يا للمهانة! يا لها من مهانة أن نطالع ذلك التصعيد المغرض في صياغة خبر مرير: “الأزهر يستجدى الفاتيكان”، “الأزهر يتمنى علاقات أفضل مع الفاتيكان”، “الأزهر يحاول استعادة العلاقات مع الفاتيكان”، “مسئول بالأزهر يقترح على البابا أن يقول ‘أن الإسلام سلمي’”، “مصر تريد إجبار البابا فرانسيس على إعلان أن ‘الإسلام ديانة سلمية’” الخ.. فهل العاملون بالأزهر وخاصة المسئولون عن الحوار المشئوم بين الأديان مدركون لما يسببونه للإسلام والمسلمين من مهانة بهَرْولتهم هذه وبما يقدمونه من تنازلات؟ وقد وصفت ذلك الحوار “بالمشئوم” لأنه ما من مرة اجتمعوا فيها في إحدى هذه اللجان إلا وتم فيها تقديم تنازلاتٍ ما من جانب الأزهر، حرجا أو إثباتا لحسن النية، أما التابعون للفاتيكان فيبدؤون دوما بعبارة “لا نقاش في العقيدة” مع الإلحاح الدءوب للحصول على تنازلات جديدة! ومعروف يقينا أن الفرق بيننا ثابت في القرآن الكريم وأنه اختلاف جذري في عقيدة التوحيد، بل لولا هذا الاختلاف لما أنزل الله عز وجل الإسلام كثالث بلاغ لرسالة التوحيد.

لقد بدأ موضوع هذا الخبر، الذي تناولته العديد من الصحف والمجلات والمواقع الفرنسية العامة أو التابعة للفاتيكان، بحديث للمستشار الدبلوماسي للإمام الأكبر، محمود عبد الجواد، لجريدة “ميسادجيرو” الإيطالية يوم 7 يونيو 2013، أعرب فيه عن أمنيته في خطوة إلى الأمام من جانب البابا فرانسيس، لكي يؤكد “أن الإسلام السنّي مستعد للانفتاح مرة أخرى في الحوار مع الفاتيكان”، و”أن المشاكل التي حدثت لنا لم تكن مع الفاتيكان وإنما مع البابا السابق، والآن أبواب الأزهر مفتوحة”.. ويواصل الخبر الذي تناولته وسائل الإعلام بتنويعات مختلفة لتنقل تصريحات السيد محمود عبد الجواد، الذي أوضح “أنه يتعيّن على البابا فرانسيس أن ينتهز فرصة شهر رمضان الذي سيبدأ يوم 9 يوليو ليقول إن الإسلام دين سلمى وأن المسلمين لا يبحثون عن الحرب أو عن العنف”!

كما توضح وكالة الأنباء الفرنسية حوار مستشار الأزهر عبد الجواد قائلا: “أنه بعد انتخاب البابا فرانسيس يوم 13 مارس 2013 أرسل له الإمام الأكبر برقية تهنئة. وفى العرف الدبلوماسي ذلك يعنى أن القنوات مفتوحة” (…) “كما أن الأزهر قد ثمّن ما قام به البابا فرانسيس أيام عيد الفصح في تقليد غسل أقدام بعض الأفراد وأنه قد وضع فتاة سجينة (صربية) مسلمة بين الإثني عشر شخصا”.. وأضافت الوكالة عن لسان عبد الجواد “إذا قبل البابا فرانسيس دعوة الباطريارك القبطى تواضرس الثانى لزيارة مصر فيمكنه أيضا زيارة الأزهر، عندئذ العلاقات والحوار وكل شيء سيعود فورا”! إلا أنه استبعد مشاركة الأزهر في الحوار الثلاثي بين قيادات الرسالات التوحيدية الثلاث المزمع إقامته في إسرائيل “لأن الأزهر لن يسهم في لقاء مع الإسرائيليين”.

ومن ناحية أخرى أعلن جريجوريوس الثالث، باطريارك أنطاكيا والشرق من الإسكندرية للقدس، في 4 يونيو في مشاركته احتفالية التبشير في الميادين وسط احتفالات مدينة “مارسيليا عاصمة الثقافة”، التي نظمها المعهد الكاثوليكي للبحر الأبيض المتوسط، أمنيته بأن ينغرس مسيحيو أوروبا في إيمانهم ليمكنهم التصدي للإسلام. فلو أصبحت أوروبا مسيحية سيمكنها ملاقاة الإسلام بلا خشية. وإن لم تكن أوروبا فخورة بإيمانها فلن يمكنها أن تواجهه، وعندئذ لن تواجه إلا أقبح وجه للإسلام”.

وفى حديث مع الكاردينال جان لوي توران، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، نشر يوم 9 يونيو 2013 في وكالة الأنباء الفرنسية، أي بعد يومين من حوار عبد الجواد، قال فيه: “أنه قام بعدة محاولات لاستعادة الحوار لكنها لم تفلح، وأن المشاكل ليست فينا، فمن قطع العلاقات هم أصدقاؤنا المسلمين”. وتقول الوكالة “حيث أن الكاردينال من أنصار حوار لا يعرف الالتواء، فهو يصر على إبراز الظروف التعسفية والتفرقة العنصرية التي يعيشها المسيحيون في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، خاصة فيما يتعلق بحرية العقيدة وحرية تغيير الديانة. وهذه موضوعات يصعب تناولها مع شركاؤنا في الحوار”.. ونفس وكالة الأنباء أعلنت يوم 10 يونيو: “الفاتيكان حذر حيال تهنئة الأزهر للبابا فرانسيس”، وأن الكاردينال توران قد أعلن عن ريبته من عبارات ومحاولات الأزهر لاستعادة الحوار مع الفاتيكان!

وقبل ذلك بشهر تقريبا، أي في 14 مارس 2013 كان قد تم نشر خبر آخر في جريدة “ويست فرانس” وغيرها، على لسان د. محمود عزب يقول تحت عنوان “الأزهر يتمنى علاقات أفضل مع الفاتيكان” : “إن مؤسسة الأزهر، أعلى سلطة للإسلام السنّي، تمنت يوم الخميس أن يكون لها علاقات أفضل مع الفاتيكان، مع البابا الجديد فرانسيس وليس مع بنديكت 16”. وقد أضاف محمود عزب، مستشار الإمام الأكبر أحمد الطيب للحوار بين الأديان: “وما أن تبدو بادرة جديدة في التوجه سنعود للحوار مع الفاتيكان الذي كان قد توقف بداية2011”.

والملاحظ من الحوارات والتصريحات المتعددة أن الأزهر، جهلا أو عن عمد، يضع الخلاف الحاصل بين المؤسستين على أنه خلاف شخصي بين طرفين هما: بنديكت 16 والأزهر، متناسيا أو متجاهلا أن الخلاف بل والاختلاف الأساسي والعدوان الصارخ واقع من جانب الفاتيكان والمجمع الذي أقامه تحت عنوان “المجمع الفاتيكاني الثاني” فيما بين 1962 و1965، الذي قرر فيه وضع الإسلام مع ديانات جنوب شرق آسيا، ولا يعترف به أصلا كديانة توحيدية أو أنه الرسالة التوحيدية الثالثة التي أتت لتصويب ما تم من تحريف وتبديل في الرسالتين التوحيديتين السابقتين، كما قرر تنصير العالم! وهذا القرار قرار مجمعي لا رجعة فيه في نظر الكنيسة. ففيما يتحاورون ولصالح من يتنازلون؟ ومعروف أن المؤسسة الفاتيكانية لا تضع الإسلام “قولاً” مع الرسالات التوحيدية إلا إن كانت بحاجة إلى تنازل جديد أو إلى الاستناد إلى الأزهر لعمل شيء ما لصالحها.

ومن كل هذه الأخبار والأحاديث المتبادلة بنغمات متنوعة ندرك أن هناك ثمة شيء يتم الترتيب له في الخفاء وفى العلن، وهو موقف أشبه ما يكون بما حدث بعد محاضرة بنديكت 16 فى راتيسبون عام 2006، التي سب فيها الإسلام والرسول، صلوات الله عليه، عمدا متعمدا، فالاستشهاد الذي ألصق به رأيه جُبناً وحيطة، مثله مثل أي استشهاد، لا يقفز من الكتب والمراجع ليستقر تحت يد الكاتب وإنما الكاتب هو الذي يبحث عنه لإثبات رأيه أو لتفنيد ذلك الاستشهاد. ولم يعتذر بنديكت 16 مطلقا عن هذا الجُرم العدواني وإنما تأسف لرد فعل المسلمين الهمجي! وعندما هاله رد فعل المسلمين طلب من أحد أساقفته محاصرة الموضوع، وهى الحيلة الملتوية التي نجم عنها الخطاب المخزي الذي وقّع عليه 138 عالما من علماء المسلمين، جهلا أو عن عمد، مقرّين بأننا نعبد نفس الإله مع النصارى، أي أننا نعبد “ربنا يسوع المسيح” كما يقولون!

بنديكت 16

لو نظرنا في عجالة إلى موقف بنديكت 16 لوجدنا أنه هو الذي تبنى تفعيل عبارة “التبشير الجديد” التي أطلقها البابا يوحنا بولس الثاني، وتمادى فيها على الصعيدين: تجاه الغرب الذي ألحد عند اكتشافه تحريف عقيدته، وتجاه العالم الإسلامي الذي تقرر تنصيره. ولم يترك مجالا من المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والفنية بل والترفيهية إلا وألزمها بالمشاركة في عمليات التبشير الجديد.. والجديد فيها أنه طالب المسيحيين “عدم الخجل من دينهم”، فهو أول من يعلم بتحريفه وانفضاحه، كما طالبهم “عدم الخوف من التبشير” فقد قام باللازم لحمايتهم بالمؤسسات الدولية! وهو الذي فتح الباب على مصراعيه لتبشير القارة الإفريقية والسيطرة على مواردها الطبيعية، الأمر الذي كشفت عنه بعض الأبحاث المقدَمَة إلى “سينودس إفريقيا” وكلها متعلقة بالمناجم وثرواتها، حتى تلك التي لم يتم اكتشافها بعد لكنه تم تصويرها بالأقمار الصناعية، فما دخل التحدث عن هذه الثروات في اجتماع كنسي ديني إن لم يكن لأغراض استعمارية دينية جديدة؟!

وبنديكت 16 هو الذي عمل على زيادة ترسيخ تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين، ونادى صراحة بالاستعانة بالمنظمات الغربية العالمية والسياسية لحماية الأقليات المسيحية وما يتبعها حاليا من صياغات لقوانين جديدة لمحاصرة المسلمين في الغرب. وهو صاحب وثيقة “الكنيسة في الشرق الأوسط” التي طالب فيها بضرورة توصيل الإيمان المسيحي لكافة البشر وأنها الرسالة الأساسية للكنيسة لأنها أفضل وسيلة للرد على تحديات العالم اليوم التي هي الإلحاد في الغرب وانتشار الإسلام؛ ودعا فيها كافة المسيحيين والكنائس المحلية إلى المساهمة في عمليات التبشير الجديد، موضحا في البند رقم 85: “إن مجمل الكنيسة الكاثوليكية الموجودة في الشرق الأوسط مدعوة لمشاركة الكنيسة العالمية وأن ترتبط بهذا التبشير الجديد. كما أنها مكلفة بإعداد مبشرين من الرجال والنساء يمكنهم الإعلان بشجاعة عن الإنجيل”.. الأمر الذي يكشف بكل وضوح أن الكنائس المحلية فى الشرق الأوسط مأمورة بالمشاركة في عملية التبشير حتى وإن كان ذلك يعنى خيانة الأغلبية المسلمة التي يعيشون بينها ويتسبب في الاحتقان الطبيعي الناجم عنها!

البابا فرانسيس

منذ انتخاب البابا فرانسيس وهو لا يكف، سواء في أحاديثه المعلنة أو مع الزوار الرسميين الذين يستقبلهم، لا يكف عن الإشارة إلى التبشير الجديد، وإلى البلدان التي لم تقم بعد علاقات دبلوماسية مع الكرسي الرسولي، وإلى ضرورة الدفاع عن الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط ومعاناتها خاصة في مصر.. كما أنه لم يتوقف عن استكمال مسيرة بنديكت 16 سواء في الخطوط العريضة لها وكل ما بدأه من فاعليات دينية لمواصلة التبشير الجديد لتنصير العالم. ومن ناحية أخرى فهو يُعد إحدى القنوات الهامة لتسلل الماسونية إلى الفاتيكان. فقد كبر وتم تكوينه في الأرجنتين التي تعد جمهورية قائمة على “البرجل والزاوية” كما يقولون، وهى رموز الماسونية المعلنة. وعند إعلان انتخابه على كرسي البابوية أعلن جوستاف رافّى المعلم الأعلى للمحفل الماسوني الإيطالي قائلا =: “مع البابا فرانسيس لن يصبح أي شيء كما كان سابقا. أنه اختيار واضح للأخوية من أجل كنيسة حوار غير ملوثة بمنطق ومغريات السلطة الزمانية”.

ومعروف عن أخوية يسوع التي ينتمي إليها البابا فرانسيس أنها من قنوات تسلل الماسونية إلى الفاتيكان الذى تزايد فيه نفوذ منظمات “عمل الرب”، و”إتحاد وتحرير”، و”الفوكولارى”، و”فرسان المسيح” وجميعها ماسونية النزعة وتتصارع للسيطرة على أموال بنك الفاتيكان، المتهم علنا بغسيل الأموال والاتجار بالأسلحة وبالأعضاء البشرية وغيرها من الممنوعات قانونا .

وفى الخطاب الذي كتبه المكتب الصحافي للفاتيكان، الذي قرأه البابا فرانسيس يوم إضفاء القداسة على الثمانمائة شخص بزعم أن الأتراك ذبحوهم لرفضهم التخلي عن دينهم والدخول في الإسلام، وهو ما ليس له دليل في أي وثيقة تاريخية رسمية، كان النص المكتوب يقول: “الذين عاشوا رغم الحصار وغزو العثمانيين سنة 1480 لمدينة أورانت، قد تم ذبحهم قرب هذه المدينة”. وعندما قرأ البابا فرانسيس هذا النص أسقط عبارة “العثمانيين” لتثبيت المجزرة المزعومة بالإسلام عامة! وكان بنديكت 16 هو الذي اقترح، يوم 6 يوليو 2007، إضفاء القدسية على هؤلاء.. وقد اعترض وزير الخارجية التركية على هذا التزوير رسميا.

البابا فرانسيس واليهود

في 30 مايو 2013 نشرت جريدة “لاكروا” الكنسية مقالا بعنوان “إسرائيل تقترح على البابا فرانسيس تنظيم لقاء بين الرسالات التوحيدية الثلاث في الفاتيكان”! والمقال متعلق بزيارة شيمون بيريس للبابا فرانسيس يوم 30 إبريل 2013، وأن هذا اللقاء غير المسبوق موضوعه السلام ورفض العنف وإدانة استخدام العنف باسم الدين. وهو ما لا يفعله سوى الإسلام والمسلمين في نظر هؤلاء السفّاحين بعد أن ألصقوا به تهمة الإرهاب. أما الصهاينة الذين اقتلعوا شعبا بأسره واستولوا على أرضه بكاملها تقريبا فلم يبق من فلسطين حاليا سوى 8% من مساحتها، وذلك على مرأى ومسمع من العالم الغربي المتحضر الذي عاون على ترسيخ هذا الكيان، فهم حمائم سلام تقطر وداعة.. لذلك قام تنظيم “أخوية الفرانسيسكان” بإهداء شيمون بيريس “وسام السلام” أثناء هذه الزيارة!

وفى هذا اللقاء بين البابا فرانسيس والرئيس الصهيونى تناولا فيه الصراع في الشرق الأوسط وضرورة تفعيل المحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين “من أجل التوصل إلى اتفاق يحترم التطلعات الشرعية للشعبين”، كما تناولا الوضع الخاص بالقدس وسوريا. فعن أية شرعية يتحدثون وقد استولوا على 92% من أرض فلسطين، وعن أية شرعية يتحدثون والبقية الباقية من الفلسطينيين محاصرون في سجن مفتوح؟

كما كان الحاخام دافيد روزن، رئيس المجلس العالمي للمسيحيين واليهود (ICCJ) ورئيس المكتب التنفيذي لمركز الملك عبد الله للحوار بين الأديان (KAICIID)، قد اقترح على البابا تنظيم لقاء في القدس سنة 2015، بين رؤساء الأديان الثلاثة بمناسبة العيد الخمسيني لوثيقة “في زماننا هذا” الصادرة عن مجمع الفاتيكان الثاني والتي تم فيها تبرئة اليهود من دم المسيح.

هذه الخلفيات والأزهر

اختصارا، إن ما يدور حول المهزلة القادمة، وما يبدو أو يتسرب في وسائل الإعلام المتعددة، وما يتم الترتيب له حاليا هو استخدام الأزهر في تقسيم المسجد الأقصى بين اليهود والمسلمين! وهو ما أعلنه أيضا قاضى قضاة فلسطين الدكتور تيسير التميمي في حواره مع مجلة “المجتمع” الكويتية (العدد 2055). وذلك مثلما سبق واستولوا على حائط البراق والعديد من الآثار الإسلامية وعلى 92% من فلسطين، أي كلها تقريبا. والسبب في هذه الحيطة اللافتة للنظر: خشية الصهاينة، ولو بنسبة 1% لاحتمال أن يثور المسلمون عند استيلاء الصهاينة على المسجد الأقصى ظلما وقهرا كما فعلوا بكل فلسطين. ولمجرد احتمال هذه النسبة الكالحة رأوا الاستيلاء عليه بالوسائل التمويهية “رسميا” وبموافقة الفاتيكان والأزهر، وعندئذ يبدأ التسلل البطيء للاستيلاء على النصف الآخر بأية مزاعم وأحاييل كما يفعلون دوما.. فهل الأزهر بكل علمائه وجهابذته الكرام الذين يجيدون الهرْوَلة مستعدون لهذه الكارثة ؟ أو هل هم مدركون لها حقا لكي يتمنوا ويرجوا ويتطلعوا إلى عودة الحوار؟

ليتهم يتابعون ويقرأون ويفهمون ما يدور في العلن وفى الخفاء، فهو دائما معلن ولو بشيء من الالتواء لجس النبض! ليتهم يبدأون بمطالبة الفاتيكان بتصويب كتابة اسم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فهم دوما يكتبونه “ما أو ميه” (Mahomet) من قبيل السخرية أو الاستهبال فهم يجيدون تماما كتابة اسم محمد.. ليتهم يطالبون الفاتيكان بتعديل قرارات مجمعهم الغاشم الذي برّأ اليهود من دم المسيح رغم كل ما هو وارد في الأناجيل المتداولة، لكي يتم غرس الكيان الصهيوني في قلب فلسطين وفى قلب العرب، وأن يطالبوه بوقف قرار اقتلاع الإسلام، ووقف تنصير العالم واستخدام الكنائس المحلية وكافة الأتباع النصارى فى عمليات التنصير التي هي السبب الأساس في كثير مما يدور في العالم من احتقان ومآسي.

ولن تكون هذه المطالب بغريبة عليهم في الفاتيكان، فقد ألفوا التغيير والتبديل لا في القوانين والقرارات التي يصدرونها فحسب ولكن حتى في العقائد، فما أكثر ما قاموا به.

زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية
16 يونيو 2013

تعليقان

  1. Abdelkader Dehbi بتاريخ

    RE: “الأزهر يستجدى الفاتيكان”!
    شكر الله للأخت الشريفة، الغيورة على دينها، الدكتورة زينب عبدالعزيز التي لا تكلٌ ولا تملٌ – رغم حالتها الصحية المتدهورة – من أجل إحاطة الأمة علما بمستجدات ملف علاقات الإسلام والفاتكان المعقدة والتي عادة ما تجري خلف الكواليس، بعيدة عن وسائل الإعلام…
    يشهد التاريخ، أنه عادة ما بدأ الوهن السياسي والحضاري للأمم، بوهن العلم والعلماء… أمٌا المصيبة والعار – كل العار – هو أن يتعلق الأمر هنا، بعلماء الدين للأزهر الشريف، الذي يمثل أعرق وأرقى الواجهات والمنابع للعلوم الإسلامية. لكن للأسف، منذ ثلاثة أيام، أصبحت فظاعة هرولت الأزهر تجاه الفاتكان، أهون التحمل من أختها الجديدة، أي إصدار علماء المسلمين ل”الجهاد” في سوريا… وهذا، ليس إنكار لكون النظام الأسدي، نظام مارق ومجرم في حق العب السوري، بل أن هذه “الفتوى” تتصف بالنفاق الصٌارخ، طالما لم تتضمن موقفا فقهي يوضٌح للعامة، سبب غياب فتوى مماثلة للجهاد ضدٌ العدو الصٌهيوني المحتل لفلسطين ولمقدسات أمة الإسلام برمتها وعلى رأسها القدس الشريف.

  2. بشير بتاريخ

    الأزهر يستجدي الفاتيكان
    أين المشكلة ؟
    مشكلتنا في عقولنا قبل أن تكون في أيدينا ، فلا أزهرنا ولا مجامعنا ولا تنظيماتنا التي وحدناها دون فكرة ودون بصيرة يمكنها فعل شيء في ظروف مثل الظروف والأحوال التي تمر بها بلاد المسلمين في شامهم وعراقهم في هذه الأيام الحبلى التي يجهل الجميع ما ستطل به على إنسان القرن الواحد بعد العشرين ، تلك المنظمات والمجامع صارت لا تبصر بفعل انحراف الساسة ، فهي فعلا لا ترى سوى صورة أمثال السيسي متربعا على عرش الأزهر يخطب في قوم لا يرون ولا يسمعون سوى السيسي ، مثلهم مثل التنظيمات التي لا أحب أن أجرح مشاعر أعضائها الذين لم يبق لهم عضو سليم فيها ، فهم يسبحون باسم الفاتيكان كما سبح السيسي الذي لم يجرؤ على إعلانها خوفا من غضب الأسياد الذين حددوا له مهمة بعينها وهي إذلال الأزهر الشريف على مرأى ومسمع أبناء مصر الكنانة ، وكم تألمت لم لحق بمصر الكنانة ، كم حرصت على أن أذكر نفسي دوما أن مصر لا تقبل الإهانة ، لقد كلفه الأسياد أيضا بغلق الأبواب ومحاصرة كل المنافذ إلى أرض الرباط وخنق أطفالها ونسائها ، وهم يدركون أن السيسي وبقية الساسة أمثاله الذين سبحوا باسم مغتصبي فلسطين المرابطة ، ودوما هم يسبحون ، فهم يستخدمون رموز أمة التوحيد قصد إذلالها والإمعان في إلحاق الأذى بها ، ولذلك لا يمكن أن ننتظر من موظفي السيسي بمبنى إدارة الأزهر الشريف سوى ما يمليه عليهم السيسي نفسه ولذلك لا تتعجبوا مما هو آت .
    أي علاقة بيننا وبين الفاتيكان ؟ نحن أمة التوحيد ، كلمة التوحيد يحملها المسلم في قلبه وينطق بها حقا ، وهو ليس في حاجة للمساومة حولها ، فهي أعظم من الروح التي بين جنبيه ، وهي أشرف ما يتشرف به وأحلى ما يفتخر به وأجمل ما يتجمل به ، أما التثليث فهو شأن الفاتيكان ، وهو مشكلة بنديكت ال 16 وأمثاله فهو شأنهم وهي مشكلتهم مع أنفسهم وأتباعهم الذين سئموا من تناقضات وسخافة أمثال بنديكت هذا الذي شتمنا وسبنا وحاول إهانتنا ، إذ لم يلتفت لذلك أبناؤنا الصغار الذين اعتبروا مثل تلك السخافات هي من قبيل من فقد توازنه وعقله وإنسانيته على حد سواء ، وتركوا المسألة لأبناء أوربا الأحرار كي يفهموا بنديكت ال 16 ال 16 أن ذلك الكلام الذي صدر منه هو من باب سوء الأخلاق وأنه لا يليق بأتباع رسول الله سيدنا عيسى عليه سلام الله . أما موظفو الأزهر الذين يبلغون تعاليم السيسي فهم كمن فقد عقله أو فقد بصيرته أو كاد يفقد روحه ، لأنهم في أحسن الأحوال يأتمرون ، فيسكنون ويتحركون بأمر السيسي .
    نحن أمة التوحيد أمة الوسطية وأمة الشهادة رأسمالنا إنسانيتنا ، لا نظلم ولا نستبد ولا نبني رأسمالنا على حساب رأسمال الآخرين ،لا نحتل أرض الناس لنقتلهم وننهب خيراتهم ، أسألوا الفاتيكان عن موقفه من المجازر التي ألحقها الغرب بهنود أمريكا وأسود إفريقيا ، أسألوا الفاتيكان عن الثروات التي نهبها الغرب وأقام بها رأسماليته التي ما شبعت يوما من الأيام ، أسألوا الفاتيكان عن أطفال فلسطين الذين دكت عظامهم طائرات العدوان ؟ فإذا أراد الفاتيكان أن يسير خطوة إلى الأمام في مشروع التبشير فعليه أن يبدأ بأبناء أتباعه لعله يزيل من أذهانهم التناقضات العالقة والشكوك القائمة ، عندها يمكنه أن يتحدث عن الحوار وعن السلام .
    أما موظفو إدارة مبنى الأزهر الشريف فما عليهم إلا أن يقتدوا بسحرة فرعون فالحق أحق من السيسي ومن زبانيته . تحية إلى أبناء مصر الكنانة ومن خلالهم تحية إلى روح الأزهر الشريف ومن خلاله تحية إلى كل موحد شريف والتحية كل التحية إلى زينب وإلى كل الشريفات في عالمنا الحر .

Exit mobile version