وشحتني الليالي أرقًا فاحتسيت وجهك شرابًا يا بائعة اللوز. إنكِ، ألا تدرين بعد، كالطيف الجميل الذي يسلب العقول بصيرتها. إنكِ ملاكٌ عطوفٌ لا يعي في ذاته قدر تأثيره على الآخرين. اتركيني كالعربيد أرقص على وأد أحلامك يا دمعة الزمن الكئيب، يا دمعة الزمن المغدور، يا دمعة الزمن المجروح. ما أحوجني بك أيها البحر الكتيم لكي تلهيني من سأمي فلقد أضحى صباحي غروبًا ويأسي عصيبًا ووجداني ينبض دمعًا في الظلام الهيوب. إني يتيم الهوى في بحر الجفاف. فهل من عزاءٍ لنفسي وقد هرمت كل الأماني وشاخت ثم اندثرت في الفناء؟ ثم هل يعود عطر الربيع والأمل الشارد وها قد انطلق موكب الكوابيس من محطة نومي؟ ذابت بين ضلوعي لوعة فراقكِ يا فراشة السراب وكاهلي مثقلٌ بالركام فأصبحت جفونك ضريح فرحتي وسروري. فؤادي مهجورٌ يناجي الزهور ونسمة النور خابت في الأفق النائي. أين أنتِ يا طيوف الإلهام فشِعاب الدُجى والجحيمِ اكتسحت عقلي وسريرتي؟ ما بكِ لا تتضرعين إلى ربّ الوجود سائلةً عن قدري ومصيري؟ أنا في قبضة سُلطان الصمت وعروسُ الحزن مخيمةٌ على أنفاسي. ليتكِ تسمعين يومًا لرنين خيبتي لتدرينَ معنى الوّد والحنين. حيلةٌ أنتِ يا حياة، خِدعةٌ تُفني كلّ لاهٍ.

كمال قروة
17 جويلية 2015

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version