة تلفزيونية لـ “تكذيب” هذه التصريحات؟ أم أنّ ذاكرة الشهداء لا تستحق تدخل الوزير الأول؟

 دونما الخوض في الجدل الذي أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مسرحا له، أذكّر الوزير أويحيى بأنه مجد خلال شهر جوان الماضي “الأقدام السوداء” عندما دعا رجال الأعمال الجزائريين إلى الإعتماد عليهم لتسويق منتجاتهم، وبرأيي أن ما صدر عن أويحيى، يندرج في إطار التحضير النفسي، لجعل الأجيال الحالية على وجه الخصوص، تقتنع بأن للإستعمار الفرنسي للجزائر “محاسنه”، ويُحضّرها بالتالي لتقبل الخضوع لعملية محو الذاكرة من مصطلحات كـ”الشهداء” و”المجاهدين” و”الحركى”… والسؤال المطروح هنا، هو لماذا يُجهد السيد أويحيى نفسه لتبييض الوجه القبيح لفرنسا الاستعمارية؟ أظن أن الجواب قد نجده في تصريح خطير أدلى به الرئيس الراحل علي كافي لوالدي رحمه الله جمال الدين حبيبي، حول السيد أويحيى، قد يأتي اليوم وأكشف عنه، لكن في انتظار ذلك، أقول للسيد أويحيى، إنك بتصريحاتك هذه، وتنكيلك بالاقتصاد الوطني، وزجّك بمئات الإطارات في السجون في إطار حملة “الأيادي البيضاء” تكون بحق قد نلت رضا الرئيس الفرنسي الجنرال شارل ديغول، وبكلّ تأكيد سترضى عنك السلطة الفرنسية الراهنة، لكن الشعب الجزائري، لن يرضى عنك ولو اعتذرت، وهو الذي سيقبر أحلامك في الوصول إلى قصر المرادية.

 زكرياء حبيبي

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version