جبهة التبندير الوطني

بحثت في أسماء الأحزاب غير المعتمدة علّني أجد اسم حزب أو حركة أعيره من خلال مقالي هذا، إلى الطامحين في إنشاء حزب جديد، من المؤمنين بجدّية مسعى النظام في الإصلاح و التغيير، فلم أجد إلاّ جبهة التبندير الوطني…

وحيث أن أغلب الأسماء التي كان يمكن لها أن تساهم في نهضة الجزائر، أخذها رؤساء الأحزاب، ولم يتركوا لنا أي حظّ، فهذه التحرير وهذه الإنقاذ…

تحرّر الشعب ، وتم إنقاذه ولم يبق إلا الرّقص استجابة لمقولة “كي تشبع الكرش تقول للراس غنيلي”

والتبندير لمن لا يعرفه: مُصطلح من الدارجة الجزائرية مُشتق من البندير ، وأصحاب التبندير هم ضرّابو الطّبل…

ومعهم بطبيعة الحال ،المشاركون في المهرجانات الفلكلورية، من ضرّابي الزّرنة والشيتة والرّاقصين على الجراح، والمصفّقين لكل محتال على الإرادة الشعبية، والمتفرّجين على المآسي …

هؤلاء القوم يقفون إلى جانب القويّ مهما كان أصله، ومهما كان فساده وعنجيته واستبداده وأهدافه الخسّيسة، ولا يهمّهم الأمر ماداموا يستفيدون من ريعه ومن حمايته، ولو على حساب الأرامل واليتامى والمختطفين والمعدومين والمنفيين …

فتجد الطبّال لحاكم أو مسؤول، كالكلب في تحريك ذيله لسيّده…

هؤلاء في الحقيقة هم من يدعم أركان النظام الفاسد، فعليهم أن يعلنوا صراحة عن حزبهم: “جبهة التبندير الوطني” بطريقة قانوينة، لا أن يمارسوا عملهم خارج القانون، سيما وأنّهم في دولة القانون والحكم الراشد كما هم دائما يردّدون… وليس من المنطق أن يبقى هؤلاء المطبّلون في وضعية غير قانونية، يمارسون نشاطهم دون مؤتمر ولا رئيس ولا أمين عام ولا قانون داخلي…

موجودون في كلّ أعراس النظام، في أقراح المسئولين وفي كل مكان… يحملون الحقائب فوق رؤوسهم وعلى ظهورهم، كأنهم حمر، يكنسون الطرقات بألسنتهم من خلال النميمة والوشاية والفتنة بين الناس خدمة للنظام، ويُسبّحون آناء الليل وأطراف النهار بحمد الحكام الفسقة والمجرمين، الذين ساموا شعوبهم كل أنواع الذلّة والمهانة.

جبهة التبندير الوطني هي حزب ينشط في الساحة ما قبل اعتماد التعدّدية الحزبية، ولازال هذا الحزب العتيد إلى يوم الناس هذا، يعمل بطرق غير قانونية، وحان الوقت أن يصبح كباقي الأحزاب، في ظل الحكم الراشد الذي يعتمد مكتب المخابرات الأمريكية السي اي اي ويتعامل معه في ملاحقة الجزائريين الذين يريدون إخراج الجزائر من محنتها، ويتهمهم بالعمالة، ويمنع الشرفاء الجزائريين من العمل ويذيقهم كل أنواع العذاب، ويتهمهم بالكسل، ويخطف ويعذب ويقتل ويفعل كل الأفاعيل ويتهم المنتقدين له بالإرهاب …

جبهة التبندير الوطني هي دروع بشرية يحتمي بها النظام ويستعملها كأداة طيعية من خلال الإغراءات وشراء الذمم، وفي هذه الأيام يقف أعضاؤها في الصفوف الأمامية في وجه دعاة التغيير الحقيقي، مُطبلين مُزمجرين للإصلاحات السياسة التي وعد بها الرئيس المُعيّن، وبدل حديثهم عن الفساد والإجرام الذين عمّا البر والبحر والجو، وعن الاحتجاجات وقطع الطرقات والإحباط الذي يكاد يعمّ البيوت ويحرق الجزائر حرقا من خلال الضغط… تجدهم يلهثون وراء الشرفاء من الناس ويتصيدون عثراتهم علّهم يجدون ما يقدمونه لأسيادهم كوشاية مقابل دنانير معدودة…

نور الدين خبابة
15 سبتمبر 2011

***

جنرالات العار

كابرانات في روسهم، وكتافهم تلمع بالنجوم
سماسرة لسِلَعْ ممنوعة، ويبيعوا في الهُموم

جنرالات في السُكّر والقهوة، والبنان واللّحوم
يستوردوا في الأدوية، وبالإعلام يصدروا في السّموم

شهادات يوقعوا عليها، وأولادهم محتاجين للعلوم
الشاطر فيهم يتاجر، في المخدّرات متخرج بدبلوم

كلاو ماضينا وزادو حاضرنا، ومستقبلنا غير معلوم
اغتصبوا أراضينا وخيراتنا، يا لطيف من هذا القوم

ورثوا الحقرة والحقد، وجوههم صارت سوداء بالحموم
جرائمهم يلصقوها بالإرهاب، كل شيء أصبح مفهوم

لا كفاءة لا نزاهة، الرؤوس الخشينة وتاريخهم مكتوم
كلاب في الصحافة شاريينهم، يضلّوا في الشعب كل يوم

عدالتهم رشوة وتهديد، ووقوف مع الظالم ضدّ المظلوم
الرشّام حميدة واللاّعب حميدة، والزوّالي حقه مهضوم

يبكي اليل ويندب في النهار، يا حليلو ما عليه لوم
الأشجار مقطوعة والغابات محروقة، والماء كالسيروم

ناس عايشة بالمكيفات، وناس محروقة برياح سَموم
جزائر كانت بكري قبلة للثوار، ردّوها قبلة المحتوم

نور الدين خبابة
15 سبتمبر 2011

تعليقان

  1. Abdelkader Dehbi بتاريخ

    RE: جنرالات العار وجبهة التبندير الوطني
    [rtl]أحسنت يا السٌي نور الدٌين !
    “”نهارهم ڨرٌب يا ويلهم، مسجٌل في الكتاب المرقوم عند الحيٌ الجبٌار اللٌي ما يسهى ولا ينوم”” [/rtl]

    • نورالدين خبابه بتاريخ

      RE: RE: جنرالات العار وجبهة التبندير الوطني
      [quote name=”Abdelkader Dehbi”]أحسنت يا السٌي نور الدٌين !
      “”نهارهم ڨرٌب يا ويلهم، مسجٌل في الكتاب المرقوم عند الحيٌ الجبٌار اللٌي ما يسهى ولا ينوم”” [/quote]

      العفو ياسي عبد القادر…هذا واجب يمليه علينا الوطن …أتمنى أن تبعث لي عن طريق الاخوة في الموقع بريدك الالكتروني…

Exit mobile version