أين ستختبئون؟
من دمعةِ المسجون
وحزنِ أمِّ مدفون
وصمتِ طفلٍ غاضبٍ مجنون…
من شارع ملثّم مشحون
ومظلوم، ومحڤور يمقتكم، وكلِّ بائس مبلّل العيون
وأمٍّ لم تنم منذ سنين من كثرة الشجون
أين ستختبئون؟
من آهاتٍ تناديكم من غرف التعذيب
وجميلةٍ ثائرةٍ صكت وجهَها بعد موت الحبيب
وأبٍ طلّق الحياة والأهل والأنساب
يريد أن يرى فيكم الويل والعذاب
أين ستختبئون؟
من الأرض والسماء
وجبال الأوراس العلى
رأوا منكم المنكر والحرق والتنكيل وقتل الأبرياء
أين ستختبئون؟
من أسرار تقطّعكم كل ليلة، ساعات وساعات
فتغلقون عليها في صندوق الغدر كتجارة مزجاة
ويتلعثم لسانكم بالنطق بالشهادة في صلاة المناسبات
في ساحةٍ غرستم فيها غناء الرشاشات
أين ستختبئون؟
دون سياراتكم المصفّحة
وقصوركم المحصّنة
وكنوزكم المؤمّنة
وأسواركم المنيعة
أين ستختبئون؟
من قبضة القدر
وثورة الحجر…
والليل إذا أدبر
أين ستختبئون؟
في بلدة بعيدة
أم في عاصمة صديقة
وليكن… لن نعطيكم صكوك الغفران
ولن نقبل بسلام الذل والهوان
ستبقى دماؤنا تلطّخ أيديكم
وأحلامنا تلعن أحلامكم
غاني مهدي
2 أكتوبر 2010