تمهيد

لم يعد محور “الإسلام والآخر” بحاجة إلى مزيد من التناول، فما تمت كتابته فى هذا المجال أكثر من كافٍ لتوضيح موقف الإسلام من غير المسلمين، وسماحة الإسلام باتت من المسلمات التي تتعدى النقاش والجدل بدليل الواقع المعاش.. فلو اعتبرنا الآخر، هنا، هو كافة الديانات والعقائد الأخرى، لرأينا إن أكبرها عددا هم أتباع المسيحية بكل ما تتضمنه من فرق منشقة وصل عدد كنائسها المستقلة إلى 349 كنيسة تقريبا. بل وتكفى الإشارة إلى تزايد وجود أتباع المسيحية على الصعيد العالمي لندرك مدى سماحة الإسلام، الذي أنزله المولى عز وجل في مطلع القرن السابع الميلادي، مصوباً ومكملا، بعد أن تم تحريف الرسالتين السابقتين لعقيدة التوحيد وهما اليهودية والمسيحية.

فالثابت بالأبحاث العلمية والتاريخية واللغوية وبنص القرآن الكريم، أن اليهود قد حرّفوا رسالة التوحيد بالله التي انزلها سبحانه وتعالى على النبي موسى، عليه السلام، وعادوا لعبادة العجل وقتل الأنبياء.. فأرسل رب العالمين النبي عيسى بن مريم، عليه السلام، إلى الضالين من بنى جلدته من اليهود ليعود بهم إلى رسالة التوحيد بالله، وهو القائل: “لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة” (متى 15 : 24). وكان قبل ذلك قد قال نفس التوضيح إلى حوارييه الإثنى عشر حين أوصاهم قائلا: “إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا بل اذهبوا بالأحرى إلى خراف بيت إسرائيل الضالة” (متى 10 : 5-6). وهذه الجملة الأخيرة، بخلاف أنها تحدد رسالة يسوع وحوارييه بأنها تقتصر على عودة الضالين من اليهود إلى التوحيد والصراط المستقيم، فهي تكشف أيضا أن عيسى عليه السلام قد حذّرهم من الذهاب إلى الأمم والمدن الأخرى، أي أن رسالته قاصرة على الضالين من قومه. وهو ما يتعارض مع ما تقوم به حاليا المؤسسة الكنسية على الصعيد العالمي من عمليات تبشير وتنصير، بإصرار غريب، إذ لم تترك مجالا إلا وتوغلت فيه لاستخدامه في عملياتها التنصيرية..

وحينما حاد أتباع عيسى عليه السلام عن رسالة التوحيد من بعده، و أشركوا بالله عز وجل، وقاموا بتأليه عيسى النبي وجعلوه ابن الله ثم الله نفسه وبات اسمه “الرب يسوع المسيح” وساووه بل ودمجوه برب العزة، و اختلقوا المسيحية الحالية وبدعة الثالوث، أتى سيدنا محمد، عليه الصلاة والسلام، مصوبا وخاتما لرسالة التوحيد، و كاشفا لما تم فى الرسالتين السابقتين من تحريف وشرك بالله. وهو الثابت في نصوص اليهودية والمسيحية إلى اليوم، رغم كل ما تم بها من تحريف وتغيير وتبديل، وهو الثابت في قرآننا الكريم الذي لم يتغيّر منه حرفا واحدا، فقد وعد ربنا سبحانه وتعالى بحفظه إلى يوم الدين.

تصويب صياغة المحور

ونظرا لكل ما تعانيه الشعوب الإسلامية من اضطهاد متفاوت الحدة والوضوح، منذ أن بدأ الإسلام ينتشر وحتى يومنا هذا، وتم وصمه بالإرهاب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، ونظرا لكل ما تم تقديمه من تنازلات للمؤسسة الكنسية، خاصة في السنوات الأخيرة، في مختلف الأقطار المسلمة، سواء جهلا أو عن عمد، أو حتى خضوعا للضغوط السياسة التي باتت تمارس بجبروت وفى العلن في كثير من الأحيان، فقد رأيت ضرورة تصويب صياغة المحور ليتمشى مع الواقع المُعاش، مع كل تقديري لمن صاغوه، ليصبح العنوان الذي سأتناوله هو: “الآخر والإسلام”.. وليس “الإسلام والآخر”، فالإسلام والمسلمون هم المعتدى عليهم بكل إصرار وصلف، اعتمادا على تلال من الأكاذيب والتلاعب بالعبارات لصياغة قرارات ظالمة مجحفة.. والإسلام هو المطلوب اقتلاعه أو على الأقل تحريفه وتقليصه إلى مجرد المظاهر العبادية فحسب، وكلها قرارات معلنة بوضوح لا مواربة فيها، بل لقد تمت مناشدة العديد من المنظمات الدولية والعالمية لتبنى تنفيذ هذه القرارات بالتدخل السافر فى الشئون الداخلية للبلدان الإسلامية!

حقيقة عبارة “الآخر والإسلام”

لا يسع المجال، في مثل هذا الحيّز المحدود، بتناول قصة معاداة المؤسسة الكنسية للإسلام منذ بدأ انتشاره حتى يومنا هذا، وكيف كانوا يعتبرونه مجرد هرطقة من الهرطقات التي اعترت طريق تحريف المسيحية وتأليه السيد المسيح. وهو ما تناوله يوحنا الدمشقي، في القرن الثامن الميلادي، في كتابه المعنون “نبع المعرفة” حيث ضمنه قصة مائة وواحد هرطقة، يمثل الإسلام فيه آخر الهرطقات آنذاك حيث انه يحمل عنوان الهرطقة رقم مائة وواحد!.. كما لا يسع المجال لسرد كم التحالفات التي تمت بين شعوب ومؤسسات مسيحية، تتناحر فيما بينها، لكنها تتآلف وتتكاتف لتتمكن من صد انتشار الإسلام خاصة في أوروبا، ومنها الحروب الصليبية وحرب الاسترداد في إسبانيا ومعركة ليبانت في اليونان سنة 1571 حينما تحالفت الأساطيل البحرية لعدة بلدان مسيحية لصد المد الإسلامي، وغيرها كثير..

لكننى سأتوقف عند المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني (1962-1965) ويختصرونه: “مجمع فاتيكان 2” أو “المجمع الفاتيكاني الثاني”. وذلك لأنه يمثل نقطة فارقة في التاريخ الكنسي برمته، ويُعد أول مجمع هجومي في التاريخ حتى على أتباع المسيحية، إذ أنه خرج خروجا سافرا عن نصوص الكتاب المقدس بغية تنفيذ مآرب سياسية بعينها.. أما كافة المجامع السابقة فكانت بمثابة مجامع تلفيقية، بمعنى أنها كانت تجتمع لصد ما يعترى طريقها من معارك واعتراضات داخلية فيما بينها.. أما هذا المجمع الفاتيكاني الثاني فإنه الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها كافة المحاولات الحديثة التي انبثقت لمحاربة الإسلام والمسلمين بشتى الوسائل منذ سنة 1965. فلأول مرة في التاريخ تُصدر المؤسسة الكنسية قرارا صريحا واضحا ومعلنا بأنها قررت تنصير العالم، وبالتالي اقتلاع الإسلام والمسلمين، موضحة أن هذا القرار مجمعي أي عالمي ولا رجعة فيه..

مجمع الفاتيكان الثاني

لقد أصدر هذا المجمع ستة عشرة وثيقة مختلفة الطول والمضمون، يمكن تلخيص قراراتها الأساسية إجمالا بما يلي

1– تبرئة اليهود من دم المسيح، رغم مخالفة ذلك للعقيدة وللنصوص الإنجيلية الشديدة الوضوح.

2– اقتلاع اليسار في عقد الثمانينيات (من القرن الماضي). حتى لا تبقى أية أنظمة بديلة للرأسمالية الاستعمارية. وقد تم ذلك بالتواطؤ بين الفاتيكان والمخابرات المركزية الأمريكية وجورباتشوف كعميل من الداخل.. وما أكثر ما كتب عن تفاصيل اختلاق حزب ” تضامن” في بولندا، واختلاق “العام المريمي” لتأجيج مناخ ديني مفتعل، أو كل ما تم صرفه من مبالغ اُهدرت لتنفيذ هذه المخططات..

3– اقتلاع الإسلام حتى تبدأ الألفية الثالثة وقد تم تنصير العالم.

4– توصيل الإنجيل لكافة البشر.. وهي الصيغة المضغمة التي تم إعلانها آنذاك، ثم قام البابا السابق يوحنا بولس الثاني سنة 1982 بتوضيحها في خطاب رسمي معلِنا ضرورة تنصير العالم، مشيرا إلى أن ذلك قرار لا رجعة فيه..(لأنه قرار مجمع مسكونى)!

5– توحيد كافة الكنائس تحت لواء كاثوليكية روما، وإنشاء لجنة خاصة بذلك، رغم الخلافات العقائدية الجذرية بينها. وعندما لم يتم ذلك القرار، راح يوحنا بولس الثاني يحثهم قائلا: “إن هذه هي الوسيلة الوحيدة للتصدي للمد الإسلامي” (وارد فى كتاب : الجغرافيا السياسية للفاتيكان).

6– فرض عملية التبشير على كافة المسيحيين، الكنسيين منهم و المدنيين، وهى أول مرة في التاريخ تقوم فيها الكنيسة بإصدار قرارات مكتوبة ومعلنة متعلقة بالمدنيين الذين لا يندرجون في الهيكل الكنسي.

7– استخدام الكنائس المحلية في عمليات التبشير، الأمر الذي يضع الأقليات المسيحية في موقف عدم الأمانة أو الخيانة للبلد الذي يعيشون فيه أي للأغلبية المسلمة..

8– فرض بدعة “الحوار” كوسيلة للتبشير وكسب الوقت حتى يتم التنصير بلا مقاومة..

9– إنشاء لجنة للحوار برئاسة الكاردينال آرنزي..

10– إنشاء لجنة خاصة بتنصير العالم برئاسة الكاردينال جوزيف طومكو. وقد قام أعضاء اللجنتين بإصدار وثيقة مشتركة في 20/6/1991 بعنوان: “حوار و بشارة” تتضمن التوجيهات اللازمة لعملية التنصير الدائرة منذ ذلك الوقت في تصعيد متواصل..

11– ومن أهم ما أقره هذا المجمع وأغربه اعتراف الفاتيكان أن الأناجيل ليست منزّلة من عند الله وان من كتبها هم بشر، إلا أن الاختلافات التي فيها أو بينها ليست متناقضات وإنما هي “من قبيل التعددية في التعبير”، ورغمها يفرضونها على أنها منزّلة!

وثيقة “في زماننا هذا”

تعد وثيقة “في زماننا هذا” من أهم وثائق مجمع الفاتيكان الثاني إذ أنها تتضمن موقف الفاتيكان من غير المسيحيين.. وهى الوثيقة التي برأ فيها ذلك المجمع اليهود من دم المسيح، رغم كل ما في هذا القرار من مخالفة صريحة لعشرات الجمل التي لا تزال في الأناجيل والتي تتهم اليهود بقتل المسيح! أما القرار المتعلق بالمسلمين فهو يتكون من سبعة عشر سطرا يقول نصها:

الديانة الإسلامية

“إن الكنيسة تنظر أيضا بعين الاعتبار إلى المسلمين الذين يعبدون الإله الواحد، الحي القيوم، الرحمن القدير، خالق السماء و الأرض، الذي تحدث إلى البشر. إنهم يحاولون الخضوع بكل قواهم لقرارات الله، حتى وإن كانت مخفية، مثلما خضع إبراهيم لله والذي يتخذه الإيمان الإسلامي طواعية مثلا له. وعلى الرغم من أنهم لا يعترفون بيسوع كإله، فهم يبجلونه كنبي؛ ويوقرون أمه مريم العذراء، وأحيانا يتوسلون إليها بتضرع. كما أنهم ينتظرون يوم الحساب، الذي سيجازى فيه الله البشر بعد بعثهم، وهم يقدرون الأخلاق، ويقدمون عبادةٍ ما لله، خاصةً بالصلاة، والزكاة والصوم.

وإذا ما كان عبر القرون قد اندلع العديد من الخلافات والعداوات بين المسيحيين والمسلمين، فإن المجمع يهيب بهم جميعا نسيان الماضي وأن يجتهدوا بإخلاص في محاولة للفهم المتبادل، وأن يقوموا معا بحماية ونشر العدل الاجتماعي، والقيم الأخلاقية، والسلام و الحرية، من أجل كافة البشر” (صفحة 29).

ولو تأملنا النص عن قرب وكل ما به من تلاعب بشيء من التحليل لرأينا ما يلي:

– أن كلمة “إسلام” غير واردة بهذا النص.

– أن الكنيسة “تنظر أيضا بعين الاعتبار” إلى المسلمين، فلا تشير إليهم على أنهم أتباع الرسالة التوحيدية الثالثة، التي أنزلها المولى تصويبا لما تم من تحريف في الرسالتين السابقتين وختاما لرسالة التوحيد، وإنما تنظر إليهم الكنيسة فحسب بعين الاعتبار!

– أن الإله الذي يعبده المسلمون “قد تحدث إلى البشر”، أي أنه لم يتحدث تحديدا إلى سيدنا محمد مثلما تحدث إلى موسى أو عيسى عليهما السلام!

– الإصرار المتعمّد على استبعاد نسب المسلمين لسيدنا إسماعيل. الأمر الذي ترتبت عليه أحداث سياسية فادحة في حق الفلسطينيين..

– أن “الإيمان الإسلامي” يتخذ سيدنا إبراهيم كنموذج، يتخذه مجرد مثال ولا ينتسب إليه! فأهم انعكاس لذلك التعبير، غير الأمين، أنه يستبعد انتساب الفلسطينيين إلى أرضهم، بما أنهم كمسلمين لا ينتسبون إلى سيدنا إبراهيم، وأن الإسلام لا علاقة له بهذه المنطقة، بعد أن وضعه هؤلاء المحرّفون، في هذه الوثيقة، ضمن الديانات الأسيوية لاستبعاده تماما عن كل المنطقة التي نزل بها الوحي!

– الإصرار على استبعاد الإسلام من النص الإنجيلي رغم كل الإشارات التي لا تزال في الكتاب المقدس بعهديه، رغم كل ما أصابه من تعديل وتغيير، بل وكل ما تم فيه من تحريف متعمّد..

– إن عملية التزوير التاريخية التي تمت في هذه الوثيقة و وضع الإسلام بين الديانات الكبرى الأسيوية، التي تولدت بعيدا عن المسيحية، عبارة عن مغالطة متعددة الأهداف أهمها أن الإسلام لم يأت كاشفا ومصوبا لما تم من تحريف في الرسالتين السابقتين، وخاصة استبعاد المسلمين الفلسطينيين من هذه المنطقة أساسا، وبالتالي لا يكون لهم أي حق في أرضهم المنتزعة قهرا لتستمر عملية الاحتلال الصهيوني بلا حرج أو بلا سند تاريخي لصالح الفلسطينيين!

– التأكيد على ضرورة نسيان الماضي وكل ما اقترفته الكنيسة في حق المسلمين من مجازر واضطهاد لا يزال مستمرا، بدليل الإصرار على تنصير العالم.. ولم تقم الكنيسة بالاعتذار للمسلمين مثلما اعتذرت لليهود عن كل ما تجرعوه من اضطهاد عبر القرون، وإنما تطالبنا بالنسيان.. وهو نفس الموقف الذي تبناه البابا بنديكت 16 حينما تعمد سب الإسلام والمسلمين في المحاضرة التي ألقاها في جامعة راتسبون سنة 2006، ولم يعتذر، وإنما تأسّف لرد فعل المسلمين وغضبهم..

مجلس الكنائس العالمي

عندما فشل الغرب المتعصب في تنصير العالم عشية الألف الثالثة، قام مجلس الكنائس العالمي، في يناير 2001، بإسناد مهمة اقتلاع الإسلام إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مع تسمية ذلك العقد (2001 – 2010) “عقد اقتلاع الشر”. وما هي إلا بضعة أشهر حتى اختلقت الإدارة الأمريكية مسرحية “الحادي عشر من سبتمبر” لتتلفع بشرعية دولية لتنفيذ مشاريعها الاستعمارية التنصيرية وأهمها ما تطلق عليه الشرق الأوسط الجديد أو الكبير..

ومجلس الكنائس العالمي منظمة تضم 349 كنيسة مختلفة، منتشرة في 120 بلد وتمثل كافة الاتجاهات المسيحية باختلافاتها العقائدية. إلا أن الكنيسة الكاثوليكية الفاتيكانية ليست عضوا بالمجلس (لأغراض تنظيمية سياسية..)، إذ أنها تتعاون معه بفاعلية مكثفة بحكم أنها غير مشتركة فيه..

وقد قام مجلس الكنائس العالمي، الذي يعمل بجهود مشتركة مع لجنة تنصير العالم ولجان أخرى بالفاتيكان، بعقد أكبر مؤتمر عالمي للتبشير، من 9 إلى 16 مايو 2005 باليونان، لتوحيد عمليات تنصير العالم بين مختلف الكنائس، وخاصة الكنيسة الإنجيلية و العَنْصَرية و الكاثوليكية الرومية. وعلى الرغم من توجيه عمليات التبشير في ثلاثة مجالات أساسية: بلدان الكتلة الشرقية السابقة، والدول المسيحية التي تفشى فيها الإلحاد، والدول الإسلامية وباقي الديانات الأخرى، فإن التركيز على تغيير القرآن وزعزعة الإسلام يحتل الصدارة في جدول الأعمال. وتتوالى مؤتمرات التبشير المحلية والعالمية بإصرار ودأب، مثلما تتوالى المغالطات والأكاذيب والتعامل بوجهين مع المسئولين المسلمين..

ومن أهم القرارات التي أسفر عنها ذلك المؤتمر الذي يتوسط “عقد اقتلاع الشر”، البنود التالية:

تفادي أية صراعات أو منافسة بين الكنائس المختلفة أثناء عمليات التبشير؛ الإصرار على أن “رسالة الله” التي تفرضها الكنائس موجهة لكافة البشر؛ أنه يقع على الكنيسة توجيه الناس إلى التوبة ليدخلوا حياة جديدة بيسوع المسيح؛ إن الكنيسة بأسرها مطالبة بتوصيل الإنجيل للعالم أجمع؛ أنه لابد من غرس كنائس المسيح في الثقافات المحلية لتسهيل تنمية الإيمان المسيحي؛ دراسة كيفية التغلب على الوجود المتزايد للديانات الأخرى وخاصة الإسلام، في كل من أوروبا وأمريكا الشمالية، لأنه يمثل تحديا حقيقيا لنشاطات المبشرين..

أهم المؤتمرات التبشيرية السابقة

من أهم ما تمخضت عنه التيارات المتتالية الناجمة عن أزمة الأصولية والحداثة، التي اعترت المؤسسة الكنسية في مطلع القرن العشرين والتي كادت تطيح بالكيان الكنسي برمته، إثارة قضيتين بصورة قاطعة : الإطاحة بمصداقية النصوص الإنجيلية ومحتواها العلمي أو المعرفي؛ وإثبات صياغاتها المختلفة عبر الزمان أي أنها ليست منزّلة على الإطلاق.. وهو ما يعنى تفنيدها شكلا وموضوعا! لذلك انطلق ذلك الكيان الكنسي بكل جبروت ليفرض المسيحية على العالم والإصرار على تنصيره، على أن ذلك هو المخرج الوحيد له بعد أن تهدمت مصداقية نصوصه خاصة بعد معركة الأصولية والحداثة..

ومن أهم مؤتمرات التنصير التي انعقدت على الصعيد العالمي: مؤتمر : “لوزان 1” بسويسرا سنة 1974، لتدارس كيفية تنفيذ قرارات مجمع الفاتيكان الثاني، وجميعها تشير إلى ضرورة تنصير العالم.. مؤتمر “كولورادو” بالولايات المتحدة سنة 1978، لتدارس كيفية تطبيق ما تمخض عنه المؤتمر السابق فى مدينة لوزان.. ثم “لوزان 2” فى مدينة مانيللا بالفيليبين سنة 1989 بمشاركة 3000 قيادي تبشيري تجمعوا من 170 بلد من جميع أنحاء العالم.. وتتوالى المؤتمرات حتى العام القادم، سنة 2012، بإقامة سينودس للتنصير الجديد و تنصير العالم..

البابا بنديكت السادس عشر

ومن ناحية أخرى فإن البابا بنديكت 16، الذي كان قد أعلن رسميا تأييده وانضمامه للنظام العالمي الجديد، لا يكف عن المحاولات المستميتة من أجل تنصير العالم بشتى الوسائل حتى السياسية منها. فحينما كان فى زيارته للولايات المتحدة، من 15 إلى 20 إبريل 2008، ألقى أحد عشر خطابا تصرّ على الإشارة إلى الإرهاب الإسلامي، وأخص بالذكر ثلاثة منها: البيان المشترك الذي ألقاه مع جورج بوش يوم 16 إبريل، وخطابه يوم 17 أمام ممثلي الأديان المختلفة، ثم الخطاب الذي ألقاه يوم 18 في هيئة الأمم المتحدة، حيث طالب هذه الهيئة الدولية، غير المحايدة، بالتدخل من أجل حماية الأقليات المسيحية في العالم موضحا: “إذا كانت الدول غير قادرة على ضمان مثل هذه الحماية فإن المجتمع الدولي يجب عليه أن يتدخل بالوسائل القانونية الواردة في ميثاق هيئة الأمم المتحدة وفى نصوص أخرى من القانون الدولي” ! مكررا هذه العبارة أكثر من مرة.

ولم تتوقف محاولاته عند ذلك الحد وإنما أعلن، يوم الاثنين 28 يونيو 2010، عن إنشاء لجنة بابوية جديدة لتنصير البلدان ذات الجذور المسيحية بعنوان “المجلس البابوى للتبشير الجديد”، بعد أن كان قد أعلن أن اسمها “المجلس البابوي لتبشير أوروبا”، لكنه غيّر الاسم تفاديا للانتقادات، موضحا أن ذلك المجلس يهدف إلى: “نشر التبشير الجديد في البلدان التي تم تنصيرها سابقا، وبها كنائس قديمة، لكنها تباعدت وتعيش علمنة متزايدة بحيث أن اختفاء معنى وجود الله بات يمثل تحديا لا بد من مواجهته بشتى الوسائل لإعادة نشر الحقيقة الخالدة لإنجيل المسيح”.. وفى يومي 24 و 25 مارس 2011 ابتدع وسيلة للدمج بين الحوار والتبشير” دون أن يبدو على أنه عملية تبشير”، على حد قوله، وذلك بعمل منتدى للحوار بين المؤمنين وغير المؤمنين في فناء كاتدرائية نوتر دام في باريس، وهي الاحتفالية التي شارك فيها كل من اليونسكو والمعهد العلمي القومي الفرنسي وجامعة السوربون، ومنها جلسات بدعوات خاصة لكبار المسئولين وطلبة الدكتوراه. وهو ما يكشف عن مدى نفوذ بابا الفاتيكان و مؤسساته في المجتمعات الغربية وخاصة فرنسا، مدعية العلمانية، لكنها تتضامن معه بأهم مؤسساتها في محاولة اقتلاع الإسلام..

وبنديكت 16 هو القائل بأنه يتعين على المسلمين القيام بما قامت به المؤسسة الفاتيكانية من تعديل وتبديل في النصوص، بناء على ما فرضه عليها عصر التنوير، وأنه يتعين علي المسلمين حذف كل ما يحمله القرآن من اتهامات إلهية لمن حادوا عن رسالة التوحيد وعمل تفسير جديد للقرآن يتمشى مع مطالب الغرب ومؤسسته الصليبية! والكاردينال توران، رئيس لجنة الحوار، هو القائل بأنه لا يمكن التحاور مع المسلمين طالما يصرون على أن القرآن كلام الله؟!

وقد أعلن بنديكت عن إقامة الصلاة الجماعية بين أتباع كافة الديانات والعقائد في بلدة آسيز، في إيطاليا، في أكتوبر 2011، أي بعد ثلاثة أشهر، إحياء لذكرى مرور عشرين عاما على هذه البدعة المقصود منها التعوّد على كسر الحواجز بين الديانات والعقائد المختلفة تسهيلا لعملية التنصير، كما أعلن عن إقامة سينودس خاص بالتنصير الجديد في أكتوبر 2012، وقد بدأت لجان الأساقفة الإعداد له.

تنازلات المسلمين

يؤلمني بل ويخجلني أن أقوم بالإشارة إلى عدة نماذج مما قدمه بعض المسلمين من تنازلات في حق دينهم، رضوخا أو مرضاة للمؤسسة الكنسية، جهلا أو عن عمد، إلا أن ما وصلت إليه الأوضاع حاليا بحاجة إلى وقفة صارمة دفاعا عن الدين..

فالأزهر، الذي يمثل في مصر وفى العالم الإسلامي، أكبر و أعرق رمز للإسلام، فرّط في حق الإسلام وفى حق نبيه عليه الصلاة والسلام، بقبوله إلغاء مادة الدين من التعليم كمادة أساسية للنجاح والسقوط؛ وقبوله “تعديل” المناهج الدينية وتغيير الآيات في المناهج الدراسية بدلا من شرح وتفسير أسباب نزولها؛ وإسناد المعاهد الأزهرية إلى التربية والتعليم أو تحويلها إلى مرافق أخرى؛ و”تعديل” الخطاب الديني والمساس بثوابته؛ وإغلاق المساجد بين الصلوات؛ وتضييق نطاق بناء المساجد؛ وتحويل ما لم تُقم فيه الشعائر بعد إلى مرافق أخرى، بل وهدم ما تم بنائه قبل استخراج تصاريح البناء؛ – وهنا لا يسعني إلا أن أسأل: هل يمكن لنفس هؤلاء المسؤولين والوزراء القيام بمثل هذا التصرف حيال الكنائس التي فاق عددها نسبة أتباعها مقارنة بقلة عدد المساجد بالنسبة للمسلمين؟! فما أكثر ما تم بناؤه من كنائس بلا تراخيص، بل ما أكثر الأراضي التي اُخذت بوضع اليد ولم يتحرك أحد، وما أكثر الكنائس التي تضخّم حجمها في مكانها إلى درجة الانبعاج الفظ معماريا أو تلك المنازل التي تحوّلت إلى كنائس بوضع قباب تعلوها الصلبان على أسطحها!..

ولقد خرج العاملون بالأزهر عن تعاليم دينهم ووصايا الرسول عليه الصلاة والسلام بالتهاون فى مسألة الحجاب في فرنسا؛ وبتسليم وفاء قسطنطين بدلا من حمايتها؛ كما غضوا الطرف عن الدفاع عن الإسلام وعن نبيه الكريم في مهزلة مسرحية كنيسة الإسكندرية بإحالتها إلى عالم الصمت والنسيان؛ والصمت أيضا حينما أهانت السلطات القمعية الأمريكية المصحف الشريف في جوانتنامو وغيرها؛ وخاصة ذلك الصمت الغريب حينما تم إعلان عيد ميلاد “ربنا يسوع” عطلة رسمية في الدولة، الدولة ذات الأغلبية المسلمة، وكان من الأكرم لهم أن يوضحوا ما بهذا الإجراء من مساس بعقيدة المسلمين الذين يمثلون الأغلبية الساحقة في مصر وكيف أن مثل هذه الإجراءات تخرج عن حدود التسامح لتسهم أو لتمهد الطريق لعمليات التنصير الدائرة!

والأدهى من هذا وذاك، وغيره جد كثير بكل أسف، هو التوقيع، في 18 إبريل 2005، على اتفاقية بين الأزهر والفاتيكان والكنيسة الأنجليكانية بالموافقة على أن يقوم المبشرون بالتبشير في مصر دون أن يتعرض لهم أي عائق..

كما أشير خاصة إلى تلك الوثيقة التي بدأ بالتوقيع عليها، جهلا أو عن عمد، 138 من كبار العلماء والفقهاء المسلمين فى أكتوبر 2007، ثم تزايد عدد الموقعين، وهى بعنوان “تعالوا إلى كلمة سواء”، التي يقر فيها الموقعون أننا، مسلمون ومسيحيون، نعبد نفس الإله! وهنا لا يسعني إلا أن أسأل كل من قاموا بالتوقيع علي ذلك الخطاب المهين: هل نسيتم أن صفة الإله في الإسلام ليست الوحدانية فقط وإنما هو “أحدٌ صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد”؟! بينما الإله عند النصارى هو: “ربنا يسوع المسيح، ابن الله، الذي تجسد بشرا ليخلص الإنسانية، وصُلب ودُفن ونزل الجحيم وبُعث وصعد إلى السماء ليجلس عن يمين الأب، الذي هو نفسه، بما أن الأب والابن والروح القدس إله واحد”؟!

وفى نفس هذه السلسلة الممجوجة من التنازلات، صدرت الأوامر الخاصة بتجفيف الإسلام من المنبع، إلى كل البلدان الإسلامية.. كما صدرت إلى مجمع الملك فهد بتقليل طباعة المصاحف سنويا، وبذلك سيأتي اليوم الذي لا نجد في متناول اليد سوى “الفرقان الحق” – تلك البدعة المهينة التي ابتدعتها الأيادي العابثة فى الإدارة الأمريكية وتقوم بتوزيعها على بلدان العالم الإسلامي والعربي على أنه القرآن المنقح!.. ولا أقول شيئا عن الفضائيات والبرامج التي تسب الإسلام ونبيه الكريم ولا نرد أو نشرح الحقائق بل ولا يُسمح بذلك إلا على استحياء أو على مضض ذرا للرماد في الأعين!..

فكيف بعد كل هذه التنازلات نتحاور مع هؤلاء القوم ونستجيب لمطالبهم بدلا من وقف مهزلة التنازلات، وبدلا من المطالبة بوقف هستيريا تنصير العالم، وبدلا من تجميد العلاقات مع ذلك الغرب الصليبي المتعصب إلى أن يتم تصويب وتغيير كل هذه المهازل؟! وتكفى الإشارة هنا إلى فساد ذلك الحوار، وإلى أن لجنة الحوار الفاتيكانية قد فرضت في أول جلسة لها مع لجنة الأزهر وأخذت توقيعها على أنه “لا نقاش في العقيدة”، فما جدوى الحوار إذن والخلاف بيننا في العقيدة؟!

الخاتمة

إن موقف الآخر من الإسلام والمسلمين، والهجمة الشرسة علي الإسلام باتت من الوضوح والصراحة المعلنة بحيث أن الرد عليها لا بد وأن يكون حاسما قاطعا لا تهاون فيه. ولقد استعرضتُ في عجالة أهم المحاور التي تثبت أن عملية تنصير العالم واقتلاع الإسلام هي قرار لا رجعة فيه بالنسبة للمؤسسة الكنسية، وأن كل الوثائق لديهم تُصاغ بهدف تنفيذ ما قرروه سنة 1965 لتنصير العالم.. لذلك أناشد الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وكافة المؤسسات والهيئات الإسلامية، أن تتكاتف للدفاع عن الإسلام واتخاذ التدابير اللازمة لرفض ذلك القرار الخاص باقتلاع الإسلام والمسلمين الصادر عن مجمع الفاتيكان الثاني في وثيقة “في زماننا هذا”، تلك الوثيقة التي بُنيت عليها أهم قضيتين منفصلتين متكاملتين: تنصير العالم، من جهة؛ واقتلاع الجذور التاريخية الدينية لشعب فلسطين، من جهة أخرى..

ففى القضية الأولى: لا بد من التصدي بكافة الوسائل لعملية تنصير العالم واقتلاع الإسلام، التي تقوم بها المؤسسة الفاتيكانية لفرض ديانة تم نسجها عبر المجامع على مر القرون، أي أنها أبعد ما تكون عن التنزيل الإلهي. وعلى ألئك المحرّفين فهم أن الإسلام قد أنزله المولى عز وجل بعد أن حاد اليهود والنصارى عن رسالة التوحيد بالله، ولا يحق لهم اقتلاعه بحجة حماية كل ما قاموا به من تحريف وتزوير وحماية لكيانهم!

وفى القضية الثانية: تم فيها استبعاد الإسلام من مكان الرسالات التوحيدية والزج به بين الديانات الأسيوية، بهدف استبعاد المسلمين وخاصة الفلسطينيين من أرضهم لتقديم أرض بلا شعب لشعب بلا أرض – كما يقولون.. فكل ما أثبتته الأبحاث العلمية والحفائر التي قام بها الصهاينة في سيناء وفى أرض فلسطين أكدت أن اليهود لا أثر لهم أو لوجودهم بهذه الأرض، وتكفى الإشارة إلى أبحاث كتبها عدد من أمناء الأساتذة اليهود مثل كتاب “كشف النقاب عن الكتاب المقدس” لكل من إسرائيل فنكلشتاين (I. Finkelstein) ونيل سيلبرمان (N. Silberman) وكلاهما بالجامعة العبرية، أو كتاب “كيف تم اختراع الشعب اليهودي” للعالم شلومو ساند (Sh. Sand)، وكثير غيرها، لندرك أن القضية الفلسطينية قضية سياسية بحتة وليست دينية، فاليهود، حتى بأقوال الكتاب المقدس بعهديه، لا حق لهم في أرض فلسطين التي اقترفوا فيها كافة أنواع العدوان والمجازر المحرّمة دوليا لاقتلاع شعبها.. لأن وعد هبة الأرض في النصوص كان مشروطا بالاستقامة، واليهود، بأقوال الكتاب المقدس لم يستقيموا وحادوا عن التوحيد بالرجوع إلى عبادة العجل وإلى قتل الأنبياء.. وهو ما ينص عليه أيضا القرآن الكريم.

كما يجب إلغاء ذلك الخطاب المعنون “تعالوا إلى كلمة سواء”، وسحبه من التعامل مع المؤسسة الكنسية بأسرع وقت، فنحن كمسلمين لا نعبد السيد المسيح، الذي تم تأليهه في مجمع نيقية سنة 325 م، ولا نعبد الثالوث الذي تم اختلاقه سنة 381 فى مجمع القسطنطينية، وإنما نحن نعبد الله، الذي ليس كمثله شيء..

وفى نهاية هذا البحث أتوجه بسؤال يتعلق بعملية التنصير، تنصير العالم، وباقتلاع شعب فلسطين، أتوجه به إلى البابا بنديكت 16، الذي يقود عملية تنصير العالم بهستيرية جنونية وبتعصب أكمه:

ما هو مصير اليهود في عملية تنصير العالم؟.. بل ما هو مصير هؤلاء الصهاينة الذين منحتهم أرضا ليست من حقهم يقينا، بينما يعانى الشعب الفلسطيني من عملية قتل عرقي مكبلة الأصداء، على مرأى ومسمع من العالم أجمع: هل ستقومون بتنصير اليهود أيضا أم أنهم، لسبب ما في بطن يعقوب، معافون من الخلاص المسيحي؟!

كما أرجو من الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومن كافة الهيئات الإسلامية أن تتضامن وتتكاتف لمطالبة البابا بنديكت السادس عشر، رئيس الفاتيكان ورئيس الكرسي الرسولي، بتقديم الاعتذار العلني الصريح والواضح لكافة المسلمين عن كل ما يلي:

– الاعتذار عن خطأه في سب الإسلام وسب سيدنا محمد، عليه الصلاة والسلام، عمدا متعمدا، في الخطاب الذي ألقاه في جامعة راتيسبون، فقد تعمد ذلك باختيار استشهاد مغرض، والاستشهاد لا يقفذ في النص الذي يكتبه المؤلف وإنما المؤلف هو الذي يختار الاستشهاد لتدعيم رأيه أو لتفنيد الاستشهاد..

– الاعتذار عن كل ما قامت به المؤسسة الكنسية ضد المسلمين، على مر التاريخ، منذ انتشار الإسلام وحتى يومنا هذا، مثلما اعتذرت لليهود رسميا عن كل ما كالته لهم من اضطهاد على مر التاريخ..

– الاعتذار عن عملية تنصير العالم التي يقودها بإصرار لاقتلاع الإسلام، والعمل على وقفها، فكل ما تسببت فيه من أضرار لكافة الشعوب، بما فيها أتباع المسيحية الذين فُرض عليهم وعلى كنائسهم المحلية المساهمة فيها، يتطلب وقف مخازي القمع والإجبار لفرض التنصير، حتى وإن كان بزعم المساعدة أو تحت ستارها المتهتك!..

– الاعتذار عن الجزء المتعلق بالمسلمين في وثيقة “في زماننا هذا” التي ساهم في صياغتها، في مجمع الفاتيكان الثاني، وكان يحمل لقب واسم الكاردينال راتزنجر، رئيس لجنة محاكم التفتيش، التي تغير اسمها لتصبح لجنة عقيدة الإيمان، وتصويب كل ما جاء بها من فريات ومغالطات تاريخية ودينية في حق الإسلام والمسلمين..

– الاعتذار للفلسطينيين عن التسبب في اقتلاعهم من أرضهم بتحريف الحقائق التاريخية والنصوص، وعن كل ما تكبدوه من عدوان وتطهير عرقي ونهب لحقوقهم ولثرواتهم، بل ومحاصرة لا تزال تعتصر كيانهم وبنياتهم، والعمل على إعادتها لهم كاملة وعلى عودة اللاجئين الفلسطينيين، فاليهود يقيناً لا حق لهم في هذه الأرض التي تم انتزاعها لأغراض سياسية.

وما لم يتم الاعتذار رسميا عن كل ما تقدم فيجب على المسلمين وقف التعامل مع هذه المؤسسة الصليبية الرعناء إلى أن تستقيم وتعي معنى الحق، والعدل، والحرية، والسلام، وإلى أن تدرك أن كل هذه القيم من حق كافة البشر لكي يعيشوا في أمن ووفاق..

زينب عبد العزيز
عضو مجلس الأمناء بالإتحاد
27-28 شعبان 1432، 28-29 يوليو 2011
مؤتمر سمات الخطاب الإسلامي
الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين
فندق جراند حياة – القاهرة

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version