رميتُ دمعتي في القلب
رميتُ دمعتي في النار
فسالَ الدمُ والفيض من عُروقِ أشعاري

بُترت أحشائي وتكورت في حلقة الرثاء
فلمْ أرَ من حُلمي عدا غبارًا وسهادا
فهل لي أن أسألَ الأيام عنْ تِلكَ الأيامِ الضائعةِ
في الغُربةِ  والاكتئاب؟
أمْ سأرى مُحياكِ يتلألأُ كجوهرةٍ جامحةٍ في الذكريات
وأرتوي من شُربِ تلكَ الكلمات
التي ذُقتها في عُشِ الأفراح بين أغصانِ زيتونةِ الأجداد؟

رميتُ دمعتيِ في البحرِ
يومَ كانتِ السحابةُ تُمطِر
لم تعرف لا السباحةَ ولا الجذف
فغرقت على ضفافِ عينٍ جارفةٍ في الحزنِ والاستياء

رميتُكِ يا دمعةَ الوِجدان في مهدِ آمالي
وعلى شفيرِ الغديرِ
غرستُ بذرتكِ في جُنحِ الظلام
فحلقت كخطّافٍ آوٍ إلى بستانِ الأحلام

رميتُ الدمعةَ
رميتُ الألفة
تلذَذْتُ بالوحدة
قُلتُ في نفسي أن الألمَ أزليٌ
وأن الاغتراب مصيرٌ هزْليٌ
لم أصدِق بتًا هذهِ التغريبيةِ الخنوعة
لم أصدق نفسي تائهًا في هذهِ المغارة
دمعتي مصدومةٌ
دمعتي مكسورةٌ
دمعتيِ محروقةٌ
دمعتيِ يتيمةٌ تبحثُ عن شقيقةٍ لها
عن أبٍ، عن نجلٍ وعن حاشيةٍ
لتتآزر مع بلدها الجريح

وطنٌ اختلستهُ نِحلُ البندقية
سكنهُ اليأس
وجرفتهُ الأوهام
إلى دهاليزِ العبثية!

كمال قروة
17 يناير 2014

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version