جوّع شعبك ينتخبك !

منذ القدم، تداعت الى مسامعنا ونحن صغارا عبارة تقول: جوّع كلبك يتبعك….وهي طريقة لترويض الكلب وإذلاله… لطاعة سيده ، يستخدمها من لا يعرفون قيمة للحيوان، ولا يحملون في قلوبهم رأفة ولا رحمة… وقلوبهم أشد يبوسة من الصخر، و سياستهم هي البطش والطغيان والعنجهية…

مع أن الكلب يشهد له الانسان بالوفاء…والتجارب تثبت كل يوم …أن التجويع يٌستخدم لقهر الأعداء وليس لجلب الأحبة والأصدقاء….ولا خير فيمن يجوع شعبه.

اليوم اخترت على وزنها، عبارة جوع شعبك ينتخبك ! وأحاول اطلاقها على من يخيفون هذه الأيام الشعب الجزائري، من بعض تجار السياسة، بالأزمة الاقتصادية، التي هم في الحقيقة مسببوها وصانعوها…

طمعا في أن ينتخبهم الشعب ويمد سلطانهم وجبروتهم ويبقى هو يدفع الفاتورة حتى يتسمروا في تركيعه واذلاله… وتفويت فرص التعيير والنهضة عليه…

ودون أن تأخذهم الرأفة بهذا الشعب الذي أنهكته المحن والمآسي…وجعلته يستغيث كل يوم ولا من مغيث…

عشية الانتخابات البلدية والولائية… هاهم من كانوا بالأمس القريب يهللون ويكبرون لفخامته وبرنامجه الذي قضى على الأزمة وحقق مالم يحققه من قبله… كما يقولون …

يدقون الأجراس ويطلقون صفارات الانذار ويعلنون حالات الاستنفار … بعد أن كانوا الى وقت قريب يصفقون لتوزيع مليارات الدولارات يمينا وشمالا في المهرجانات المختلفة … ويتفاخرون بها أمام الدول بالصورة التي كانوا يسوقونها … وأنهم فعلوا وفعلوا …ووضعوا الأزمة وراء ظهورهم.

لقد عودونا كلما اقترب موعد الانتخابات باخراج ملفات تاريخية واقتصادية… وعمليات ارهابية هنا وهناك …. ونهب هنا وهناك، وفرقعات اعلامية هنا وهناك …

ويكفي فقط أن نذكر بما قالوه بالأمس القريب في الانتخابات الرئاسية والتشريعية … لما خرج الشعب للاحتجاج عن أوضاعه الاجتماعية…أخافوه بالحلف الأطلسي وقالوا له: اختر التصويت أو حضّر نفسك لحلف الناتوا …وجهز نفسك كي تصبح لاجئا…كما هم الليبيون والسوريون…

إن الشعب الجزائري معروف عموما بخشونة رأسه كما قال هواري بومدين رحمه الله، ويعلم علم اليقين أن الأزمة في الجزائر ليست اقتصادية… وهاهي حالات الانسداد تلقي بضلالها…على كل الأصعدة …

والانتخابات مهما كانت نزاهتها …. يستحيل أن تحل الأزمات التي تعيشها البلاد…والتي تتراكم وتتفاقم كل يوم من خلال تأجيل الحلول واستعمال سياسة الهروب الى الأمام…ومن المستحيلات أن يحل الأزمة اللصوص وقاطعوا الأرحام…الذين يعتبرون أن الشعب قاصرا.

إن الشعب الجزائري في عمومه أعطى أروع الأمثلة في الصمود والتحدي وقدم دروسا في الايثار…ومستعد أن يعطي اليوم وغدا أعز مايملك من أجل الجزائر، عندما يجد من يمثله بحق لطي الازمة من جذورها.

أما استدراج الشعب الى الانتخابات لإطالة عمر النظام والتخضير لتغيير الواجهة… فالشعب قال كلمته في عدة مناسبات….ولم يبق من يؤمن بمسرحيات النظام الا المتواطئون معه.

نور الدين خبابة
26 سبتمبر 2017

***

الجزائر: الزطلة الذهنية !

الزطلة الذهنية هي : غياب الوعي لدى الانسان بنسبة كبيرة، بسبب التخدير المختلف لتغييب وعيه … هذا الذي يجعله لا يميز بين الصديق والعدو، ولا بين المصلح والمفسد، ولا بين الخائن والوفي، ولا يفرق بين الشمس والظلام ولا بين الحقيقة والأوهام…فتجده يسير خلف بائع الأوهام ويسب ناشر الحقيقة، ويحدثك عن نصرة الحق والمظلوم وعن البطولات…وهو يدافع عن الظلمة والخونة والجبناء والمحتالين ويروج للضلال.

لاحظت هذه الزطلة الذهنية، عند قراءة ومتابعة كثير من تعليقات الشباب، الذين يتوافدون على مواقع التواصل…سيما وقت الأحداث التي تقع…فيقعون ضحايا مقالب ويرددون كالببغاوات مايتلى عليهم، دونما استخدام للعقل ولا تفكير… ويساهمون من حيث لا يدرون في تشويه الحقائق، وبث السموم، ومنهم من يزعم أنه على بصيرة من أمره.

والزطلة الذهنية التي أتحدث عنها، ليست علامة خاصة بما يجري في الجزائر، بل موجودة في كل بقاع الأرض ولكن بنسب متفاوتة.

فتجد إنسانا تخاطبه بشيء يراه العُمي وهو يجيبك بالنقيض…ولو أنصت بأذنه واستخدم ملكة تفكيره قبل أن يجيبك لفهم رسالتك، ولو قرأ ما كتبته لوجد الجواب …لكنه يتهمك ويسبك ويقذفك بما ليس فيك…دون أن يحادثك مرة في حياته، أو يستمع اليك لحظة… وعندما يتبين له الخطأ… وعوض أن يعتذر تراه يكابر ويعاند…

قد يتساءل بعض المتابعين عن سر هذا التخدير، ومنهم من يوعز ذلك الى أكل لحم الحمير ، أو شرب مادة مؤكسدة في الحليب… أو تناول المسكرات… الى غير ذلك…

بعد الذي حصل لرشيد نكاز من ضرب على القفا، وركل على الدبر، ولطم على الوجه، وصعق على الأذنين…وبصق على المحيا، وتهشيم للأنف… نتيجة مضايقته لعائلة سعداني في فرنسا ، الذي يطلق عليه بعض الساسة الهواة بالطبال …

لاحظت غياب الوعي لدى كثير من الشباب، وهذا لترديدهم لعبارات وشعارات دون معرفة مصدرها أو فحواها… أو استخدام للعقل أو تفكير ملي قبل أخذ قرار…فمثلا يحدثك أحد المصابين بالزطلة الذهنية قائلا: أخرج للميدان وتظاهر كما هم الرجال…ولا تبق وراء الفاسبوك أو جهاز الكمبيوتر… ونسي هذا المزطول أن الكاتب والاعلامي يستطيع بكلمة أو بصورة فعل مالا يفعله المتظاهرون في الميدان…وقد رأينا ذلك في وسائل الاعلام….فقد تفعل الكاميرا والكلمة مالا تفعله جيوش بإسرها. وحتى هذا المصاب بالزطلة الذهنية يساند بل ويتباهى بالنقل المباشر ونقل الحدث…وهو يهرف بما لا يعرف … ولكن ماذا عساني أن أقول وقد وصفت حالتهم بأصحاب الزطلة الذهنية….فهم من يلعق أحذية البعض ويتهمون الناس بذلك.

منذ زمن وأنا وغيري نلحظ الرداءة المتفشية في كل المجالات … وقد بات لزاما تنبيه من يتطرقون للشأن الجزائري، الى التحسيس بموضوع هذه الزطلة الذهنية، التي إذا لم تعالج معالجة محكمة… فإنها قد تؤدي لا سمح الله الى اعاقة ذهنية… تدفع بالبلاد الى محرقة أخرى أشدّ وأنكأ مما حدث في التسعينيات.

إن الذي حصل في الجزائر من كوارث بدءا بما حصل في فترة الاستعمار إذا لم يتم استيعابه، فإن ما جرى للشعب الجزائري من مأساة قد يتكرر في أي وقت، بشخصيات وألقاب جديدة، وسيناريوهات أشدّ حبكا، ولوكات بتوابل مختلفة ، والسبب واحد وهو الزطلة الذهنية….التي تجعل من المدمن يُقدّم عرضه وماله ووطنه..دونما وعي.

فالذين تغلب عليهم العاطفة ويسقطون في وحلها دونما تفكير… ما أكثرهم في هذا الزمان. ولو دققنا النظر وقمنا بإحصاءات في ليبيا وسوريا واليمن ومصر… لوجدنا أن الكثيرين الذين سقطوا في هذا الفخ، انطلت عليهم الحيلة….وذهبوا ضحايا أحلام عسلية …

ولو قرأوا التجربة الجزائرية بتبصر، ما وقعوا في حبال العاطفة والتضليل، ولما انجروا الى تلك الخسائر الفادحة…التي لا يستطيعون الخروج منها، الاّ باستخدام العقل والمنطق والحساب.

يسألني بعض الشباب تارة وأخرى، سواء عن طريق الرسائل الخاصة، أو عن طريق التعليقات، لإعطاء رأيي في فلان أو علان… وفي بعض المرات في أمور شخصية حتى…

وأحيانا يوجهون لي أسئلة، ويحتارون فيها لعدم التفاعل المطلوب مع نشاطات سياسيين ومفكرين مشاهير، وعلماء كبار، مقارنة ببعض المهرجين والبلطجية من محدودي الفكر والأفق ….الذين لوثوا الفضاءات التفاعلية من خلال ما يقومون به من تضليل ونبش في أعراض الناس…

وعند كتابة مقال أو التطرق الى موضوع ما في الفضاء الأزرق … أقرأ ردود الفعل فأجدها بالضبط مثلما كان يروي لي بعض المهاجرين الذين يذهبون لقضاء فترة العطلة بالجزائر…ويروون لي أشياء … فأحتار من هذه الزطلة الذهنية التي تفاقمت وعمت…بسبب غياب المصلحين، والسكوت عن المنكر، وانتشار الآفات المختلفة، والجهر بالمعاصي…وأكل السحت، وغياب القناعة، وكثرة الجشع لدى الكثيرين…وظهور الرويبضة…

بالاضافة الى التخدير الاعلامي، الذي أدى الى هذه النتائج الكارثية…في تحريف الوعي، وزرع الرداءة والخنوع، وجعل المصابين بهذه الزطلة الذهنية…يسيرون نحو التخلي عن الاصالة وعن التقاليد وعن الأنفة المعروفة وزرع اليأس في أوساط الشباب.

والاستبداد الذي خنق الحريات وقتل الابداع، والجهوية التي ساهمت في الفرقة، والتدين المغشوش الذي أدى الى كثير من الانحرافات ، والوطنية الزائفة التي ساهمت في اللامبالاة بالتاريخ.

واستُغلت هذه الزطلة الذهنية، التي أصبحت محل دراسة من طرف أخصائيين، في العلوم الاجتماعية والنفسية…… ونكاد ندخل في مرحلة أصبحت فئات كثيرة من المصابين بهذه الزطلة الذهنية، مستعدة لتقديم البلد بإسره على طبق من ذهب الى الخونة والمحتالين.

نور الدين خبابة
9 أكتوبر 2017

***

الجزائر: رشيد نكاز بالفرنسية، ونقاز بالعربية، والقفز على الحقائق.

نقاز- بالعربية: الذي يقفز.

طلب مني أحد الإخوة الجزائريين أن أدلو برأيي كتابيا ، لما وقع لرشيد نقاز بالعربية، ونكاز بالفرنسية لمن يفهم بين السطور … ودون أن أطيل … إليكم رأيي المتواضع.

من المبادئ التي تعلمتها وأعلنتها مرارًا… والتي أؤمن بها… محاربة العنف والتمييز ..وبالتالي: لن أزكي أي عملِ عنيف، سواء صدر ضد رشيد نكاز بالفرنسية، أو ضد علي بن حاج… أوضدّ قطة أو كلب في غابة الأمازون….

ما قام به رشيد نكاز بالفرنسية مؤخرا من خلال ذهابه الى بيت عمار سعداني في فرنسا… هو تعدّ صارخ على حرمة بيت مهما كان قاطنها… وقد تعدى رشيد نكاز عدة مرات على الخصوصية التي لا تبيحها القوانين في فرنسا، مثل التصوير ونشر الفيديوهات على المباشر بغير إذن.

فالبيت الذي يدعي رشيد نكاز أنه ملك لسعداني…لا يستطيع أي أجنبي الدخول الى ساحته دون إذن…

فمن الذي أدخل رشيد نقاز بالعربية الى ساحة البيت؟ وهل طرق رشيد نكاز بالفرنسية باب سعداني على الطريقة الشرعية؟

ألم تعلمونا أيها المشايخ الذين تقفون اليوم مع نكاز بالفرنسية استغلالا للحدث ، بأن القرآن الكريم يقول: قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيم.

كل يوم يثبت رشيد نقاز بالعربية، من خلال خرجاته، … تعديه على القانون وتدخله في شؤون ليس أهلا لها …

في المقابل: ما يقوله نكاز بالفرنسية حول محاربة الفساد ومن أين اكتسب عمار سعداني شقته…؟

من هو الذي يحقق شرعا وقانونا في هذه المسائل أيها المتفقهون والعارفون؟ هل البلطجية والرعاع؟

نحن مع التحقيق في الأموال التي نهبت وسرقت في الجزائر … ليس كما يزعم رشيد نقاز بالعربية، حول شقة سعداني وبوشوارب وسلال… في فرنسا ..

وإنما مع التحقيق في المليارات التي عادت على الجزائر من خلال عائدات النفط …وخرجت من خزينة الدولة دون معرفة مصيرها.

مع التحقيق في الأراضي والهكتارات والمشاريع التي ذهبت يمينا وشمالا وأعطيت لأناس ليسوا أهلا لها …

مع التحقيق في ثروة ربراب من أين اكتسبها، وحداد، وطحكوت ومهري وغيرهم من أرباب المال في الجزائر…ومعرفة ثراء الذين أسسوا ثروتهم من دماء الجزائريين والجزائريات أيم الفتنة العمياء.

مع التحقيق في ثروة جنرالات السكر والحليب والرمال والالكترونيك … والحسابات البنكية في فرنسا وسويسرا ووو…وليس معرفة شقة سعداني فقط من أين اكتسبها.

نحن مع التحقيق في مصير المفقودين والمختطفين … وحقيقة مقتل عشرات آلاف من الجزائريين والجزائريات…

مع التحقيق في الفساد بشتى أنواعه وفي الدماء بشتى أنواعها، ليس تصفية للحسابات، وإنما حتى تكون هناك مصالحة وطنية حقيقية …نصل اليها كنتيجة منطقية …فالاصلاح يقابله على النقيض الفساد. وليس الوقوف مع شخص مُعتدٍ قوبل بالضرب والاهانة.

نحن ضدّ إهانة الشعب، وضد إهانة المقدسات، وضد إهانة المرأة، وضد إهانة المدرسة، وضد من أهانوا المعلم والطالب والبطال والطبيب والعانس والمعاق والأسرة والمسجد وضدّ من أهانوا الكفاءة والنزاهة والعفة… والجزائر باختصار.

فيا رشيد نقاز بالعربية أو نكاز بالفرنسية…دعك من النقز والقفز على الحقائق وتحدث بلغة العقل والحكمة إن كنت تقفه مبادئ السياسة والتغيير، واسلك طريق السياسيين من أمثال مهري … ودعك من السيرك الذي تقوم به، فقد شوهت السياسة وشوهت عمل المعارضة بشطحاتك … وأعطيت صورة وسخة عن التغيير…فنحن نريد حلا للأزمة ومخرجا نهائيا لها، لا صناعة أزمة أخرى الشعب في غنى عنها.

البارحة فقط، كنت تقول أنك ضد الأربعين لصا، دون أن تكون لك الجرأة في تسميتهم …حتى نتعرف عن اللصوص الحقيقيين، وعن المكلف بمهمة.

وأنك مع العفو على كبار اللصوص …فلماذا تذهب إذن لتحقق في بيت سعداني وبوشوارب؟ ولماذا غيرت رأيك بمجرد أن أخذت ضربة على أنفك وأصبحت تطالب بالقصاص؟

فكيف بمصير من عُذبوا إذن ؟ واغتصبوا؟ واختطفوا؟ ويعيشون لاجئين وحراقة… في أوطان الناس، لاهم من الأحياء ولا هم من الأموات، وأنت تطير كل يوم من بلد لآخر وتدخل الجزائر متى أردت …

يلقبك الكثيرون بالمليونير دون أن يستخدم أحد منهم عقله، كيف أنت المليونير وأنت لاتمتلك مكتبا وعنوانا؟

الإعتداء على إرادة الشعب الجزائري وعلى مقدساته وتاريخه وهويته وثرواته… هي الأولى أيها النقاز.

نور الدين خبابة
10 أكتوبر 2017

***

مُرشح للرئاسة الجزائرية بأنف مكسور و أذن صمّاء !

دعونا نضحك في البداية ونقهقه على الواقع التعيس، وعلى الرداءة التي وصلنا اليها في الجزائر…فشر البلية كما يقال ما يضحك… مادامت الأنترنت أعطت الفرصة لهذه الأشكال التي بهدلت بالسياسة …

وأصبحت مستشفى مفتوحا باختصار…يتزاور فيها المرضى دون أروقة، ويتناولون المهلوسات بشتى أنواعها، دون مرافقة مختصين، ودون عناية مربين.

وكان الأحق أن تكون كوكبا جديدا تتلاقح فيه الأفكار وتذوب فيه الحدود…وورشة للبناء والنهضة وليس مرتعا للفضائح والهدم.

لعلّكم تابعتم هوشة رشيد نكاز مع عمار سعداني في فرنسا، وسمعتم ماذا قاله رشيد نكاز عن نفسه، بأن أنفه كُسر وأنّ أذنه لم يعد يسمع بها بتاتا…وقد أكدّ مُمثله (الوطني) الذي لا يستطيع الاتيان بعبارة تفيد الوطن، ولا يفقه أبجديات السياسة ولا القانون، على قناة فضائية مأجورة، أن أذنه توقفت الى الأبد…معنى ذلك أنه ليس بالإمكان اصلاحها..

والمتابع لرشيد نكاز، يعلم أنه كان يعاني من أذنه ومن أنفه، في تنقلاته المختلفة. ولو دققت الاستماع لتسجيلاته القديمة لأدركت ذلك دون صعوبة…والأمر هنا لا يدعو للاستغراب…فكل منا معرض للإصابة والمرض.

الغريب: مادام رشيد نكاز أعلن في تصريحاته المختلفة أن أذنه توقفت، وأنه يستمع فقط بأذن واحدة…وأنه سيجري عملية جراحية دقيقة لإصلاح أنفه يوم الخميس 12 أكتوبر 2017.

هذا الذي تخرج من جامعة السوربون كما يزعم في الفلسفة والتاريخ، و رجل الأعمال الذي لا يمتلك مكتبا ولا عنوانا… !

تقدم للترشح الى الانتخابات الرئاسية بالجزائر في 2014، دون أن يكتري مكتبا في العاصمة، ولا في غيرها من الولايات، ولم يقدم أي تصريح بأملاكه كما ينص قانون الترشيحات…ولم يظهر ملف أبيه المتعلق بثورة التحرير، حتى نعرف هل كان مع الثورة أم كان مع المحتل، و نعرف أصله وفصله… و ظل يردد منذ ثلاث سنوات أنه تقدم بطلب لاعتماد حزبه…وتم رفضه…

والعارفون بالقانون وبإنشاء الأحزاب، متيقنون أنه لم يقم حتى بالإجراءات التي تنص صراحة على تقديم عدد من الأعضاء المؤسسين، وينشر ذلك في الجريدة الرسميةـ أو قام بتنظيم مؤتمر خلال عام، أفضى الى قيادة جديدة منتخبة، بعد انتخاب المندوبين في جمعيات عامة على مستوى 25 ولاية على الأقل… حتى يقنع الناس أنه تقدم بملف اعتماد حزب، كما فعل مثلا أحمد طالب الابراهيمي الذي عقد مؤتمرا بالأوراسي في شهر رمضان عام 1999 وتم رفض ملفه.

قلت: الغريب: كيف سيقدم رشيد نكاز نفسه للمجلس الدستوري في حال ترشحه للإنتخابات مرة أخرى، هل بأذن صماء وأنف مكسور؟ أم سيفعل مثلما فعل بوتفليقة مع المجلس الدستوري بكرسي متحرك وملف طبي مزور؟

هل قدر الجزائر أن تُصبح مسخرة يتسلى بها الحاقدون والناقمون، وهي المعروفة بالأنفة…؟

كيف انتقلت الجزائري من عالم الأنفة الى عالم الأنف المنكسر والأذن الصماء؟

كيف تقبل بمرشح يتعامل مع مكتب المخابرات الأمريكية FBIعلى المباشر، و يشوه صورة الجزائر في الداخل والخارج بأسلوبه التهريجي؟

إنّ الجزائر محتاجة اليوم لرئيس ينش عنها الذباب، يسمع بأذنيه هموم شعبه ويترجمها الى أفعال، وأنفه شامخ شموخ الجبال الرواسي…

فجزائر العربي بن مهيدي وعميروش تأبى أن يمثلها مكسورو الأنف وأصحاب الآذان الصماء…ولا العاجزين عن الحركة والكلام، ولا المتورطين في مأساة الشعب، بل تحتاج رجلا أصيلا من طينة الكبار.

نور الدين خبابة
14 أكتوبر 2017

***

الديبلوماسية الجزائرية المغربية بين الحقيقة والتضليل !

بداية: لست هنا بصدد إعطاء درس في الديبلوماسية، أو في ثقافة التعايش وحُسن الجوار… إنما كمواطن، وكناشط اعلامي وسياسي متابع للشأن الجزائري بالخصوص…أحاول أن أبعث برسائل إلى من يهمهم الأمر من المخلصين، بعد الضجة التي حدثت حول تصريحات وزير الخارجية الجزائري “عبد القادر مساهل” بخصوص المغرب … وأعلن عن موقفي لفائدة الشعبين، بدل الانسياق وراء الوطنية الزائفة…

طالما يغيب الرأي الموضوعي في مثل هذه الحالات، نظرا للعصبية التي لاتزال تتحكم مع الأسف في الأنفس، يقع الكثيرون ضحية تضليل من خلال الاعلام الموجّه، سواء المغربي منه أو الجزائري… ارتأيت أن أدلو برأيي المتواضع كمستقل ، حتى يستطيع المتابعون لنشاطاتي بناء مواقفهم من خلال تنوع الآراء.

كتوضيح للقارئ والمتابع للشأن الجزائري والمغاربي… أنا من المؤمنين والعاملين للمصالحة في المغرب الكبير، وفي الوطن العربي والعالم… وبالتالي لن يكون موقفي الا في هذا الاتجاه، طالما أن القضية لا تخص شخصا بعينه أو حزبا …ولن أنساق الى التغريدات المغرضة.

المتابع لتصريحات وزير الخارجية الجزائري “عبد القادر مساهل”، حول اقتصاد المغرب، يدرك مسألة وحيدة وهي: أن النظامين في المغرب والجزائر، يسعيان بكل ما أوتيا من قوة للبقاء في الحكم بعيدا عن مصلحة الشعبين. وما يقومان به في أوقات محدّدة هو خلق عدو خارجي للتأثير على الرأي العام وتوجيهه الوجهة التي يريدون.

اذا نظرنا بعين الواقع، ومحّصنا من الناحية الواقعية والمنهجية تصريحات عبد القادر مساهل، وجدناها تأتي في ظرف صعب تمرّ به الجزائر والمغرب على حد سواء. حيث صرّح الوزير الأول أحمد أويحيى قبل أيام بعظمة لسانه، وأمام الجزائريين قبل غيرهم ، أننا وصلنا الى كارثة و قال :”وصل السكين العظم”.

كما أن المغرب يعيش اضطرابات في الريف منذ مدّة، بالإضافة الى الصراع الدائم حول قضية الصحراء والبوليساريو، ناهيك عما يقع على الحدود من تهريب…دون أن ننسى الصراعات الدموية في ليبيا وفي منطقة الساحل…

من حقنا أن نسأل كجزائريين: هل الأجدر هو أن نركز على بناء اقتصادنا في الجزائر، وإنقاذ بلدنا من فتنة أخرى مؤشراتها باتت عديدة، أم الأولى هو الدخول في شجار مع النظام المغربي، وإلهاء الشعبين بمزيد من هدر الأوقات في حرب كلامية؟

وهل الهروب من الواقع التعيس الذي تترجمه قوافل الحراقة، سيؤمن مستقبل الجزائر، أم سيدفع بها الى المجهول؟

إذا كان اقتصاد النظام المغربي قائم على الحشيش يا سيادة الوزير عبد القادر مساهل، فمن حقنا أن نسأل كمواطنين: وهل اقتصاد الجزائر في عهد بوتفليقة قائم على ماء زمزم ؟

ما لفرق بين تجارة المخدرات وتجارة المسكرات؟ إذا كانت المخدرات في المغرب تعتبر علامة عالمية للمدمنين، فإن خمر سيدي ابراهيم في الجزائر يعتبر أيضا ماركة في السوق العالمية …حسب متناولي الخمور. صدق المثل الشعبي الجزائري الذي يقول : “المذبوحة تضحك على المسلوخة”.

إذا كانت دولة المغرب آوت عبد الحق لعيايدة وابن عباسي مدني ومن جعلوا من المغرب قاعدة خلفية لخوض حربهم في فترة التسعينيات بعد الانقلاب ، فإنها أيضا آوت بوتفليقة الذي حكم الجزائر بعدها، ومن قبله أحمد بن بلة وجماعة وجدة، وتأسس فيها جهاز المالغ الذي حكم الجزائر، وآوت محمد بوضياف…الذي جاء به العسكر وقت اندلاع الفتنة ، وقتل في عنابة ولاتزال قضيته لغزا الى اليوم.

إذا كانت كلمة مغربي عيبا في الجزائر، فمتى ينته مسلسل أبناء وجدة في الجزائر؟

انّ الجزائر والمغرب محتاجان الى الاستقرار، وعدم الوقوع في الفخ الذي يريده المتربصون بالمنطقة في إطار الشرق الأوسط الجديد، لبناء دولة جديدة على أساس عرقي، والسلام.

نور الدين خبابة
22 أكتوبر 2017

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version