لقد فعلت التراكمات السلبية في الجزائر فعلتها في كلّ المجالات ولم يعد ينفع أيّ كلام وأيّ نصح وأيّ تحذير وأيّ توجيه… فالآذان صمّاء والأعين عمياء والألسن بكماء… ليس من طرف صنّاع القرار فحسب بل من طرف فئات عريضة من الشعب… ولم يعد لأهل الاصلاح رأي بل الرأي والمشورة هي لأهل الأهواء…

كذب من قال بأن الخلل في النظام وحده، فالشعب الجزائري الذي لطالما لُقّب بالشعب الأبي والشعب البطل والشعب الثائر والشعب الحرّ…لم تعد فئات كثيرة منه تعير الاهتمام لما يجري في البلاد ولا للصالح العام بقدر ما تهتم هذه الفئات العريضة بالجلد المنفوخ والكاميرا المخفية وما يملأ البطون والفروج مع الأسف.

والحزيبات لم يعد يهمهما الا قوائم الانتخابات ولجان المراقبة وأترك لكم التفاصيل.

والمؤسسات الإعلامية المختلفة لم يعد يهمهما ما يصنع الوعي العام الذي ينهض بالوطن بقدر ما يهمها

لطالما حذرنا من الاحتقان، ولطالما حذرنا من تأجيل الحلول، ولطالما حذرنا من تسيير الأزمة بدل حلها، ولطالما حذرنا من الحلول الظرفية، ولطالما حذرنا من سياسة التلهية والتخويف والتيئيس …ولطالما حذرنا من الاحباط المتصاعد واللامبالاة…ولطالما حذرنا من المشيخة والزعامة…وآن الوقت أن نتنحى جانبا ونصمت لا أن نبقى نغني كما يتهمنا البعض.

ستنفجر الأوضاع مثلما حذرناكم وهذا ليس كلام رهبنة ولا شعوذة ولا تنطع بل هو استشراف للمستقبل دون رياء، وستنفلت الأمور من أيدينا جميعا، لأن الحديث يومها سيكون للدبابة والصاروخ والطائرة والبارجة، وسيأتي اليوم الذي يبكي فيه بعضكم كال… ولن يجد من يسمح دموعه…

ساعتها ستتأكدون بأنفسكم ماكنا نحذر منه ولكن بعد فوات الأوان، لأن المصالحة الحقيقية التي كنا ندعوكم اليها ستصبح ضربًا من المستحيل.

نورالدين خبابة
21 جوان 2016 المصادف لـ عيد الموسيقى بفرنسا

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version