في مصر كما في تونس، يا لها من عبقرية سياسية للشعب. عندما يرسل إليه الجيش، يستشعر الكمين، فيحيط بالجيش ويغمره بدفئه الإنساني وبحشوده. وتغطس المدرعات كالجزر وسط هذا البحر الشعبي، وتصير مسالمة، غير مؤذية، قريبة من السكينة. وعلى بعضها تكتب أيدي الشعب الخفية ما يشبه الدعابة: “يسقط مبارك”. الشعب يحتضن جنوده. أليسوا منه. عندما أرسل الحكم الجيش، خاطر بحدوث تآخيه مع الشعب.

ومع ذلك حذار: لم يتم حسم أي أمر حتى الآن. في تونس، لا يكون الوزير الأول غنوشي واثقا من نفسه، لو لم يتلق ضمانات من القيادة العسكرية. إنه يناور بغية إنقاذ النظام، متظاهرا بالتواضع، مسايرا للأسلوب الديمقراطي الجديد. في البداية قام بتشكيل حكومة “اتحاد وطني”، أغلبيتها الساحقة من التجمع الدستوري، ثم أقدم على تغييرها، فبدت الخطوة كأنها تنازل وهلل الناس للنصر. قمة الفن! 

لم يتوقعوا شيئا

يجري بث صور الموجة الديمقراطية العربية على قناة الجزيرة، دون توقف. لقد اتضح أخيرا أن النظم العربية لا مهمة لها سوى أداء دور السد لاحتجاز إرادة شعوبها، فباتت المعضلة بالنسبة لها كما بالنسبة للقوى الغربية هي التالية: إذا فتحوا السد، يخاطرون بأن تجرفهم المياه الهادرة وإذا أغلقوه، يخاطرون بانهياره تحت ضغط الموجة الشعبية. الشاه مات. الآن أصبح الأمر لا لبس فيه. إن العالم العربي في منعرج تاريخي. قد يأخذ وقتا أو لا يأخذ، لكنه مؤكد.

الغرب يخاف الديمقراطية في البلدان العربية. ما يبعث فينا أملا عظيما يثير لديه بالعكس الخوف. إن سطوته العسكرية جعلته لا يتوقع شيئا. أوباما، الذي طالما تمنينا أن… نحبه، ينتبه فجأة إلى أن الحكم المصري ليس ديمقراطيا ويتذكر حقوق الإنسان ويطالب بها على عجل، يوم الجمعة، وقلبه على إسرائيل قبل غيرها. وفي اليوم التالي، يجتمع بمجلسه الأمني وهيئة أركان جيشه إلا أنهم يفتقدون لبديل عن مبارك. جنرال آخر؟ محمد البرادعي؟ كان الأخير موظفا بالأمم المتحدة بين 1964 و1974 ومشاركا في اتفاقات كامب ديفيد عام 1978، بصفته مستشارا خاصا لوزير الخارجية المصرية بحكومة السادات، ثم قضى ربع قرن بالخارج، في رفاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وهو عندما يتحدث ينطق بالانجليزية، كما تعود، بما في ذلك في القاهرة. إنها شخصية تبدو باهتة، رغم حصوله على جائرة نوبل التي لا تمل الوسائط الغربية عن التذكير بها، مع العلم أنها منحت في الواقع لتلك الوكالة. هناك من يروج أيضا أنه أبدى معارضة شجاعة للرئيس بوش بشأن كذبة أسلحة الدمار الشامل في العراق. غير أن ما بقي بالذاكرة هو أنه كان أقل شجاعة وعزم من زميله الرائع، السويدي هانس بليكس، كما أنه لا يبدو ثابت الخطى في مصر وواثق النفس وسط الشعب. في ساحل العاج، جيء كذلك بموظف دولي، بمدير سابق في صندوق النقد العالمي، الحسن وتارة، لإنقاذ ما أمكن. إنه الفصل الجديد في باب استخدام الموظفين الدوليين.

من جهتها، تحاول فرنسا محو الأثر الذي تركته صرخة إنقاذ بن علي، المنبعثة من أعماق قلب وزيرة شؤونها الخارجية. لقد سارعت في هذه المرة إلى التنديد بقمع المظاهرات في مصر، استعدادا للتخلي عن مبارك مثلما تخلت عن بن علي بين ليلة وضحاها. فطالما كان الاثنان في خدمتها، كما كان الحال بالنسبة لمشروع الاتحاد من أجل البحر الأبيض المتوسط، كانا وجهة ابتساماتها ومداهناتها. فرنسا لا تحسب للعواطف حسابا. ليكن هذا في علم الخدام الآخرين.

ثم إن وسواس فرنسا، اليمين واليسار الرسميين على حد سواء، مصدره الوضع في بلاد المغرب قبل كل شيء، لأنها لا شيء من دون هذه المنطقة. يتضح هذا فجأة على ضوء القلق الشديد الذي ينتابها. إنها نهاية مرحلة تاريخية، بلا جدال، مرحلة سيطرة أوربا. قطعة صغيرة جدا كانت تسيطر على بقية العالم. كان هذا يدهشني باستمرار كلما طالعت الخريطة. اليوم الصين، الهند، كوريا الجنوبية، تركيا، إيران، البرازيل، الفيتنام، ماليزيا، آسيا، الخ. تصعد وتنمو اقتصاديا بسرعة كبيرة. الأمور تعود إلى نصابها وإلى مقاساتها الصحيحة في هذا القرن ال21. التاريخ يسرع خطاه.

الإنترنت، الجوال، فيس بوك، تويتر، تعرضت لحظر نظام مبارك. الدكتاتوريات العربية تخاف تقدم التكنولوجيا، تتوهم أن الإنترنت مصدر ذعرها فتحمله مسؤولية التمرد الشعبي. وعندما يدرك النظام المصري أن الشعب، من جهته، يشاهد التلفزيون، يقطع إرسال الجزيرة على نايل سات. الطبع غلاب…

في الغرب أيضا، ويكيليكس بعثت رعشة برد في الأوساط الحاكمة. الإرهاب يستعمل يوميا كذريعة لتبرير مشاريع الرقابة على الرأي العام، على الإنترنت والصحف الإلكترونية، فيجري تحويل الإعلام الرقمي إلى سلاح من أجل الديمقراطية من قبل الشباب. أهو قرن الشفافية الحقيقية؟ ربما.

إنها الشفافية أيضا، تلك التي تجسدت في نشر 1600 وثيقة عن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية من قبل قناة تلفزيون الجزيرة وجريدة الغارديان البريطانية. وثائق مزورة؟ وثائق صحيحة؟ المشكل الحقيقي، في الواقع، هو أن لهذه الوثائق وللخيانة التي تكشفها مصداقية لأن محمود عباس وأصدقاءه الفلسطينيين والمصريين بلا مصداقية، كونهم فقدوا ثقة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية بالضبط كما فقدتها الأنظمة العربية التي أثرت فيهم للأسف. هل كانت هذه الوثائق ستحظى بالمصداقية لو خصت حماس؟

ثورة ديمقراطية، ثورة ثقافية

يجب أيضا الحديث عن الجانب الثقافي لهذه الثورة الديمقراطية العربية. الأنظمة البوليسية اضطهادية لأن تسييرها قائم على الخوف، أو بالأحرى على وهم الخوف، لأنها هشة, إننا نندهش في كل مرة من مشاهدة اتنهارها كقصور الورق. والحال إن الخوف يعزل الناس عن بعضهم البعض والثورة هي بالعكس عرس، بل أكبر الأعراس، إذ تقرب بين الناس. في الشارع، في المظاهرات، في الحركة الشعبية، الناس يتحادثون، يتواصلون، يكتشفون متعجبين أنهم يفكرون في نفس الشيء، يحفزون بعضهم، يبدون ذكاء جماعيا، يبدعون. في كل مكان عطش للكلمة، للتعبير، للقول. في تونس، يبدو كل تونسي خطيبا.

فالثورة ثقافية كذلك، والشعب يكافح أيضا بلغته وثقافته. كان نظام بن علي يهين الشعب التونسي ثقافيا أيضا حتى أصبحت اللغة الفرنسية جهارا لغة النخب المتغطرسة للنظام وتأشيرة اللحاق بالأوساط القائدة اقتصاديا وماليا. إن قناة تلفزيونية مثل نسمة، المملوكة لطارق بن عمر، أحد المقربين من النظام، تخصصت في تعويض العربية بهجين مكون من مزيج من الفرنسية والعربية بدعوى (كما عندنا في الجزائر) أنها لغة الشارع. إنها دعوى باطلة، لأن الحقيقة هي أن الشارع كان ممنوعا من الكلام واليوم يقوم الشارع التونسي بالثورة، بواسطة لغته.

كنت أشاهد قناة نسمة المذكورة أثناء الأيام الأولى للثورة، وكنت أبتسم جراء البهلوانيات اللغوية للمنشط. كان يجد صعوبة متزايدة في الاحتفاظ بتلك الرطانة الفرنسية العربية وهو يدعو، في نفس الوقت، ممثلين شعبيين للثورة إلى المشاركة في حصته. كان الانشقاق الثقافي قد أصبح أيضا انشقاقا اجتماعيا وكان الشعب يقول بالفرنسية “ديكاج” لبن علي وإلى التجمع الدستوري لكنه يخاطب ذويه بالعربية.

في أكتوبر 2010، في مهرجان قرطاج بتونس، كان بالإمكان ملاحظة نفس الانشقاقات، نفس التوترات الاجتماعية الثقافية حول مسألة الاستقلال والكرامة الوطنية. لقد ندد سينمائيون توانسة كثيرون بعملية تحريف المهرجان عن هدفه إذ كان في الأصل مهرجانا عربيا وإفريقيا للتحرر الوطني ضمن سياق عقد الستينات وإذا به تحول إلى مهرجان فرنكوفوني، تحت النفوذ الفرنسي. فالمشرفة عليه، وهي معينة من الحكومة التونسية كانت هي نفسها المعينة من فرنسا لإدارة صندوق الجنوب، إحدى الهيئات التابعة لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية ولدعم سينما الجنوب. بالنسبة لكثير من الناس كان هناك نزاع مصالح، وهذا يفسر ذاك. يوم 26 أكتوبر بفندق أفريكا، جمعت سفارة فرنسا أوساطا من السينما التونسية. وقام فريدريك ميتران، الوزير الفرنسي للثقافة، بالظهور في الاجتماع الذي كان يترأسه سرج مواتي، من القناة الفرنسية، فرنس 5. على المنصة جلس أيضا مخرج تونسي معروف بنزعته الفرنكوفيلية وتوجه للحضور قائلا:  »البعض يستنجد لأن فرنسا عائدة، أنا أقول فرنسا تعود لحسن الحظ«!  وضوح يصيب المرء بالذهول: لا حاجة للبحث عن الاستعمار الجديد. إنه هنا متبنى بلا لبس. فهناك من بين الرسميين التونسيين لقطاع الثقافة من كانوا “يدعون فرنسا والثقافة الفرنسية للعون ضد غزو الفضائيات العربية” لأن “النضال ضد الأصولية هو نضال مشترك”. بلغ التوسل الذليل مبلغا أحرج الفرنسيين أنفسهم وجعل أحدهم يلاحظ: “نحن لا نستطيع أن نفكر بدلا منكم”، بينما أسر مخرج تونسي لصديقه الجزائري: “أنظر، أنظر جيدا، ها هو الطابور الخامس، ها هو مستوى الدناءة الذي نعانيه في بلدنا”. بعد شهرين من ذلك انفجرت الانتفاضة التونسية.

في تونس وفي مصر، كان هناك نفس الشعور بالاحتقار ونفس العزم على الدفاع عن الكرامة الوطنية. الأشكال وحدها تختلف بحسب السياق: في مصر ضد العار الذي جلبه الخضوع لإسرائيل، في تونس ضد استمرار وعودة الأشكال الثقافية، الاقتصادية والسياسية للاستعمار.

الشاه مات كذلك في لعبة تحريض الشعوب العربية ضد بعضها البعض. منذ وقت ليس ببعيد، جرت محاولة إثارة الشبيبتين الجزائرية والمصرية الواحدة ضد الأخرى، في صراع بين إخوة… من أجل… مباراة لكرة القدم، … من أجل… هدف سجل في مرمى عوضا عن المرمى الآخر. اليوم جاء الرد، لاذعا، إلى كل الذين أخذوا رغباتهم على أنها الحقيقة واعتقدوا أنهم أسسوا لبغضاء مديدة بين الشعبين. كم يبدو تافها اليوم الاحتقار الموجه هنا للمصريين والموجه هناك للجزائريين، وكم تبدو تافهة اليوم محاولات إقناعنا بالتخلي عن التضامن والوحدة العربية.

فحتى الطريقة التي انتشرت بها الانتفاضة التونسية عبر العالم العربي ذات دلالة ثقافية، دلالة الوعي، ليس لدينا فقط، وإنما لدى بقية العالم كذلك: الوعي بمصير عربي مشترك، الذي تكشف الأحداث الراهنة بديهيته. إن لفظ الانتفاضة ذاته الذي يوحد الشبيبة العربية، من فلسطين إلى تونس، وذروة الاحتجاج عند التضحية بالنفس من المغرب إلى اليمن، مرورا بموريتانيا، تونس، الجزائر، مصر، من خلال ذاك الفعل الرهيب، المتكرر، المقلد من أقضى العالم العربي إلى أقصاه، يرددان نفس الصرخة، نفس الرفض للإهانة، نفس الطموح إلى الكرامة الجماعية والفردية وإلى العدالة. هذه الثورة تجري، بالمعنى الحقيقي للكلمة، من بلاد عربية إلى بلاد عربية أخرى وتجوب أرجاءها، فتتسبب في ارتجاجها كلها، بما فيها تلك التي تبدوا صامتة، إلى حد أنها تظهر كأنها نفس الثورة، لأن الرسالة واحدة، المبعوثة والمفهومة بنفس اللغة، نفس الثقافة. العالم العربي استيقظ. الباقي مسألة وقت.

جمال لعبيدي
2 فبراير 2011

نشر  في موقع  جزيرة نيت 

***

En Egypte, comme en Tunisie, quel génie politique que celui du peuple. Quand on lui envoie l’armée, il flaire le piège. Il l’entoure, il la noie dans sa chaleur humaine et dans sa multitude. Les chars sont immergés, comme des iles, dans cette mer populaire, et deviennent soudain pacifiques, inoffensifs, presque paisibles. Sur certains chars, comme une note d’humour, il y a écrit par les mains anonymes du peuple : “A bas Moubarak !”. Le peuple sert dans ses bras ses soldats. Ne sont ils pas du peuple. En envoyant l’armée, le régime a pris le risque qu’elle fraternise avec le peuple.

Mais attention, rien n’est encore fait. En Tunisie, le premier ministre Ghamouchi ne serait pas si sûr de lui sans la caution de la hiérarchie militaire. Il manœuvre pour sauver le système. Un air faussement humble, plein d’humilité, comme le veut le nouveau style démocratique. Il a d’abord fait un gouvernement “d’union nationale” à écrasante majorité du RCD, et maintenant lorsqu’il les remplace, cela paraît être une concession et les gens crient victoire. Du grand art !

Ils n’ont rien vu venir

Les images de la vague démocratique arabe passent en boucle sur Al Djazeera. Finalement, les régimes arabes n’étaient là que pour faire barrage à la volonté de leurs peuples. Pour eux, comme pour les puissances occidentales, le dilemme est celui ci: s’ils ouvrent le barrage, ils risquent d’être emportés par la fureur des eaux. Mais, s’ils ferment le barrage, celui ci risque de s’effondrer sous la pression de la vague populaire. Echec et mat. C’est sûr, maintenant, c’est un tournant historique pour le monde Arabe. Cela sera rapide ou cela prendra du temps, mais c’est sûr.

L’Occident a peur de la démocratie dans les pays arabes. Ce qui soulève chez nous un immense espoir crée au contraire chez lui la crainte. Aveuglés par leur puissance militaire, ils n’ont rien vu venir. Obama, que nous aimerions tant …aimer, se rend soudain compte que le régime Egyptien n’est pas démocratique et se souvient des droits de l’Homme. Il prend, en catastrophe, Vendredi la parole pour réclamer leur respect, tout en pensant surtout à Israël. Le lendemain, il réunit son conseil de sécurité et l’Etat major de l’armée. Mais ils n’ont personne pour remplacer Moubarak. Un autre général ? Ou peut être ce Mohamed El Baradei. Il est fonctionnaire de l’ONU de 1964 à 1974 .Il participe ensuite aux accords de camp David en 1978, au temps de Sadate, comme conseiller spécial du ministre des Affaires étrangères égyptien. Puis il passe un quart de siècle à l’étranger, dans le confort doré de l’AIEA. Quand il parle, il parle en Anglais, comme il en a pris l’habitude, et cela même au Caire. Personnalité qui me semble bien pâle, malgré le prix Nobel que les médias occidentaux ne cessent de rappeler, alors qu’au fond il a été attribué surtout à l’AIEA. Il a eu le courage, souligne –t- on, de s’être opposé à Bush, sur le mensonge des armes de destruction massive en Irak. Je garde pourtant de cet épisode l’impression qu’il a été bien moins courageux et déterminé que son magnifique collègue, le Suédois Hans Blix. Et puis, il me semble un peu perdu en Egypte et mal à l’aise dans un cortège populaire. En Côte d’Ivoire, c’est aussi un fonctionnaire international, un directeur du FMI, Alassane Ouattara qu’on a ramené pour sauver les meubles. Du nouvel usage des fonctionnaires internationaux…

La France essaie, elle, de faire oublier le cri du cœur qu’avait eu son ministre des affaires étrangères qui voulait voler au secours de Ben Ali. Elle se hâte cette fois ci de dénoncer la répression des manifestations en Egypte. Elle a abandonné du jour au lendemain Ben Ali, comme elle va le faire pour Moubarak. Elle n’était pour eux que sourires et flatteries quand ils la servaient encore récemment, pour installer le projet d’Union pour la Méditerranée. La France n’a pas d’état d’âme. Avis aux autres domestiques.

Mais c’est surtout la situation au Maghreb qui obsède la France, droite et gauche officielle confondues. La France n’est rien sans le Maghreb. On le comprend soudain à son inquiétude extrême. Fin irrémédiable d’une période historique, celle de la domination européenne. Un tout petit morceau de la planète qui dominait le reste du monde. Cela m’avait toujours étonné quand je regardais la carte. Aujourd’hui la Chine, l’Inde, la Corée du sud, la Turquie, le Brésil, le Vietnam, la Malaisie, l’Asie etc. émergent et croissent très vite économiquement. Les choses reprennent leur place et leurs véritables mesures en ce 21 ème siècle. L’Histoire a pris un coup d’accélérateur.

L’Internet, le mobile, Facebook, Twitter, ont été coupés par le régime Moubarak. Les dictatures arabes ont peur du progrès de la technologie. Dans leur panique, ils fantasment sur l’Internet et rendent la toile responsable de la révolte populaire. Puis quand il comprend que le peuple, lui, regarde la Télé, le régime égyptien fait arrêter les émissions d’Al Djazeera sur Nile Sat. Chassez le naturel…

Dans l’Occident de même, Wikileaks a fait passer un frisson glacé dans les milieux dirigeants. Le terrorisme sert de sempiternel prétexte pour justifier les projets de contrôle de l’opinion, de l’Internet, des journaux électroniques. L’information numérique est transformée en arme de la démocratie par les jeunes. Le siècle de la transparence, la vraie glasnost cette fois ci? Peut être.

Transparence aussi, la publication de 1600 documents sur les négociations israélo-palestiniennes par la chaine TV Al Djazeera et le journal britannique The Gardian. Faux documents ? Ou vrais documents ? Au fond, le vrai problème est que ces documents, et la trahison qu’ils révèlent, sont crédibles parce que Mahmoud Abbas et ses amis palestiniens et égyptiens ne le sont pas, parce qu’ils ont perdu la confiance du peuple palestinien et des peuples arabes, exactement comme les régimes arabes qui ont hélas déteints sur eux. Ces documents auraient –ils été crédibles s’ils avaient concerné Hamas ?

Révolution démocratique, révolution culturelle

Mais il faudrait parler aussi du côté culturel de cette révolution démocratique arabe. Les régimes policiers oppriment parce qu’ils fonctionnent sur la peur, ou plus exactement sur le fantasme de la peur, car ils sont fragiles et on est chaque fois étonné de les voir s’écrouler comme des châteaux de cartes. Or la peur isole les gens les uns des autres. La révolution est au contraire une fête, la plus grande, elle rapproche les gens. Dans la rue, dans les manifestations, dans le mouvement populaire, les gens se parlent, communiquent, s’aperçoivent émerveillés qu’ils pensaient la même chose, se stimulent, sont ensemble intelligents, créent. Partout la soif de parler, de s’exprimer, de dire. En Tunisie, on a l’impression que chaque Tunisien est un orateur.

La révolution est aussi culturelle. Un peuple, ça se bat aussi avec sa langue et sa culture. Le régime de ben Ali avait aussi humilié culturellement le peuple tunisien. La langue française était devenue ostensiblement la langue des élites arrogantes du système et le visa pour accéder aux milieux dirigeants économiques et financiers. Une télévision, comme “Nessma”, appartenant à Tarek Ben Amar, un proche du système, s’était faite une spécialité de remplacer l’arabe par un mélange de français et d’arabe sous prétexte (tiens, comme chez nous…) que c’était la langue de la rue. Faux. En réalité, c’était parce qu’on ne laissait pas parler la rue. La rue Tunisienne fait aujourd’hui la révolution, dans sa langue.

Je regardais d’ailleurs la chaine tunisienne Nessma TV les premiers jours de la Révolution. Je souriais devant les acrobaties linguistiques de l’animateur. Il lui devenait de plus en plus difficile de conserver ce baragouin franco-arabe tout en conviant sur son plateau des représentants populaires de la révolution. Le clivage culturel était devenu aussi un clivage social. Le peuple dit en français “Dégage” à Ben Ali et au RCD mais il parle en arabe aux siens.

En octobre 2010, à Tunis, au Festival de Carthage, on pouvait noter les mêmes clivages , les mêmes tensions socioculturelles autour de la question de l’indépendance et de la dignité nationale. Beaucoup de cinéastes tunisiens dénoncent le détournement de ce Festival. Il était à l’origine, un Festival arabe et Africain, de libération nationale dans le contexte des années 1960. Ils lui reprochent d’être devenu un festival francophone, sous influence française. La responsable de l’organisation de ce Festival, désignée par le gouvernement tunisien est en même temps désignée par la France pour diriger le “Fonds Sud”, un organisme dépendant du ministère des Affaires étrangères français, et de subvention du cinéma des pays du Sud. Pour beaucoup, il y a là conflit d’intérêts, et ceci explique cela. Le 26 octobre, à l’hôtel Africa, l’Ambassade de France réunit des milieux du cinéma tunisien. Fréderic Mitterrand, le ministre de la Culture français fait une apparition à la réunion. Elle est présidée par Serge Moatti, de la chaine française France 5. Au présidium aussi, un réalisateur tunisien connu pour sa francophilie, lance à la salle: “Certains crient au secours, la France revient, moi je dis heureusement la France revient!”. On reste ébahi de tant de clarté. Pas la peine de chercher le néocolonialisme. Il est là, assumé. D’autres, des officiels Tunisiens du secteur de la culture “appellent à l’aide de la France et de la culture française contre l’invasion des chaines satellitaires arabes” et que “c’est le même combat contre l’intégrisme”. Les Français sont eux même gênés de tant de sollicitation servile et l’un d’eux, fait remarquer “nous ne pouvons pas penser pour vous”. Un réalisateur tunisien confie à un ami algérien: “Regarde, regarde bien, la cinquième colonne, vois à quoi nous en sommes réduits dans notre pays.” Deux mois après, éclatait l’Intifada tunisienne.

En Tunisie, et en Egypte, il y avait le même sentiment d’humiliation et il y la même détermination à défendre la dignité nationale. Simplement, elle prend, selon le contexte, des formes différentes: en Egypte, c’est contre la honte de la soumission à Israël, en Tunisie contre la persistance et le retour des formes culturelles, économiques et politiques du colonialisme.

Echec et Mat aussi des tentatives d’opposer les uns contre les autres les peuples arabes. Il n’y a pas si longtemps, on avait essayé d’opposer la jeunesse algérienne et la jeunesse égyptienne, dans une lutte fratricide, pour… un match de football, pour… un but marqué d’un côté plutôt que de l’autre. Aujourd’hui, la réponse est venue, cinglante, à tous ceux qui, prenant leurs désirs pour la réalité, espéraient avoir installé un ressentiment durable entre les deux peuples. Combien paraissent dérisoires aujourd’hui, le mépris anti égyptien affiché ici, comme le mépris anti algérien affiché là, et les tentatives de nous convaincre de renoncer à la solidarité et l’unité arabes.

La façon avec laquelle l’Intifada tunisienne s’est répandue dans le monde arabe a aussi une signification culturelle. Celle de la conscience, non seulement pour nous, mais pour le reste du monde , d’une communauté de destin arabe, dont les évènements actuels révèlent l’évidence: Le terme lui même d’Intifada qui unit la jeunesse arabe, de la Palestine à la Tunisie; la protestation suprême de l’immolation du Maroc au Yémen, en passant par la Mauritanie, la Tunisie, l’Algérie, l’Egypte, ce même geste terrible qui est répété, imité d’un bout à l’autre du monde arabe, comme l’écho du même cri, du même refus de l’humiliation, de la même aspiration à la dignité, nationale et individuelle, et à la justice. Cette Révolution qui court d’un pays arabe à l’autre, qui les parcoure, qui les fait frémir tous, même ceux qui paraissent silencieux, à tel point qu’il semble que c’est la même Révolution, car c’est le même message, transmis et compris dans la même langue, dans la même culture. Le Monde arabe s’est réveillé. Ce n’est plus qu’une question de temps.

Djamel Labidi
3 février 2011

Article paru dans Le Quotidien d’Oran 

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version