الحرب في مالي: من لحم ودم

إن المولع بالنار يشعلها في ديار الآخرين ثم يهرع ليقدم يد العون.

كان الخبر سارا : أعلن البنك العالمي أنه يتوقع ارتفاع نمو الاقتصاد الجزائري ب 3,2% في 2013 وب 4,3% في 2015. الاقتصاد يرتاح للأمن والاستقرار، كما هو معلوم، والجزائر تستأهل وتستطيع، بل يتعين عليها تحقيق أفضل مما ذكر لتصبح من القوى الصاعدة اقتصاديا، شريطة التصدي للأهم: الإقدام على مصالحة وطنية حقيقية، على مرحلة انتقالية سلمية إلى الديمقراطية الصحيحة.

كان الخبر مشجعا إذن لمن يحب هذه البلاد دون تحزب، وإذا بخبر تدخل فرنسي جديد على حدودنا، متبوع على الفور بقضية إن أمناس داخل أراضينا ومنذر بمآسي قادمة إلى المنطقة برمتها. لم يخطئ أحد في الجزائر الفهم والكل قلق.لكن الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، وحده أجزم هادئا وواثقا من نفسه أن “ما يجري في الجزائر يبرر أكثر قرار الإقدام على مساعدة مالي” (تصريح 17 يناير)، ضاربا هكذا مثالا على تحريف المنطق باللجوء إلى منطق تراجعي لتبرير حدث بآخر يليه، وموضحا المناسبة أن المولع بالنار يشعلها في ديار الآخرين ثم يهرع ليقدم يد العون.

السيادة

أدى التدخل الفرنسي السابق في ليبيا إلى زعزعة استقرار المنطقة، ومع ذلك، ها هو الرئيس الفرنسي يبرر تدخلا جديدا بلا خجل ويسعى إلى جرنا إليه.

إذا تمكنت الجزائر من التقدم بعض الشيء، فذلك يعود إلى وجود إجماع معين فيها واستمراره قائما حتى الآن حول المكسب الرئيسي لحرب الاستقلال،رغم اختلاف الآراء وعمق التباينات والتمزقات الداخلية: الإجماع حول السيادة الوطنية. لا حرية لشعب حيث لا سيادة وهذه القيمة ليست سياسية وأخلاقية فحسب وإنما هي قيمة اقتصادية أيضا، تتجلى ضرورتها عبر مدلول السيادة على الثروات الوطنية. هذا هو الخط الأحمر الذي لا يستطيع أحد أن يتجاوزه دون الخروج من الجماعة الوطنية، وهو أيضا الخط الأحمر الذي يميز أصدقاءنا الحقيقيين من المزيفين.

عندما يقوم الوزير الفرنسي للخارجية، لوران فابيوس، ب”وشاية” بريئة على ما يبدو، كاشفا من خلالها أن الجزائر سمحت للطيران الحربي الفرنسي بعبور إقليمها، فهو يضرب عصفورين بحجر واحد: تعرية ثغرة في سيادة البلاد –طالما أن تبني أي قرار سيادي حقيقي يتم في وضح النهار ولا يحتمل أي مسوغ لإخفائه- وتوريط الجزائر رغما عنها في الحرب في مالي. وفي كلتا الحالتين النتيجة واحدة: إضعاف الإجماع الوطني وبالتالي مناعة البلاد. فالهدف من “وشاية” الوزير الفرنسي ليس تقنيا فحسب، أي  تسهيل عمل فرنسا العسكري، وإنما سياسيا كذلك، وهو التدخل في الحياة السياسية الجزائرية، الأمر الذي يشهد عليه الجدال المحتدم الدائر حاليا حول مسألة السيادة الوطنية. حقا إن تحليق الطيران الحربي الفرنسي في أجواء الجزائر لهو هدية عجيبة في الذكرى الخمسين لتحرير البلاد، قبلتها السلطات الفرنسية بسرور ممزوج بالدهشة كأنها لم تكن تتوقعها.

عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن السيادة الوطنية يتوجب الدفاع عنها على طول الخط.لا يمكن استحضاره بشأن قضية الرهائن وإظهار حرص أقل بشأن فتح المجال الجوي لطيران حربي أجنبي.

في إطار العلاقات التاريخية الخاصة بين الجزائر وفرنسا، يحمل كل تنازل عن السيادة – مهما كان صغيرا- خطر تحويله إلى عودة للعلاقات الاستعمارية. من هذه الزاوية تعتبر أزمة مالي بالذات نموذجية. ففرنسا التي بادرت بشن الحرب تشكو من بقائها وحيدة هناك حتى الآن. إن البلدان الأوربية، لاسيما الكبرى منها كألمانيا وانجلترا وإيطاليا، لم تتجاوب بحماس مع نداءات فرنسا الالتحاق بها، كأنها تقول:”إنها بدأت بمفردها، فلتواصل منفردة”، أو كأنها تشير إلى أن التدخل العسكري الفرنسي يستجيب لمصالح فرنسا الأنانية وليس لمصلحة الغرب ككل. بعبارة أخرى، يكون ذلك التدخل من النوع الذي ميز العهود الغابرة التي شهدت قيام كل بلد غربي باقتطاع إمبراطورية خاصة به. باختصار: إننا أمام حملة استعمارية وما اقتصار الانخراط فيها حتى الآن على البلدان الإفريقية المنتمية لجوزها الاستعماري إلا برهانا ملموسا على طابعها وعلى عودة زمن الرماة الأفارقة الذين كانوا يجندون للموت من أجل فرنسا، من أجل قضية لم تكن قضيتهم.

لا يعقل أن تظهر الجزائر كأنها جزء من ذلك الحوز الاستعماري،ولو كان للحظة،ولا يعقل بعث ماضي تلك المراسم المخلدة لروح “جزائريين ماتوا من أجل فرنسا”، ولو كان على سبيل الاحتمال.ومع ذلك،كل هذا وارد إن لم تقاوم الجزائر محاولة جرها إلى الحرب الفرنسية في مالي.

من جانبها تبدي البلدان الأوربية المزيد من التحفظات إزاء هذه الحرب إثر موقعة إن أمناس،لاسيما بعد التعليق البارد لفرنسوا هولاند على تلك المأساة الذي رأت فيه تلك البلدان تعبيرا عن استخفاف بحياة  الضحايا الغربيين غير الفرنسيين ودليلا آخر على الروح الكامنة في المغامرة الفرنسية في مالي.

في الجزائر تعالت بعض الأصوات ترديدا للطرح الفرنسي القائل بأن في مالي لا خيار “بين الهمجية الإرهابية والتدخل العسكري”.وفي خضم تغطيتها على كلامها الفارغ بالمزايدة القومية المحلية، ذهبت تلك الأصوات إلى حد التصريح بأنه كان على الجزائر أن تقوم بذلك التدخل “بصفتها قوة إقليمية” وبأنه “لا يجوز بالتالي أن نلوم فرنسا التي عاد إليها فضل الإقدام عليه وفي إظهار الثبات على موقفها.” بعبارة أخرى، تقوم نفس الأصوات التي دافعت عن التدخل العسكري في ليبيا بإعادة الكرة دون حياء بعد الكارثة الليبية.

هذا التواطؤ، الذي تريد فرنسا الرسمية أن تسقط الجزائر في شراكه، يستحيل حدوثه دون التخلي عن مثل ثورة نوفمبر 1954.

بدأ التدخل العسكري في مالي يسفر عن سيل من الدموع والدماء، كما بدأت ترد أنباء عن إعدامات بلا محاكمة لماليين من الشمال “يشتبه في تواطؤهم” مع المتمردين (جريدة لو موند، 15 يناير) وعن تدافع آلاف اللاجئين صوب الحدود الجزائرية “المغلقة” إيذانا بانطلاق مسلسل الأضرار الجانبية في هذه البلاد أيضا.

المأساة

يجب التوقف هنا للحديث عن المأساة الإنسانية المطلقة، المتمثلة في خطف الرهائن بقاعدة إن أمناس. ليسمح لنا بتناولها من وجهة النظر الأخلاقية وحدها، الإنسانية والعامة، بعيدا إذن عن وجهة النظر السياسية الضيقة وعن المزايدة القومية، لأنها تتجاوزا لجزائر وكل البلدان. إنه واجب تجاه كافة الضحايا، واجب تخليد ذكراهم. إن الأجانب الذين تم اختطافهم، جاؤوا للعمل والعيش معنا. كان بعضهم هنا منذ عقود، مثل التقنيين اليابانيين التابعين للشركة اليابانية للغاز(JGC).إذا كان اختطافهم بحد ذاته جريمة شنعاء،فإن موتهم هو مأساة مطلقة، مأزقا إنسانيا برمته.

بصفة عامة، نشعر كلنا كبشر على سطح الأرض بالفظاعة المتجددة، بالانقباض في الصدر كلما وقعت عملية اختطاف رهائن. لا شك أننا مئات الملايين نفكر ونتساءل: عجبا ! ألا يوجد سبيل آخر عدا طرح المشكل ببرودة على أنه مشكل “فعالية” لا غير، والصياح بأن “الخضوع للابتزاز ليس له من مفعول سوى تشجيع الخاطفين”، وتقديم داعي الدولة المرعب على حساب دواعي الإنسانية؟ ألا يوجد بديل آخر، بديل أقل بؤسا وتثبيطا للهمة الإنسانية ؟ أيجب باسم داعي الدولة ذاك، أن يضحى دائما بالرهينة كما كان يضحى بالعباد لتهدئة الآلهة؟ هل يتعلق الأمر بمعاقبتها لأنها اختطفت ؟ هل يتعلق الأمر بمعاقبته لأنه اختطف؟ هل يفكر كل منا بهذه الكيفية عندما يكون المختطف ابنا أو بنتا أو والدا أو أخا أو صديقا، لا يمثل صلة مجردة وإنما صلة بكائن مجسد من لحم ودم وأحاسيس وذكريات…؟ كيف ننسى، في هذه اللحظة بالذات، مختطفين آخرين هم المختطفون الجزائريون في غاو… يقال لنا بأن “مكافحة الإرهاب تقتضي ترك الضمير جانبا”، لكن العالم يحتاج بالضبط إلى ضمير، إلى روح. أين ومتى أسفر موت مختطف عن تقدم للبشرية، عن إقامة العدل، عن حل مشكل معين ولو مرة واحدة؟ هل يجب التشبه بمن يقدمون على الخطف إلى حد عدم استبعاد مثلهم احتمال قتل الرهائن؟ ألم يتم إلغاء حكم الإعدام في عدد من البلدان لأن مجتمعاتها أدركت في آخر المطاف أنه لا يجوز لها أن تقتل كالقتلة بالضبط، حتى باسم القانون، وأخذت تشك في”فعالية” ذلك الحكم؟

كل هذه الأسئلة تفرض نفسها علينا، وهي صعبة حقا ولا نملك أجوبة عنها.إلا أننا لا نستطيع تجنها باستمرار والتخلص منها ببساطة ليتحمل وزرها وحدهم أولئك الذين تحتم عليهم مهمتهم التصدي لأوضاع رهيبة التوتر ولإدارتها ومعايشة أزمات ضمير واتخاذ أو تلقي قرارات يمكن تخيل تعقيداتها الإنسانية. هذه الأسئلة تهمنا كلنا.

اليوم 20 يناير 2013 تتساقط الثلوج في فرنسا، فتنقل قنوات التلفزيون الفرنسية صورا تشيه البطاقات البريدية. أما الحرب فجرى تصديرها إلى بلدان تبعد آلاف الكيلومترات، حرب من لحم ودم.

جمال لعبيدي
24 جانفي 2013
ترجمة أحمد رضوان شرف الدين

Guerre au Mali: De chair et de sang

C’était une bonne nouvelle. La Banque mondiale annonçait une croissance économique en hausse pour l’Algérie, 3.2% pour 2013, et elle prévoyait 4.3% pour 2015. L’économie, c’est connu, aime la sécurité et la stabilité. Certes l’Algérie mérite mieux, peut faire mieux, doit faire beaucoup plus pour émerger réellement économiquement. Et là, il reste à faire l’essentiel : une véritable concorde nationale, une transition pacifique vers une vraie démocratie.

La nouvelle était donc réconfortante pour qui aime ce pays en dehors de tout esprit partisan. Et voilà que survient une nouvelle intervention française, sur nos frontières, avec immédiatement l’affaire d’In Amenas et les signes avant-coureurs de nouveaux drames. Personne ne s’y trompe en Algérie et chacun est inquiet.

Il n’y a que le président François Hollande qui peut affirmer, sûr de lui et tranquille, que “ce qui se passe en Algérie justifie encore davantage la décision de venir en aide au Mali (déclaration du 17 janvier). C’est l’exemple même d’une perversion de la logique, à travers une logique rétroactive qui veut justifier un évènement par celui d’après. Le pyromane ne met jamais le feu chez lui, il le met chez les autres, puis il accourt proposer son aide.

La souveraineté

La première intervention militaire française en Libye avait déstabilisé la région. Le Président français a aujourd’hui le front d’en justifier une deuxième et de chercher à nous y entraîner.

Si l’Algérie a pu malgré tout progresser, c’est qu’il y a eu jusqu’à présent chez nous, quelles que soient les opinions, les divergences profondes, les déchirements internes, un consensus sur le principal acquis de la guerre d’indépendance: la souveraineté nationale. Sans souveraineté, il n’y a pas de liberté pour un peuple. C’est une valeur politique et morale, mais aussi une valeur économique, dans le sens au moins qu’elle est indispensable à la souveraineté sur nos richesses. C’est la ligne rouge que personne ne peut franchir sans se mettre en dehors de la communauté nationale et qui distingue nos vrais amis des faux.

Lorsque le ministre des affaires étrangères français, Laurent Fabius “balance” et révèle, apparemment innocemment, que l’Algérie a permis le survol de son territoire aux avions français, il fait ainsi d’une pierre deux coups: d’une part il révèle une faille de cette souveraineté car une décision véritablement souveraine est assumée au grand jour et n’a pas à être cachée, et d’autre part il implique déjà l’Algérie, à son corps défendant, dans la guerre du Mali. Dans les deux cas le consensus national, et par conséquent le pays, s’en trouvent fragilisés. L’objectif de cette révélation faite par le ministre français n’est pas seulement technique-faciliter l’action militaire de la France- il est aussi politique, celui d’intervenir dans la vie politique algérienne, comme la vive polémique actuelle autour de la question de la souveraineté nationale le prouve. Ce survol du territoire algérien par l’aviation militaire française est décidément un drôle de cadeau, pour ce cinquantième anniversaire de la libération nationale. Rien n’obligeait à le faire. Les autorités françaises semblent d’ailleurs en avoir été surprises et ravies.

Quand on défend la souveraineté nationale, il faut la défendre sur toute la ligne. On ne peut s’en réclamer sur l’affaire des otages et y être moins sourcilleux quand il s’agit de l’ouverture de l’espace aérien algérien à des forces militaires étrangères.

Dans le cadre des rapports historiques particuliers entre l’Algérie et la France, la moindre concession sur la souveraineté risque d’être un retour à des relations de type colonial. La crise malienne en offre l’illustration parfaite. La France se trouve jusqu’à présent seule dans son expédition. Les pays européens, et notamment les plus importants d’entre eux, l’Allemagne, l’Angleterre, l’Italie, font preuve, pour le moins, d’une mauvaise volonté à répondre aux appels de la France à la rejoindre. “Elle a commencé seule, qu’elle continue seule”, semblent-ils dire. On peut y voir l’indication que les autres pays européens évaluent cette intervention militaire comme allant dans le sens des intérêts seuls de la France, et non des intérêts généraux de l’Occident. C’est donc signifier, par là même, que c’est une expédition du type de celles des temps passés où chaque pays occidental se taillait un empire à son seul profit, bref une expédition de type colonial. Preuve en est la France n’a pu y attirer, pour l’essentiel, que les pays africains de son pré carré colonial. Cela rappelle le temps de ces tirailleurs africains qu’on appelait à mourir pour la France, pour une cause qui n’était pas la leur. Il n’est pas concevable que l’Algérie puisse paraître, un instant, comme faisant partie de ce pré carré, que des algériens puissent de nouveau “mourir pour la France”. Or c’est exactement ce qui se passerait si l’Algérie se laissait entraîner dans cette guerre.

Les préventions des autres pays occidentaux à l’égard de l’intervention militaire française semblent avoir augmenté suite au drame d’In Amenas. Les paroles froides prononcées à ce sujet par le Président François Hollande ont été interprétées, par ces pays, comme de l’indifférence vis à vis des victimes occidentales non françaises, et une preuve supplémentaire de l’état d’esprit de la France dans son aventure malienne.

En Algérie, des voix se sont élevées pour reprendre la thèse française qu’au Mali, il n’y a que le choix “entre la barbarie terroriste et l’intervention militaire”. Dans un nationalisme trop bruyant pour ne pas être creux, ces voix vont jusqu’à dire que c’était à l’Algérie, “en tant que puissance régionale d’intervenir” et “qu’il ne faut donc pas en faire le reproche à la France qui, elle, a le mérite d’avoir une position conséquente”. Ce sont les mêmes voix qui avaient défendu l’intervention militaire en Libye. Toute honte bue, après le désastre libyen, les mêmes récidivent en soutenant encore une intervention française.

Cette complicité dans laquelle la France officielle veut entraîner l’Algérie ne peut se faire qu’au prix du renoncement aux idéaux de Novembre.

L’intervention militaire actuelle au Mali produit déjà son cortège de larmes, et de sang. Des dépêches annoncent déjà des exécutions sommaires de maliens du nord “soupçonnés d’intelligence” avec les rebelles (journal “Le Monde”, 15 janvier 2013). Les réfugiés se pressent par milliers aux frontières “fermées” de l’Algérie. La guerre au Mali a déjà causé des dommages collatéraux en Algérie.

La tragédie

Il faut parler là de la tragédie humaine absolue qu’a représentée la prise d’otages à la base d’In Amenas. Qu’on nous permette de l’aborder uniquement d’un point de vue moral, d’un point de vue humain, d’un point de vue général, et donc en dehors de tout point de vue étroitement politique et de surenchère nationaliste, car c’est une question qui dépasse l’Algérie et tout pays. Nous nous devons de le faire, si ce n’est à la mémoire et par respect de toutes les victimes. Les étrangers, pris en otage, étaient venus travailler et vivre avec nous. Ils étaient là parfois depuis des décennies comme ces techniciens japonais de la société JGC. Leur prise en otage est déjà un crime inqualifiable. Leur mort est une tragédie absolue, une impasse humaine totale.

C’est d’un point de vue général, chaque fois la même horreur renouvelée, le même sentiment qui nous étreint la gorge tous, sur la surface de la terre, à chaque prise d’otages. Nous sommes certainement des centaines de millions à penser ainsi, à nous interroger ainsi: Quoi ! N’y aurait-il pas d’autre solution que de poser froidement le problème uniquement en termes d'”efficacité”, que de clamer que “céder au chantage ne fait qu’encourager les preneurs d’otages”, que de mettre en avant la raison glacée de la raison d’Etat ? N’y a-t-il pas d’autre alternative, plus humaine, moins désespérante pour l’Homme ? Faudrait-il toujours, pour satisfaire cette raison d’Etat, que l’otage lui soit sacrifié comme on faisait avant des sacrifices humains pour apaiser les divinités? S’agit-il finalement de le punir de s’être fait prendre, de le punir d’avoir été otage ? Chacun de nous penserait-il ainsi s’il s’agissait d’un fils ou d’une fille, d’un père ou d’une mère, d’un parent, d’un ami, non pas une abstraction mais un être concret, fait de chair, de sang, de sentiments et de souvenirs ? Comment ne pas penser, en ce moment, à d’autres otages, aux otages Algériens de Gao. On nous dit que ” la lutte contre le terrorisme exige de ne pas avoir d’état d’âme “. Mais justement, le monde a besoin d’une âme. En quoi la mort d’un otage a-t-elle fait quelque part, une fois seulement, avancer le monde, instaurer la justice, régler un problème quelconque. Faut-il ressembler à ce point aux preneurs d’otages que d’envisager, comme eux, la mort pour ces otages? La peine de mort n’a-t-elle pas été supprimée dans des sociétés parce que, justement, elles ont finalement compris qu’elles ne pouvaient, elles aussi, tuer comme les assassins, même légalement, et qu’elles se sont mises à douter de l’efficacité de la peine de mort ? Toutes ces questions s’imposent. Certes, nous savons que ce sont des questions difficiles; nous n’en avons pas encore la réponse, mais nous ne pouvons indéfiniment les fuir. Il faudra bien un jour les affronter. On ne peut simplement s’en débarrasser sur ceux qui, eux, doivent faire face et gérer des situations terriblement tendues, vivre eux-mêmes de tels cas de conscience, prendre ou obéir à des décisions dont on imagine la difficulté humaine. Ces questions nous concernent tous.

Il neige, ce 20 janvier 2013, en France. Les télévisions françaises diffusent des images de carte postale. La guerre, elle, est exportée à des milliers de kilomètres… Une guerre de chair et de sang.

Djamel Labidi
24 janvier 2013

Paru aussi dans le Quotidien d’Oran

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version